نظرة عامة
حج القحف
حج القحف
أثناء إجراء حج القحف، تُزال قطعة من الجمجمة لكشف الغطاء السميك الذي يغطي الدماغ، الذي يُعرف بالأم الجافية، والدماغ.
حج القحف هو إجراء جراحي لاستئصال جزء من الجمجمة للوصول إلى الدماغ.
ويلجأ الأطباء إلى هذه الجراحة لعلاج أورام الدماغ أو النزيف في الدماغ أو جلطات الدم أو نوبات الصرع. ويمكن أيضًا إجراؤها لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، والمعروف باسم تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. كما يمكن أن تُجرى هذه الجراحة لعلاج التشوهات الوعائية، وهي أوعية دموية تتكون بطريقة غير طبيعية داخل الدماغ. إذا حدث تورّم الدماغ نتيجة لإصابة أو سكتة دماغية، فيمكن أن تخفف عملية حج القحف الضغط على الدماغ.
أنواع حج القحف
يوجد العديد من أنواع حج القحف. يعتمد نوع عملية حج القحف المستخدَم على منطقة الجمجمة التي تُزال من أجل العلاج. تشمل أنواع حج القحف ما يأتي:
- حج القحف الجبهي الثنائي. يزيل الجرّاح جزءًا من الجزء الأمامي للجبهة خلف خط الشعر. ويمكن إجراء هذا النوع لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
- حج القحف فوق الحجاج. تشمل هذه الجراحة استئصال منطقة من الجمجمة يقع فوق تجويف العين مباشرةً. وغالبًا تُجرى من خلال شق دقيق مخفي داخل الحاجب، ولهذا تُعرف أحيانًا باسم جراحة حج القحف عبر الحاجب. تتيح هذه التقنية للجراحين الوصول إلى الجزء الأمامي من الدماغ وقاعدة الجمجمة لعلاج حالات مثل أورام الدماغ أو تمدد الأوعية الدموية، مع تقليل حجم الفتحة العظمية والحفاظ على مظهر تجميلي أفضل بفضل ندبة غير واضحة تقريبًا.
-
حج القحف الجُنيحي. يزيل الجرّاح جزءًا من الجمجمة على جانب الرأس أمام الأذن وأعلاها. ويوجد اسم آخر لهذا النوع من الجراحة وهو حج القحف الجبهي الصدغي.
يمكن إجراء جراحة حج القحف الجُنيحي لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ وأورام الدماغ وجلطات الدم والصرع والتشوهات الشريانية الوريدية. وفي بعض الأحيان، تُجرى جراحة حج قحف جُنيحي طفيف التوغل، لإزالة منطقة أصغر من الجمجمة.
- حج القحف تحت القذالي. وفيه يزيل الجرّاح قطعة من قاعدة الجمجمة في المنطقة السفلية من الجزء الخلفي للرأس. ويُجرى هذا النوع من حج القحف لعلاج حالة مرضية يتمدد فيها نسيج الدماغ إلى القناة الشوكية، وتُعرف تلك الحالة باسم تشوه خياري. ويمكن اللجوء إليه أيضًا لعلاج أورام الدماغ وتمدد الأوعية الدموية والتشوهات الكهفية والتشوهات الشريانية الوريدية.
- حج القحف خلف السيني طفيف التوغل. وفيه يُجرى شق صغير في الجمجمة خلف الأذن. ويمكن استخدام هذا النوع من الجراحة لعلاج تمدد في الأوعية الدموية. وقد يُستخدَم أيضًا لعلاج ورم غير سرطاني في العصب الممتد من الأذن الداخلية إلى الدماغ. ويُعرف هذا النوع من الأورام بورم العصب السمعي أو الورم الشِفاني الدهليزي. حج القحف خلف السيني طفيف التوغل هو أحد أنواع حج القحف تحت القذالي. وهو نوع أقل توغلاً يعتمد على فتح شق صغير خلف الأذن للوصول إلى الورم، ما قد يسهم في تسريع التعافي وتقليل الآثار الجانبية.
- حج القحف عن طريق الحفرة الوسطى. يفتح الجرّاح شقًا في الجمجمة فوق الأذن مباشرةً، ما يتيح له الوصول إلى الجزء الأوسط من قاعدة الجمجمة المعروف باسم الحفرة القحفية الوسطى. يستخدم الجرّاحون هذه الطريقة عادةً لإزالة الأورام الصغيرة أو لعلاج الاضطرابات التي تصيب قناة الأذن الداخلية أو العظام المحيطة بها.
