نظرة عامة

عيب القلب الخلقي هو مشكلة في بنية القلب يولد بها الطفل.

وبعض عيوب القلب الخلقية التي تصيب الأطفال تكون بسيطة ولا تحتاج إلى علاج. بينما تكون عيوب القلب الخلقية الأخرى التي تصيب الأطفال أكثر تعقيدًا، وقد تحتاج إلى إجراء عدة جراحات على مدى عدة سنوات.

قد يساعدك اكتساب معلومات عن عيب القلب الخلقي لدى طفلك على فهم المرض، وتكوين تصور عن مآله خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

ما عيوب القلب الخلقية؟ شرح المرض من أحد الخبراء

تعرف على المزيد حول عيوب القلب الخلقية من طبيب قلب الأطفال جوناثان جونسون، الحاصل على الدكتوراة.

أنا الدكتور جوناثان جونسون، طبيب قلب الأطفال في مايو كلينك. سنتناول في هذا الفيديو أساسيات مرض القلب الخلقي لدى الأطفال. سواء كنت تبحث عن إجابات حول صحة طفلك أو صحة شخص تحبه، فنحن هنا لنقدم إليك أفضل المعلومات المتاحة.

يشير مرض القلب الخلقي، المعروف أيضًا باسم العيب الخلقي، إلى مشكلة واحدة أو أكثر موجودة منذ الولادة في بنية القلب. وتحدث هذه العيوب عندما لا يكتمل تكوين القلب أو الأوعية الدموية بشكل صحيح داخل الرحم. ويصاب ما لا يقل عن ثمانية أطفال بعيب في القلب من كل 1000 يولدون في الولايات المتحدة سنويًا. وهذا يعني 40 ألف طفل كل عام في هذه الدولة. تعني كلمة خلقي وجود المشكلة عند الولادة. لكن يمكن اكتشاف العيوب حتى قبل الولادة في بعض الأحيان. وهناك أحيان أخرى لا تظهر على الأطفال أي مؤشرات حتى يكونوا أكبر سنًا أو حتى في مرحلة البلوغ. يمكن أن تتضمن أمراض القلب الخلقية عيوبًا في أي من أجزاء القلب، بما في ذلك الشرايين أو الصمامات أو الحجرات أو الجدار الفاصل بين حجيرات القلب. ويمكن لهذه العيوب أن تؤثر في التدفق السليم للدم والأكسجين إلى الرئتين والجسم، ويعتمد هذا على شدة العيوب ونوعها. وترتبط أحيانًا بتلك العيوب مشكلات في نظم القلب أو قد تؤدي إلى عمل القلب بجهد أكبر مما ينبغي. وقد تكون بعض هذه العيوب بسيطة جدًا وتسبب مشكلات قليلة للغاية في نمو الطفل وصحته، مثل وجود ثقب صغير في القلب. لكن توجد حالات أخرى تتطلب رعاية فورية، مثل ولادة الأطفال مع جزء مفقود من القلب.

لا تسبب بعض عيوب القلب الخلقية ظهور أي مؤشرات أو أعراض. وتظهر المؤشرات في بعض الأحيان في مرحلة عمرية متقدمة. ويمكن للأعراض أن تعود أيضًا بعد سنوات من العلاج. قد تظهر أعراض لعيوب القلب الخلقية الأكثر خطورة بشكل واضح في الأيام أو الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة. إذ قد يُلاحظ تصبغ الجلد بلون رمادي أو أزرق شاحب، وهذا يسمى زُراقًا. يستهلك الأطفال الكثير من السعرات الحرارية والجهد عندما يأكلون. ومن ثم يؤدي تناول الطعام غالبًا إلى ظهور أعراض فشل القلب، مثل سرعة التنفس أو ضيق النفس. ويمكن أن يكون بطء زيادة الوزن الناجم عن عيب في القلب أو صعوبة الرضاعة بسبب وجود الأعراض في فترة الرضاعة علامة على الإصابة بمرض خلقي في القلب. قد لا تُكتشف بعض الحالات الأقل خطورة حتى مرحلة عمرية متقدمة في فترة الطفولة. وتشمل العلامات التي تظهر على الأطفال الأكبر سنًا ضيق النفس أو الشعور السريع بالإرهاق أو الإغماء أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة. وقد يصابون أيضًا بتورم في اليدين والكاحلين والقدمين. بالإضافة إلى أن طبيب الأطفال قد يسمع دقات قلب غير طبيعية أو صوت قلب غير طبيعي أثناء الفحص يسمى نفخة. وتكون معظم هذه النفخات غير مؤذية، لكن من الضروري التحقق منها.

