نظرة عامة
شرح مرض الصرع
استمع إلى الدكتورة ليلي ونغ-كيسيل وتعرف على أساسيات الصرع.
أحد خبراء مايو كلينك يشرح مرض الصرع
ليلي وونغ كيسيل، دكتورة في الطب، طبيبة أعصاب الأطفال في مايو كلينك:
أهلاً بكم، أنا الدكتورة ليلي وونغ كيسيل، طبيبة أعصاب الأطفال في مايو كلينك. سنتناول في هذا الفيديو أساسيات مرض الصرع. ما المقصود به؟ من المعرض للإصابة به؟ والأعراض وطرق التشخيص والعلاج. وسواء أكنت تبحث عن إجابات لنفسك أم لشخص تحبه، فنحن هنا لنقدم إليك أفضل المعلومات المتاحة. أولاً، الصرع مرض شائع. إذ يصاب به حوالي 3 ملايين شخص في الولايات المتحدة، ما يجعله رابع أكثر الأمراض العصبية شيوعًا بعد الشقيقة (الصداع النصفي) والسكتة الدماغية وداء الزهايمر. يحدث الصرع نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي للدماغ، يُعرف أيضًا باسم نوبة الصرع، وهو يشبه إلى حد ما عاصفة كهربائية تحدث داخل رأسك. ولأن دماغك يتحكم في الكثير من الأمور، قد تحدث الكثير من الأشياء المختلفة بصورة خاطئة. فقد تمر بفترات من السلوكيات والمشاعر غير العادية، وأحيانًا تفقد الوعي. هناك عدد من أنواع نوبات الصرع، بما في ذلك فئتان رئيسيتان: النوبات البؤرية، والتي تبدأ في جزء معين من دماغك، أو النوبات المعممة، وفيها تشمل النوبات في البداية كل مناطق الدماغ. توجد بعض المعلومات الخاطئة بشأن الصرع يمكننا استبعادها. إذا كنت بجانب شخص مصاب بنوبة صرع، فلا تضع أي شيء في فمه. إذ لا يمكنه في الواقع ابتلاع لسانه. ولا تقيّد حركته. ولا تقلق، فالصرع ليس مُعديًا، لذا لن ينتقل إليك.
من المعرض للإصابة به؟
رغم أن الأطفال أو البالغين الأكبر سنًا أكثر عُرضة للإصابة بالصرع، فقد يُصاب به أي شخص. عند تشخيص الصرع لدى البالغين الأكبر سنًا، فإنه أحيانًا يكون ناتجًا عن مشكلة عصبية أخرى، مثل السكتة الدماغية أو ورم في الدماغ. ويمكن أن ترتبط الأسباب الأخرى بالتشوهات الوراثية أو عدوى سابقة للدماغ أو إصابات ما قبل الولادة أو الاضطرابات النمائية. لكن نصف المصابين بالصرع تقريبًا لا يكون السبب لديهم واضحًا.
ما أعراض هذا المرض؟
نظرًا إلى أن نوبات الصرع تحدث في الدماغ، يمكنها أن تؤثر في أي عملية يؤديها الدماغ. لذلك، قد تختلف الأعراض. عادةً ما يصاب مرضى الصرع بنفس نوع النوبات كل مرة. ورغم ذلك، قد يُصاب بعضهم بأكثر من نوع. فكيف إذًا يمكن التعرف على نوبة الصرع؟ انتبه لحدوث حالة تشوش مؤقت أو نوبة تحديق أو نفضات لا يمكن السيطرة عليها أو فقدان الوعي أو الخوف أو القلق أو وهم سبق الرؤية.