- النهج الجانبي البعيد. في هذه الجراحة، يُزال جزء من الجمجمة خلف الأذن. ويستخدم الجرّاح أنبوبًا رفيعًا ومرنًا يُعرف باسم المنظار الداخلي لإزالة ورم.
- النهج المداري الوجني. يستأصل الجرّاح أجزاءً صغيرة من تجويف العين وعظام الخد لتيسير الوصول إلى المنطقة المستهدفة بالعلاج. يُستخدم هذا النهج لعلاج الأورام المعقدة أو اضطرابات الأوعية الدموية. ويُستخدم هذا النهج عادةً للوصول إلى أعماق قاعدة الجمجمة أو المناطق التي يصعب الوصول إليها بالأساليب التقليدية. ويمتاز هذا النهج بأنه يقلل الحاجة إلى تحريك أنسجة الدماغ أو الضغط عليها.
أنواع أو أشكال مختلفة لجراحة حج القحف
توجد إجراءات جراحية أخرى تشبه جراحة حج القحف من حيث المبدأ، لكنها تختلف قليلاً في دواعي الإجراء وطريقته التقنية.
استئصال جزء من الجمجمة
يُشبه استئصال جزء من الجمجمة جراحةَ حج القحف من حيث المبدأ، غير أن الفرق الجوهري بينهما هو أن العظم الذي يُزال أثناء العملية لا يُعاد إلى مكانه في نهاية الجراحة. ويُلجأ الأطباء إلى هذا الإجراء عادةً في حالات الطوارئ عندما يتعرض الدماغ لتورّم حاد يهدد الحياة.
دواعي إجرائها
- بعد التعرض لإصابة رضحية في الدماغ.
- بعد سكتة دماغية جسيمة تعوق تدفق الدم عبر الشريان الدماغي الأوسط، وهو أحد الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للدماغ.
- عندما تفشل العلاجات الدوائية أو أجهزة التنفس الصناعي في خفض الضغط المرتفع داخل الجمجمة وإنقاذ حياة المريض.
النقاط الرئيسية
- يُحفظ الجزء المستأصَل من عظام الجمجمة أو يُتخلَّص منه بحسب الحالة.
- ويهدف هذا الإجراء الطبي إلى إتاحة المجال للدماغ كي يتورّم بأمان دون أن يتعرض للانضغاط داخل الجمجمة.
- وقد تستدعي الحالة لاحقًا إجراء جراحة أخرى تُعرف باسم رأب الجمجمة لإعادة ترميم العظام وإصلاح الجمجمة.
رأب الجمجمة
رأب الجمجمة هو إجراء جراحي يُجرى لإصلاح شكل الجمجمة واستعادة حمايتها الطبيعية بعد جراحة سابقة لاستئصال جزء منها. وعادةً يُعاد استخدام الجزء الأصلي من عظام الجمجمة التي أُزيلت في العملية الأولى، إن كانت صالحة لذلك. أما إذا تعذر استخدامها، فيلجأ الجرّاح إلى استخدام مواد صناعية.
دواعي إجرائها
- حماية الدماغ عن طريق تغطية فتحة الجمجمة.
- استعادة الشكل الطبيعي للرأس.
- في بعض الأحيان، لمساعدة الدماغ على أداء وظائفه جيدًا، خاصةً إذا ظهرت أعراض بعد استئصال جزء من الجمجمة.
النقاط الرئيسية
- تُجرى هذه الجراحة بغرض ترميم الجمجمة واستعادة شكلها، لا لعلاج الحالة الدماغية الأصلية.
- عادةً يُخطَّط لإجرائها بعد أن ينحسر تورّم الدماغ وتستقر حالته تمامًا.
إجراء ثقب الجمجمة
ثقب الجمجمة هو إجراء جراحي يُفتح فيه ثقب صغير في الجمجمة دون إزالة أي جزء من السديلة العظمية، ويُستخدَم هذا الإجراء لتشخيص بعض أمراض الدماغ أو لعلاجها.
دواعي إجرائها
- تصريف الدم القديم المتراكم على سطح الدماغ.
- إدخال أنبوب لتصريف السوائل الزائدة من الدماغ، فيما يُعرف بالنزح البُطيني.
