نظرة عامة
نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين (AATD) حالة وراثية تنتقل عبر أجيال العائلات. يمكن أن تُحدِث هذه الحالة تضررًا في الرئتين والكبد والجلد والأوعية الدموية. قد لا تظهر الأعراض أو المشكلات الصحية على كل المصابين بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. وقد تختلف الأعراض بين أفراد العائلة الواحدة.
تتحكم الجينات في أداء كل خلية من خلايا الجسم. وتتحكم بعض الجينات في السمات الوراثية الأساسية مثل لون العينين أو لون الشعر. بينما تسهم بعض الجينات الأخرى في رفع خطر التعرض للإصابة بأمراض معينة، منها نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين.
يُوجِّه أحد الجينات الكبد لإنتاج بروتين يُسمَّى ألفا-1 المضاد للتريبسين (AAT أو A1AT). وينتشر هذا البروتين في مجرى الدم لحماية الرئتين من تأثير الدخان والملوثات والأبخرة والغبار الداخل مع الهواء.
في حال الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين، تُسبب التغيرات الجينية عدم إنتاج الكبد كمية كافية من بروتين AAT أو إنتاجه بشكل غير طبيعي. وتُعرف هذه التغيرات الجينية أيضًا باسم المتغيّرات. اكتشف الباحثون أكثر من 120 متغيّرًا مرتبطًا بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين.
في الرئتين، قد يؤدي نقص بروتين AAT إلى الإصابة بالنُفاخ الرئوي أو التهاب القصبات المزمن. ويُعدّ كلاهما من أشكال داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD). كما يمكن أن يؤدي نقص البروتين إلى توسُّع القصبات. أما في الكبد، يمكن أن يؤدي تراكم نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين إلى التليُّف والتشمُّع. كما يمكن أن يزيد نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين من خطر التعرض للإصابة بسرطان الكبد.
لا يوجد علاج شافٍ لنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. لكن من خلال التشخيص المبكر والرعاية المناسبة، يستطيع كثير من مرضى نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين تجنُّب المضاعفات الخطيرة أو السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياتهم. قد يعيش بعض المرضى الذين لم يدخنوا من قبل حياة طبيعية. ومع ذلك، قد يصابون بأمراض في الرئتين أو الكبد أو كليهما.
الأعراض
تعتمد أعراض الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين على الأعضاء المصابة ومدى شدة المرض. يمكن أن تختلف الأعراض داخل العائلات.
تبدأ الأعراض عادةً عند البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا. ولكن قد يصاب الأطفال أيضًا بأعراض أمراض الكبد. ليس كل من يصاب بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين تظهر لديه أعراضًا.
يصيب نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين في أغلب الأحيان الرئتين والكبد. ولكن يمكن أن يصيب أيضًا الجلد والأوعية الدموية.
الرئتان
بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 المسؤول عادةً عن حماية الرئتين لا يعمل بشكل طبيعي أو يكون ناقصًا. يمكن أن تتضرر الرئتين بسهولة أكبر بسبب الدخان وتلوث الهواء والأبخرة والغبار. ويُعد دخان السجائر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بأمراض الرئة.
تشمل أعراض أمراض الرئة ما يلي:
- صعوبة التقاط الأنفاس.
- الأزيز عند التنفس.
- قلة النشاط أو الشعور بالتعب الشديد.
- القدرة المحدودة على ممارسة التمارين أو ممارسة الأنشطة اليومية المُنتظَمة.
- السعال المستمر الذي قد ينتج عنه إفراز كمية كبيرة من المخاط.
- تكرار الإصابة بعَدوى الرئة.
أمراض الرئة الناتجة عن نقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 (AATD) نادرة الحدوث عند الأطفال.
الكبد
يُنتج الكبد بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 (AAT). لكن إذا لم يتكون بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 بشكل سليم، فسيتراكم البروتين في الكبد، ما قد يُسبب تندّبًا قد يتطور إلى تشمع أو مرض كبدي في المرحلة النهائية. قد تشمل أعراض المرض الكبدي ما يلي:
- اصفرار الجلد والجزء الأبيض من العينين، ما يُعرف باليرقان. وقد يكون اصفرار الجلد أقل وضوحًا في البشرة السوداء أو الداكنة.
- فقدان الوزن دون محاولة ذلك.
