التشخيص
بشكل عام، يتأكد التشخيص باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إذا ظهرت أعراضه الأساسية في سن مبكرة، أي قبل سن 12 عامًا، وسببت مشكلات هائلة في المنزل والمدرسة بشكل مستمر.
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ويمكن أن يساعد التقييم على معرفة ما إذا كانت الأعراض مرتبطة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أم بمشكلة أخرى. من المحتمل أن يشمل التشخيص ما يأتي:
- فحصًا طبيًا. يمكن أن يساعد هذا الفحص على استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.
- جمع المعلومات. يتضمن ذلك مراجعة أي حالات طبية حالية، والسيرة المَرضية الشخصية والعائلية، والسجلات المدرسية.
- المقابلات أو الاستبيانات. يتضمن ذلك جمع معلومات عن الطفل من أفراد العائلة أو المعلمين أو الأشخاص الآخرين الذين يعرفون الطفل جيدًا، مثل مقدمي الرعاية وجليسات الأطفال والمدربين. يمكن أن تساعد هذه المعلومات على معرفة كيفية تصرف الطفل في المواقف المختلفة.
- مقاييس تقييم اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. تساعد هذه المقاييس على جمع المعلومات عن الطفل وتقييمها.
تشخيص الأطفال الصغار بمتلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة.
في بعض الحالات، يمكن أن تُلاحظ مؤشرات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو حتى الأطفال الأصغر سنًا. لكن يَصعُب تشخيصه لدى الأطفال الصغار للغاية. وذلك لأن المشكلات النمائية، مثل تأخر المهارات اللغوية، قد تُشخَّص بالخطأ على أنها اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
لذلك، من المرجح أن يحتاج الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو الأطفال الأصغر سنًا الذين يشتبه في إصابتهم باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلى اختصاصي لتقييم الحالة، مثل اختصاصي علم النفس أو طبيب نفسي أو اختصاصي باثولوجيا الكلام أو اختصاصي طب الأطفال النمائي.
أمراض أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
قد تظهر أعراض تشبه أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بسبب الإصابة ببعض الأمراض أو تلقي علاجاتها. ومن أمثلة ذلك:
- تأخُّر التعلُّم أو بطء اكتساب المهارات اللغوية.
- اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات نوبات الصرع.
- أمراض البصر أو السمع.
- اضطراب طيف التوحد.
- الأمراض أو الأدوية التي تؤثر في التفكير أو السلوك.
- اضطرابات النوم.
- إصابة الدماغ.
العلاج
تشمل العلاجات القياسية لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى الأطفال الأدويةَ والعلاج السُّلوكي والخدمات الاستشارية والتثقيفية. يمكن أن تخفف هذه العلاجات كثيرًا من أعراض الاضطراب، لكنها لا تعالجه. كما يمكن أن تساعد العلاجات على الوقاية من بعض المضاعفات التي يسببها هذا الاضطراب. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة العلاج الأفضل لطفلك.
الأدوية المنبهة
الأدوية المنبهة، المعروفة بالمنبهات النفسية، الأكثر شيوعًا بين الأدوية التي تُصرف لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. تسهم هذه الأدوية في رفع مستويات الناقلات العصبية في الدماغ وتنظيمها. وتسهم هذه الأدوية في تخفيف أعراض عدم الانتباه وفرط النشاط. وقد يظهر التحسن في بعض الحالات خلال فترة زمنية قصيرة.
من أمثلة الأدوية المنبهة ما يأتي:
- الأمفيتامينات. من هذه الأدوية ديكستروأمفيتامين (Dexedrine Spansule)، وديكستروأمفيتامين-أمفيتامين (Adderall XR وMydayis) وليسديكسامفيتامين (Vyvanse).
- الميثيل فِنيدات. وتشمل ميثيل فِنيدات (Concerta وRitalin وغيرهما)، وديكسميثيلفينيدات (Focalin) وديكسميثيلفينيدات-سيرديكسميثيلفينيدات (Azstarys).
