جوزيف ديراني، دكتور في الطب، أستاذ الجراحة في كلية الطب بمايو كلينك: مرحبًا. معكم جوزيف ديراني، رئيس قسم الجراحة القلبية الوعائية في مايو كلينك، أتحدث في هذا الفيديو عن جراحة القلب الروبوتية. وأتحدث عما ينبغي أن تعرفه والأسئلة التي ينبغي طرحها. الروبوتات هي حقًّا أحدث ما توصلت إليه الجراحات طفيفة التوغل. فلا تنطوي على كسر العظام أو إحداث شق عضلي كبير. والروبوت في الحقيقة مكوّن من ثلاثة أذرع ويمثل امتدادًا ليد الجراح. فنحن في الواقع لا يمكننا لمس القلب. ويتطلب النجاح في جراحة القلب الروبوتية وجود فريق متجانس مارس عدد كبير من الحالات من أجل الوصول إلى أفضل النتائج. لذا يضم فريق مايو كلينك مجموعة مختارة بعناية من أطباء القلب لمرحلة ما قبل الجراحة، ثم فريق غرفة عمليات مميزًا يتكون من الجراحين والتقنيين واختصاصيي التخدير، ثم فريق الرعاية الحرجة، وطاقمًا للرعاية الصحية للمساعدة في مرحلة ما بعد الجراحة. وبعد أن يغادر المريض المستشفى، نتواصل مع الطبيب المحلي لضمان الاستمرار في تقديم الرعاية. والأهم من ذلك، أننا نستعين في برنامجنا باثنين من الجراحين - أحدهما بجانب طاولة العمليات والآخر أمام وحدة التحكم، وندرك أن هذا الأمر بالغ الأهمية لأنه يقلل من وقت العملية، خاصةً على الجهاز القلبي الرئوي. ويتكون فريق غرفة العمليات، إلى جانب الجراحين، من طبيب قلب يُجري مخطط صدى القلب وطبيب تخدير على دراية بالتقنيات طفيفة التوغل لتمرير أنابيب القسطرة. بعد العملية الجراحية، يسلّم فريق التخدير المهمة لفريق الرعاية الحرجة. كما نتبع بروتوكولات تقلل وقت البقاء في وحدة العناية المركزة، وتحدد الوقت اللازم لإزالة الخطوط والأنابيب. وتُقدَّم العناية للمرضى بكفاءة وتعاطف، ويسمح لنا وجود عدد كبير من الحالات أن نفعل ذلك حتى يصبح أمرًا روتينيًا، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة إليك.
حاليًّا، تتمثل دواعي اللجوء إلى جراحة القلب الروبوتية عمومًا في علاج مرض الصمام التاجي، على الرغم من وجود العديد من الدواعي الأخرى التي يمكن وضعها في الحسبان، مثل مشكلات الصمام ثلاثي الشُرَف وأورام القلب الصغيرة، على الرغم من أنها ليست شائعة جدًا، وبعض عيوب القلب الخلقية وعيوب الحاجز (مثل عيب الحاجز الأذيني) وغيرها من المشكلات الهيكلية المتعلقة بالحالات الخلقية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء بعض جوانب جراحة مجازة الشريان التاجي روبوتيًّا أو عن طريق الإجراءات طفيفة التوغل، ومن ثم يمكن أيضًا إجراء عمليات معينة لاضطراب النظم القلبي روبوتيًا.