- فقدان الشهية أو عدم الرغبة في الأكل.
- تورم في الساقين أو البطن.
- قلة النشاط أو الشعور بالتعب الشديد.
- القيء المصحوب بالدم أو ظهور الدم في البراز.
قد تكون أعراض المرض الكبدي مختلفة لدى الأطفال. فقد يصاب الرُضّع بيرقان مستمر مع انتفاخ في البطن أو بول داكن أو براز فاتح اللون.
الجلد
يمكن أن تؤدي الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين إلى تضرر الجلد، ولكن هذا أمر نادر الحدوث. قد تتضمن الأعراض ما يلي:
- كتل مؤلمة في الدهون تحت الجلد. غالبًا تظهر الكتل في الجزء السفلي من البطن والساقين.
- قروح مؤلمة على الجلد.
- بقع ساخنة على الجلد فوق الكتل. يمكن أن تظهر البقع على الساقين وأسفل البطن والفخذين والألْيَتَيْن.
في حالات نادرة، يمكن أن تصيب أمراض الجلد حديثي الولادة والأطفال.
الأوعية الدموية
يمكن أن يُسبب نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين التهابًا في الأوعية الدموية. وهذا نادر الحدوث. قد تتضمن الأعراض ما يلي:
- آلام وأوجاع في أنحاء الجسم.
- الشعور بالتعب.
- الحُمَّى.
- فقدان الشهية أو عدم الرغبة في الأكل.
- فقدان الوزن غير المقصود.
أعراض التهاب الأوعية الدموية نادرة لدى الأطفال.
متى تجب زيارة الطبيب
إذا ظهرت عليك أنت أو طفلك أعراض أمراض رئة أو كبد أو جلد أو أوعية دموية، فتحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية عن إجراء اختبار للكشف عن المرض. تحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بنقص أمضاد التريبسين ألفا1 (AATD) أو أمراض رئة أو أمراض كبد.
الأسباب
يحدث نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين نتيجة تغيُّر في جين يُسمَّى SERPINA1. يعمل هذا الجين على توجيه الجسم لإنتاج بروتين AAT.
يُعرف بروتين AAT بأنه مُثبِّط بروتياز (PI). يمنع المُثبِّط حدوث أمر ما أو يبقيه تحت السيطرة. يسهم بروتين AAT في تنظيم إنزيمات البروتياز التي ينتجها الجسم. تستطيع هذه الإنزيمات، مثل إنزيم إيلاستاز العدلات، تدمير نسيج الرئة. لذا فإن إبقاء إنزيمات البروتياز تحت السيطرة يساعد على حماية نسيج الرئة.
نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين حالة وراثية جسدية سائدة. يرث كل إنسان نسختين من جين SERPINA1، إحداهما من الأم والأخرى من الأب. يعني وجود نسختين متحوِّرتين من الجين الإصابةَ بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين.
أما وجود نسخة واحدة متحوِّرة من الجين فيعني حمل الشخص لاضطراب نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. ومن غير المُرجَّح الإصابة بمضاعفات نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. لكن قد تنقل الجين المتحوِّر إلى أطفالك.
تغيرات في الجينات
وتؤثر التغيرات في الجينات المقسمة إلى أنواع مختلفة في كمية إنتاج بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 ومدى فعاليته. يمكن أن يؤثر نقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 في الأشخاص بطرق مختلفة. قد يصاب أشخاص بنقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 دون حتى أن يعرفوا.
إذا لم ينتج الكبد ما يكفي من بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 أو إذا لم يكن البروتين يعمل كما ينبغي، فإن إنزيم الإيلاستاز العدلي يهاجم أنسجة الرئة، ما يُسبب تلفها. وهذا يزيد من خطر التعرض للإصابة بأمراض الرئة مثل داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
يمكن أن يؤدي تراكم بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 في الكبد إلى تضرر الكبد. وهذا يزيد من خطر التعرض للإصابة بأمراض كبدية مثل التشمع.
يمكن أن يحدد اختبار جين SERPINA1 المتغير الذي قد يجعل الأشخاص عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالحالات المرَضية المتعلقة بالرئة والكبد والجلد والأوعية الدموية. تُصنَّف المتغيرات ضمن فئات بحسب تأثيرها في كمية بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 أو جودته.