لنتحدث مرة أخرى عن نوعي نوبات الصرع: النوبات البؤرية والنوبات المتعممة. تحدث نوبات الصرع البؤرية بواحدة من طريقتين: دون فقدان الوعي أو مع ضعف في الوعي. في الحالات التي تظل فيها واعيًا، قد تواجه مشاعر متغيرة أو تغيرًا في الحواس مثل الشم أو السمع أو التذوق. وقد تشعر أيضًا بالدوخة أو الوخز أو ترى أضواء وامضة. وقد تصاب أيضًا برجفات لا إرادية في بعض أجزاء الجسم، مثل ذراعك أو ساقك. في الحالة التي تفقد فيها وعيك أو يحدث تغير في الوعي، يمكن أن تصاب بالإغماء أو تحدق في الفضاء ولا تستجيب بشكل طبيعي. وهناك أفعال مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر يمكنها الحدوث في هذا النوع من نوبات الصرع. ونظرًا إلى أن هذه الأعراض تتداخل مع الشقيقة (الصداع النصفي) أو غيره من الاضطرابات العصبية أو أمراض القلب أو الحالات النفسية، يلزم إجراء اختبارات للتشخيص. أما نوبات الصرع المتعممة، التي تحدث في جميع مناطق الدماغ، فيمكنها الحدوث بعدة طرق. النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة التي تتميز بالتحديق في الفضاء بشرود. ويمكن أن يحدث خلالها أيضًا طرف العين ولعق الشفتين. النوبات الصرعية التوترية التي تتضمن تصلبًا في الظهر والذراع والساقين. وعلى النقيض من النوبات الصرعية التوترية تكون النوبات الصرعية الونائية (الارتخائية)، التي تؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات. فبدلاً من التصلب، يصاب الشخص بالارتخاء. النوبات الصرعية الرمعية التي عادةً ما تؤثر في العنق والوجه والذراعين مع تعرض الجسم لنفضات متكررة. ومثل النوبات الصرعية الرمعية، هناك النوبات الصرعية الرمعية العضلية التي تتضمن حدوث نفضات قصيرة مفاجئة أو تشنجات في الذراعين. وأخيرًا، توجد نوبات توترية رمعية. كما يوحي الاسم، يتضمن هذا النوع مزيجًا من علامات كل من النوبات التوترية والنوبات الرمعية. يمكن أن يحدث أيضًا تصلب الجسم وارتجافه وفقدان القدرة على التحكم في المثانة أو عض اللسان. تمثل معرفة نوع النوبة في حالة المريض أساسًا للعلاج.
كيف يُشخَّص الصرع؟
أحيانًا لا يكفي التعرض لنوبة صرع واحدة لتشخيص نوع الصرع. لكن بغض النظر، إذا أصابك شيء يبدو كأنه نوبة صرع لأول مرة، فاستشر الطبيب. إذ يستطيع الطبيب تقييم قدراتك الحركية ووظائفك العقلية ووظائف أخرى لتشخيص حالتك وتحديد ما إذا كنت مصابًا بالصرع أم لا. وقد يطلب أيضًا إجراء اختبارات تشخيصية إضافية. ويمكن أن تشمل الفحص العصبي واختبارات الدم ومخطط كهربية الدماغ (EEG) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) وتصوير الدماغ واختبارات نفسية عصبية في بعض الأحيان. نظرًا إلى آلية الدماغ المعقدة، فإن أطباء الأعصاب واختصاصيي الصرع وجراحي الأعصاب واختصاصيي الأشعة العصبية واختصاصيي الصحة العقلية وغيرهم من الاختصاصيين يتعاونون معًا لتوفير الرعاية الصحية التي تحتاج إليها بالضبط.
كيف يُعالَج؟
تبدأ أفضل رعاية صحية بالتشخيص الدقيق للحالة. وتكون الأدوية التي نستخدمها لعلاج الصرع فعالة بشكل لا يصدق. فأكثر من نصف الحالات شُفيت من نوبات الصرع بعد تلقي أول علاج. ولكن عندما يفشل الدواء في إيقاف نوبات الصرع تمامًا، فهناك طرق أخرى جديدة لعلاج الصرع، بما في ذلك الجراحة والتنبيه الدماغي. ويمكن أن تساعدك مراكز الصرع الشاملة من المستوى 4 على العثور على أفضل طريقة لرعاية حالتك. بالنسبة إلى المرضى الذين يخضعون للعلاج، من المهم الاحتفاظ بدفتر مفصل عن نوبات الصرع. في كل مرة تحدث نوبة صرع، يُرجى كتابة الوقت والنوع والمدة التي استغرقتها النوبة، مع تدوين أي ملاحظات عن أي أمور غير مألوفة تحدث، مثل تفويت موعد أي أدوية أو الحرمان من النوم أو زيادة التوتر أو الحيض أو أي شيء آخر يمكن أن يؤدي إلى تحفيز حدوثها.