- أخذ عينة صغيرة من نسيج الدماغ للفحص المخبري (الخزعة).
- الوصول إلى الفراغات المملوءة بالسوائل في الدماغ عند وضع جهاز التحويلة للمساعدة على تصريف تلك السوائل الزائدة.
النقاط الرئيسية
- هو إجراء طبي طفيف التوغل، أي يُجرى عبر فتحة صغيرة تُحدث أقل قدر ممكن من الاضطراب في الجمجمة والدماغ.
- لا تُستأصل فيه قطعة كبيرة من العظم، بل يُكتفى بثقب محدود الحجم.
- وفي بعض الحالات، يمكن تنفيذ العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، حيث يبقى المريض في حال وعي، مع تخدير المنطقة المراد العمل عليها فقط.
لماذا يتم ذلك؟
قد تُجرى عملية حج القحف للحصول على عينة من أنسجة الدماغ لفحصها.
أو قد تُجرى هذه العملية لعلاج حالة مرضية تؤثر في الدماغ.
جراحات حج القحف هي الجراحات الأكثر شيوعًا لإزالة أورام الدماغ.
يمكن أن يضغط ورم الدماغ على الجمجمة أو يسبب نوبات صرع أو أعراض أخرى.
وتتيح إزالة جزء من الجمجمة أثناء جراحة حج القحف للجراح الوصول إلى الدماغ لإزالة الورم.
في بعض الأحيان، يكون من الضروري إجراء عملية حج القحف عند انتشار السرطان الذي يبدأ في جزء آخر من الجسم ليصل إلى الدماغ.
قد تُجرى جراحة حج القحف أيضًا في حالة حدوث نزيف في الدماغ، المعروف باسم النزف، أو إذا كانت هناك حاجة إلى إزالة جلطات الدم في الدماغ.
يمكن علاج الأوعية الدموية المنتفخة، المعروف باسم تمدد الأوعية الدموية الدماغية، أثناء إجراء عملية حج القحف.
يمكن أيضًا إجراء عملية حج القحف لعلاج الأوعية الدموية التي تشكلت بشكل غير منتظم، والمعروفة باسم التشوهات الوعائية.
إذا سببت إصابة أو سكتة دماغية تورم الدماغ، فيمكن أن يخفف إجراء حج القحف الضغط على الدماغ.
المخاطر
وتختلف مخاطر عملية حج القحف حسب نوع الجراحة. بشكل عام، قد تشمل المخاطر ما يلي:
- تغيرات في شكل الجمجمة.
- الخَدَر.
- تغيرات في حاسة الشم أو الرؤية.
- ألم أثناء المضغ.
- نزيف أو جلطات دموية.
- تغيّرات في ضغط الدم.
- نوبات صرع.
- ضعف ومشكلات في التوازن أو التناسق.
- مشكلات في مهارات التفكير، ويشمل ذلك فقدان الذاكرة.
- السكتة الدماغية.
- زيادة السوائل في الدماغ أو تورُّمه.
حدوث عدوى بعد حج القحف، لكنها غير شائعة. وقد يحدث أيضًا تسرب في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وتُعرف هذه الحالة بتسرب السائل الدماغي النخاعي. وتعتمد نسبة حدوث هذا التسرب بعد جراحة حج القحف على عدة عوامل، منها نوع الجراحة التي أُجريت.
كيف تستعد؟
ويخبرك فريق الرعاية الصحية بما عليك فعله قبل إجراء حج القحف. للاستعداد لعملية حج القحف، قد تحتاج إلى إجراء عدة اختبارات مثل:
- الاختبار النفسي العصبي. يمكن أن يقيس هذا الاختبار قدرتك على التفكير، والذي يُعرف باسم الوظيفة الإدراكية. وتُستخدم نتائجه كقيمة قاعدة يمكن الاستعانة بها للمقارنة مع اختبارات لاحقة، كما تساعد الأطباء في تخطيط برنامج التأهيل بعد الجراحة.
-
تصوير الدماغ مثلاً بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. يساعد التصوير فريق الرعاية الصحية على تخطيط الجراحة. فمثلاً إذا كان الغرض من الجراحة إزالة ورم في الدماغ، فيمكن أن يساعد تصوير الدماغ بالأشعة جرّاحَ الأعصاب في رؤية مكان الورم وحجمه. وقد تُحقن لك مادة تباين من خلال أحد الأوردة في ذراعك. حيث تساعد مادة التباين في إظهار الورم بوضوح أكبر في صور الأشعة.