تتوفر الأدوية المنبهة في أشكال قصيرة وطويلة المفعول. كما تتوفر لصيقات جلدية طويلة المفعول من ميثيل فِنيدات (Daytrana) وديكستروأمفيتامين (Xelstrym). توضع هذه اللصيقات على منطقة الورك.
تختلف الجرعة المناسبة من طفل إلى آخر، وقد يستغرق تحديد الجرعة المثلى بعض الوقت. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تعديل الجرعة عند ظهور آثار جانبية أو مع تقدم عمر الطفل. ننصح باستشارة اختصاصي الرعاية الصحية لمعرفة الآثار الجانبية المحتملة للأدوية المنبهة.
الأدوية المنبِّهة وعلاقتها بمخاطر صحية معينة
تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام الأدوية المُنبِّهة لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قد يكون مصدر قلق في حال الإصابة بأمراض قلبية معينة. وقد يتأثر الوزن والنمو أيضًا. وإضافةً إلى ذلك، قد يزيد خطر الإصابة ببعض أعراض الصحة العقلية عند استخدام الأدوية المُنبِّهة.
- أمراض القلب. قد ترفع الأدوية المُنبِّهة ضغط الدم أو سرعة القلب. لكن لم تثبت بعدُ زيادة خطر الإصابة بآثار جانبية خطيرة أو الموت المفاجئ. وقبل وصف دواء مُنبِّه للطفل، يسأل اختصاصي الرعاية الصحية عما إذا كان الطفل قد أُصيب بأي أمراض قلبية أو إذا كانت السيرة المَرضية العائلية تتضمن الإصابة بأمراض قلبية. كما يتابع اختصاصي الرعاية الصحية حالة الطفل خلال استخدام الأدوية المُنبِّهة.
- تغيرات الشهية ونقصان الوزن وتأخر النمو. يمكن أن تؤثر الأدوية المُنبِّهة في الشهية وتسبب نقصان الوزن. كما يمكن أن تؤثر هذه الأدوية بشكل طفيف في زيادة الطول.
- أمراض الصحة العقلية. في حالات نادرة، قد تزيد الأدوية المُنبِّهة الهيجان أو سهولة الاستثارة. وعلى غير المعتاد، قد تحدث أعراض هَوَس أو انفصال عن الواقع. اتصلي باختصاصي الرعاية الصحية فورًا إذا ارتكب الطفل سلوكًا جديدًا فجأة أو تدهورت حالته فجأة، أو إذا أصبح يسمع أو يرى أشياء غير واقعية خلال فترة العلاج بالأدوية المُنبِّهة.
أدوية أخرى
أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام بعض الأدوية غير المنبّهة لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- أتوموكسيتين (Strattera).
- فيلوكسازين (Qelbree).
- غوانفاسين (Intuniv).
- كلونيدين (Onyda XR).
لم تمنح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على استخدام مضادات الاكتئاب، مثل بوبروبيون (Aplenzin وWellbutrin XL وغيرهما)، كعلاج أساسي لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. إلا أنها قد تُثبت فعاليتها في حال عدم نجاح الأدوية الأخرى أو تسببها في آثار جانبية متنوعة.
يتميز كلٌّ من أتوموكسيتين ومضادات الاكتئاب ببطء تأثيرهما مقارنةً بالأدوية المنبّهة، حيث قد يستغرق مفعولهما عدة أسابيع ليظهر بالكامل. وقد تكون هذه الأدوية خيارًا مناسبًا إذا تعذّر على طفلك تناول الأدوية المنبّهة بسبب مشكلات صحية أو آثار جانبية حادة.
خطر الانتحار
هناك قلق من احتمالية وجود زيادة طفيفة في خطر التفكير في الانتحار لدى الأطفال والمراهقين الذين يتناولون الأتوموكسيتين أو الفيلوكسازين أو مضادات الاكتئاب، رغم عدم إثبات ذلك بشكل قاطع. إذا لاحظت أي مؤشرات تدل على الاكتئاب أو التفكير في الانتحار لدى طفلك، فعليك الاتصال فورًا باختصاصي الرعاية الصحية المشرف على حالته.