يُخصَّص لكل متغير حرف بناءً على كيفية تحرُّك البروتين عند تعريضه لشحنة كهربائية. على سبيل المثال، يُرمز إلى بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 الذي يبدو طبيعيًا ويعمل كما ينبغي بالحرف M، بينما يُرمز إلى البروتين نفسه الذي تكون كميته أو جودته منخفضة بالحرف S أو Z. ووجود أحد هذين المتغيرين S أو Z يزيد من خطر التعرض للإصابة بنقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1.
يحدد وجود متغيرين معًا، واحد من الأب وآخر من الأم، مدى زيادة خطر الإصابة بأمراض الرئة أو الأمراض الكبدية. ويُعرف هذا الزوج من المتغيرات بالنمط الجيني. أصحاب النمط الجيني MM أقل عرضة للإصابة بنقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1. بينما أصحاب النمط الجيني ZZ أكثر عرضة للإصابة بنقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1.
يمكن أن تؤدي تراكيب مختلفة من التغيرات الوراثية إلى زيادة خطر التعرض للإصابة بحالات مرَضية معينة. وتُكتب الأنماط الجينية باستخدام علامة النجمة (*).
- قد تُسبب الأنماط الجينية PI*MM و PI*MS و PI*SS ما يلي:
- النُفاخ الرئوي، وهو حالة مرَضية تصيب الرئة. ويبدو أن مستوى خطر التعرض للإصابة لا يختلف عن الخطر لدى الأشخاص غير المصابين بنقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1. وليست هناك زيادة في خطر التعرض للإصابة.
- قد يُسبب النمط الجيني PI*MZ ما يلي:
- داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) لدى الأشخاص المدخنين أو الذين يتعرضون للملوثات والأبخرة لفترة طويلة. عادةً لا يكون غير المدخنين معرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بالنُفاخ الرئوي.
- الأمراض الكبدية. يزداد خطر التعرض للإصابة بتشمع الكبد بشكل طفيف.
- قد يُسبب النمط الجيني PI*SZ ما يلي:
- النُفاخ الرئوي والتهاب القصبات. يزداد خطر التعرض للإصابة لدى المدخنين.
- تشمع الكبد. يزداد خطر التعرض للإصابة هذا بما يقارب ثلاثة أضعاف.
- سرطان الخلايا الكبدية، أكثر أنواع سرطان الكبد شيوعًا. يكون خطر التعرض هذا أعلى لدى الأشخاص المصابين بنقص بروتين ألفا-1 مضاد التريبسين مقارنةً بغير المصابين به.
- قد يُسبب النمط الجيني PI*ZZ ما يلي:
- تقريبًا كل حالات نقص بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 الشديدة.
- تليُّف الكبد وتشمع الكبد. خطر التعرض للإصابة مرتفع.
- سرطان الخلايا الكبدية.
- النُفاخ الرئوي وداء الانسداد الرئوي المزمن. خطر التعرض للإصابة مرتفع جدًا، خاصة بين المدخنين.
- التهاب السبلة الشحمية والالتهاب الوعائي.
- قد يُسبب النمط الجيني PI*null-null، أي غياب بروتين مضاد التريبسين ألفا 1 تمامًا، ما يلي:
- أمراض الرئة. خطر التعرض للإصابة يكاد يكون 100%. الكبد غير معرض للخطر لأنه لا يُنتِج بروتين مضاد التريبسين ألفا 1.
عوامل الخطورة
تتضمن عوامل الخطورة المرتبطة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين ما يلي:
- السيرة المرَضية العائلية للإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين حالة تنتقل في العائلات. يصيب مرض نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين نحو 100 ألف شخص يعيشون في الولايات المتحدة وأكثر من ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم. يكون نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين أكثر شيوعًا لدى الأشخاص من أصول شمال أوروبا، ولكنه يصيب الأشخاص من جميع الأصول. وقد تم الإبلاغ عن المتغيرات الجينية في أجزاء مختلفة من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. يصعب تشخيص نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين الأشخاص من ذوي الأصول الإفريقية أو الآسيوية أو اللاتينية.
- السيرة المرَضية العائلية للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن أو النفاخ الرئوي. يكون داء الانسداد الرئوي المزمن وراثيًا بالنسبة إلى 1% تقريبًا من الأشخاص الذين شُخِصوا بإصابتهم به. تدخين السجائر على المدى الطويل عامل الخطورة الأكبر المرتبط بداء الانسداد الرئوي المزمن. كلما زاد عدد سنوات التدخين والعبوات المستهلكة، زاد تعرضك للمخاطر.
