التشخيص

لا يوجد في الوقت الحالي فحص معين لتشخيص الإصابة بمرض باركنسون. يشخِّص الحالة طبيب الأعصاب المتخصص في علاج أمراض الجهاز العصبي. ويعتمد تشخيص مرض باركنسون على التاريخ الطبي للحالة ومراجعة الأعراض والفحص العصبي والبدني.

قد ينصح أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية بإجراء فحص معين بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة، يُطلق عليه فحص ناقلات الدوبامين. ومع أن هذا الفحص قد يساعد على إثبات اشتباه إصابتك بمرض باركنسون، فإن الأعراض التي تظهر عليك ونتائج الفحص العصبي هما ما يحددان التشخيص السليم في النهاية. لا يحتاج معظم المرضى إلى إجراء فحص ناقلات الدوبامين.

وقد يطلب منك فريق الرعاية الصحية إجراء فحوصات مختبرية، مثل اختبارات الدم، لاستبعاد احتمال وجود حالات مَرَضية أخرى قد تكون سببًا في ظهور الأعراض.

ويمكن أيضًا استخدام الفحوصات التصويرية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الدماغ بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، للمساعدة على استبعاد احتمال وجود اضطرابات أخرى. لكن الفحوص التصويرية هذه لا تساعد تحديدًا في تشخيص الإصابة بمرض باركنسون.

قد يعطيك أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية، بالإضافة إلى فحصك، دواء يحتوي على الكاربيدوبا والليفودوبا (مثل Rytary وSinemet وغيرهما)، وهو أحد أدوية مرض باركنسون. ويجب إعطاء جرعة كافية من الدواء حتى يظهر مفعوله؛ إذ لا يمكن الاعتماد على الجرعات المنخفضة لمدة يوم أو يومين. وسيؤكد التحسُّن الملحوظ في الغالب بعد تناول هذا الدواء على تشخيص إصابتك بمرض باركنسون.

يستغرق تشخيص الإصابة بمرض باركنسون في بعض الأحيان وقتًا طويلاً. وقد يوصي الأطباء بتحديد مواعيد طبية للمتابعة الدورية مع أطباء الأعصاب المدرَّبين على علاج اضطرابات الحركة، لتقييم حالتك والأعراض التي تنتابك بمرور الوقت وتشخيص إصابتك بمرض باركنسون.

ولكن هناك فحص جديد يلوح في الأفق. يدرس الباحثون إمكانية إجراء فحص لمرض باركنسون يمكنه اكتشاف المرض قبل بداية ظهور الأعراض. ويُسمَّى الفحص اختبار تضاعف الحمض النووي لبروتين ألفا سينوكلين. في دراسة أُجريت عام 2023، فحص الباحثون السائل النخاعي لأكثر من ألف شخص للبحث عن تكتُّلات بروتين ألفا سينوكلين. يوجد بروتين ألفا سينوكلين في أجسام ليوي. ويشكِّل تكتلات لا يستطيع الجسم تفكيكها. وتنتشر التكتلات وتدمِّر خلايا الدماغ.

يمثل وجود تكتلات بروتين ألفا سينوكلين مؤشرًا مميِّزًا لمرض باركنسون. ويحدِّد الاختبار المصابين بمرض باركنسون بدقة في 87.7% من المرات. كما أن الاختبار عالي الحساسية في الكشف عن الأشخاص المُعرَّضين لخطر الإصابة بمرض باركنسون.

وكانت دراسة اختبار تضاعف الحمض النووي لبروتين ألفا سينوكلين الأكبر حتى الآن. يقول بعض الباحثين إن الدراسة قد تشكِّل علامة فارِقة في تشخيص مرض باركنسون وأبحاثه وتجاربه السريرية. ولكن ما زال الأمر يتطلب دراسات موسَّعة. وهناك بارقة أمل بين الباحثين تشير إلى احتمال إجراء الاختبار باستخدام عينات الدم بدلاً من السائل النخاعي في المستقبل.