إعطاء الأدوية بأمان
من الضروري التأكد من أن طفلك يتناول الجرعة الصحيحة من الدواء الموصوف له من الطبيب. قد يساور الأهلَ قلقٌ بشأن أدوية المنبهات، خوفًا من إساءة استخدامها أو إدمانها. لكن أدوية المنبهات هذه تكون آمنة ما دامت تُستخدم وفق الوصفة الطبية وتعليمات اختصاصي الرعاية الصحية. من الضروري أن يخضع الطفل لمتابعة دورية مع اختصاصي الرعاية الصحية، لتقييم مدى الحاجة إلى تعديل جرعة الدواء.
يثير البعض قلقًا بشأن إمكانية إساءة استخدام أدوية المنبهات الموصوفة للأطفال والمراهقين المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من قِبل الآخرين. لضمان أمان دواء الطفل والتأكد من حصوله على الجرعة الصحيحة في الوقت المحدد:
- يجب التعامل مع الأدوية بحذر. يُوصَى بالإشراف على الأطفال والمراهقين عند تناولهم أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وعدم السماح لهم بتناولها دون رقابة.
- يجب حفظ الدواء في المنزل داخل عبوة محكمة الإغلاق يصعب على الطفل فتحها. ويجب كذلك تخزين الدواء في مكان بعيد عن متناول الطفل. هذا لأن تناوُل جرعة مفرطة من أدوية المنبهات أمر خطير، وقد يؤدي إلى الوفاة.
- يجب عدم إرسال الأدوية مع الطفل إلى المدرسة. ويجب تسليم أي دواء بصفة شخصية إلى ممرض المدرسة أو العيادة الصحية المدرسية.
العلاج السلوكي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يستفيد معظم الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من العلاج السلوكي، إلى جانب تدريبهم على المهارات الاجتماعية، وتوجيه الأهل حول أساليب التعامل الفعالة، وتقديم التوجيه المعنوي. يُقدَّم هذا النوع من الرعاية عادةً على يد طبيب نفسي، أو اختصاصي في علم النفس، أو اختصاصي اجتماعي، أو غيرهم من اختصاصيي الصحة العقلية. قد يواجه الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تحديات ترتبط بالصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب. وقد يكون للتوجيه المعنوي دور مهم في مساعدتهم على التكيف مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والمشكلات المصاحبة له.
من أمثلة العلاج:
- العلاج السلوكي. يمكن للأهل والمعلمين تعلم إستراتيجيات تعديل السلوك، مثل آليات التحفيز بالمكافآت والاستراحات التأديبية، لمواجهة المواقف الصعبة بفعالية.
- التدريب على المهارات الاجتماعية. يُمكِّن هذا التدريب الأطفال من اكتساب مهارات اجتماعية سليمة.
- تدريب الأهل على مهارات التربية. يُمكِّن هذا التدريب الأهل من تبني أساليب فعالة لفهم سلوك طفلهم وتوجيهه.
- المعالجة بالمحادثة. تُعرف أيضًا بالمعالجة النفسية، حيث تُتيح للأطفال الأكبر سنًا من المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط فرصة لمناقشة تحدياتهم، وفهم أنماط السلوك السلبي، وتعلم طرق فعالة للتعامل مع الأعراض.
- المعالجة العائلية. يمكن أن تساعد المعالجة العائلية أفراد العائلة على إيجاد طرق لتجاوز التحديات التي قد تنشأ عند وجود فرد مصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
تتحقق أفضل النتائج من خلال نهج تعاوني قائم على العمل بروح الفريق. قد يضم الفريق القائم على رعاية الطفل المعلمين، والأهل، والمعالجين، واختصاصيي الرعاية الصحية، حيث يعملون معًا لضمان أفضل رعاية ممكنة. تَعرَّف على اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والخدمات المتاحة لعلاجه. تعاوَن مع معلمي طفلك وأرشدهم إلى مصادر موثوقة للمعلومات لدعم جهودهم داخل الصف.
الأجهزة الطبية
منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على استخدام جهازَين لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ويلزم استخدامهما وصفة طبية.