يمكن لأحد أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي يسمى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أن يساعد الجرّاح الذي سيجري لك العملية في رسم خريطة لمناطق الدماغ. إذ يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التغيرات الصغيرة في تدفق الدم عندما تستخدم مناطق معينة من الدماغ. ويمكن لهذا بدوره أن يساعد الجرّاح في تجنب مناطق الدماغ التي تتحكم في وظائف مهمة مثل اللغة.
الطعام والأدوية
سيوجهك فريق الرعاية الصحية بشأن الأدوية التي يجب التوقف عنها قبل الجراحة، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية التحضيرية قبل الجراحة لضمان سلامة الإجراء. وقد يخبرك فريق الرعاية أيضًا بما يمكنك تناوله أو شربه قبل عملية حج القحف.
-
تغييرات في الأدوية. قبل الجراحة، أخبر فريق الرعاية الصحية عن أي أدوية تأخذها أو أي تحسُّس لديك تجاه أدوية معينة. واحرص على ذكر الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية وتلك التي تشتريها بدون وصفة طبية. واذكر كذلك الفيتامينات والمنتجات العشبية والمكمِّلات الغذائية الأخرى.
إذا كنت تتناول دواء الميتفورمين المستخدم لعلاج السكري وتُحقن بمادة تباين من خلال الوريد أثناء فحص تصوير، فقد تُصاب بآثار جانبية. وللمساعدة على وقايتك من هذه الآثار، قد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل الميتفورمين، لمدة تصل إلى 48 ساعة بعد الحقن بمادة التباين.
الأدوية المميعة للدم التي تؤثر على تجلط الدم والنزيف. قبل تنفيذ الإجراء، يحتاج كل من اختصاصي الرعاية الصحية المنفِّذ للإجراء واختصاصي الرعاية الصحية الذي يُشرف على أخذ هذه الأدوية أن يقررا ما إذا كانت أدويتك بحاجة إلى تغيير. بعد تحديد موعد الإجراء، أخبر فريق الرعاية الصحية بأدويتك في أقرب وقت ممكن. إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت تتناول دواءً مميعًا للدم، فاتصل بفريق الرعاية الصحية أو الصيدلي الذي يصرفه لك.
وقد يحتاج بعض المرضى إلى أخذ مضاد حيوي أو دواء وقائي آخر قبل الجراحة. يُنصح بالاستفسار من فريق الرعاية الصحية بشأن أي أدوية يجب أخذها أو تجنبها قبل الإجراء الطبي لضمان سلامتك.
- ما يمكن تناوله من طعام وشراب قبل الجراحة. اتبع بدقة تعليمات فريق الرعاية الصحية بشأن موعد التوقف عن الأكل والشرب قبل الجراحة.
ما يمكن أن تتوقعه
قد يُحلق شعر الرأس قبل إجراء حج القحف. وعادةً تُجرى الجراحة أثناء الاستلقاء على ظهرك، لكن في بعض الحالات قد يتطلب الإجراء الاستلقاء على البطن أو الجانب، أو اتخاذ وضعية الجلوس. كما قد يُوضع رأسك داخل إطار. لا يُستخدم إطار الرأس لتثبيت رأس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات أثناء الجراحة.
إذا كنت مصابًا بورم أرومي دبقي في الدماغ، فقد تُعطى مادة تباين فلورية. حيث تجعل مادة التباين الورم يتوهج تحت الضوء الفلوري. تُصدر ضوءًا خاصًا يساعد الجرّاح على تمييز الورم عن أنسجة الدماغ السليمة.
وقد تُدخَل في حال تشبه النوم من أجل إجراء الجراحة. ويسمى هذا التخدير العام. أو قد تكون مستيقظًا خلال جزء من الجراحة إذا كان الجرّاح بحاجة إلى فحص وظائف الدماغ مثل الحركة والكلام أثناء العملية. ويهدف ذلك إلى ضمان عدم تأثير الجراحة على وظائف الدماغ المهمة. فمثلاً إذا كانت منطقة الدماغ التي تُجرى فيها الجراحة قريبة من مناطق اللغة في الدماغ، فسيُطلب منك ذكر أسماء بعض الأشياء أثناء الجراحة.