- وجود سيرة مرَضية عائلية من الإصابة بأمراض الكبد.
المضاعفات
قد تمتد مضاعفات نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين لتشمل الرئتين أو الكبد أو الجلد أو الأوعية الدموية.
الرئتان
يمكن للمصابين بنقص ألفا-1 أنتي تريبسين (AATD) إلحاق ضرر برئتَيهم نتيجة التعرض المتكرر للدخان أو الأبخرة أو تلوث الهواء أو الغبار. والمصابون بنقص ألفا-1 أنتي تريبسين الذين يدخنون يُصابون عادةً بأمراض الرئة في سن يتراوح بين 40 و50 عامًا، أي قبل 10 سنوات تقريبًا مقارنةً بغير المدخنين. وقد تبدأ أمراض الرئة لدى شخص مصاب بنقص ألفا-1 أنتي تريبسين في الثلاثينيات من عمره. يزيد التدخين خطر الإصابة بأمراض الرئة، ويسبب أمراض رئة أخطر من التي تصيب الشخص الذي لا يدخن.
أسباب انسداد مجرى الهواء
انتفاخ الرئة
انتفاخ الرئة
في حال الإصابة بالنُّفاخ، تتضرر الجدران الداخلية للأكياس الهوائية الموجودة في الرئتين، وتُسمى الحويصلات، ما يؤدي إلى تمزقها. ويؤدي ذلك إلى تكوُّن مساحة هوائية كبيرة بدلاً من عدة مساحات صغيرة وتقليل مساحة السطح المتاحة لتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
التهاب القصبات
التهاب القصبات
التهاب القصبات التهابٌ في بطانة القصبتين الهوائيتين اللتين تحملان الهواء من الرئتين وإليهما.
وغالبًا ما يسعل المصابون بالتهاب القصبات مخاطًا ثخينًا متغير اللون.
تزيد الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين من خطر التعرض لمجموعة من أمراض الرئة تُعرف باسم داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD). داء الانسداد الرئوي المزمن حالة رئوية مستمرة ناتجة عن تضرر في الرئتين. يسبب التورُّم والالتهاب انسدادًا في مجرى الهواء ويؤدي إلى زيادة إفراز المخاط، ما يجعل التنفُّس صعبًا.
النوعان الأكثر شيوعًا من داء الانسداد الرئوي المزمن:
-
النفاخ الرئوي. يؤدي النفاخ الرئوي إلى تضرر الجدران الفاصلة بين الأكياس الهوائية في الرئتين،التي تسمى الحويصلات الهوائية. في الرئتين السليمتين، تتمدَّد الأكياس وتمتلئ بالهواء عند الشهيق. وتساعد هذه الأكياس على خروج الهواء من الرئتين أثناء الزفير. لكن الضرر الناتج عن النفاخ الرئوي يؤدي إلى تكسُّر هذه الجدران. فيُحتجَز الهواء داخل الحويصلات الهوائية الكبيرة. وهذا يجعل من الصعب دخول هواء جديد غني بالأكسجين.
يُسرِّع تدخين السجائر تطوُّر المرض وتضرر الرئتين. يصيب النفاخ الرئوي نحو تسعة من كل عشرة مصابين بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين الحاد ممن يُدخِّنون. ومع ذلك، يمكن أن يُصاب مرضى نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين بالنفاخ الرئوي حتى إذا لم يكونوا مُدخِّنين.
- التهاب القصبات المُزمن. يحدث التهاب القصبات عندما تلتهب الأنابيب التي تنقل الأكسجين من الرئتين وإليهما. تُسمَّى هذه الأنابيب الشُّعب الهوائية. يسبب التورُّم المستمر زيادة إفراز المخاط. قد تظهر الأعراض لدى المُدخِّنين في سن 35 عامًا تقريبًا. يحدث التهاب قصبات مزمن لنحو أربعة من كل عشرة أشخاص مصابين بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين.
عند المصابين بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين، يظهر داء الانسداد الرئوي المزمن عادةً قبل سن 55 عامًا. أمراض الرئة أكثر شيوعًا بين من تزيد أعمارهم على 30 عامًا. أمراض الرئة أكثر شيوعًا لدى البالغين مقارنة بالأطفال.