- نظام Monarch لتنبيه العصب ثلاثي التوائم الخارجي (eTNS). جهاز طبي لعلاج الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و 12 عامًا ولا يتناولون أدوية لهذا الاضطراب. ويُصدر الجهاز نبضات كهربائية منخفضة الطاقة تنتقل عبر سلك إلى لصيقة جلدية صغيرة توضع على جبهة الطفل. وتُرسَل الإشارات إلى مناطق في الدماغ مرتبطة بالانتباه والعاطفة والسلوك.
- جهاز EndeavorRx. جهاز علاجي رقمي يعتمد على الألعاب. وصُمِّمت اللعبة لتحسين انتباه الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه أو النوع المشترك، الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و 17 عامًا.
هذان الجهازان معتمدان من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لكنهما جديدان وما زالت الأدلة والبيانات محدودة لتوجيه العلاج بهما. لذا إذا كنت تفكر في استخدام هذه الأجهزة، فمن المهم استشارة اختصاصي الرعاية الصحية بشأن الاحتياطات والتوقعات والآثار الجانبية المحتملة. اعرف المعلومات والتعليمات الكاملة من اختصاصي الرعاية الصحية.
العلاج المستمر
ينبغي أن يخضع الطفل لمتابعة دورية مع اختصاصي الرعاية الصحية أثناء تلقيه علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. إذا تحسنت الأعراض بشكل ملحوظ وأصبحت الحالة أكثر استقرارًا، فتُجرى الزيارات عادةً كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
ننصح بالتواصل مع اختصاصي الرعاية الصحية إذا ظهرت على الطفل أي آثار جانبية للأدوية، مثل فقدان الشهية أو صعوبة النوم أو زيادة ملحوظة في سهولة الاستثارة. كما ننصح بالتواصل مع اختصاصي الرعاية الصحية إذا لم تتحسن أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى الطفل بالعلاج المعتمد.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
نظرًا إلى تعقيد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وتباين تأثيره من طفل إلى آخر، يصعب تقديم توصيات تصلح لكل الأطفال. إلا أن بعض النصائح الآتية قد تسهم في تهيئة بيئة مناسبة لنجاح الطفل في تجاوز هذه الحالة.
الأطفال في المنزل
- شجِّع طفلك. يحتاج الأطفال إلى سماع أنهم محبوبون ومُقدَّرون. والتركيز على الجوانب السلبية من سلوك الطفل قد يفسد علاقتك به، كما يمكن أن يؤثر في ثقته وتقديره لذاته. وإذا كان الطفل لا يتقبل كلمات الحب والعطف، فيمكنك التبسم في وجهه أو التربيت على كتفه أو معانقته لإيصال مشاعرك. وابحث دائمًا عن سلوكيات تمدح طفلك عليها.
- ابحث عن سُبُل لتعزيز تقديره لذاته. إن الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عادةً ما يُبْلون بلاءً حسنًا في الأنشطة الفنية أو الموسيقية أو دروس الرقص أو الفنون القتالية. لذا ينبغي اختيار الأنشطة بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم. فلكل طفل مواهب واهتمامات خاصة يمكن تشجيعها وتنميتها. وتُسهم النجاحات البسيطة المتكررة في تقدير الطفل لذاته.
- عند إعطاء التوجيهات، استخدم كلمات بسيطة ووضح كيفية القيام بما هو مطلوب. تَحدَّث ببطء وبهدوء وكن محدَّدًا وواضحًا للغاية. وأعطِ توجيهًا واحدًا في كل مرة. وتَوقَّف وانظر في عينَي طفلك قبل إعطائه التوجيه وخلاله.
- كن مرنًا في التعامل مع المواقف الصعبة. يجب أن تكون على دراية بقدرات طفلك المحدودة وأن تتأقلم معها لتلبية احتياجاته قدر الإمكان. تجنَّب المواقف التي ترهقه، مثل حضور عروض طويلة أو التسوُّق في متاجر كبيرة مزدحمة بالناس والمنتجات، فقد لا يقوى الطفل على تحمُّل هذه البيئات.