تظهر بعض عيوب القلب الخلقية في التصوير بالموجات فوق الصوتية للطفل داخل الرحم. وقد يُنصح بالعلاج قبل ولادة الطفل في بعض الحالات شديدة الخطورة. ويستخدم هذا العلاج لتصحيح العيب أو تقليل المضاعفات أثناء نمو الطفل. لتحديد ما إذا كان طفلك مصابًا بمرض قلبي خلقي، سيجري الطبيب فحصًا بدنيًا ويستمع إلى قلبه باستخدام السماعة الطبية. وسيسأل عن الأعراض التي ظهرت على الطفل وتاريخه الطبي وأي تاريخ عائلي لمشكلات القلب. وسيوصي بعد ذلك بإجراء فحوصات أخرى إذا لزم الأمر. يمكن قياس التأكسج النبضي لتقدير مقدار الأكسجين في الدم. وهذا اختبار بسيط يتم باستخدام مستشعر الإصبع. ويمكن إجراء تخطيط كهربية القلب لتسجيل الإشارات الكهربائية في قلب الطفل. وهذا الفحص غير متوغل وغير مؤلم. قد يرغب الطبيب أيضًا في تحديد موعد لإجراء مخطط صدى القلب الذي يستخدم الموجات الصوتية لتكوين صورة للقلب. ويتيح مخطط صدى القلب للطبيب رؤية عضلة القلب والصمامات أثناء الحركة بالإضافة إلى تشخيص معظم أنواع أمراض القلب الخلقية. وربما يخضع الطفل أيضًا لتصوير الصدر بالأشعة السينية التي يمكن أن تكشف عن وجود مشكلات في حجم القلب وشكله. قد يطلب الطبيب في بعض الحالات إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، ويستخدم هذا الإجراء مغناطيسًا كبيرًا لالتقاط صور للقلب أثناء حركته. وقد يطلب الطبيب إجراء قسطرة قلبية. للقيام بذلك، يُدخل أنبوب قسطرة أو أنبوب بلاستيكي صغير عبر إبرة إلى الشريان أو الوريد في الساق أو الذراع أو الرقبة، ثم إلى حجرات القلب المختلفة. وتمكّن هذه الطريقة الأطباء من فحص تدفق الدم والضغط داخل حجرات القلب بأنفسهم. يستخدم الأطباء طرق القسطرة القلبية في الوقت الحالي لإغلاق أنواع معينة من الثقوب في القلب أو لوضع صمامات قابلة للتوسع.

إذا كان طفلك مصابًا بمرض قلبي خلقي، فسيحتاج إلى رعاية طوال حياته. ولكن لا يحتاج كل الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية إلى علاج نشط، وقد لا يسبب العيب أيضًا أي ضرر على صحتهم، إذ تُشفى بعض العيوب من تلقاء نفسها، مثل الثقب الصغير في القلب. وهناك حالات يمكن علاجها بالأدوية. وتشمل هذه الأدوية أدوية ضغط الدم وأدوية نظم القلب والأدوية التي تساعد على التخلص من الماء الزائد في الجسم. أما أنواع أمراض القلب الخلقية الأكثر خطورة قد تتطلب تدخلاً جراحيًا أو إجراءات أخرى. وقد تكون هذه الجراحة عملية قلب مفتوح أو نوعًا أقل توغلاً. ويتم اللجوء إلى عملية زراعة القلب في الحالات التي لا يكون فيها الإصلاح خيارًا. ويحاول الأطباء الحد من هذه التدخلات الجراحية قدر الإمكان ولا يوصون بها إلا عند الضرورة القصوى.