في الوقت الحالي، هناك بعض المرضى لا يمكنهم الخضوع لجراحة القلب الروبوتية. فإنهم إذا كانوا بحاجة إلى إجراءات متعددة، خاصةً إجراءات الصمامات المتعددة، أو مجموعة من جراحة المجازة التاجية والصمامية، فإن هذا قد يفوق قدرة الروبوت. ويُشار إلى أن المرضى الذين خضعوا لجراحة قلبية سابقة، أو الذين خضعوا لعملية سابقة تتضمن شقًّا في الجانب الأيمن من الصدر، غير مؤهلين أيضًا للخضوع للجراحة باستخدام الروبوت في الوقت الحالي. وقد لا يكون المرضى المصابون بزيادة الوزن أو السمنة المفرطة مؤهلين لإجراء هذه العمليات أيضًا بسبب حدود هذه التقنية في الوقت الحالي مثل طول الأذرع الروبوتية وما شابه ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يكون المريض مصابًا بأمراض الأوعية الدموية الطرفية الخطيرة، لأننا من أجل تنفيذ الإجراء طفيف التوغل، نعتمد على توصيل المريض بالجهاز القلبي الرئوي عن طريق الأوعية الموجودة في الأُربية والرقبة.
وفيما يتعلق بمرض الصمام التاجي، كانت دواعي الجراحة بوجه عام تعتمد في السابق على وجود بعض الأعراض، مثل ضيق النفس أو انخفاض القدرة على تحمل الرياضة أو الإرهاق البسيط، وعند تدنى وظيفة البطين أو يتضخم حجم القلب، أصبح من المعتاد إحالة المريض إلى جرَّاح لاستشارته في الحالة. والأهم من ذلك، لقد أصبحنا على دراية بأن مرض الصمام التاجي هو أحد عيوب القلب البنيوية التي ينبغي معها إحالة المريض الذي لا تظهر عليه أعراض للخضوع لعملية جراحية. وهذا يتطلب وجود قلس تاجي حاد مع ملاحظة تضخم القلب أو ظهور حالة عدم انتظام ضربات القلب أو كليهما. والأهم من ذلك، يجب أن تكون احتمالية نجاح ترميم الصمام عالية للغاية.
الآن، قد يتساءل البعض، هل تكون هناك أي تنازلات تقنية مع هذه الإجراءات الروبوتية؟ وأهم شيء في ممارساتنا أننا نطبق المعيار الذهبي في النهج الروبوتي المفتوح، وهذا مهم بالنسبة إليك كمريض كي تفهم أننا لم نتنازل عن أي شيء في العملية التي نجريها باستخدام الروبوتات. في الواقع، إذا نفذنا العملية بطريقة الفتح مع إجراء شق كامل، فستكون العملية متطابقة تمامًا. وهذا هو المعيار الذهبي الذي نتّبعه. وقد يتساءل بعض المرضى، هل هي خطرة أم آمنة؟ في الواقع، نقترب الآن من تنفيذ 600 عملية ترميم روبوتية للقلب، معظمها كان لترميم الصمام التاجي. ولحسن الحظ، أصبح معدل نجاح عملية الترميم لدينا 100% حتى الآن. ومعدل الوفيات منخفض للغاية، أقل من نصف بالمائة (0.5%). ولم نضطر إلى التحويل لإجراء جراحة مفتوحة، وهو أمر نذكره دائمًا للمرضى مقدّمًا. لكن لحسن الحظ، وبسبب وجود فريق متجانس، لم نضطر إلى ذلك حتى الآن. وقد وجدنا أن العمليات الروبوتية تصبح معها المدة الإجمالية للإقامة في المستشفى أقصر. كما تصبح مدة استخدام جهاز التنفس الاصطناعي أقصر. وتقل أيضًا مدة الاحتجاز في وحدة العناية المركزة. وتكون فترة التعافي بعد العملية أقصر، ويبلغ إجمالي مدة الإقامة في المستشفى نحو ثلاثة أيام. نجري متابعة جيدة ودقيقة لمدة خمس سنوات، والآن مع ما يقرب من 100% من المرضى، يسعدنا أن تكون النتائج مشجعة للغاية.