في حال إجراء الجراحة أثناء اليقظة، قد يدخل المريض في حالة تشبه النوم أثناء جزء من الجراحة، ثم تبقى مستيقظًا أثناء الجزء الآخر من الجراحة. قبل إجراء الجراحة، يُوضَع دواء تخدير موضعي على منطقة الدماغ التي ستُجرى فيها العملية. كما تُعطى أدوية مهدئة لمساعدتك على الاسترخاء قبل العملية.
أثناء الإجراء
خلال جراحة حج القحف، يبدأ جرّاح الأعصاب بعمل شق في فروة الرأس ثم طي الجلد والأنسجة الرخوة للكشف عن العظم. وبعد ذلك، يستخدم مثقابًا جراحيًا خاصًا لقطع جزء محدد من الجمجمة بدقة، لإزالته مؤقتًا والوصول إلى المنطقة المستهدفة من الدماغ. بعدها، يفتح الجرّاح الأم الجافية، وهي الغشاء الواقي الخارجي للدماغ. وفي بعض الحالات، يلجأ الجرّاح أيضًا إلى عمل شق داخل نسيج الدماغ نفسه للوصول إلى موضع المرض أو الورم. ويختلف موضع الشق في الجمجمة بحسب نوع الجراحة والهدف العلاجي المحدد من الإجراء.
ماذا يحدث أثناء جراحة الدماغ
بعد كشف الدماغ، يبدأ الجرّاح العلاج بناءً على حالتك:
- إذا كان الهدف هو تشخيص الحالة، تُؤخذ عينة من الأنسجة تُعرف بالخزعة لفحصها وتحليلها تحت المجهر.
- إذا كان الغرض هو علاج ورم دماغي، يعمل الجرّاح على استئصاله.
- في حال علاج خلل أو تشوه في وعاء دموي، يعمل الجرّاح على إصلاحه أو إعادة تشكيله.
- إذا كان هناك تمدد وعائي، فقد يضع الجرّاح مشابك معدنية دقيقة لوقف تدفق الدم إليه.
- في حالات النزيف الدماغي أو الجلطات الدموية، يعمل الفريق الجراحي على إزالتها أثناء الإجراء الطبي.
قد تشمل التقنيات التي يمكن استخدامها أثناء الجراحة ما يلي:
- التصوير أثناء الجراحة بمساعدة الحاسوب. يستعين الجرّاحون غالبًا بأجهزة الكمبيوتر وصورًا خاصة للدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية، وهو ما يُعرف باسم التصوير أثناء العملية، وهو يساعد الجرّاح على تحديد موقع الورم وحجمه بدقة، والتأكد من معالجة تمدد الأوعية الدموية بنجاح.
- جراحة الدماغ أثناء اليقظة. في بعض أنواع جراحات الدماغ، قد يختار الأطباء إبقاء المريض مستيقظًا جزئيًا أثناء العملية. ويساعد ذلك الجرّاح على تجنب المساس بالمناطق الحيوية في الدماغ كالأجزاء المسؤولة عن النطق. وخلال الجراحة، قد يُطلب منك أداء مهام محددة مثل تسمية أشياء تُعرض على شاشة.
- التنبيه القشري أثناء العملية. قد يستخدم الجرّاح تحفيزًا كهربائيًا دقيقًا لأجزاء محددة من الدماغ أثناء الجراحة لتحديد المناطق المسؤولة عن النطق أو الحركة أو الوظائف العصبية الحيوية الأخرى. يساعد هذا الإجراء الطبي الجرّاح في استئصال الجزء المسبب للمشكلة بدقة عالية مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من نسيج الدماغ السليم. يمكن دعم هذا الإجراء باستخدام تقنيات تصوير خاصة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أو اختبارات رسم الخرائط العصبية أثناء العملية، ما يعزز دقة التوجيه الجراحي.
في حال كانت الجراحة تهدف إلى إزالة ورم دماغي.
يكون الهدف عادةً استئصال الورم بالكامل. ومع ذلك، إذا كان الورم قريبًا للغاية من مناطق حساسة في الدماغ تتحكم في النطق أو الحركة أو التنفس، فقد يختار الجرّاح ترك جزء صغير من الورم دون استئصال لتجنب إلحاق ضرر دائم بالأنسجة العصبية الحيوية. وفي مثل هذه الحالات، يُستكمَل العلاج لاحقًا بوسائل مساندة مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
وفي بعض الإجراءات، قد يلجأ الجرّاح أيضًا إلى استخدام علاجات موضعية مباشرة داخل الدماغ أثناء عملية حج القحف. وقد تشمل هذه العلاجات زرع أقراص تحتوي على أدوية كيميائية مضادة للأورام أو استخدام تقنيات الإشعاع الموجَّه.