ما الذي توصل إليه الطب الآن؟
رغم أننا لا نعرف دائمًا سبب الإصابة بالصرع، فإن البحث المستمر يواصل بناء المعرفة بالمرض ويحسِّن خيارات العلاج. والعلاج الأفضل يعني مرضى أكثر سعادة. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الصرع، فشاهد مقاطع الفيديو الأخرى ذات الصلة أو تفضل بزيارة الموقع الإلكتروني mayoclinic.org. نتمنى لكم وافر الصحة.
الصرع حالةٌ تصيب الدماغ وتسبب نوبات صرع متكررة. توجد أنواع عديدة للصرع. ويمكن تحديد السبب عند بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً. يُعرف الصرع أيضًا بالاضطراب الاختلاجي.
الصرع مرضٌ شائع ويصيب الأشخاص بمختلف أجناسهم وأعراقهم وخلفياتهم العرقية وأعمارهم.
يمكن أن تتفاوت أعراض نوبات الصرع تفاوتًا كبيرًا. قد يفقد بعض الأشخاص وعيهم أثناء نوبة الصرع بينما لا يفقد آخرون الوعي. ويحدق بعض الأشخاص في الفراغ عدة ثوانٍ أثناء إصابتهم بنوبة صرع. وقد يتعرض آخرون لارتجافات متكررة في الذراعين أو الساقين، وهي حركات تُسمى التشنجات.
لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة الإصابة بالصرع. تُشخص الإصابة بالصرع إذا كنت قد أُصبت بنوبتين على الأقل من دون سبب واضح، وتفصل بينهما 24 ساعة على الأقل. تُعرف النوبات التي ليس لها سبب واضح بالنوبات غير المبررة.
يمكن أن يسيطر العلاج بالأدوية أو أحيانًا الجراحة على نوبات الصرع عند أغلب المصابين بالصرع. ويحتاج بعض الأشخاص إلى علاج مدى الحياة. ويُشفى آخرون من نوبات الصرع. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين بالصرع مع تقدم العمر.
المنتجات والخدمات
الأعراض
تختلف أعراض نوبات الصرع حسب نوع النوبة. ونظرًا إلى أن الصرع ناتج عن نشاط معين بالدماغ، فيمكن أن تؤثر هذه النوبات في أي عملية تحدث داخل الدماغ. تشمل أعراض نوبات الصرع:
- التشوش قصير المدى.
- التحديق في الفراغ.
- تيبس العضلات.
- انتفاضات بالذراعين والساقين.
- فقدان الوعي.
- أعراض نفسية مثل الخوف أو القلق أو وهْم سبق الرؤية.
وفي بعض الأحيان، قد تطرأ بعض التغيرات السلوكية على المصابين بالصرع. وقد يصابون أيضًا بالذهان أو ما يُعرف بالانفصال عن الواقع.
وفي معظم الحالات، يتعرض الشخص المصاب بالصرع لنوع النوبة ذاته في كل مرة؛ ومن ثمَّ تتشابه أعراض النوبة عادةً في كل مرة.
المؤشرات التحذيرية لنوبات الصرع
قد تظهر على الأشخاص المصابين بنوع معين من نوبات الصرع، المعروفة بنوبات الصرع البؤرية، مؤشرات تحذيرية في اللحظات التي تسبق النوبة. وتُعرف هذه المؤشرات التحذيرية بالأورة.
قد تشمل المؤشرات التحذيرية الإحساس بشعور ما بالمعدة. أو قد يشوبها مشاعر كالخوف. قد يشعر بعض الأشخاص بوهْم سبق الرؤية. وقد تكون الأورة على هيئة مذاق أو رائحة. وقد تكون شيئًا بصريًا كذلك، مثل ضوء ثابت أو وامض أو لون أو شكل. وقد يشعر بعض الأشخاص بالدوخة وفقدان التوازن. وقد يرى بعضهم أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف بالهلوسة.