من الضروري أن تكون ملمًا بحالة طفلك الصحية. وانتبه لظهور أي تدهور أو أعراض جديدة، واحرص على تطبيق أي تعديلات أوصى بها طبيب القلب لنمط حياة طفلك. ومع تقدم عمر المرضى، من الضروري المتابعة مع طبيب قلب متخصص للبالغين ومدرب على معالجة أمراض القلب الخلقية. إن اكتشاف إصابة طفلك بعيب في القلب أمر مخيف ويمكن أن يكون مخيفًا بالنسبة إلى الطفل أيضًا، إذا كان في عمر يستطيع فيه فهم ماهية المرض. ولكن بغض النظر عن وقت التشخيص، فقد أدى التقدم في البحث والعلاج إلى زيادة كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى تحسن جودة الحياة العامة للمرضى المصابين بمرض قلبي خلقي. وهذا يعني وجود قدر كبير من الأمل للأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية. ونتوقع أن يحصل الجميع على فترة طفولة سعيدة تقودهم إلى حياة طويلة مكتملة مليئة بالإنجازات. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أمراض القلب الخلقية عند الأطفال، فشاهد مقاطع الفيديو الأخرى ذات الصلة أو تفضل بزيارة mayoclinic.org نتمنى لكم صحة جيدة.

الأنواع

  1. البطين الأيمن ذو المخرجين
  2. الثقبة البيضوية الواضحة
  3. الجذع الشرياني
  4. الحلقات الوعائية
  5. الشذوذ الخلقية للصمام التاجي
  6. الصمام الأبهري ثنائي الشرف
  7. العائد الوريدي الرئوي الشاذ الكلي
  8. القناة الشريانية السالكة (PDA)
  9. تحويل الشرايين الكبيرة
  10. تشوه الحاجز البطيني (VSD)
  11. تضيق الأبهر
  12. تضيق الصمام الرئوي
  13. رباعية فالو
  14. رتق الرئة
  15. رتق الرئة مع سلامة الحاجز البطيني
  16. رتق الرئة مع وجود عيب في الحاجز البُطيني
  17. رتق الصمام ثلاثي الشرف
  18. شذوذ إيبشتاين
  19. عيب الحاجز الأذيني (ASD)
  20. عيب العود الوريدي الرئوي الشاذ جزئيًا
  21. عيب في القناة الأذينية البطينية
  22. متلازمة القلب الأيسر ناقص التنسج
  23. متلازمة أيزنمينجر
  24. متلازمة فترة QT الطويلة
  25. متلازمة وولف باركنسون وايت (WPW)
  26. مرض كاواساكي

الأعراض

عادةً ما تُكتشف عيوب القلب الخلقية الخطيرة عقب الولادة بفترة وجيزة، أو خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل. ويمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:

  • تصبغ الشفتين أو اللسان أو الأظافر بلون رمادي أو أزرق شاحب (الازرقاق)
  • سرعة التنفس
  • تورم الساقين أو البطن أو المناطق المحيطة بالعينين
  • ضيق النفس أثناء الرضاعة، ما يؤدي إلى عدم زيادة وزن الرضيع زيادةً طبيعيةً

لا يمكن تشخيص الحالات الأقل خطورة من عيوب القلب الخلقية حتى وقت متأخر من مرحلة الطفولة. قد تشمل مؤشرات وأعراض عيوب القلب الخلقية عند الأطفال الأكبر سنًّا ما يلي:

  • الإصابة بضيق النفس بسرعة أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
  • الشعور السريع بالإرهاق أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
  • الإغماء أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
  • تورم اليدين أو الكاحلين أو القدمين

متى تزور الطبيب

تشخَّص عيوب القلب الخلقية الخطيرة غالبًا قبل ولادة الطفل أو بعدها مباشرةً. وإذا لاحظت ظهور أي من مؤشرات المرض أو الأعراض الواردة أعلاه، فاتصل بالطبيب.

إذا لاحظت ظهور أي من مؤشرات المرض أو الأعراض المتعلقة بعيوب القلب الأقل خطورة على الطفل أثناء نموه، فاتصل بالطبيب المتابع لحالة طفلك. وسيخبرك الطبيب إذا كانت هذه الأعراض بسبب عيب في القلب أم حالة طبية أخرى.

الأسباب

لمعرفة أسباب حدوث عيوب القلب الخلقية، قد يكون من المفيد التعرّف على آلية عمل القلب في الحالات الطبيعية.