إغلاق الجمجمة وفروة الرأس
بعد انتهاء الجراحة، يُغلق الجرّاح غشاء الأم الجافية بإحكام. ثم يُعيد الجزء الذي أُزيل في بداية العملية من الجمجمة إلى موضعه الأصلي، ويثبته بدقة باستخدام شرائح ومسامير معدنية صغيرة. وتُصنَع هذه القطع المعدنية عادةً من التيتانيوم حتى يمكن إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في المستقبل. وفي المرحلة الأخيرة، تُغلق فروة الرأس بالغُرز أو الدبابيس الجراحية لضمان التئام الجرح بشكل سليم.
بعد الإجراء
بعد إجراء عملية حج القحف، قد يُوضَع لك أنبوب تصريف صغير يخرج من الجمجمة لتصريف السوائل المتجمعة. وهو أنبوب نزح يسمح بتدفق السوائل الزائدة خارج الجمجمة. وقد تكون لديك أيضًا أنابيب أخرى للسماح بتصريف الدم. وعادةً تُزال أنابيب النزح بعد بضعة أيام.
ثم بعد الجراحة بحوالي يوم إلى 3 أيام، قد يُطلب منك إجراء اختبار تصويري مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. ويمكن أن يُظهر هذا الاختبار للجرّاح ما إذا كان قد أُزيل الورم بالكامل.
قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام للتعافي بعد عملية حج القحف، وتختلف مدة إقامتك في المستشفى بناءً على سبب إجراء الجراحة وحالتك الصحية وما إذا كنت بحاجة إلى علاجات أخرى.
يمكن أن يستغرق الشفاء التام عدة أشهر بعد جراحة حج القحف.
وفي حال كنت تتناول أدوية مميعة للدم وتوقفت عن تناولها قبل إجراء العملية، فاستشر فريق الرعاية الصحية لتحديد الوقت المناسب لاستئناف تناولها بأمان بعد الجراحة. نظرًا لأن بعض مسكنات الألم الشائعة تؤثر في تميع الدم، فاستشر فريق الرعاية الصحية بشأن ما يمكنك تناوله من مسكنات لتخفيف الآلام بعد الجراحة.
النتائج
بعد إجراء حج القحف، سيتعين عليك حضور زيارات للمتابعة مع فريق الرعاية الصحية. أخبر فريق الرعاية الصحية على الفور إذا كانت لديك أي أعراض بعد الجراحة.
فقد تحتاج إلى إجراء تحاليل دم أو اختبارات تصويرية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. وتكشف هذه الاختبارات عن عودة الإصابة بالورم أو استمرار الإصابة بتمدد الأوعية الدموية أو بحالة مَرضية أخرى. كما تُستخدَم الاختبارات في اكتشاف أي تغييرات طويلة المدى في الدماغ.
أثناء إجراء الجراحة، قد تُرسل عينة من الورم للمختبر من أجل فحصها. وقد يُحدد الفحص نوع الورم والعلاج التفقدي اللازم حسب الحالة.
وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الخضوع لعلاج إشعاعي أو كيميائي بعد إجراء حج القحف من أجل علاج ورم الدماغ. كذلك قد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء جراحة ثانية لاستئصال الجزء المتبقي من الورم.
الآثار الجانبية طويلة الأمد لحج القحف
في بعض الحالات، قد تستمر الندوب الجراحية الناتجة عن جراحة حج القحف في التسبب بالألم أو الحساسية لسنوات بعد الجراحة. يحدث ذلك عادةً بسبب انحصار النهايات العصبية داخل نسيج الندبة أو حدوث التهاب مزمن حول الشرائح أو المسامير المصنوعة من التيتانيوم التي تُستخدم لتثبيت عظام الجمجمة. قد يشعر المريض بألم حاد، أو إحساس بالحرقان، أو شدّ في المنطقة، أو حتى حكة مزمنة.