نوبات الصرع البؤرية مقارنة بنوبات الصرع المتعممة
تُصنف نوبات الصرع على أنها نوبات بؤرية أو نوبات متعممة وذلك بناءً على طبيعة نشاط الدماغ المسبب للنوبة ومكانه.
حينما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط في منطقة واحدة فقط من الدماغ، تُسمى نوبات الصرع البؤرية. وتنقسم هذه النوبات إلى فئتين:
- نوبات صرع بؤرية من دون فقدان وعي. لا تسبب نوبات الصرع الجزئية البسيطة فقدان الوعي أو الاستجابة. وقد ينتج عنها تغير في المشاعر أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها. يتعرض البعض لـ àوهْم سبق الرؤية. قد يسبب هذا النوع من النوبات كذلك انتفاضات لا إرادية بجزء من الجسم، مثل الذراع أو الساق. وقد تسبب النوبات البؤرية أعراضًا حسية مثل الوخز والدوخة والأضواء الوامضة.
- نوبات الصرع البؤرية المصحوبة بفقدان الوعي. كانت تُعرف سابقًا بالنوبات الجزئية المعقدة، وتتضمن هذه النوبات حدوث تغير أو فقدان الوعي. وقد يبدو هذا النوع من النوبات كأنه حلم. فقد يبدو الشخص أثناء النوبة البؤرية المصحوبة بضعف الوعي محدقًا في الفضاء ولا يتجاوب بشكل طبيعي مع ما يدور حوله. وقد تصدر عنه كذلك حركات متكررة، مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر.
قد يحدث خلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الحالات الأخرى، مثل الصداع النصفي أو التغفيق أو الأمراض العقلية. يجب إجراء فحوصات واختبارات شاملة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الصرع أم حالة أخرى.
قد يؤدي أي فص من الدماغ إلى النوبات البؤرية. تتضمن بعض أنواع نوبات الصرع البؤرية:
- نوبات الصرع الناشئة في الفص الصدغي. تحدث نوبات الصرع الناشئة في الفص الصدغي في المناطق التي تُسمى الفصوص الصدغية في الدماغ. تعالج الفصوص الصدغية المشاعر وتؤدي دورًا في الذاكرة قصيرة المدى. وعادةً ما يشعر المصابون بهذه النوبات بأورة. قد تتضمن الأورة مشاعر مفاجئة مثل الخوف أو الفرح. قد تكون كذلك طعمًا أو رائحة مفاجئة. أو قد تكون الأورة àوَهْم سبق الرؤية أو إحساسًا متزايدًا في المعدة. أثناء نوبة الصرع، قد يفقد الأشخاص الإدراك بما حولهم. وقد يحدقون كذلك في الفضاء أو يلعقون شفاههم أو يبلعون أو يمضغون بشكل متكرر أو يحركون أصابعهم.
- نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي. تحدث نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي في الجزء الأمامي من الدماغ. وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن بعض أنواع الحركة. تسبب نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي تحريك الأشخاص لرؤوسهم وأعينهم إلى جانب واحد. كما أنها تجعلهم لا يتجاوبون مع من يتحدث إليهم وربما يصرخون أو يضحكون. وقد تجعلهم النوبات يمدون ذراعًا واحدة ويثنون الذراع الأخرى. وقد يؤدون أيضًا حركات متكررة مثل التمايل ذهابًا وإيابًا أو حركة الساقين المتكررة.
- نوبات الصرع الناشئة في الفص القذالي. تحدث الإصابة بهذه النوبات في منطقة في الدماغ تُسمى الفص القذالي. ويؤثر هذا الفص في الرؤية وطبيعة الإبصار. قد يرى الأشخاص المصابون بهذا النوع من الصرع أشياء غير موجودة، وهذا ما يُعرف بالهلوسة. أو يصابون بفقدان جزئي أو كلي للرؤية أثناء نوبة الصرع. قد تؤدي هذه النوبات كذلك إلى جعل العينين ترمشان أو تتحركان.
