التشخيص
يمكن لخبراء الرعاية الصحية أن يعرفوا من خلال الفحص البدني أن الشخص مصاب بداء بيروني. وقد يُجرون أيضًا بعض الاختبارات للكشف عن الحالات المرَضية الأخرى التي قد تسبّب أعراضًا مشابهة.
قد تحتاج إلى الخضوع للاختبارات التالية:
-
الفحص البدني. يفحص اختصاصي الرعاية الصحية القضيب بحالة الارتخاء، لتحديد مكان النسيج الندبي وحجمه. وقد يقيس أيضًا طول القضيب. وإذا تفاقمت الحالة المرَضية، فإن القياس قد يساعد في الكشف عما إذا تقلّص طول القضيب.
قد يطلب الطبيب صورًا للقضيب في حال الانتصاب ملتقطة في المنزل. فهذا يساعد في تحديد درجة الانحناء أو موضع النسيج الندبي أو التفاصيل الأخرى التي يمكن الاسترشاد بها في تحديد العلاج.
-
الاختبارات الأخرى. قد يطلب اختصاصي الرعاية الصحية التصوير بالموجات فوق الصوتية أو غيره من الاختبارات لفحص القضيب في حال الانتصاب. وقبل الاختبار، من المرجح حقَن القضيب مباشرة بدواء يساعد في الانتصاب.
التصوير بالموجات فوق الصوتية هو أكثر الاختبارات المستخدَمة شيوعًا للكشف عن الحالات المرَضية للقضيب. وفيه تُستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للأنسجة الرخوة داخل الجسم. ويمكن أن تكشف هذه الاختبارات عن وجود نسيج ندبي وطبيعة تدفق الدم في القضيب وأي مؤشرات غير طبيعية.
العلاج
تعتمد خيارات علاج مرض بيروني على المدة التي مرت منذ بدء ظهور الأعراض.
- المرحلة الحادة. مع تشكل النسيج الندبي، تتفاقم التغيرات في انحناء القضيب أو طوله. قد تشعر أيضًا بألم أثناء الانتصاب. وقد تستمر المرحلة الحادة لمدة تتراوح بين 5 أشهر و 18 شهرًا.
- المرحلة المزمنة. يتوقف النسيج الندبي في القضيب عن النمو، وتصبح الأعراض مستقرة. ولا تشعر أيضًا بأي ألم في القضيب أو تغيرات في انحناء القضيب أو طوله أو جوانب أخرى متعلقة به. تبدأ المرحلة المزمنة في مرض بيروني في وقت متأخر.
علاج داء بيروني في المرحلة الحادة
تشمل علاجات المرحلة الحادة من هذه الحالة المرَضية ما يلي:
- العلاج بالسحب. يمكن الاستفادة من استخدام جهاز مزوّد بحامل يُثبّت القضيب ويشدّه، شريطة استخدامه في وقت مبكر من فترة العلاج. ويُسمى هذا العلاج بالسحب. ويحافظ على طول القضيب ويحد من انحنائه.
- الأدوية. تتضمن خيارات العلاج في هذه المرحلة بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن. ثبت أن بعض الأدوية التي استخدمت في الماضي غير فعالة. وبالنسبة للأدوية الأخرى، قد تكون فعّالة أو غير فعّالة. سيناقش اختصاصي الرعاية الصحية معك الأمر بمزيد من التفصيل.
لا يُنصح بإجراء الجراحة في المرحلة الحادة من داء بيروني. ولا تُتخذ أي قرارات بإجراء الجراحة إلا بعد اختفاء الألم وتوقف الحالة عن التفاقم. إذ يقلل ذلك من احتمال الحاجة إلى جراحة أخرى.
علاج المرحلة المزمنة من مرض بيروني
تشمل خيارات علاج المرحلة المزمنة من المرض ما يلي:
- الانتظار المترقب، حيث يراقب فريق الرعاية الصحية حالتك عن قرب ويعطيك العلاج في حال تفاقُم الأعراض.
- حقن الأنسجة الندبية.
- استخدام أجهزة الإطالة، التي يُطلَق عليها أيضًا العلاج "بالشد".
- إجراء جراحة لتقويم القضيب.
يمكن إجراء هذه العلاجات كل على حدة أو بالتزامن مع بعضها.
لا يُنصح بتناول الأدوية الفموية خلال المرحلة المزمنة. فهي لم تثبت فعاليتها في هذه المرحلة من المرض.