ينقسم القلب إلى أربع حجرات، اثنتان على اليمين واثنتان على اليسار. ولضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، يستخدم القلب جانبَيه الأيمن والأيسر لأداء مهام مختلفة.

ينقل الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين عبر الشرايين الرئوية. وفي الرئتين، يُزوَّد الدم بالأكسجين ثم يعود إلى الناحية اليسرى للقلب عبر الأوردة الرئوية. وبعد ذلك يضخ الجانب الأيسر من القلب الدم عبر الشريان الرئيسي للجسم (الأورطي) إلى بقية أجزاء الجسم.

كيف تنشأ العيوب الخلقية في القلب

يبدأ تشكُّل قلب الجنين ويأخذ في النبض خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل. كما يبدأ أيضًا تكوُّن الأوعية الدموية الرئيسية التي تمتد من القلب وإليه خلال هذه الفترة الحرجة من الحمل.

يمكن أن تنشأ عيوب القلب الخِلقية خلال هذه المرحلة من نمو الطفل. ولا يعلم الباحثون سبب حدوث معظم هذه العيوب على وجه التحديد، ولكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية، وبعض الحالات المرضية، وبعض الأدوية، وبعض العوامل البيئية والعادات السلوكية مثل التدخين، قد يكون لها دور في حدوثها.

ثمة عدة أنواع مختلفة من عيوب القلب الخلقية. وتُصنَّف هذه الأنواع ضمن الفئات العامة التالي ذكرها.

وصلات غير طبيعية داخل القلب أو الأوعية الدموية

تسبب هذه الوصلات غير الطبيعية تدفق الدم إلى مناطق غير التي يتدفق إليها في الحالات الطبيعية. ومن بين أمثلة هذا النوع من عيوب القلب الخلقية الثقوب في الجدران الفاصلة بين غرف القلب.

قد تسبب الوصلات غير الطبيعية اختلاط الدم الفقير بالأكسجين بالدم الغني بالأكسجين. وينجم عن هذا نقص كمية الأكسجين التي يضخها القلب إلى جميع أجزاء جسم الطفل. ويدفع التغير في تدفق الدم القلب والرئتين إلى العمل بجهد أكبر في محاولة لاستيعاب تدفق الدم غير الطبيعي.

تشمل أنواع الوصلات غير الطبيعية داخل القلب أو الأوعية الدموية ما يلي:

  • عيب الحاجز الأذيني هو ثقب بين الغرفتين العلويتين للقلب (الأذينان).
  • عيب الحاجز البطيني هو ثقب بين الجدار الفاصل بين الغرفتين اليمنى واليسرى في الجزء السفلي للقلب (البطينان).
  • القناة الشريانية السالكة هي وصلة بين الشريان الرئوي والشريان الرئيسي للجسم (الشريان الأورطي). وتكون مفتوحة طوال فترة نمو الطفل داخل الرحم، وتنغلق في الوضع الطبيعي بعد ساعات قليلة من الولادة. ولكنها تظل مفتوحة في بعض الأطفال مسببةً تدفقًا غير طبيعي للدم بين الشريانين.
  • الاتصال الوريدي الرئوي الشاذ الكلي أو الجزئي يحدث عندما تتصل كل الأوعية الدموية الخارجة من الرئتين (الأوردة الرئوية) أو بعض منها بمنطقة أو مناطق خاطئة في القلب.

أمراض صمامات القلب الخلقية

تعمل صمامات القلب كبوابات بين غرف القلب والأوعية الدموية. وينفتح الصمام وينغلق للحفاظ على سير الدم في الاتجاه الصحيح. ولكن في حال عدم قدرة صمامات القلب على الانفتاح والانغلاق بصورة سليمة، لا يستطيع الدم التدفق بسلاسة.

تتضمن مشكلات صمامات القلب ضيق الصمامات وعدم انفتاحها بالكامل (التضيق) أو عدم انغلاقها كليًّا (القلس).