النوبات الصرعية المتعمِّمة
تُسمى نوبات الصرع، التي يبدو أنها تصيب جميع أجزاء الدماغ، نوبات الصرع المتعمِّمة. تتضمن نوبات الصرع المتعمِّمة الآتي:
- نوبات الصرع المصحوبة بفقدان الوعي. كانت نوبات الصرع المصحوبة بغيبة تُعرف سابقًا باسم نوبات الصرع الصغير، وتصيب الأطفال عادةً. وتشمل أعراضها التحديق في الفراغ مع حركات بسيطة في الجسم أو من دونها. قد تشمل الحركات طَرف العين أو لعق الشفاه وتدوم مدة تتراوح بين خمس وعشر ثوانٍ فقط. قد تحدث نوبات الصرع هذه في شكل مجموعات، وتحدث غالبًا بمقدار 100 مرة يوميًا، وتسبب فقدان الوعي لفترة وجيزة.
- نوبات الصرع التوترية. تسبب نوبات الصرع التوترية تيبسًا في العضلات وقد تؤثر في الوعي. وتؤثر نوبات الصرع هذه عادةً في عضلات الظهر والذراعين والساقين وقد تسبب سقوط الشخص على الأرض.
- نوبات الصرع الارتخائية. تسبب نوبات الصرع الارتخائية، المعروفة كذلك بنوبات الصرع المصحوبة بالسقوط، فقدان السيطرة على العضلات. ولأن هذا النوع في معظم الأحيان يؤثر في الساقين، فإنه غالبًا ما يُسبب السقوط المفاجئ على الأرض.
- نوبات الصرع الرمعية. تسبب نوبات الصرع الرمعية حركات عضلية نفضية متكررة أو إيقاعية. وعادةً ما تصيب هذه النوبات الرقبة والوجه والذراعين.
- نوبات الصرع الرمعية العضلية. عادةً ما تظهر نوبات الصرع الرمعية العضلية على شكل نفضات أو تشنجات قصيرة ومفاجئة في الجزء العلوي من الجسم والذراعين والساقين.
- نوبات الصرع التوترية الرمعية. نوبات الصرع التوترية الرمعية، التي كانت تُعرف سابقًا بنوبات الصرع الكبير، هي أصعب أنواع نوبات الصرع. ويمكن أن تسبب فقدانًا مفاجئًا للوعي، وتيبسًا أو تشنجًا أو اهتزازًا في الجسم. وتسبب أحيانًا أعراضًا متعلقة بالمثانة أو عض اللسان.
متى ينبغي زيارة الطبيب
اطلب المساعدة الطبية العاجلة في الحالات الآتية مع نوبات الصرع:
- استمرار نوبة الصرع أكثرَ من خمس دقائق.
- عدم معاودة التنفس أو الوعي بعد انتهاء النوبة.
- حدوث نوبة صرع ثانية خلال فترة قصيرة.
- الإصابة بحمى شديدة.
- في حالة الحمل.
- الإصابة بداء السكري.
- إيذاء النفس أثناء النوبة.
- استمرار الإصابة بنوبات صرع على الرغم من تناول الأدوية المضادة للصرع.
إذا كانت هذه المرة الأولى التي تصاب فيها بنوبة صرع، فاحرص على استشارة الطبيب.
الأسباب
لا يوجد سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية. أما لدى النصف الآخر من المصابين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، منها الآتي:
- التأثير الوراثي. تسري بعض أنواع الصرع في العائلات. وفي تلك الحالات، يُرجَّح أن يكون ثمة تأثير وراثي. ولقد ربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات بعينها. لكن بعض الأشخاص يصابون بصرع جيني غير وراثي. ويمكن أن تحدث التغيرات الوراثية في أحد الأبناء من دون انتقالها من أحد الوالدَين. ليست الجينات سوى جزء من سبب الصرع لدى أغلب الأشخاص. فقد تجعل جينات محددة الأشخاص أكثر حساسية لظروف بيئية تُحفز نوبات الصرع.
- إصابة الرأس. يمكن أن يحدث الصرع نتيجة إصابة الرأس الناجمة عن حادث سيارة أو أي إصابة جسدية أخرى.