الكبد
كبد طبيعي مقابل كبد مصاب بالتشمع
كبد طبيعي مقابل كبد مصاب بالتشمع
كبد طبيعي (على اليسار) لا يظهر عليه أي علامات تندّب. في حالة التشمع (على اليمين)، يحل النسيج الندبي محل نسيج الكبد السليم.
يمكن أن يؤدي حدوث تغيُّرات في جين SERPINA1 إلى تغيير شكل بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. عندما لا يتمكن الكبد من نقل بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين إلى مجرى الدم، يتراكم البروتين ولا يجد مكانًا يذهب إليه. يمكن أن يؤدي هذا التراكم إلى حدوث أضرار بمرور الوقت. يمكن أن يبدأ مرض الكبد في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك عند الولادة.
تؤدي الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد:
- التليُّف. يتكون النسيج النَّدْبي ويتراكم على الكبد فوق مناطق التورم أو الإصابة. الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا المصابون بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين والسكري والسمنة معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالتليُّف. يمكن أن يؤدي التندّب الذي يزداد سوءًا بمرور الوقت إلى تليُّف الكبد.
- التشمع. يؤثر النسيج النَّدْبي الذي يتراكم على الكبد في مدى كفاءة وظائف الكبد. يسمى التندّب المتأخر (المتفاقم) في الكبد التشمع. ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكبدي وسرطان الكبد. يُعرف التشمع بأنه المرحلة النهائية من مرض الكبد.
- سرطان الكبد. تؤدي الإصابة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد. سرطان الخلايا الكبدية هو سرطان الكبد الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. يحدث في أغلب الأحيان عند الأشخاص المصابين بالتشمع.
يمكن أن يصاب الرُضَّع بأمراض الكبد. نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين السبب الرئيسي لأمراض الكبد عند الأطفال. يمكن أن يصاب البالغون بأمراض الكبد إذا لم يصابوا بها أثناء الطفولة.
الجلد
يكون الأشخاص المصابون بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين (AATD) عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بحالة جلدية تُسمى التهاب السبلة الشحمية. يمكن أن يؤدي تورم الأنسجة تحت الجلد إلى ظهور كتل مؤلمة. وتظهر هذه الكتل غالبًا في الجزء السفلي من البطن والساقين.
ويمكن أن تظهر أيضًا بقع أو كتل مؤلمة على الجلد. تتكوَّن غالبًا على الفخذين والألْيَتَيْن. قد تنفتح الكتل ويتسرب منها سائل زيتي.
متوسط عمر الأشخاص عند الإصابة بالتهاب السبلة الشحمية هو 40 عامًا تقريبًا. التهاب السبلة الشحمية مرض نادر.
الأوعية الدموية
يؤدي نقص ألفا-1 أنتي تريبسين إلى زيادة خطر الإصابة بمجموعة من حالات الأوعية الدموية يطلق عليها التهاب الأوعية الدموية. تتضرر الأوعية الدموية بسبب تورم يطلق عليه التهاب. وقد تتأثر به الشرايين أو الأوردة. ويؤدي تورم جدران الأوعية الدموية إلى تضييق مجرى الدم أو انسداده. قد يُسبب التهاب الأوعية الدموية أيضًا جلطات دموية قد تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وقد يؤدي تضرر بعض الأوعية الدموية إلى الوفاة. التهاب الأوعية الدموية حالة نادرة.
الوقاية
لا يمكن الوقاية من نقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين. لكن يمكن الوقاية من داء الانسداد الرئوي المزمن أو إبطاء تقدُّمه. وأفضل طريقة للوقاية من داء الانسداد الرئوي المزمن تكمن في عدم التدخين مطلقًا. إذا كنت تُدخِّن، فأقلع عن التدخين. فالتوقف في هذه المرحلة يمكن أن يبطئ من سرعة تدهور الحالة.
إذا كانت لدى عائلتك سيرة مرَضية مرتبطة بنقص بروتين ألفا-1 المضاد للتريبسين، أو كنت من فئة عرقية لديها خطر مرتفع للتعرض لاضطراب وراثي مُعيَّن، فقد تلجأ إلى الخضوع لاختبار وراثي قبل إنجاب الأطفال. يمكن أن يحدد الاختبار الوراثي لجين مفرد ما إذا كان لديك أو لدى زوجتك متغيرات جينية يمكن أن تنتقل إلى أطفالكما.