- استخدم أسلوب الإقصاء المؤقت أو رد الفعل المناسب عند الحاجة. كن واضحًا بشأن السلوك المتوقع. ابدأ بأسلوب يتسم بالحزم والحنان في آنٍ واحد، بحيث تكافئ على السلوك الحسن وتَذُمُّ السلوك السيئ. ولا بد أن تكون فترات الإقصاء قصيرة إلى حدٍّ ما، وفي الوقت نفسه تكون كافية لجعل الطفل يستعيد تحكُّمه في نفسه. والهدف من هذا مقاطعة السلوك الخارج عن السيطرة وتهدئته. كما يجب أن يتعلم الأطفال تحمُّل نتائج اختياراتهم.
- اعمل على تحسين التنظيم. ساعد طفلك على تنظيم دفتر أو جدول للمهام اليومية والأنشطة التي يجب أن يؤديها، واحرص على تهيئة مكان هادئ للمذاكرة. وجمِّع الأغراض في غرفة الطفل وضعها في أماكن محددة مع وضع علامات توضِّحها. وحاول مساعدته على الحفاظ على نظام الأماكن وخلوها من الفوضى.
- حاول الالتزام بجدول منتظم للوجبات وفترات الراحة وأوقات النوم. فالأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يجدون صعوبة في تقبُّل التغييرات والتكيف معها. استخدِم تقويمًا كبيرًا لوضع علامات على المهام اليومية والأنشطة الخاصة التي ستحدث قريبًا. ولا تُجرِ تغييرات مفاجئة بين الأنشطة، أو على الأقل نبِّه الطفل إذا كان التغيير ضروريًا.
- شجِّعه على التفاعل الاجتماعي. ساعد طفلك على تعلُّم المهارات الاجتماعية من خلال تقليد سلوكيات التواصل والتفاعل الإيجابية مع أفراد العائلة والاحتفاء بها والمكافأة عليها.
- اجعله يمارس عادات حياتية صحية. احرص على نَيْل الطفل قسطًا كافيًا من الراحة. وحاول تجنب إنهاك الطفل لأن الإرهاق غالبًا ما يزيد سوء أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ومن الضروري أن يتَّبع الطفل نظامًا غذائيًّا مُتوازنًا لينمو نموًّا صحيًا. وإلى جانب العلاج الطبي، تكون لممارسة الرياضة بانتظام فوائد صحية وقد تؤثر إيجابيًا في سلوكه.
الأطفال في المدرسة
تعرّف على كل ما يتعلق باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واستكشف الفرص المتاحة لمساعدة طفلك على تجاوزه بنجاح. وتَذكَّر أنك الداعم الأول والأهم لطفلك.
-
ابحث عن البرامج المدرسية المتوفرة. تُلزم القوانين المدارس بتوفير برامج دعم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون صعوبات في التعلم. قد تستوجب حالة طفلك حصوله على خدمات إضافية بموجب القانونَين الفيدراليَين الآتيَين: المادة 504 من قانون التأهيل لعام 1973، أو قانون تعليم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة (IDEA).
قد تشمل هذه الخدمات الإضافية: التقييم، وتكييف المناهج الدراسية، وتغيير ترتيب الصف، وتعديل أساليب التدريس، وتعليم مهارات الدراسة، واستخدام التقنيات الحديثة (مثل الحاسوب)، وتعزيز التواصل بين الأهل والمعلمين. يمكن دمج هذه الخدمات التعليمية في خطة تعليمية مخصصة لطفلك، تُعرف باسم "الخطة التعليمية الفردية". وتُعرف هذه الخطة أيضًا بالاختصار "IEP".
- تواصل مع معلمي طفلك. حافظ على تواصل مستمر مع المعلمين. وكن سندًا لهم في جهودهم لمساعدة طفلك داخل الصف. تأكّد من أن المعلمين يراقبون تقدم طفلك بعناية، ويقدمون إليه ملاحظات بناءة وإيجابية، ويتعاملون معه بمرونة وصبر. شجِّعهم على توضيح تعليماتهم وتوقعاتهم لطفلك بشكل دقيق.