ومن بين أمثلة مشكلات صمامات القلب الخلقية ما يلي:

  • تضيق الشريان الأورطي. من المحتمل أن يولد الطفل بصمام أورطي يحتوي على سديلة (شُرفة) واحدة أو اثنتين بدلاً من ثلاثة في الحالات الطبيعية. وتنشأ بسبب ذلك فتحة صغيرة ضيقة يمكن للدم المرور من خلالها. ويكون على القلب العمل بجهد أكبر لضخ الدم عبر هذا الصمام. ويتسبب ذلك في تضخم القلب وزيادة سُمك عضلة القلب في نهاية الأمر.
  • التضيق الرئوي. يتسبب حدوث عيب في الصمام الرئوي أو بالقرب منه في تضييق فتحة الصمام الرئوي وإبطاء تدفق الدم من خلاله.
  • شذوذ إيبشتاين. وفيه يحدث تشوه للصمام ثلاثي الشُرَف - الذي يفصل بين غرفة القلب العلوية اليمنى (الأذين) والغرفة السفلية اليمنى (البطين) - وغالبًا ما يسرب الدم.

الإصابة بعدة عيوب خلقية في القلب

يولد بعض الأطفال ولديهم عيوب خِلقية عديدة في القلب تؤثر على بنيته ووظيفته. وربما ينجم عن مشكلات القلب بالغة التعقيد هذه تغيرات جسيمة في تدفق الدم، وربما لا يكتمل نمو غرف القلب بسببها.

ومنها على سبيل المثال، رباعية فالو التي تجمع بين أربعة عيوب خِلقية وهي:

  • ثقب في الجدار بين الغرفتين السفليتين للقلب (البطينان)
  • تضيق المجرى الواصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوي
  • إزاحة منطقة اتصال الشريان الأورطي بالقلب
  • زيادة سُمك عضلة البطين الأيمن

ومن بين الأمثلة الأخرى لعيوب القلب الخلقية المعقدة ما يلي:

  • رتق الرئة. يوجد عيب خلقي بالصمام الذي يسمح بضخ الدم من القلب ليصل إلى الرئتين (الصمام الرئوي). ولذا، لا يتمكن الدم من التدفق في مساره الطبيعي للحصول على الأكسجين من الرئتين.
  • انسداد الصمام ثلاثي الشرفات الخلقي. هو عيب خلقي يتسبب في عدم تكوين الصمام ثلاثي الشُرَف. ولكن بدلاً منه، يتكون نسيج صلب بين غرفة القلب العلوية اليمنى (الأذين) والغرفة السفلية اليمنى (البطين). ويعيق هذا العيب الخلقي في القلب تدفق الدم ويتسبب في عدم اكتمال نمو البطين الأيمن.
  • تبدُّل وضع الشرايين الكبيرة. تُعد هذه الحالة أحد عيوب القلب الخِلقية الخطيرة نادرة الحدوث، وفيها يتبدل موضع الشريانين الرئيسيين الخارجين من القلب. ويوجد نوعان لهذا العيب. أولهما تبدل الشرايين الكبرى الكامل، والذي يُكتشف عادةً أثناء فترة الحمل أو لاحقًا بعد الولادة. وثانيهما التبادل اليساري لمواضع الشرايين الكبيرة، وهو حالة أقل شيوعًا. وقد لا تُلاحَظ الأعراض فورًا.
  • متلازمة نقص تنسُّج جانب القلب الأيسر. هي حالة مرضية تؤدي إلى عدم نمو جزء كبير من القلب بصورة سليمة. فمثلاً في متلازمة نقص تنسُّج جانب القلب الأيسر، لا ينمو الجانب الأيسر من القلب بما يكفي لضخ كمية كافية من الدم بقوة إلى سائر أجزاء الجسم.

عوامل الخطر

تنجم معظم عيوب القلب الخلقية بسبب التغيرات المبكرة التي تحدث أثناء فترة نمو قلب الجنين قبل الولادة. وما يزال السبب الفعلي لأغلب عيوب القلب الخلقية غير معروف، ولكن استطاع العلماء تحديد بعض عوامل الخطر، ومنها ما يلي:

  • الحصبة الألمانية. يمكن أن تسبب الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل حدوث مشكلات في نمو قلب الجنين. ويمكن إجراء اختبار دم قبل حدوث الحمل لتحديد ما إذا كنتِ محصَّنة ضد الحصبة الألمانية أم لا. ويتوفر لقاح للسيدات غير المحصَّنات ضد الحصبة الألمانية.
  • مرض السكري. يمكن تقليل احتمالية إصابة الجنين بعيوب خلقية في القلب عن طريق التحكم الدقيق في مستوى سكر الدم قبل فترة الحمل وأثناءها. وعمومًا لا تؤدي الإصابة بالسكري أثناء الحمل (السكري الحملي) إلى زيادة خطر حدوث عيوب خلقية في قلب الجنين.
  • الأدوية. قد تنجم بعض العيوب الخلقية عن تناول أدوية معينة خلال فترة الحمل، بما في ذلك عيوب القلب الخلقية. وبالتالي يتعين عليكِ إعطاء الطبيب قائمة كاملة بالأدوية التي تتناولينها قبل محاولة الإنجاب.