تتوفر مزايا حقيقية للمريض. أولاً، يخضع المريض للعملية نفسها سواءً كانت مفتوحة أم روبوتية، ويتجاوز معدل نجاح الترميم في هذه الحالة 99%. ويقل معها الألم والنزيف. وتقل احتمالية الإصابة بعدوى، وتقل أيضًا احتمالية الإصابة باضطراب عابر في نظم القلب بعد الجراحة، والتي يمكن أن تكون شائعة للغاية مع أمراض القلب الصمامية. وتكون مدة الإقامة في المستشفى قصيرة والتعافي أسهل عمومًا. وقد اكتشفنا أن جودة الحياة تكون أفضل مع النهج الروبوتي. وهي أيضًا ممتازة مع نهج الجراحة المفتوحة، ولكن تتوفر لديك الآن ميزة إجراء العملية باستخدام الروبوت للجمع بين كل هذه الجوانب الإيجابية الأخرى. ويمكنك التعافي بسرعة والعودة إلى عملك. حيث يمكن للعديد من المرضى، اعتمادًا على نوع العمل الذي يقومون به، العودة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الجراحة. إذًا، فإن أهم النقاط التي يجب أن تتذكرها هي أن النتيجة مشابهة لعملية الترميم بالجراحة المفتوحة باستخدام النهج الروبوتي. وينبغي أن تكون تقنية العملية مطابقة للجراحة المفتوحة. ولكنها تتطلب وجود فريق من النخبة من ذوي الخبرة من أقسام الجراحة القلبية الوعائية وأمراض القلب والتخدير والرعاية الحرجة فضلاً عن جميع أعضاء الرعاية الصحية الأساسيين المتعاونين. وتكون مدة الإقامة أقصر، ومعدل التعافي أسرع، وتتحسن جودة الحياة بشكل عام، مع العودة إلى العمل في وقت أسرع.
إذًا ما الأسئلة التي يجب أن تطرحها على الجراح أو طبيب القلب إذا كنت تفكر في الخضوع لعملية بالنهج الروبوتي؟ أولاً، ينبغي أن تسأل عن خبرة الفريق. والأهم من ذلك، أعتقد أنه من المفيد معرفة مدى خبرتهم في التعامل مع الجراحات المفتوحة، لأن البرامج التي لديها خبرة واسعة في الجراحات المفتوحة عمومًا تكون لها نتائج جيدة بشكل مذهل مع النهج الروبوتي بسبب الخبرة الكبيرة التي تم اكتسابها. ما تشكيلة الفريق وما هي مهام كل عضو فيه؟ لقد كان من ضمن ممارستنا أن يكون لدينا جراحان يعملان مع كل مريض، أحدهما بجانب طاولة العمليات والآخر أمام وحدة التحكم. والآن على الرغم من أن هذا ليس إلزاميًا، فإننا نجده مفيدًا. وعلى أقل تقدير، يجب على الفريق الموجود بجانب طاولة العمليات أن يتمتع بخبرة كبيرة للغاية في هذا المجال المتخصص في جراحة القلب. وكل هذا مهم لأن النتيجة ترتبط عمومًا بطول الفترة الزمنية للبقاء في غرفة العمليات، والأهم من ذلك طول الفترة الزمنية لاستخدام الجهاز القلبي الرئوي. لذا فإن الخبرة الطويلة تقل معها هذه الفترات الزمنية، وهو أمر يؤدي بشكل عام إلى تحسين النتائج. كم عدد الحالات التي جرى علاجها بالكامل في هذا البرنامج؟ وكم عدد الحالات التي يتعامل معها الفريق كل أسبوع؟ يجب أن يكون هناك بعض الانتظام في عدد الحالات التي يجرى التعامل معها كل أسبوع حتى يظل الجميع ملمين بالمهارات المتعددة ويتمتعون بالخبرة والراحة في التعامل مع التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بهذه التقنية. كم عدد الحالات التي احتاجت إلى تحويلها لجراحة مفتوحة، وما معدل نجاحها في المراحل المبكرة والمتأخرة؟
أنا فخور بالعمل في مايو كلينك وبأن أكون جزءًا من فريق جراحات القلب الروبوتية، وفخور بأنني جزء من مشروع الجراحة القلبية الوعائية عمومًا. شكرًا جزيلاً لكم على الاستماع.