تشمل العلاجات التي قد تساعد على تخفيف الألم طويل الأمد في موضع الندبة ما يلي:
- العلاج الطبيعي. يساعد على استعادة القوة والحركة، ويمكن أن يخفف الألم. ويشمل التمارين الرياضية وتمارين الإطالة واستخدام الحرارة أو البرودة.
- تدليك الندبة. يتضمن هذا الإجراء فرك الندبة الجراحية برفق لجعلها أكثر ليونة ومرونة وأقل حساسية. ويمكن أن يساعد ذلك على تقليل الإحساس بالشد أو الحكة وتحسين الراحة العامة في المنطقة المتأثرة. يعمل عن طريق تحسين تدفق الدم وتفكيك النسيج الندبي المتصلب الذي يتكون أثناء التئام الجرح.
- الأدوية. تشمل الأدوية المخصصة لعلاج ألم الأعصاب الناتج عن تلفها. ومن الأمثلة الشائعة عليها غابابنتين وبريغابالين، بالإضافة إلى بعض مضادات الاكتئاب مثل أميتريبتيلين أو دولوكستين. كما يمكن استخدام الكريمات الموضعية أو اللصيقات الجلدية التي تحتوي على مكونات مسكنة للألم.
- إحصار العصب. يشمل هذ الإجراء حقن دواء مخدر بالقرب من أعصاب معينة لوقف إشارات الألم قبل أن تصل إلى الدماغ. ويمكن أن يكون هذا العلاج فعالاً للغاية في تخفيف الصداع وأنواع الألم الأخرى في الرأس وفروة الرأس.
- إزالة القطع المعدنية في حال كانت سبب الألم. في حالات نادرة، قد تؤدي الشرائح والمسامير المعدنية المستخدمة لتثبيت عظام الجمجمة بعد الجراحة إلى الشعور بالألم. وفي حال تأكد الطبيب من أن هذه القطع المعدنية هي المصدر الفعلي للألم، فيمكن تخفيفه عن طريق إزالتها.
تختلف الآثار الجانبية الأخرى الطويلة الأمد لعملية حج القحف من شخص لآخر، وتعتمد على نوع الجراحة ومدى التعافي بعدها.
- الصداع أو الحساسية. يعاني بعض الأشخاص من صداع مستمر أو إحساس بالشد أو شعور غير معتاد في موضع الجراحة. يحدث ذلك غالبًا نتيجة التندب، أو تهيج الأعصاب، أو تغير ضغط السوائل داخل الجمجمة. وفي بعض الحالات، قد يستمر هذا الانزعاج لأشهر أو حتى لسنوات.
- ألم في فروة الرأس أو سديلة الجمجمة. يشتكي بعض الأشخاص من ألم طويل الأمد أو حاد بالقرب من موضع الشق الجراحي. ويمكن أن ينتج هذا الألم عن انضغاط الأعصاب، أو تشنج عضلات فروة الرأس، أو تحسس موضعي من الشرائح أو المسامير المعدنية. فإذا كان مصدر الألم هو الأعصاب التالفة أو المتهيجة، فتُعرف الحالة باسم ألم الاعتلال العصبي.
- خَدَر أو وخز. الخَدَر حول موضع الشق أمر شائع بعد الجراحة، خاصةً بالقرب من منطقة الجبهة أو الصدغ أو خلف الأذن. وغالبًا يزول بمرور الوقت، لكنه أحيانًا يستمر أو يُسبب شعورًا غير معتاد عند لمس المنطقة المصابة.
- نوبات الصرع. قد يُصاب بعض الأشخاص بنوبات صرع بعد الجراحة، خاصةً إذا تعرض نسيج الدماغ للتهيج أو الضرر. قد تستدعي الحالة استخدام أدوية للصرع لفترة طويلة.
- تغيرات إدراكية أو نفسية. قد تحدث تغيرات في الذاكرة أو التركيز أو المزاج أو الشخصية نتيجة لتأثر مناطق معينة من الدماغ. كما قد يشعر المريض بالتعب أو ببطء في التفكير خلال فترة التعافي.
- العدوى أو ضعف التئام العظام. في حالات نادرة، قد لا تلتئم سديلة الجمجمة بشكل سليم أو تُصاب بعدوى. وهو ما يستدعي عادةً تدخلاً جراحيًا إضافيًا. في حالات أخرى، قد تتحرك الشرائح أو المسامير المعدنية المستخدمة لتثبيت العظم أو تُسبب ألمًا أو شعورًا بالانزعاج.