- عوامل متعلقة بالدماغ. يمكن لأورام الدماغ أن تسبب الصرع. ويمكن أن ينجم الصرع أيضًا عن طريقة تكوُّن الأوعية الدموية في الدماغ. ويمكن للمصابين بحالات مرضية في الأوعية الدموية مثل التَشوُّهات الشريانية الوريدية والتشوُّهات الكهفية أن يتعرضوا لنوبات صرع. والسكتة الدماغية هي السبب الرئيسي للإصابة بالصرع لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 35 عامًا.
- حالات العدوى. يمكن أن يؤدي التهاب السحايا، وفيروس نقص المناعة البشري، والتهاب الدماغ الفيروسي، وبعض حالات العدوى الطفيلية إلى الإصابة بالصرع.
- الإصابة قبل الولادة. يكون الرضَّع قبل الولادة أكثر عرضة للإصابة بتلف الدماغ الذي يمكن أن ينجم عن عوامل عديدة. قد تتضمن هذه العوامل عدوى تصيب المرأة الحامل، أو سوء التغذية، أو عدم كفاية الأكسجين. ويمكن أن يؤدي هذا التلف في الدماغ إلى الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.
- الحالات المرضية النمائية. يمكن أن يصاب الأشخاص ذوو الحالات المرضية النمائية بالصرع. ويكون مصابو التوحُّد أكثر عرضة للإصابة بالصرع من غيرهم من الأشخاص غير المصابين بالتوحُّد. وقد توصلت الأبحاث كذلك إلى أن الأشخاص المصابين بالصرع يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وحالات مرضية نمائية أخرى. قد ترتبط الإصابة بكلتا الحالتين المرضيتين بالجينات.
مُحفزات نوبات الصرع
يمكن أن تحفز العوامل البيئية نوبات الصرع. مُحفزات نوبات الصرع لا تسبب الصرع، لكنها قد تحفز حدوث النوبات لدى المصابين به. لا يوجد لدى معظم المصابين بالصرع محفزات ثابتة تؤدي إلى حدوث نوبات الصرع دائمًا. وعلى الرغم من ذلك، غالبًا ما يمكن تحديد العوامل التي تسهل الإصابة بنوبة الصرع. تشمل محفزات نوبات الصرع المحتملة ما يلي:
- المشروبات الكحولية.
- الأضواء الوامضة.
- تعاطي المخدِّرات الممنوعة.
- تفويت جرعات من الأدوية المضادة لنوبات الصرع أو تناوُل جرعات أكبر من الموصوفة.
- قلة النوم.
- التغيرات الهرمونية خلال دَورة الحيض.
- التوتر.
- الجفاف.
- تفويت الوجبات.
- المرض.
عوامل الخطورة
ثمة عوامل محددة قد تزيد خطر الإصابة بالصرع، وتشمل ما يلي:
- العمر. بداية الإصابة بالصرع تكون أكثر شيوعًا في الأطفال والبالغين الأكبر سنًا، ومع ذلك قد يحدث المرض في أي عمر.
- السيرة المرضية العائلية. إذا كانت لديك سيرة مَرضية عائلية للإصابة بالصرع، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبات الصرع.
- إصابات الرأس. تتسبب إصابات الرأس في بعض حالات الصرع. يمكن تقليل الخطر من خلال ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة. كما يجب ارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجة أو التزلُّج على المنحدرات الثلجية أو ركوب الدراجة النارية أو ممارسة أي أنشطة ترتفع فيها خطورة التعرض لإصابة الرأس.
- السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية إلى تلف الدماغ. وقد يحفز تلف الدماغ الإصابة بالصرع ونوباته. يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر إصابتك بهذه الأمراض. يمكنك تقليل تناوُل المشروبات الكحولية والامتناع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين بانتظام.
- الخَرَف. يمكن أن يزيد الخَرَف خطر إصابة البالغين الأكبر سنًا بالصرع.
- عدوى الدماغ. يمكن لحالات العدوى، مثل التهاب السحايا الذي يسبب التهابًا في الدماغ أو الحبل النخاعي، أن تزيد خطر الإصابة بالصرع.