العلاج

لا يمكن علاج داء باركنسون، ولكن يمكن أن تساعد الأدوية على السيطرة على الأعراض بشكل كبير غالبًا. وقد ينصح الأطباء بالتدخل الجراحي في بعض الحالات الأكثر تقدمًا.

قد يوصي فريق الرعاية الصحية أيضًا ببعض التغييرات في نمط الحياة، وبالأخص ممارسة التمارين الهوائية باستمرار. وفي بعض الحالات، يكون العلاج الطبيعي الذي يركز على التوازن وتمارين الإطالة مهمًّا. يمكن أيضًا الاستعانة باختصاصي في اضطرابات النطق واللغة لتحسين مشكلات النطق.

الأدوية

قد تفيد الأدوية في علاج مشكلات المشي والحركة والرُّعاش. إذ تزيد هذه الأدوية إفراز الدوبامين أو تعمل كبديل له.

حيث يعاني المصابون بمرض باركنسون من انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ. ولكن لا يمكن إعطاء الدوبامين مباشرةً لأنه لا يمكن أن يدخل إلى الدماغ.

قد تتحسَّن أعراضك بدرجة كبيرة بعد بدء تناول علاج مرض باركنسون. ولكن بمرور الوقت تتلاشى فوائد تلك الأدوية كثيرًا أو تصبح أقل انتظامًا. ولا يزال بإمكانك السيطرة على الأعراض بكفاءة.

وقد تتضمن الأدوية التي يصفها فريق الرعاية الصحية ما يلي:

  • كاربيدوبا وليفودوبا (Rytary وSinemet وDuopa وغيرها). ليفودوبا هو الدواء الأكثر فعالية لعلاج مرض باركنسون، وهو عبارة عن مادة كيميائية طبيعية تمر إلى الدماغ وتتحول إلى دوبامين.

    ويُجمَع بين ليفودوبا وكاربيدوبا (Lodosyn)، الذي يحمي تحوُّل ليفودوبا مبكرًا إلى الدوبامين خارج الدماغ. وسيجنِّبك ذلك آثارًا جانبية مثل الغثيان أو يخفِّف منها.

    قد تشمل الآثار الجانبية الغثيان أو الدوار عند الوقوف؛ ما يُسمَّى بنقص ضغط الدم الانتصابي.

    ومع تقدُّم المرض بمرور السنوات، قد تقل الفائدة الناتجة عن تناول ليفودوبا، فتزيد أحيانًا وتنقص أحيانًا؛ ما يُطلَق عليه "فقدان الفعالية".

    وقد يُصدِر جسمك كذلك حركات لاإرادية تُعرف بخلل الحركة بعد تناول جرعات أعلى من ليفودوبا. يمكن أن يخفف فريق الرعاية الصحية جرعتك أو يعدِّل أوقات تناوُلها للسيطرة على هذه الآثار.

    من الأفضل تناول كاربيدوبا وليفودوبا على معدة فارغة إذا كنت مصابًا بمرض باركنسون من النوع المتقدِّم، ما لم يخبرك فريق الرعاية الصحية بخلاف ذلك.

  • استنشاق كاربيدوبا وليفودوبا. Inbrija هو الاسم التجاري لدواء يحتوي على كاربيدوبا وليفودوبا بتركيبة قابلة للاستنشاق. وقد يكون مفيدًا في السيطرة على الأعراض التي تظهر عند توقُّف مفعول الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أثناء النهار فجأة.
  • تسريب كاربيدوبا وليفودوبا. Duopa هو اسم تجاري لدواء يجمع بين كاربيدوبا وليفودوبا. ولكن يُعطى هذا الدواء عبر أنبوب تغذية لتوصيل الدواء في شكل هلامي إلى الأمعاء الدقيقة مباشرةً.

    ويناسب دواء Duopa المرضى المصابين بمرحلة متقدِّمة من مرض باركنسون ولا يزالون يستجيبون لكاربيدوبا وليفودوبا، لكن استجابتهم لهما متذبذبة بدرجة كبيرة. وبسبب تسريب دواء Duopa باستمرار، تظل مستويات الدواءين في الدم ثابتة.