الطب البديل
يعني الطب البديل استخدام نهج آخر بدلاً من الرعاية الطبية المعيارية. ويعني الطب التكميلي استخدام الطب البديل إلى جانب الرعاية الطبية المعيارية. ويسمى هذا المزيج أحيانًا الطب التكاملي.
ثمة أبحاث قليلة تشير إلى أن الطب البديل أو الطب التكميلي يمكن أن يقللا أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). إذا كنت تفكر في تجربة الطب البديل، فاستشِر اختصاصي الرعاية الصحية المتابع لحالة الطفل أولاً لتقرير ما إذا كان العلاج آمنًا وفعالاً. تتضمن بعض علاجات الطب البديل التي جُرِّبت لكن لم تثبت فعاليتها علميًا بعد ما يأتي:
- اليوغا أو التأمل. إنَّ ممارسة اليوغا أو التأمل وأساليب الاسترخاء بانتظام قد تساعد الأطفال على الاسترخاء وتعلُّم الانضباط. وقد يساعدهم هذا على التحكم في أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
-
الأنظمة الغذائية الخاصة. إنَّ معظم الأنظمة الغذائية التي تُروَّج على أنها مناسبة لمرضى اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تنص على تجنُّب الأطعمة التي يُعتقد أنها تزيد فرط النشاط، مثل السكر والأطعمة الشائعة المسببة للحساسية، مثل القمح والحليب والبيض. وتوصي بعض الأنظمة الغذائية بتجنب ملونات الطعام الاصطناعية والمواد المضافة. وحتى الآن، لم تجد الدراسات رابطًا ثابتًا بين النظام الغذائي وتقليل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
كما أن الحد من الأطعمة قد يحرم الأطفال من عناصر النظام الغذائي الصحي المتوازن. فبعض الأدلة المستندة إلى تقارير فردية أو تجارب شخصية تشير إلى أن تغييرات النظام الغذائي قد تُحدث فرقًا لدى الأطفال المصابين بحساسيات غذائية معينة. واستخدام الكافيين كمنبِّه للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ينطوي على آثار خطرة ولا ينصح به.
- مكملات الفيتامينات أو المعادن. على الرغم من أن بعض الفيتامينات والمعادن المستمدة من الأطعمة ضرورية لاكتساب صحة جيدة، فلا دليل على أن الفيتامينات أو المعادن التكميلية تقلل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. "الجرعات الكبيرة" من الفيتامينات، أي التي تتجاوز الحصة الغذائية المُوصَى بها، يمكن أن تكون ضارة.
- المستحضرات العشبية. لا يوجد دليل يشير إلى أن العلاجات العشبية تساعد على علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، بل أن بعضها قد يكون ضارًّا.
- المستحضرات مسجلة الملكية. يُقصد بها المنتجات المصنوعة من الفيتامينات والمغَذيات الدقيقة وغيرها من المكونات، وتباع على أنها مكمِّلات علاجية محتملة للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ولم تخضع هذه المنتجات إلا لقدر ضئيل جدًا من الأبحاث أو لم تُدرَس على الإطلاق، ولا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ما يجعل فعاليتها محل شك، بل وقد تكون ضارة.
- الأحماض الدهنية الأساسية. هذه الدهون، التي تشمل أحماض أوميغا 3 الدهنية، ضرورية لعمل الدماغ بطريقة سليمة. وما زال الباحثون يدرسون ما إذا كانت هذه الأحماض تقلل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
- تدريب الارتجاع العصبي. يُسمَّى أيضًا الارتجاع البيولوجي لنظم مخطط كهربية الدماغ. وخلال جلساته، يركز الطفل على مهام معينة أثناء استخدام آلة تُظهر أنماط موجات الدماغ. ومن خلال المؤشرات الارتجاعية التي تظهر على الشاشة، يتعلم الطفل التحكم في نشاط دماغه للمساعدة على تحسين تركيزه وسلوكه. ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان هذا التدريب يجدي نفعًا.
