التشخيص
قد تُكتشَف النفخات القلبية عند إجراء فحص بدني لسبب آخر. سيطرح عليك الطبيب أسئلة عن تاريخك المَرَضي الشخصي والعائلي.
وقد يستمع الطبيب إلى القلب باستخدام جهاز يسمى السماعة الطبية. وسيأخذ الطبيب في الحسبان عدة أمور عند الاستماع إلى القلب لمعرفة ما إذا كانت النفخة غير مؤذية أم تستدعي القلق. ومن هذه الأمور:
- مستوى الصوت. ما مدى ارتفاع صوت النفخة القلبية على نطاق من 1 إلى 6؟ يشير الرقم 6 إلى أعلى مستوى لصوت النفخة القلبية.
- الموضع. أين مكانها في القلب؟ هل ينتقل الصوت إلى الرقبة أو الظهر؟
- حدة الصوت. هل هي مرتفعة أم متوسطة أم منخفضة؟
- توقيت النفخة. عادة ما تكون النفخة التي تحدث عند خروج الدم من القلب (النفخة الانقباضية) نفخة قلبية غير مؤذية. أما الأخرى التي تحدث عند امتلاء القلب بالدم (النفخة الانبساطية) أو مع ضربات القلب (النفخة المستمرة) فقد تشير إلى وجود مشكلة في القلب.
- تغيُّرات الصوت. هل تؤثر ممارسة الرياضة أو تغيير وضعية الجسم في الصوت؟
الاختبارات
تُجرى الاختبارات لتحديد سبب النفخات القلبية المثيرة للقلق. قد تشمل اختبارات النفخات القلبية ما يلي:
- مخطط صدى القلب. فهذا هو الاختبار الرئيسي المستخدم لتحديد سبب النفخة القلبية. ويستخدم مخطط صدى القلب الموجات الصوتية لالتقاط صور للقلب أثناء النبض. كما يُظهر كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. تلتقط الأشعة السينية على الصدر صورًا للقلب والرئتين. ويمكن من خلالها الكشف عن وجود تضخم في القلب. وقد يسبب تضخم القلب الإصابة بأنواع معينة من النفخات القلبية.
- تخطيط كهربية القلب (مخطط كهربية القلب). يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربائي للقلب. وأثناء اختبار تخطيط كهربية القلب، تُلصق مستشعرات (أقطاب كهربائية) على الصدر وأحيانًا على الذراعين أو الساقين. وتتصل الأسلاك الممتدة من المستشعرات بجهاز، يطبع النتائج أو يعرضها. حيث يمكن للطبيب فحص أنماط الإشارات للتأكد من عدم وجود مشكلات في القلب.
- قسطرة القلب. يمكن إجراء هذا الاختبار عندما يتعذر تحديد سبب النفخة القلبية من خلال الاختبارات الأخرى. حيث يُدخِل طبيب القلب أنبوبًا مرنًا (قسطرة) في أحد الأوعية الدموية، عادةً في منطقة الأُربية أو الرسغ. ويوجه القسطرة بلطف إلى القلب. وقد تُحقن صبغة من خلال أنبوب القسطرة. إذ تساعد الصبغة في إظهار الأوعية الدموية بشكل أوضح في الصور التي تُلتَقط أثناء الاختبار.
العلاج
لا تحتاج النفخات القلبية الحميدة عادةً إلى العلاج. إذا كانت النفخة القلبية الحميدة ناتجة عن حمى أو فرط نشاط الغدة الدرقية، فستزول النفخة غالبًا بعد علاج المرض المسبب لها.
ويعتمد علاج النفخة القلبية المثيرة للقلق على السبب. حيث تحتاج النفخة القلبية المثيرة للقلق مراقبة حثيثة من الطبيب. كما قد يلزم أخذ أدوية أو إجراء جراحة.
الأدوية
تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج حالات القلب المَرَضية المرتبطة بالنفخات القلبية ما يلي:
- مضادات تخثر الدم. يعمل هذ النوع من الأدوية على منع تكوّن الجلطات الدموية. فبعض الحالات المَرَضية التي تسبب النفخات القلبية ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدم انتظام ضربات القلب التي يمكن أن تسبب جلطات الدم. ويمكن أن تزيد جلطات الدم من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية. تشمل مضادات تخثر الدم الوارفارين (Jantoven) والكلوبيدوغريل (Plavix) والأبيكسابان (Eliquis) والريفاروكسابان (Xarelto) والدابيغاتران (Pradaxa) وغيرها.
- حبوب الماء (مدرّات البول). تعمل هذه الأدوية على تصريف السوائل الزائدة من الجسم. وقد تعطى مدرّات البول لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو الحالات المَرَضية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم النفخات القلبية.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. يعمل هذا النوع من الدواء على خفض ضغط الدم. فقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تفاقم الحالات المَرَضية الكامنة التي تسبب النفخات القلبية.
- حاصرات مستقبلات بيتا. تعمل حاصرات مستقبلات بيتا على خفض سرعة القلب وضغط الدم.
في الماضي، كان يُطلب من عديد من الأشخاص المصابين بنفخات قلبية مقلقة أخذ المضادات الحيوية قبل الخضوع للجراحة أو أي إجراءات ذات صلة بالأسنان للوقاية من الإصابة بأنواع معينة من العدوى في القلب. لكن تلك التوصية قد تغيرت. ولم يعد يُوصى باستخدام المضادات الحيوية إلا في حالات محددة. فعلى سبيل المثال، قد يوصى بها للأشخاص الذين لديهم صمامات قلب اصطناعية أو لديهم تاريخ مَرَضي مع عدوى صمامات القلب أو عيوب خلقية في القلب تزيد من خطر الإصابة بالعدوى داخل القلب.
العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى
قد يلزم إجراء جراحة لتصحيح الحالة التي تسبِّب نفخة قلبية مثيرة للقلق.
على سبيل المثال، إذا كان سبب النفخة وظهور أعراض أخرى تضيُّق أو تسرُّب في صمام القلب، فقد يلزم ترميم صمام القلب أو استبداله.
أثناء ترميم صمام القلب، قد يحتاج الجرَّاح إلى فعل ما يلي:
- رتق الثقوب في الصمام
- فصل طيات الصمام المُلتحمة
- استبدال الحبال التي تدعم الصمام
- استئصال أنسجة الصمام الزائدة حتّى ينغلق الصمام بإحكام
- تضييق الحلقة المحيطة بالصمام أو تدعيمها
قد تُجرى جراحة صمام القلب على شكل:
- جراحة قلب مفتوح
- جراحات قلب طفيفة التوغل
- جراحة قلب روبوتية
- إجراء باستخدام أنابيب مرنة (إجراء القسطرة)
وتعتمد طريقة الجراحة أو الإجراء الطبي على حالة القلب المحددة.
الاستعداد لموعدك
إذا كنت قلقًا بشأن الإصابة بالنفخة القلبية، فاحجز موعدًا طبيًا لزيارة الطبيب المعالج للعائلة. على الرغم من أن معظم النفخات القلبية غير ضار، فمن المستحسن أن تخضع للفحص للكشف عن أي مشكلات قلبية كامنة قد تكون خطيرة. وقد تُحال إلى طبيب متخصص في علاج أمراض القلب.
قد تكون مدة المواعيد الطبية قصيرة. لذلك فمن المستحسن الاستعداد جيدًا لموعدك الطبي. وإليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد ومعرفة ما تتوقُّع أن يخبرك به الطبيب.
ما يمكنك فعله
- استفسر بشأن أي محاذير قبل تحديد الموعد الطبي. اسأل ما إذا كان هناك أي شيء ينبغي لك فعله قبل موعدك الطبي. على سبيل المثال، إذا كنت ستخضع لنوع معين من مخطط صدى القلب، فقد تحتاج إلى الامتناع عن الطعام أو الشراب لعدة ساعات قبل الاختبار.
- دوّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بالنفخة القلبية.
- دوّن التاريخ المرضي لعائلتك، بما في ذلك تاريخ العائلة المرضى من حيث أمراض النفخات القلبية أو عدم انتظام ضربات القلب أو عيوب القلب أو مرض الشريان التاجي أو الاضطرابات الوراثية أو السكتات الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
- دوّن أي ضغوط شديدة أو تغيرات حياتية تعرضت لها مؤخرًا.
- ضع قائمة بكل الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تأخذها أنت أو طفلك حاليًا. واذكر الجرعات أيضًا.
- اصطحب أحد الأقارب أو الأصدقاء إن أمكن، إذ يكون من الصعب في بعض الأحيان تذكر كل المعلومات المقدمة إليك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر الشخص الذي يأتي معك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- استعد لمناقشة نظامك الغذائي وعاداتك في ممارسة التمارين الرياضية. إذا لم تكن أنت وطفلك تتبعان نظامًا غذائيًا أو ليس لديكما نظام متبع لممارسة التمارين الرياضية، فاستعد للتحدث إلى الطبيب عن أي تحديات قد تواجهانها عند البدء.
الوقت الذي تقضيه مع الطبيب محدود. وسيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من زيارتك. وتتضمن الأسئلة الأساسية التي يمكن أن تطرحها على الطبيب فيما يخص النفخات القلبية ما يلي:
- ما أكثر الأسباب المحتملة للنفخات القلبية؟
- ما الأسباب الأخرى المحتمَلة للنفخات القلبية؟
- ما نوع الاختبارات اللازمة؟
- ما العلاج الأفضل، وما أفضل رعاية للمتابعة؟
- ما بدائل الطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
- كيف يجب التعامل مع الحالات الصحية الأخرى بخلاف النفخة القلبية؟
- هل يجب اتباع أي تعليمات بخصوص الأغذية أو التمارين الرياضية؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًّا؟
- إذا كان إجراء الجراحة ضروريًا، فأي جراح توصي به؟
- هل يتوفر دواء بديل مكافئ للدواء الذي وصفتَه لي؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذُها معي للمنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ما المُتوقع من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة. ولا شك أن الاستعداد للإجابة عنها سيوفر وقتًا مناسبًا لمناقشة أي تفاصيل أخرى ترغب في التطرق إليها. فقد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي تشعر بها؟ اذكر أي تاريخ لحالات الإغماء وألم الصدر وتورم الساق وتغيرات لون الجلد وضيق النفس.
- متى بدأت الأعراض في الظهور؟
- هل الأعراض مستمرة أم متقطعة؟
- ما مدى شدة الأعراض؟
- ما الشيء الذي يبدو أنه يحسّن من الأعراض، إن وجد؟
- هل هناك أي شيء يجعل الأعراض تتفاقم؟
- هل أخذت من قبل أدوية غير مشروعة؟
- هل لديك تاريخ للإصابة بالحمى الروماتيزمية؟
- هل لدى أي فرد آخر في العائلة نفخة قلبية أو مشكلة في صمامات القلب؟