    وتشمل الأدوية المعروفة بأنها تزيد مخاطر حدوث عيوب القلب الخلقية الثاليدومايد (Thalomid) ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وأدوية الستاتين، وأدوية أيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب (Myorisan وZenatane وغيرهما)، وبعض أدوية الصرع، وأنواع معينة من أدوية علاج القلق.

  • تناول المشروبات الكحولية خلال فترة الحمل. يسبب تناول المشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل زيادة مخاطر إصابة الجنين بعيوب خلقية في القلب.
  • التدخين. إذا كنتِ تدخنين، فأقلعي عن التدخين. إذ يزيد التدخين أثناء فترة الحمل من مخاطر حدوث عيوب خلقية في قلب الجنين.
  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة والخصائص الوراثية. تنتقل عيوب القلب الخلقية أحيانًا في بعض العائلات، وقد تكون مرتبطة بالإصابة بإحدى المتلازمات الوراثية. فمثلاً أغلب الأطفال الذين لديهم نسخة زائدة من كروموسوم 21 (متلازمة داون)، مصابون بعيوب خلقية في القلب. كما يتسبب فقدان (حذف) جزء من المادة الوراثية للكروموسوم 22 في حدوث عيوب القلب الخلقية.

المضاعفات

من المضاعفات المحتملة لعيوب القلب الخلقية ما يلي:

  • فشل القلب الاحتقاني. قد يحدث هذا النوع من المضاعفات بين الأطفال الرُضع المولودين بعيب خلقي شديد في القلب. وتشمل مؤشرات فشل القلب الاحتقاني سرعة التنفس المصحوب عادةً باللهاث وضعف اكتساب الجسم للوزن.
  • الالتهابات القلبية. قد تزيد عيوب القلب الخلقية من احتمال تعرض أنسجة القلب أو صماماته للعدوى (التهاب شغاف القلب) التي قد تؤدي إلى مشكلات جديدة في صمامات القلب.
  • اضطراب النظم القلبي. قد تسبب العيوب الخلقية في القلب أو التندب الناتج من جراحة في القلب حدوث تغيرات في نظم القلب.
  • بطء النمو والتطور (التأخر النمائي). عادة ما يكون نمو الأطفال المصابين بعيوب قلبية خلقية أكثر خطورة وتطورهم أبطأ مقارنة بالأطفال الذين ليست لديهم عيوب قلبية. فقد يكونون أصغر حجمًا من الأطفال الآخرين من نفس العمر. وفي حال تضرر الجهاز العصبي، قد يتأخر الطفل عن الأطفال الآخرين في تعلم المشي والكلام.
  • السكتة الدماغية. تزداد لدى بعض الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب في بعض الأحيان مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة انتقال جلطات دموية عبر ثقب القلب إلى الدماغ.
  • اضطرابات الصحة العقلية. قد يصاب بعض الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب بالقلق أو التوتر بسبب حالات تأخر النمو أو القيود المفروضة على الأنشطة التي يمارسونها أو الصعوبات التي يواجهونها في التعلم. استشر طبيب الطفل إذا كانت لديك مخاوف بشأن صحة الطفل العقلية.

الوقاية

قد لا يكون بالإمكان الوقاية من الإصابة بعيوب القلب الخلقية نظرًا لعدم معرفة السبب الفعلي للإصابة بأغلبها. وفي حال زيادة احتمال ولادة طفل مصاب بعيب خلقي في القلب، فربما تخضعين لاختبارات وراثية وفحوص أخرى أثناء الحمل.

وهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في الحد من احتمال ولادة الطفل بعيوب خلقية، ومنها:

  • الحصول على الرعاية المناسبة السابقة للولادة. يمكن أن تساعد الفحوص الدورية المنتظمة مع الطبيب أثناء الحمل في الحفاظ على صحة الأم والجنين.
  • أخذ فيتامين مركب يحتوي على حمض الفوليك. ثبُت أن تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا يقلل من العيوب الخلقية التي تحدث في الدماغ والحبل النخاعي. وربما يساعد هذا أيضًا في الحد من احتمال الإصابة بعيوب في القلب.
  • الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية. يمكن أن تضر هذه العادات الحياتية بصحة الجنين. كما ينبغي تجنّب التدخين السلبي.
  • تلقّي لقاح الحصبة الألمانية. يمكن أن تؤثر عدوى الحصبة الألمانية أثناء الحمل على نمو قلب الجنين. لذلك يوصى بتلقي اللقاح قبل الإقدام على الحمل.
  • التحكم في مستويات السكر في الدم. في حالة الإصابة بداء السكري، فإن إبقاء مستويات السكر في الدم تحت السيطرة من شأنه أن يحد من احتمال الإصابة بعيوب القلب الخلقية.
  • معالجة الأمراض المزمنة. في حالة الإصابة بأمراض أخرى -ومنها بيلة الفينيل كيتون- استشر الطبيب بشأن الطريقة المثلى لعلاج تلك الأمراض والسيطرة عليها.
  • تجنُّب المواد الضارة. ينبغي ترك مهام الطلاء والتنظيف بالمنتجات ذات الرائحة النفاذة أثناء الحمل لشخص آخر.
  • استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية. قد تسبب بعض الأدوية عيوبًا خلقية. فأخبري الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولينها، بما في ذلك المتاحة دون وصفة طبية.

عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال - الرعاية في Mayo Clinic (مايو كلينك)

03/05/2022
  1. Congenital heart defects (CHD). Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/ncbddd/heartdefects/facts.html. Accessed Feb. 28, 2021.
  2. Congenital heart defects. National Heart, Lung, and Blood Institute. https://www.nhlbi.nih.gov/health-topics/congenital-heart-defects. Accessed Feb. 28, 2021.
  3. Libby P, et al., eds. Pericardial diseases. In: Braunwald's Heart Disease: A Textbook of Cardiovascular Medicine. 12th ed. Elsevier; 2022. https://www.clinicalkey.com. Accessed March 2, 2022.
  4. Overview of congenital cardiovascular anomalies. Merck Manual Professional Version. https://www.merckmanuals.com/professional/pediatrics/congenital-cardiovascular-anomalies/overview-of-congenital-cardiovascular-anomalies. Accessed March 1, 2022.
  5. Tsintoni A, et al. Nutrition of neonates with congenital heart disease: Existing evidence, conflicts and concerns. Journal of Maternal-Fetal & Neonatal Medicine. 2019; doi:10.1080/14767058.2018.1548602.
  6. Hypoplastic left heart syndrome: An overview for primary care providers. Pediatrics in Review. 2019; doi:10.1542/pir.2018-0005.
  7. Otto CM, et al. 2020 ACC/AHA Guideline for the management of patients with valvular heart disease: A report of the American College of Cardiology/American Heart Association Joint Committee on Clinical Practice Guidelines. Journal of the American College of Cardiology. 2021; doi:10.1016/j.jacc.2020.11.018.
  8. Braswell-Pickering EA. Allscripts EPSi. Mayo Clinic. Jan. 7, 2022.
  9. Tinker SC, et al. Use of benzodiazepine medications during pregnancy and potential risk for birth defects, National Birth Defects Prevention Study, 1997-2011. Birth Defects Research. 2019; doi:10.1002/bdr2.1497.
  10. Bacino CA. Birth defects: Causes. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed March 24, 2021.
  11. The impact of congenital heart defects. American Heart Association. https://www.heart.org/en/health-topics/congenital-heart-defects/the-impact-of-congenital-heart-defects. Accessed March 24, 2021.
  12. Pierpoint MA, et al. Genetic basis for congenital heart disease: Revisited: A scientific statement from the American Heart Association. Circulation. 2018; doi:10.1161/CIR.0000000000000606.
  13. Phillips SD (expert opinion). Mayo Clinic. May 4, 2021.