- الإصابة بالحُمى في مرحلة الطفولة. قد تسبب الإصابة بحُمى شديدة في مرحلة الطفولة أحيانًا نوبات الصرع. لن يُصاب الأطفال الذين تعرضوا لنوبات الصرع نتيجة حُمى شديدة عمومًا بالصرع. ومع ذلك، يزيد خطر إصابة الطفل بالصرع إذا تعرض لنوبة صرع طويلة ناتجة عن الحُمى، أو إذا كان لديه مرض آخر في الجهاز العصبي أو سيرة مَرضية عائلية للإصابة بمرض الصرع.
المضاعفات
يمكن أن يشكل التعرض لنوبات الصرع في أوقات معينة خطرًا عليك أو على الآخرين.
- السقوط. في حال السقوط أثناء نوبات الصرع، يمكن أن تتعرض لإصابة في الرأس أو كسر في العظام.
- الغرق. تزيد احتمالية غرق الأشخاص المصابين بالصرع أثناء السباحة أو الاستحمام مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالصرع. يكون الخطر أعلى لأنك قد تصاب بنوبة صرع أثناء وجودك في الماء.
-
حوادث السيارات. يمكن أن تكون نوبة الصرع التي تسبب فقدان الوعي خطيرة في حال قيادة السيارة أو تشغيل معدات أخرى.
تفرض العديد من الولايات قيودًا خاصة بقدرة السائق على التحكم في نوبات الصرع عند منحه رخصة القيادة. وتحدد هذه الولايات حدًا أدنى للوقت الذي ينبغي أن يمر دون تعرض السائق لنوبات الصرع قبل السماح له بالقيادة. وقد يتراوح الوقت بين أشهر وأعوام.
- صعوبة في النوم. قد يشعر الأشخاص المصابون بالصرع بالأرق إذ يواجهون صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم.
-
مضاعفات الحمل. تسبب نوبات الصرع أثناء الحمل تعريض الأم والطفل للخطر. كما توجد أدوية معينة مضادة لنوبات الصرع تزيد خطر الإصابة بعيوب ولادية. إذا كنتِ مصابة بالصرع وتفكرين في الحمل، فاطلبي المساعدة الطبية عندما تخططين للحمل.
فأغلب السيدات المصابات بالصرع يمكنهن الحمل وإنجاب أطفال أصحاء. وتجب مراقبتكِ بعناية طوال فترة الحمل. فقد تحتاجين إلى تعديل الأدوية التي تأخذينها. لهذا من المهم جدًا التعاون مع فريق الرعاية الصحية للتخطيط للحمل.
- فقدان الذاكرة. يواجه المصابون ببعض أنواع الصرع مشكلات في الذاكرة.
مشكلات الصحة النفسية
يكون الأشخاص المصابون بالصرع أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية. وقد ينتج ذلك عن الإصابة بالحالة نفسها بالإضافة إلى الآثار الجانبية للدواء كذلك. ولكن حتى الأشخاص المصابين بالصرع وحالتهم مستقرة معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية. تشمل مشكلات الصحة النفسية التي قد تؤثر في المصابين بالصرع ما يلي:
- الاكتئاب.
- القلق.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
مضاعفات الصرع الأخرى المهددة للحياة غير شائعة إلا أنها محتملة الحدوث. تشمل ما يلي:
- الحالة الصرعية. تحدث هذه الحالة إذا استمر نشاط نوبة الصرع لأكثر من خمس دقائق. أو قد تحدث إذا كنت تصاب بنوبات صرع دون استعادة الوعي بالكامل فيما بينها. الأشخاص المصابون بها معرضون بشكل أكبر لخطر تلف الدماغ الدائم والوفاة.
الوفاة المفاجئة غير المتوقعة أثناء الصرع (SUDEP). الأشخاص المصابون بالصرع معرضون بنسبة منخفضة لخطورة الوفاة المفاجئة غير المتوقعة. لا يُعرف سبب ذلك، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت أنه قد يحدث نتيجة لأمراض القلب أو الجهاز التنفسي.
قد يكون الأشخاص المصابون بنوبات صرع توترية رمعية متكررة، أو الذين لا تسيطر الأدوية على نوبات الصرع لديهم، عرضة بشكل أكبر لخطر الوفاة المفاجئة غير المتوقعة أثناء الصرع. ويشيع حدوثه بين المصابين بالصرع الحاد الذي لا يستجيب للعلاج.