التأقلم والدعم
قد تكون رعاية طفل مصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مهمة صعبة على كل أفراد العائلة. قد يشعر مُقدِّمو الرعاية بالإجهاد، سواء بسبب سلوك الطفل نفسه أو نتيجة ردود أفعال الآخرين تجاهه. قد يؤدي الإجهاد الناتج عن التعامل مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلى حدوث توترات بين الزوجين. وقد تزداد هذه التحديات تعقيدًا بفعل الأعباء المالية الذي قد يفرضها اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على العائلة.
وقد يواجه أشقاء الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تحديات خاصة بهم. إذ قد يتأثرون بسلوك شقيقهم الذي يتسم بالحركة المفرطة أو العدوانية. كما قد يشعرون بقلة الاهتمام، نظرًا إلى أن الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يستحوذ على جزء كبير من وقت الوالدين وجهدهما.
المصادر
هناك موارد كثيرة متاحة، بما في ذلك الخدمات الاجتماعية ومجموعات الدعم. يمكن أن توفر مجموعات الدعم معلومات قيّمة عن التأقلم مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. ويمكنك الاستفسار من اختصاصي الرعاية الصحية المشرف على حالة طفلك عن مجموعات الدعم المتاحة في منطقتك.
تتوفر أيضًا كتب وأدلة قيّمة لكل من الأهل والمعلمين، إضافة إلى مواقع إلكترونية تستعرض تفاصيل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. لكن كن حذرًا من المواقع أو المصادر التي تقدم نصائح غير مثبتة علميًا أو تنطوي على مخاطر أو تتعارض مع توصيات فريق الرعاية الصحية الذي تتابع معه.
أساليب التكيُّف
يلاحظ كثيرٌ من الأهالي تكرار أنماط معينة في سلوك أطفالهم، وكذلك في ردود أفعالهم تجاه هذا السلوك. قد يكون من الضروري لك ولطفلك إجراء بعض التعديلات السلوكية. لكن اعلم أن استبدال العادات القديمة بأخرى جديدة يحتاج إلى جهد مستمر.
لذا كن واقعيًا في توقعاتك بشأن التحسن، سواء في ما يخصك أو يخص طفلك. ولا تنسَ مراعاة المرحلة النمائية التي يمر بها طفلك. حدِّد أهدافًا صغيرة لك ولطفلك، واعملوا على تحقيقها معًا. وتجنَّب إدخال عديد من التغييرات في آنٍ واحد.
- تحلَّ بالهدوء وكن مثالاً يُحتذى به. تصرّف كما تحب أن ترى طفلك يتصرف. وحاول أن تحافظ على صبرك واتزانك، حتى في اللحظات التي يفقد فيها طفلك السيطرة على نفسه. كلما تحدثت بهدوء ورويّة، زادت احتمالية أن يهدأ طفلك كذلك. يمكن أن يساعدك تعلم تقنيات التحكم في التوتر على التعامل بشكل أفضل مع مشاعر الإحباط.
- خصص وقتًا للاستمتاع مع طفلك. حاول أن تتقبل الجوانب الإيجابية في شخصية طفلك وتقدّرها. فقضاء وقت مشترك مع طفلك من أنجح الوسائل لتعزيز علاقتكما. لذا اختر وقتًا خاليًا من أي مشتتات أو وجود أشخاص آخرين، سواء كانوا أطفالاً أو بالغين. وامنح طفلك اهتمامًا إيجابيًا يتجاوز أي ملاحظات سلبية، يوميًا.
- اسعَ إلى بناء علاقات عائلية سليمة. للعلاقات العائلية دور كبير في ضبط سلوك الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو تعديله. وعادةً ما يتمكن الزوجان اللذان تجمعهما علاقة قوية من مواجهة تحديات التربية بسهولة أكبر من غيرهما. لذلك، احرص على تخصيص وقت لتعزيز علاقتك بزوجتك وأطفالك الآخرين.
- امنح نفسك قسطًا من الراحة. امنح نفسك فرصة للاسترخاء بين الحين والآخر. ولا تدع الشعور بالذنب يسيطر عليك إذا أخذت بعض الوقت لنفسك بعيدًا عن طفلك. ستكون قادرًا على التأقلم بشكل أفضل إذا كنت مرتاحًا وهادئًا. ولا تتردد في اللجوء إلى الأقارب أو الأصدقاء طلبًا للدعم. تأكد من أن جليسة الطفل أو من يرعاه على دراية باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ويتمتع بالقدر الكافي من النضج لتحمّل المسؤولية.