الأدوية
خضعت الأدوية الفموية لعلاج داء بيروني للتجربة. ولكن الأبحاث قد كشفت أن كثير منها لا ينجح باستمرار، وأنها ليست بفاعلية العلاجات الأخرى نفسها.
في بعض الحالات، يمكن لحقن الأدوية مباشرةً في النسيج الندبي في القضيب أن يقلل الانحناء والألم المرتبطين بداء بيروني. وبناءً على نوع العلاج، قد يُعطَى المريض دواءً يوضع على الجلد يُسمى المخدر الموضعي لمنع الألم أثناء الحَقن.
إذا كنت خاضعًا لأحد هذه العلاجات، فمن المرجح أنك ستتلقى أكثر من حقنة واحدة على مدار عدة أشهر. ويمكن استخدام أدوية الحقن أيضًا إلى جانب الأدوية الفموية أو العلاج بالسحب القضيبي.
فيما يلي بعض الأدوية التي تعطَى عن طريق الحقن:
-
كولاجيناز كلوستريديوم هيستوليتيكوم (Xiaflex). هذا هو الدواء الوحيد الذي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج داء بيروني. وقد اعتُمد للاستخدام لدى البالغين الذين لديهم انحناء يتراوح بين المتوسط والشديد وكتل تحت الجلد يمكن الشعور بها.
وقد ثبت أن هذا العلاج يقلل الانحناء ويخفف الأعراض المزعجة المرتبطة بداء بيروني. يعمل العلاج عن طريق تفتيت تراكم بروتين الكولاجين في النسيج الندبي الذي يُسبب انحناء القضيب. قد يكون الكولاجيناز أكثر فاعلية عند استخدامه مع العلاج بالسحب القضيبي أو علاج آخر يُسمَّى "التشكيل". وفي العلاج بالتشكيل، يثني اختصاصي الرعاية الصحية القضيب في الاتجاه المعاكس للانحناء.
- فيراباميل. يبدو أن هذا الدواء يعمل من خلال تفتيت النسيج الندبي والوقاية من تشكّل أي نسيج ندبي آخر. كما أنه يساعد في تخفيف الألم. يُستخدَم فيراباميل أيضًا في علاج ارتفاع ضغط الدم.
- إنترفيرون. قد يمنع هذا الدواء تشكّل النسيج الليفي. كذلك قد يساعد إنترفيرون على تفتيت النسيج الليفي. وقد ثبت أيضًا أن إنترفيرون يخفف ألم القضيب لدى المصابين بداء بيروني.
وفي كل الأحوال يجب استشارة اختصاصي الرعاية الصحية بشأن الآثار الجانبية لأي أدوية قد تتناولها.
العلاج بالسحب القضيبي
العلاج بالسحب القضيبي
العلاج بالسحب القضيبي
مع العلاج بالسحب القضيبي، يمكنك ارتداء جهاز السحب القضيبي لفترة محددة من الوقت كل يوم. قد يقوم الجهاز بشد القضيب بشكل مستقيم، أو قد يمد القضيب في الاتجاه المعاكس للمنحنى.
تنطوي المعالَجة بالسحب القضيبي فرد القضيب باستخدام جهاز ميكانيكي يُرتدى يوميًا. يمكنك فرد القضيب لفترة محددة من الوقت لتحسين طوله وانحنائه والتغيرات البدنية الأخرى التي تصيبه.
واعتمادًا على نوع الجهاز، قد يلزم ارتداء جهاز العلاج بالسحب القضيبي لمدة 30 دقيقة على الأقل. أو قد يلزم ارتداؤه لمدة تتراوح بين 3 و 8 ساعات يوميًا. قد تعتمد مدى فاعلية العلاج أيضًا على نوع الجهاز المستخدم.
يُوصى بالمعالَجة بالسحب القضيبي في المرحلة المبكرة من مرض بيروني. إنه العلاج الوحيد الذي ثبتت قدرته على تحسين طول القضيب. كما يمكن استخدام المعالَجة بالسحب القضيبي في المرحلة المزمنة من المرض بالتزامن مع طرق العلاج الأخرى أو بعد الجراحة للحصول على نتيجة أفضل.
الجراحة
قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية إذا كان انحناء القضيب أو انثناؤه شديدًا أو مزعجًا للغاية أو يمنعك من ممارسة الجنس. في معظم الحالات، لا يُوصى بالجراحة إلا بعد مرور تسعة أشهر إلى 12 شهرًا على الإصابة بمرض بيروني. كما لا يوصى بها إلى أن يتوقف القضيب عن الانحناء وتثبت حالته لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر على الأقل ويختفي أي ألم.
تشمل الأنواع الشائعة للعمليات الجراحية المستخدمة لعلاج مرض بيروني:
-
خياطة الجانب غير المصاب. يمكن تنفيذ عدة إجراءات طبية لتقويم القضيب من خلال تقصير الجانب الأطول الذي ليس به نسيج ندبي. يُسمى هذا الأسلوب الخياطة أو الطيَّ. ولا يُستخدم غالبًا إلا للانحناءات الأقل خطورة.
يمكن استخدام كثير من أساليب الطيَّ. وفي أغلب الأحيان، تتميز بمعدلات نجاح مماثلة. لكن يعتمد نجاح العملية الجراحية على خبرة الجراح وتفضيلاته.
-
الشق أو الاستئصال والترقيع. في هذا النوع من العمليات الجراحية، يُحدث الجراح قطعًا واحدًا أو أكثر في النسيج الندبي. وهذا يسمح للغِمْد بالتمدد واستقامة القضيب. قد يزيل الجرّاح بعض النسيج النَّدْبي.
وغالبًا يُخاط جزء من النسيج —يُسمى رقعة— في مكانه لترقيع الثقوب الموجودة في الغِلالَة البيضاء. قد تكون الرقعة نسيجًا مأخوذًا من جسم المريض أو أي نسيج بشري أو حيواني.
يُستخدم هذا الإجراء الطبي غالبًا لعلاج الانحناء الخطير أو أي تغيير آخر مثل الانبعاجات في القضيب.
-
الغريسات القضيبية. تُجرى جراحة لتركيب جهاز في النسيج الإسفنجي الذي يمتلئ بالدم أثناء الانتصاب. وقد تُستخدم غريسات يمكن ثنيها لأسفل في معظم الأوقات أو ثنيها لأعلى لممارسة الجنس. وتسمى هذه بالغريسات شبه الصلبة.
في أغلب الأحيان، يُنفخ نوع آخر من الغريسات بمضخةٍ مزروعة في كيس الصفن. إذا كنت مُصابًا بكل من مرض بيروني وضعف الانتصاب فقد تخضع لجراحة الغريسات القضيبية.
بعد تثبيت الغريسات في مكانها، قد ينفذ الجراح بعض الإجراءات الأخرى لتقليل انحناء القضيب إذا لزم الأمر.
يعتمد نوع الجراحة التي ستُجرى لك على حالتك. ويراعي فريق الرعاية الصحية مكان وجود النسيج الندبي ومدى خطورة الأعراض التي تشعر بها وعوامل أخرى. في حال كنت غير مختون، قد يُوصي الطبيب بإجراء الختان أثناء الجراحة.
واستنادًا إلى نوع الجراحة التي تخضع لها، قد تتمكن من الخروج من المستشفى والرجوع إلى المنزل في اليوم نفسه. أو ربما تمكث في المستشفى حتى صباح اليوم التالي. وسيخبرك الجرّاح بالمدة التي يجب أن تمكثها بالمنزل قبل العودة للعمل. في أغلب الأحيان، ستأخذ إجازة لبضعة أيام. بعد الخضوع لجراحة لعلاج مرض بيروني، سيكون عليك الانتظار من أربعة إلى ثمانية أسابيع قبل ممارسة أي نشاط جنسي.
قبل الخضوع لجراحة لعلاج مرض بيروني، اسأل الجراح عن مخاطرها. وقد تتضمن ما يلي:
- فقد الإحساس بالقضيب.
- ضعف الانتصاب.
- زيادة قِصَر القضيب.
- العَدوى
- عودة انحناء القضيب بعد إجراء الجراحة في حالات نادرة.
علاجات أخرى
ثني القضيب
ثني القضيب
أثناء ثَنْي القضيب يحدث انتصاب غير طبيعي إمَّا عن طريق الحقن بمحلول ملحي وإما عن طريق أدوية مُحدَّدة. يُسحب الجلد الخارجي للقضيب إلى الخلف. يُقوَّم القضيب، وتُحزم الأنسجة الزائدة على الجانب الخارجي من المنحنى معًا عن طريق وضع مجموعة من الخيوط الجراحية أو خياطة الطيات. وسيتوقَّف الطول النهائي للقضيب على طول الجانب الأقصر — الجانب الذي يوجد به التندُّب الناتج عن مرض بيروني.
إصلاح القضيب بالترقيع
إصلاح القضيب بالترقيع
أثناء إجراء الترميم بالترقيع، يفتح الجراح شقًا جراحيًا واحدًا أو أكثر في النسيج النُّدبي بالقضيب، أو ما يُعرف باللويحة. وذلك يساعد على تمدد الغِمد، ومن ثم استقامة القضيب. ثم توضع رقعة مصنوعة من نسيج بشري أو حيواني أو مادة اصطناعية لتغطية المنطقة التي جرى استئصال النسيج الندبي منها.
يستخدم نهج يُعرف باسم الإرحال الأيوني تيارًا كهربائيًا لإعطاء فيراباميل مع الأدوية الستيرويدية عبر الجلد. أظهرت الدراسات نتائج متباينة بخصوص تحسن حالة انحناء القضيب وكفاءة الانتصاب.
يواصل الباحثون استكشاف علاجات أخرى لمرض بيروني. لكن لا تزال الأدلة على مدى فعاليتها وآثارها الجانبية المحتملة محدودة. ومن أمثلة ذلك استخدام الموجات الصوتية المكثَّفة لتفتيت الأنسجة الندبية، وكذلك استخدام الخلايا الجذعية، والبلازما الغنية بالصفائح الدموية والعلاج الإشعاعي. حاليًا، تُصنف هذه العلاجات ضمن العلاجات التجريبية.
التجارب السريرية
استكشِف دراسات مايو كلينك حول التطورات الجديدة في مجال العلاجات والتدخلات الطبية والاختبارات المستخدمة للوقاية من هذه الحالة الصحية وعلاجها وإدارتها.
التأقلم والدعم
يمكن أن يُسبب مرض بيروني القلق، وقد يُسبب توترًا بينك وبين زوجتك.
قد تساعدك هذه النصائح على التعامل بشكل أفضل مع مرض بيروني:
- اشرح لزوجتك ماذا يعني مرض بيروني، وكيف يؤثر في قدرتك على ممارسة الجنس.
- دَع زوجتك تعرف ما تشعر به تجاه مظهر قضيبك وقدرتك على ممارسة الجنس.
- تحدث إلى زوجتك عن كيفيه الحفاظ على تقاربكما الجنسي والجسدي.
- تحدث إلى اختصاصي الصحة العقلية المتخصص في العلاقات الأسرية والمسائل الجنسية.
الاستعداد لموعدك
عند ظهور أعراض داء بيروني، يُفضّل عادةً البدء بزيارة طبيب العائلة أو ممارس عام. قد تُحوَّل إلى اختصاصي في علاج اضطرابات الصحة الجنسية للرجال أو اختصاصي مسالك بولية. ولا تتردد في أن تطلب من زوجتك مرافقتك عند الفحص.
سيساعد الاستعداد للموعد الطبي على تحقيق أقصى استفادة من وقتك.
ما يمكنك فعله
جهِّز قائمة قبل الموعد الطبي لمناقشتها مع اختصاصي الرعاية الصحية. يجب أن تشمل قائمتك:
- الأعراض التي تظهر عليك، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بمرض بيروني.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوط شديدة تعرضت لها أو تغيرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
- الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك أي فيتامينات أو مكمّلات غذائية.
- سوابق الإصابات في القضيب.
- السيرة المرَضية العائلية مع مرض بيروني، إن وُجدت.
- الأسئلة التي تريد طرحها على فريق الرعاية الصحية.
قد ترغب في طرح بعض الأسئلة التالية:
- ما الاختبارات التي سأحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاج الذي توصي به؟
- هل يمكنك معرفة ما إذا كان من المرجح أن تتفاقم الأعراض أم تتحسن؟
- هل توجد أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بقراءتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تتبادر إلى ذهنك أثناء الموعد الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب أو أعضاء آخرون في فريق الرعاية الصحية بعض الأسئلة. فكن مستعدًا للإجابة عنها. بهذه الطريقة، قد توفر وقتًا لمناقشة أي نقاط ترغب في التحدث عنها أكثر. قد تُطرح عليك الأسئلة الآتية:
- متى لاحظت وجود انحناء في القضيب أو نسيج ندبي تحت جلد القضيب لأول مرة؟
- هل أصبح انحناء القضيب أسوأ بمرور الوقت؟
- هل تشعر بألم أثناء الانتصاب؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل أصبح الأمر أسوأ أم تحسن بمرور الوقت؟
- هل تتذكر تعرضك لإصابة في القضيب؟
- هل تحد الأعراض من قدرتك على ممارسة الجنس؟
قد يطلب منك الطبيب أيضًا ملء استبيان، مثل المؤشر الدولي لوظيفة الانتصاب. سيساعدك ذلك على وصف كيفية تأثير الحالة في قدرتك على ممارسة الجنس.