نظرة عامة
أورام القواتم وضغط الدم غير المنتظم
أورام القواتم وضغط الدم غير المنتظم
يمكن أن تتسبب أورام القواتم في حدوث تقلبات حادة في ضغط الدم مع ضغط الدم الطبيعي بين النوبات. وقد يجعل هذا من الصعب التعرف على هذه الحالة. يظهر الرسم البياني فترة تسعة أيام من انفجارات قصيرة وغير منتظمة في ضغط الدم بسبب أورام القواتم. تمثل النقاط السفلى العدد السفلي للقراءة (الضغط الانبساطي). تمثل النقاط العليا العدد الأعلى للقراءة (الضغط الانقباضي). على سبيل المثال، تمت رؤيتها في أول هبة في ضغط الدم في اليوم الثاني بقراءة 250/110 ملليمترات من الزئبق.
ورم القواتم هو ورم غير سرطاني (حميد) نادر يصيب الغدة الكظرية. يحتوي الجسم على غدتين كظريتين، توجد كل واحدة منهما في الجزء العلوي من كل كُلية. والغدد الكظرية هي جزء من نظام الغدد الصمَّاء الذي يفرز الهرمونات. ويتضمن نظام الغدد الصماء أيضًا الغدة النخامية، والغدة الدرقية، والغدد الجار درقية، والبنكرياس، والمبيضين (عند النساء) والخصيتين (عند الرجال).
وغالبًا ما يظهر ورم القواتم في إحدى هاتين الغدتين الكظريتين. لكن قد يحدث في الكظريتين معًا.
إذا كنت مصابًا بورم القواتم، فقد يفزر الورم هرمونات تتسبب في ارتفاع ضغط الدم والشعور بصداع والتعرق ونوبات الهلع. وإذا لم يُعالج ورم القواتم، فقد ينتج عنه تلف شديد في أنظمة الجسم الأخرى، أو قد يشكِّل خطرًا على حياة المريض.
في العادة، يرجع ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية بعد إجراء جراحة استئصال ورم القواتم.
الأعراض
تتضمن مؤشرات ورم القواتم وأعراضه عادةً ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم
- الصداع
- التعرُّق الغزير
- سرعة ضربات القلب
- الرُعاش
- الشحوب
- ضيق النفس
- أعراضًا تُشبه التعرُّض لنوبة هَلَع
وقد تشمل الأعراض والمؤشِّرات الأقل شيوعًا ما يلي:
- القلق أو الشعور بدنو الأجل
- ضبابية الرؤية
- الإمساك
- فقدان الوزن
نوبات انقطاع النَّفَس العرضية
قد تكون أعراض ورم القواتم ثابتة، أو قد تحدث بصورة عرضية أو تصبح أشد. قد تحدث هذه النوبات بسبب الأنشطة أو الحالات المرضية، والأطعمة الغنية بمادة قد تؤثر في ضغط الدم (التيرامين) والأدوية.
قد تؤدي بعض الأنشطة أو الحالات المرضية إلى تفاقم الأعراض، مثل:
- العمل الشاق البدني
- القلق أو التوتر
- تغيرات في وضعية الجسم، مثل: التحول من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف
- المَخاض والولادة
- الجراحة ودواء يسبب لك حالة تشبه النوم أثناء الجراحة (التخدير)
قد تؤدي الأطعمة الغنية بالتيرامين، وهي مادة توثر في ضغط الدم، إلى تفاقم الأعراض كذلك. يَكثُر وجود التيرامين في الأطعمة المخمرة، أو المُعتَّقة، أو المُخلَّلة، أو المُعالَجَة، أو مفرطة النضج، أو العَفِنة. تشمل هذه الأطعمة ما يلي:
- بعض أنواع الأجبان
- بعض أنواع البيرة والنبيذ
- الشوكولاتة
- اللحوم المجفَّفة أو المُدخَّنة
أدوية معيَّنة تَزيد الأعراض سوءًا، وتشمل:
- مُثبِّطات الأوكسيداز الأحادي الأمين (MAOI) مثل فينيلزين (نارديل)، وترانيلسيبرومين (بارنيت)، وأيزوكربوكسازيد (ماربلان)
- المنبهات، مثل: مجموعة الأمفيتامين أو الكوكايين
متى يجب زيارة الطبيب
رغم أن ارتفاع ضغط الدم من المؤشرات الأساسية على الإصابة بورم القواتم، فإن معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يكونون مصابين بورم كظري. ولذلك يُرجى استشارة الطبيب في حال انطباق أي من العوامل التالية على حالتك:
- الصعوبة في التحكم في ارتفاع ضغط الدم بالعلاج الحالي
- نوبات من تفاقم ارتفاع ضغط الدم
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بورم القواتم
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد الاضطرابات الوراثية ذات الصلة، مثل: تكون الأورام الصماوية المتعددة من النوع 2 أو مرض فون هيبل-لينداو أو متلازمات ورم المستقتمات الوراثي أو الورم العصبي الليفي من النوع 1
الأسباب
نظام الغدد الصماء
نظام الغدد الصماء
يتضمن جهاز الغدد الصماء الغدة النخامية، والغدة الدرقية، والغدة المجاورة للدرقية، والغدة الكظرية، وغدة البنكرياس، والمبيضين، والخصيتين.
لم يتوصل الباحثون إلى أسباب الإصابة بورم القواتم. يتكون الورم في نوع من الخلايا المتخصصة المسماة خلايا الكرومافين وهي موجودة في منتصف الغدة الكظرية. وتفرز هذه الخلايا هرمونات معيّنة؛ هي بشكل أساسي الأدرينالين (الإبينيفرين) والنورأدرينالين (النورإبينيفرين). وتعمل هذه الهرمونات على التحكم في العديد من وظائف الجسم مثل سرعة القلب وضغط الدم وسكر الدم.
يحفز الأدرينالين والنورادرينالين استجابة الجسد لتهديد محتمل عن طريق الهروب أو المواجهة. تسبب الهرمونات ارتفاعًا في ضغط الدم وتسرعًا في ضربات القلب. وتعمل على تهيئة أجهزة الجسم الأخرى التي تمكّنه من التفاعل سريعًا. يؤدي ورم القواتم إلى إفراز مزيد من هذه الهرمونات، ويؤدي كذلك إلى إفرازها عندما تكون حالتك مستقرة.
توجد معظم خلايا الكرومافين في الغدد الكظرية. ولكن هناك مجموعات صغيرة من هذه الخلايا موجودة أيضًا في القلب والرأس والعنق والمثانة وجدار المعدة (البطن) الخلفي وعلى طول العمود الفقري. ويُطلق على أورام خلايا الكرومافين الموجودة خارج الغدد الكظرية اسم أورام المستقتمات. وقد تُلحق بالجسم الآثار نفسها التي يسببها ورم القواتم.
عوامل الخطر
الأورام الصماوية المتعددة، النوع 2ب
الأورام الصماوية المتعددة، النوع 2ب
يُصاب الأشخاص الوارثون للأورام الصماوية المتعددة من النوع 2B بأورام الأعصاب في الشفتين والفم والعينين والسبيل الهضمي. ويمكن أن يعانوا أيضًا من ورم في الغدة الكظرية، المعروف باسم "ورم القواتم" وسرطان الغدة الدرقية النخاعي.
تُكتشف معظم أورام القواتم عند الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا. لكن قد تحدث هذه الأورام في أي مرحلة عمرية.
تزداد احتمالية إصابة من لديهم اضطرابات وراثية نادرة بورم القواتم أو ورم المستقتمات. ويُرجح أن تكون الأورام المرتبطة بهذه الاضطرابات سرطانية. من المرجح أن تحدث الأورام أيضًا في كل الغدد الكظرية. وتشمل تلك الأمراض الوراثية ما يلي:
- تكوّن الأورام الصماوية المتعددة، النوع 2 هو اضطراب يؤدي إلى الإصابة بالأورام في أكثر من منطقة بجهاز الغدد الصماء. يوجد نوعان من تكوّن الأورام الصماوية المتعددة، هما النوع 2أ والنوع 2ب، ويشتمل الاثنان على أورام قواتم. كما يمكن أن تظهر أورام أخرى مرتبطة بهذا المرض على أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الغدة الدرقية والغدة الجار درقية والشفتين واللسان والجهاز الهضمي.
- يمكن أن يتسبب داء فون هيبل-لينداو في الإصابة بالأورام في مناطق متعددة، منها الجهاز العصبي المركزي وجهاز الغدد الصماء والبنكرياس والكلى.
- يؤدي الورم الليفي العصبي 1 إلى إصابة الجلد بالعديد من الأورام الليفية العصبية والبقع الجلدية المتصبغة وأورام العصب البصري.
- متلازمات أورام المستقتمات الوراثية هي اضطرابات وراثية تؤدي إلى الإصابة بأورام القواتم أو أورام المستقتمات.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف بعض أعضاء الجسم، وخاصة أنسجة جهاز القلب والأوعية الدموية والدماغ والكليتين. ويمكن أن يُسبب هذا التلف الإصابة بعدة حالات مَرَضية خطيرة، ومنها ما يلي:
- مرض القلب
- السكتة الدماغية
- الفشل الكلوي
- مشكلات في أعصاب العين
الأورام السرطانية
في حالات نادرة يصبح ورم القواتم ورمًا سرطانيًّا، وتنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم. تنتقل الخلايا السرطانية في الغالب من ورم القواتم أو ورم المستقتمات إلى الجهاز اللمفي أو العظام أو الكبد أو الرئتين.