    يتطلب وضع هذا الأنبوب إجراءً جراحيًّا صغيرًا. ومن المخاطر التي ينطوي عليها استخدام هذا الأنبوب سقوطه خارج الجسم أو تعرض موضع التسريب للعدوى.

  • المواد المساعدة للدوبامين. لا تتحول ناهِضات الدوبامين إلى دوبامين على عكس ليفودوبا. لكنها بدلاً من ذلك تُماثِل تأثيرات الدوبامين في الدماغ.

    ناهِضات الدوبامين ليست لها فعالية ليفودوبا نفسها في معالجة الأعراض. إلا أنها تستمر فترة أطول وقد تُستخدَم مع ليفودوبا لتنظيم مفعوله المتذبذب.

    ومن ناهِضات الدوبامين براميبيكسول (Mirapex ER) وروتيغوتين (Neupro) وهو ما يُعطى على شكل لصيقة جلدية. الآبومورفين (Apokyn) هو ناهِض للدوبامين قابل للحقن وقصير المفعول يُستخدَم لتوفير راحة سريعة.

    تتشابه بعض الآثار الجانبية لناهِضات الدوبامين مع الآثار الجانبية لكاربيدوبا وليفودوبا. ولكنها قد تتضمن كذلك الهلاوس والنعاس والسلوكيات القهرية؛ كفرط الرغبة الجنسية والمقامرة وتناول الطعام. فإذا كنت تتناول هذه الأدوية وتتصرف بطريقة مختلفة عن شخصيتك، فتحدَّث إلى فريق الرعاية الصحية.

  • مُثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين B ‏(MAO B). تتضمن هذه الأدوية السيليجيلين (Zelapar) وراساجيلين (Azilect) وسافيناميد (Xadago). حيث تساعد هذه الأدوية على منع تكسير الدوبامين بالدماغ من خلال تثبيط إنزيم الدماغ أكسيداز أحادي الأمين B. ويعمل هذا الإنزيم على تكسير دوبامين الدماغ. وقد يساعد السيليجيلين الذي يُعطى مع ليفودوبا على منع تَذبذُب المفعول.

    قد تشمل الآثار الجانبية لمثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين B الصداع أو الغثيان أو الأرق. وعند إضافة هذه الأدوية إلى كاربيدوبا وليفودوبا، تزيد من خطر الإصابة بالهلاوس.

    لا تُستخدَم هذه الأدوية في الغالب مع معظم مضادَّات الاكتئاب أو بعض أدوية تخفيف الألم نظرًا إلى تفاعلاتها الخطيرة نادرة الحدوث. تأكد مع فريق الرعاية الصحية قبل تناوُل أي أدوية إضافية مع مثبِّط أكسيداز أحادي الأمين ب.

  • مثبِّطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول. الإنتاكابون (Comtan) والأوبيكابون (Ongentys) هما الدواءان الأساسيان في هذه الفئة. ويعمل هذا الدواء على تمديد فترة تأثير علاج ليفودوبا تمديدًا بسيطًا عن طريق تثبيط الإنزيم الذي يعمل على تكسير الدوبامين.

    ويرجع السبب الرئيسي لظهور الآثار الجانبية، التي تتضمن زيادة خطر حدوث حركات لاإرادية، يُطلَق عليها خلل الحركة، إلى تأثير ليفودوبا المعزَّز. وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الإسهال أو الغثيان أو القيء.

    تولكابون (Tasmar) هو مثبط آخر من مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول ونادرًا ما يُوصف لما ينطوي عليه من مخاطر متعلقة بفشل الكبد والكلى.

  • مضادَّات الفعل الكوليني. استُخدِمت هذه الأدوية على مدار عدة سنوات للمساعدة على التحكم في الرعاش المصاحب لمرض باركنسون. ويتوفر عدد من أدوية مضادَّات الفعل الكوليني، ومنها بنزتروبين (Cogentin) أو تريهيكسيفينيديل.

    إلا أن فوائدها البسيطة غالبًا تقابلها آثار جانبية مثل ضعف الذاكرة والتشوش والهلاوس والإمساك وجفاف الفم وضَعف التبوُّل.

  • الأمانتادين. قد يصف لك الطبيب دواء أمانتادين (Gocovri) وحده لتخفيف أعراض مرض باركنسون الخفيفة في المراحل المبكرة على المدى القصير. وقد يُعطى كذلك مع علاج يحتوي على كاربيدوبا وليفودوبا خلال المراحل المتأخرة من مرض باركنسون للسيطرة على الحركات اللاإرادية التي تُسمَّى بخلل الحركة التي يحفزها مركب كاربيدوبا وليفودوبا.

    قد تشمل الآثار الجانبية تغيُّرًا في لون الجلد أو تورُّم الكاحل أو الهلاوس.

  • مُناهِضات مُستقبِلات الأدينوزين (مُناهِضات مُستقبِلات A2A). تستهدف هذه الأدوية مناطق في الدماغ تنظم الاستجابة للدوبامين وتسمح بإفراز مزيد من الدوبامين. إسترادافيلين (Nourianz) هو أحد أدوية مُناهِضات مُستقبِلات الأدينوزين.
  • Nuplazid (بيمافانسيرين). يُستخدم هذا الدواء لعلاج الهلوسة والأوهام التي يمكن أن تصاحب مرض باركنسون. ولكن الخبراء ليسوا متأكدين من آلية عمل الدواء.

الإجراءات الجراحية

  • التحفيز العميق للدماغ. في عمليات التحفيز العميق للدماغ، يزرع الجراحون أقطابًا كهربائية في جزء محدَّد من الدماغ. وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولِّد مزروع في الصدر بالقرب من عظم الترقوة. ويرسل المولِّد نبضات كهربية إلى الدماغ، ما قد يخفف من أعراض داء باركنسون.

    وقد يضبط فريق الرعاية الصحية الإعدادات حسب متطلبات الحالة. تنطوي الجراحة على مخاطر تشمل العدوى أو السكتة الدماغية أو النزف داخل الدماغ. يتعرَّض بعض الأشخاص لمشكلات في استخدام نظام التحفيز العميق للدماغ أو لمضاعفات بسبب عملية التحفيز نفسها. ولذلك قد يقوم أحد أفراد فريق الرعاية بضبط بعض أجزاء النظام أو استبدالها.

    يُطرح خيار التحفيز العميق للدماغ في أغلب الأحيان لمن هم في مرحلة متقدمة من داء باركنسون واستجاباتهم لدواء ليفودوبا غير مستقرة. ويمكنه أن يؤدي التنبيه العميق للدماغ إلى استقرار التقلبات الناجمة عن تأثير الدواء، وتقليل الحركات اللاإرادية -التي تسمى خلل الحركة- أو إيقافها، وتخفيف الرُّعاش، والحد من تيبس العضلات، وتحسين الحركة.

    يتميز التحفيز العميق للدماغ بفاعليته في ضبط الاستجابات المتقلبة لدواء ليفودوبا أو السيطرة على خلل الحركة الذي لا يتحسن بتعديل جرعات الدواء.

    مع ذلك، لا يفيد التحفيز العميق للدماغ في المشكلات التي لا تستجيب للعلاج بدواء ليفودوبا باستثناء الرُّعاش الذي يمكن السيطرة عليه عن طريق التحفيز العميق للدماغ حتى إذا كان الرُعاش غير مستجيب تمامًا لدواء ليفودوبا.

    على الرغم من أن الاستثارة العميقة للمخ قد تعالج أعراض باركينسون على نحو مستدام، فإنها لا تمنع مرض باركينسون من التطور.

العلاجات المتقدمة

التصوير بالموجات فوق الصوتية المركَّزة والموجَّهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRgFUS) من الأساليب العلاجية طفيفة التوغل التي ساعدت بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في السيطرة على الرُعاش. وفي هذا الإجراء يُوجِّه الأطباء الموجات فوق الصوتية من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي إلى المنطقة التي يبدأ عندها الرُعاش في الدماغ. وتكون هذه الموجات بدرجة حرارة مرتفعة للغاية تؤدي إلى حرق المناطق التي تسهم في حدوث الرُعاش.

التجارب السريرية

استكشِف دراسات مايو كلينك حول التطورات الجديدة في مجال العلاجات والتدخلات الطبية والاختبارات المستخدمة للوقاية من هذه الحالة الصحية وعلاجها وإدارتها.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

ستحتاج إلى التعاون مع فريق الرعاية الصحية تعاونًا وثيقًا لوضع خطة علاجية لداء باركنسون توفر لك أكبر قدر ممكن من تخفيف الأعراض بأقل آثار جانبية ممكنة. يمكن أن تؤدي أدوية معينة إلى تفاقم الأعراض، لذلك يُرجى مناقشة أي أدوية تأخذها في الوقت الحالي مع فريق الرعاية

وقد تساعد أيضًا بعض التغييرات في نمط الحياة في تسهيل التعايش مع داء باركنسون.

نمط غذائي صحي

رغم عدم وجود طعام أو مجموعة من الأطعمة تساعد على علاج داء باركنسون، فإن بعض الأطعمة قد تساعد على تخفيف بعض الأعراض. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب كمية كبيرة من السوائل في منع الإصابة بالإمساك، وهو أمر شائع الحدوث في داء باركنسون.

كما أن النظام الغذائي المتوازن يوفر العناصر المغذية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، التي قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بداء باركنسون.

التمارين

يمكن أن تزيد ممارسة الرياضة قوة عضلاتك ومرونتها وتوازنها. ويمكن للتمارين الرياضية كذلك تحسين حالتك الصحية العامة وتقليل شعورك بالاكتئاب أو القلق.

قد يقترح فريق الرعاية الصحية الرجوع إلى اختصاصي علاج طبيعي لمعرفة برنامج تمارين رياضية مناسب لحالتك. ويمكنك أيضًا تجربة ممارسة تمارين مثل المشي أو السباحة أو البستنة أو الرقص أو التمارين الرياضية المائية أو تمارين الإطالة.

قد يؤثر مرض باركنسون على شعورك بالاتزان، مما يجعل مشيتك الطبيعية أمرًا صعبًا. وقد تحسِّن التمارين الرياضية توازنك. وقد تفيد المقترحات التالية:

  • حاوِل ألا تتحرك بسرعة كبيرة.
  • حاول أن يضرب كعب قدمك الأرض أولًا عند المشي.
  • وإذا لاحظت أن قدماك تحتكّان بالأرض، فتوقّف وتحقق من صحة وضعية جسمك. والوضعية الأفضل أن تكون واقفًا منتصبًا.
  • انظر أمامك أثناء المشي لا إلى الأسفل مباشرةً.

تَجنب السقوط

في مراحل المرض المتأخرة، قد تَتعرض للسقوط بسهولة كبيرة. في الواقع، قد تَفقد توازنك بمجرد دفعة أو لكمة بسيطة. قد تُساعد الاقتراحات التالية:

  • انعطف بدلًا من تدوير جسدك فوق قدمك.
  • وزع وزنك بالتساوي على قدميك ولا تنحني.
  • تَجنب حمل أشياء أثناء المشي.
  • تَجنب المشي للخلف.

أنشطة الحياة اليومية

قد يجد المصابون بداء باركنسون أداء الأنشطة الحياتية اليومية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والاستحمام والكتابة أمرًا عسيرًا. ويمكن أن يوضح لك اختصاصي العلاج المهني أساليب تجعل أداء المهام اليومية أسهل.

وإذا كانت لديك مشكلة في الكلام، فقد يساعدك اختصاصي علاج النطق في التغلب عليها. تواجه كثير من المصابين بداء باركنسون صعوبات في الكلام مثل بطء الحديث وضعف الصوت، ومشكلات في نطق الحروف الساكنة، والتلعثم، وانخفاض الصوت مع الكلام بنبرة رتيبة غير معبرة بما يكفي، والصمت غير الملائم للموقف. وقد يستطيع اختصاصي علاج النطق مساعدتك على حل هذه المشكلات.

الطب البديل

يمكن أن تساعد العلاجات الداعمة على التخفيف من بعض أعراض داء باركنسون ومضاعفاته، مثل الألم والإرهاق والاكتئاب. وفي حال اتباعها مع العلاجات الخاصة بك، فقد تساهم في تحسين جودة حياتك:

  • التدليك. يمكن للعلاج بالتدليك أن يساهم في تقليل شد العضلات ويعزز من الشعور بالاسترخاء. إلا أن هذا العلاج نادرًا ما يَكون مغطى من التأمين الصحي.
  • التاي تشي. التاي تشي أحد أشكال التمارين الرياضية الصينية القديمة، وهي عبارة عن حركات بطيئة وسلسة يمكن أن تؤدي إلى تحسين المرونة والتوازن وقوة العضلات. قد تساعد رياضة التاي تشي أيضًا على الوقاية من السقوط. هناك عدة أشكال من رياضة التاي تشي تناسب مختلف الفئات العمرية والحالات البدنية.

    وقد أظهرت إحدى الدراسات أن رياضة التاي تشي يمكنها تحسين التوازن لدى المصابين بالحالات الطفيفة والمعتدلة من مرض باركنسون بدرجة أفضل من تمارين الإطالة وتدريبات المقاومة.

  • اليوغا. في رياضة اليوغا، يمكن أن تزيد حركات الإطالة البسيطة وأوضاعها من مرونة جسمك وتوازنه. ويمكنك تعديل معظم الأوضاع بحيث تتناسب مع قدراتك البدنية.
  • تقنية ألكسندر. قد تساهم هذه التقنية - التي تركز على وضعية العضلات والتوازن والتفكير في كيفية استخدام عضلاتك - في تقليل الشد والألم العضليين.
  • التأمل. في التأمل، تفكر بهدوء وتركز ذهنك على فكرة أو صورة معينة. ويمكن أن يساهم التأمل في التخفيف من التوتر والألم ويحسن شعورك بالصحة والعافية.
  • العلاج بالحيوانات الأليفة. يمكن أن يسهم وجود كلب أو قط في زيادة مرونتك وحركتك وتحسين صحتك النفسية.
  • أساليب الاسترخاء. تساعد هذه الممارسات على خفض ضغط دمك، وتقليل سرعة القلب وتحسين التوتر العضلي.

التأقلم والدعم

قد يكون العيش بمرض مزمن أمرًا صعبًا، ومن غير المستبعد أن تشعر بالغضب أو الاكتئاب أو الإحباط في بعض الأوقات. ومن ثمّ، قد يكون داء باركنسون مثيرًا للاستياء بشدة، إذ يصبح المشي والتحدث وحتى تناول الطعام أكثر صعوبة واستهلاكًا للوقت.

لذا فالاكتئاب أمر شائع بين المصابين بداء باركنسون. ولكن قد يساعد أخذ مضادات الاكتئاب على تخفيف أعراضه؛ لذا عليك استشارة فريق الرعاية الصحية في حال استمرار شعورك بالحزن أو اليأس.

ونظرًا لأن الأصدقاء والأقارب هم أقرب الداعمين لك، فمن المفيد بوجه خاص أن يكون الأشخاص الذين هم على علم بما تمر به متفهمين لحالتك. لا تفيد مجموعات الدعم الجميع، لكن مجموعات الدعم قد تكون من المصادر الجيدة لحصول الكثير من المصابين بمرض باركنسون وعائلاتهم على معلومات عملية عن مرض باركنسون.

توفر لك المجموعات أيضًا مكانًا للتعرّف على أشخاص يمرون بمواقف مماثلة ويمكنهم مساعدتك.

قد تفيدك محاولة عدم التخلي عن أنشطتك المعتادة. والهدف من هذا فعل أكبر قدر مما كان بوسعك فعله قبل بدء الإصابة بداء باركنسون. ركّز على حاضرك وحاول الحفاظ على نظرتك الإيجابية.

لمعرفة مجموعات الدعم في مجتمعك، استشر فريق الرعاية الصحية أو اختصاصي اجتماعي معنيّ بداء باركنسون أو أحد أفراد التمريض العاملين في قطاع الصحة العامة المحلية. أو تواصل مع مؤسسة باركنسون أو الجمعية الأمريكية لداء باركنسون.

قد تستفيد أنت وعائلتك أيضًا من استشارة اختصاصي في الصحة العقلية، مثل اختصاصي علم النفس أو اختصاصي اجتماعي متخصص في علاج المصابين بحالات مزمنة.

الاستعداد لموعدك

ستبدأ على الأرجح بزيارة أحد خبراء الرعاية الصحية، وقد يحيلك بعد ذلك إلى طبيب متخصص في علاج اضطرابات الجهاز العصبي، يسمى طبيب الأعصاب.

نظرًا إلى كثرة النقاط التي تنبغي مناقشتها، يُستحسن أن تستعد جيدًا لموعدك الطبي. وإليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد لموعدك الطبي.

ما يمكنك فعله؟

  • دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدَّدت الموعد الطبي من أجله.
  • دوِّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوطات شديدة تعرضت لها أو تغييرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
  • اكتب قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي تتناولها.
  • اطلب من أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك مرافقتك إذا أمكن. ففي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.
  • جهِّز قائمة بالأسئلة التي ترغب في طرحها خلال الموعد الطبي.

سيكون وقتك مع فريق الرعاية الصحية محدودًا؛ لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة مسبقًا على تحقيق الاستفادة القصوى من زيارتك. ومن الأسئلة الأساسية المطلوب التي يمكنك طرحها عن متلازمة باركنسون:

  • ما أكثر الأسباب احتمالاً لإصابتي بهذه الأعراض؟
  • هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
  • ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟ هل تتطلب هذه الاختبارات أي استعدادات خاصة؟
  • كيف يتطوَّر مرض باركنسون عادةً؟
  • هل سأحتاج في النهاية إلى رعاية طويلة الأمد؟
  • ما العلاجات المتاحة؟ وما العلاج الذي توصيني به؟
  • ما أنواع الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها مع العلاج؟
  • إذا لم ينجح العلاج أو توقَّفَت فاعليته، فهل هناك خيارات إضافية متاحة لي؟
  • لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف يُمكِنُني التعامل مع هذه المشاكل معًا بأفضل طريقة مُمكِنة؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذُها معي للمنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بزيارتها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها مسبقًا لطرحها على فريق الرعاية، لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى قد تطرأ على ذهنك أثناء موعدك الطبي.

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك فريق الرعاية الصحية عدة أسئلة. وسيوفر استعدادك للإجابة عنها الوقت الكافي لمناقشة أي نقاط تريد قضاء مزيد من الوقت في التحدث عنها. قد تُسأل عما يلي:

  • متى ظهرت عليك الأعراض لأول مرة؟
  • هل الأعراض مستمرة طوال الوقت أم أنها تظهر وتختفي؟
  • هل يوجد أي شيء قد يُحسِّن الأعراض التي تشعر بها؟
  • هل يوجد أي شيء قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض؟

مرض باركنسون - الرعاية في Mayo Clinic (مايو كلينك)

26/05/2023
  1. Loscalzo J, et al., eds. Parkinson's disease. In: Harrison's Principles of Internal Medicine. 21st ed. McGraw Hill; 2022. https://accessmedicine.mhmedical.com. Accessed April 4, 2022.
  2. Parkinson's disease: Hope through research. National Institute of Neurological Disorders and Stroke. https://www.ninds.nih.gov/Disorders/Patient-Caregiver-Education/Hope-Through-Research/Parkinsons-Disease-Hope-Through-Research. Accessed April 4, 2022.
  3. Ferri FF. Parkinson disease. In: Ferri's Clinical Advisor 2022. Elsevier; 2022. https://www.clinicalkey.com. Accessed April 4, 2022.
  4. Chou KL. Diagnosis and differential diagnosis of Parkinson disease. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed April 4, 2022.
  5. Hornykiewicz O. The discovery of dopamine deficiency in the parkinsonian brain. Journal of Neural Transmission Supplementum. 2006; doi:10.1007/978-3-211-45295-0_3.
  6. Spindler MA, et al. Initial pharmacologic treatment of Parkinson disease. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed April 4, 2022.
  7. Relaxation techniques for health. National Center for Complementary and Integrative Health. https://nccih.nih.gov/health/stress/relaxation.htm. Accessed April 4, 2022.
  8. Taghizadeh M, et al. The effects of omega-3 fatty acids and vitamin E co-supplementation on clinical and metabolic status in patients with Parkinson's disease: A randomized, double-blind, placebo-controlled trial. Neurochemistry International. 2017; doi:10.1016/j.neuint.2017.03.014.
  9. Parkinson's disease: Fitness counts. Parkinson's Foundation. http://www.parkinson.org/pd-library/books/fitness-counts. Accessed April 4, 2022.Green tea. Natural Medicines. https://naturalmedicines.therapeuticresearch.com. Accessed April 4, 2022.
  10. Green tea. Natural Medicines. https://naturalmedicines.therapeuticresearch.com. Accessed April 4, 2022.
  11. Tarsy D. Nonpharmacologic management of Parkinson disease. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed April 4, 2022.
  12. Caffeine. Natural medicines. https://naturalmedicines.therapeuticresearch.com. Accessed April 4, 2022.
  13. Jankovic J. Etiology and pathogenesis of Parkinson disease.
  14. Thomas A. Allscripts EPSi. Mayo Clinic. April 22, 2022.
  15. Post B, et al. Young onset Parkinson's disease: A modern and tailored approach. Journal of Parkinson's Disease. 2020; doi:10.3233/JPD-202135.
  16. Bower JH (expert opinion). Mayo Clinic. May 16, 2023.
  17. Robbins JA, et al. Swallowing and speech production in Parkinson's disease. Annals of Neurology.1986; doi:10.1002/ana.410190310.
  18. Hauser RA, et al. Orally inhaled levodopa (CVT-301) for early morning OFF periods in Parkinson's disease. Parkinsonism and Related Disorders. 2019; doi:10.1016/j.parkreldis.2019.03.026.
  19. Dashtipour K, et al. Speech disorders in Parkinson's disease: Pathophysiology, medical management and surgical approaches. Neurodegenerative Disease Management. 2018; doi:10.2217/nmt-2018-0021.
  20. Mishima T, et al. Personalized medicine in Parkinson's disease: New options for advanced treatments. Journal of Personalized Medicine. 2021; doi:10.3390/jpm11070650.
  21. Jenner P, et al. Istradefylline — A first generation adenosine A2A antagonist for the treatment of Parkinson's disease. Expert Review of Neurotherapeutics. 2021; doi:10.1080/14737175.2021.1880896.
  22. Isaacson SH, et al. Blinded SAPS-PD assessment after 10 weeks of pimavanserin treatment for Parkinson's disease psychosis. Journal of Parkinson's Disease. 2020; doi:10.3233/JPD-202047.
  23. Al-Shorafat DM, et al. B-blocker-induced tremor. Movement Disorders Clinical Practice. 2021; doi:10.1002/mdc3.13176.
  24. Haahr A, et al. 'Striving for normality' when coping with Parkinson's disease in everyday life. A metasynthesis. International Journal of Nursing Studies. 2021; doi:10.1016/j.ijnurstu.2021.103923.
  25. Mehanna R, et al. Age cutoff for early-onset Parkinson's disease: Recommendations from the International Parkinson and Movement Disorder Society task force on early-onset Parkinson's disease. Movement Disorders Clinical Practice. 2022; doi:10.1002/mdc3.13523.
  26. Siderowf A, et al. Assessment of heterogeneity among participants in the Parkinson's Progression Markers Initiative cohort using alpha-synuclein seed amplification: A cross-sectional study. The Lancet Neurology. 2023; doi:10.1016/S1474-4422(23)00109-6.
  27. Berg D, et al. Alpha-synuclein seed amplification and its uses in Parkinson's disease. The Lancet Neurology. 2023; doi:10.1016/S1474-4422(23)00124-2.