- لا تتردد في طلب العون عند الحاجة. إذا شعرت بتوتر أو إحباط أو اكتئاب شديد، فاستشر اختصاصيًا في الصحة العقلية.
الاستعداد لموعدك
غالبًا ما تبدأ رحلة العلاج بأخذ الطفل إلى طبيب الأطفال أو اختصاصي الرعاية الصحية الذي تتابع معه العائلة. وبناءً على نتائج التقييم، قد يحيل اختصاصي الرعاية الصحية الطفلَ إلى اختصاصي آخر، مثل اختصاصي طب الأطفال السُّلوكي والنمائي، أو اختصاصي في علم النفس، أو طبيب نفسي، أو طبيب أعصاب للأطفال.
ما يمكنك فعله
للاستعداد للموعد الطبي للطفل:
- أعدِّ قائمة بأي أعراض وصعوبات لدى الطفل في المنزل أو المدرسة.
- أحضِر ملاحظات بالمعلومات الشخصية المهمة، بما في ذلك أي ضغوط شديدة أو تغيرات طرأت على حياته مؤخرًا.
- أعدِّ قائمة بكل الأدوية والفيتامينات والمستحضرات العشبية وغيرها من المكمِّلات الغذائية التي يتناولها الطفل، مع ذِكر جرعاتها.
- أحضِر أي تقييمات سابقة ونتائج اختبارات رسمية إذا توفرت لديك، إضافةً إلى تقارير الأداء المدرسي.
- جهِّز قائمة بالأسئلة التي ترغب في طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية للطفل.
قد تتضمن الأسئلة التي يجب طرحها ما يأتي:
- ما الأسباب المحتَمَلة لأعراض طفلي، بخلاف اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؟
- ما الاختبارات التي يحتاج الطفل إلى إجرائها؟
- ما العلاجات المتاحة، وأيها توصي به؟
- ما الخيارات الأخرى المتاحة بخلاف النهج العلاجي الرئيسي الذي تقترحه؟
- طفلي مصاب بحالات مَرضية أخرى. ما أفضل طريقة لإدارة كل هذه المشكلات معًا؟
- هل يجب عرض طفلي على اختصاصي؟
- هل هناك دواء مكافئ للدواء الذي وصفته لطفلي؟
- ما أنواع الآثار الجانبية المتوقعة من الدواء؟
- هل تتوفر أي مواد مطبوعة يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء موعدك الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
قد يُوجِّه إليك اختصاصي الرعاية الصحية مجموعة من الأسئلة، مثل:
- متى بدأت تلاحظ المشكلات السلوكية لدى طفلك؟
- هل تظهر هذه السلوكيات المقلقة باستمرار، أم تقتصر على مواقف محددة؟
- إلى أي مدى تؤثر سلوكيات طفلك في حياته، سواء في المنزل أو المدرسة؟
- ما العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم سلوك طفلك، إن وُجدت؟
- ما الأمور التي تسهم في تحسين سلوك طفلك، إن وُجدت؟
- هل يتناول طفلك مشروبات تحتوي على الكافيين؟ وما معدل ذلك؟
- ما مواعيد نوم طفلك وما أنماط نومه؟
- كيف كان أداء طفلك الدراسي في السابق، وكيف أداؤه الآن؟
- هل لدى طفلك عادة القراءة في المنزل؟ هل يواجه طفلك صعوبة في القراءة؟
- كيف تتعامل مع طفلك عندما لا يلتزم بالقواعد أو يتصرف بطريقة غير لائقة في المنزل؟ ما الأساليب التأديبية التي تجدها أكثر فاعلية مع طفلك؟
- صِف أفراد العائلة الذين يعيشون في المنزل، إضافة إلى النظام اليومي المعتاد.
- صِف علاقات طفلك العائلية والاجتماعية في المنزل والمدرسة.
كن مستعدًا للإجابة عن الأسئلة حتى تتمكن من التركيز على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك.