نظرة عامة

ينطوي العلاج الجيني على تعديل الجينات داخل خلايا الجسم في جهود تهدف إلى علاج المرض أو إيقافه.

تحتوي الجينات على الحمض النووي، وهو الشفرة التي تتحكم في شكل الجسم ووظيفته، بداية من النمو الطولي إلى تنظيم أجهزة الجسم. ويمكن أن تتسبب الجينات التي لا تقوم بوظيفتها بشكل صحيح في حدوث المرض.

يستبدل العلاج الجيني جينًا معيبًا أو يضيف جينًا جديدًا في محاولة لعلاج المرض أو تحسين قدرة الجسم على محاربة المرض. يبشر العلاج الجيني بعلاج نطاق واسع من الأمراض مثل السرطان والتليفات الكيسية وأمراض القلب والداء السكري والناعور والإيدز.

ولا يزال الباحثون يدرسون كيفية استخدام العلاج الجيني ووقته. وفي الوقت الحالي، في الولايات المتحدة، يتوفر العلاج الجيني كجزء من التجارب السريرية فقط.

لماذا يتم إجراء ذلك

يستخدم العلاج الجيني في تصحيح الجينات المعيبة لعلاج مرض أو مساعدة جسمك في مكافحة مرض بشكل أفضل.

يحقق الباحثون في عدة طرق لإجراء ذلك، بما في ذلك:

  • استبدال الجينات المحوّرة. تصبح بعض الخلايا مريضة بسبب عدم عمل بعض الجينات على نحو صحيح أو أنها لم تعد تعمل على الإطلاق. قد يساعد استبدال الجينات المعيبة في علاج بعض الأمراض. على سبيل المثال، عادة ما يمنع الجين المسمى بـ p53 الورم من النمو. ترتبط عدة أنواع من السرطان بمشاكل الجين p53. إذا تمكن الطبيب من استبدال الجين p53 المعيب، فإن ذلك قد يحفز وفاة خلايا السرطان.
  • إصلاح الجينات المحوّرة. مكن إيقاف الجينات المحوّرة، التي تسبب المرض بحيث لا تعمل على تعزيز المرض، أو يمكن تشغيل جينات صحية تساعد في الوقاية من المرض حتى تتمكن من تثبيط المرض.
  • جعل الخلايا المريضة أكثر وضوحًا للجهاز المناعي. في بعض الحالات، لا يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المريضة لأنه لا يتعرف عليها كخلايا غريبة. يمكن أن يستخدم الأطباء العلاج الجيني لتدريب الجهاز المناعي على معرفة الخلايا التي تشكل تهديدًا.

المخاطر

العلاج الجيني لديه بعض المخاطر المحتملة. لا يمكن إدراج الجين بسهولة في الخلايا الخاصة بك. بدلًا من ذلك، عادةً ما يتعين نقلها باستخدام الناقل، ويدعى باسم المتجه الناقل.

وأكثر ناقلات العلاج الجيني شيوعًا هي الفيروسات لأنها تستطيع التعرف على خلايا معينة وتحمل المادة الجينية إلى جينات الخلايا. يقوم الباحثون بإزالة الجينات الأصلية المسببة للمرض من الفيروسات، واستبدالها بالجينات اللازمة لوقف المرض.

تقدم هذه التقنية المخاطر الآتية:

  • رد فعل نظام المناعة غير المرغوب فيه. قد يرى جهاز المناعة في جسمك الفيروسات التي تم إدخالها مؤخرًا متطفلة ويقوم بمهاجمتها. هذا قد يسبب التهابًا، وفي الحالات الشديدة، فشل العضو.
  • استهداف الخلايا الخطأ. ولأن الفيروسات يمكن أن تؤثر على أكثر من نوع واحد من الخلايا، فمن الممكن أن تصيب الفيروسات المعدلة خلايا إضافية — وليس فقط الخلايا المستهدفة التي تحتوي على جينات محورة. إذا حدث هذا، فقد تتلف الخلايا السليمة، مسببةً عللاً أو أمراضًا أخرى، مثل السرطان.
  • تحدث العدوى بسبب السرطان. من المحتمل أنه بمجرد إدخالها إلى الجسم، قد تستعيد الفيروسات قدرتها الأصلية على إحداث المرض.
  • إمكانية التسبب في الورم. إذا تم إدخال الجينات الجديدة في البقعة الخطأ في الحمض النووي الخاص بك، فهناك احتمال أن يؤدي الإدراج إلى تكوين الورم.

تجري مراقبة التجارب السريرية للعلاج الجيني في الولايات المتحدة من قبل إدارة المواد الغذائية والعقاقير والمعاهد الوطنية للصحة لضمان أن تكون قضايا سلامة المرضى أولوية قصوى خلال البحث.

ما يمكنك توقعه

حاليًا، يُعد الطريق الوحيد للحصول على العلاج الجيني يتمثَّل في المشاركة في تجربة سريرية. وتُعد التجارب السريرية دراسات بحثية تساعد الأطباء على تحدبد ما إذا كان أسلوب العلاج الجيني آمنًا للمرضى أم لا. كما يساعد هذا الأمر الأطباء على فهم تأثيرات العلاج الجيني على الجسم.

وتعتمد العملية الخاصة بالمريض على المرض لديه ونوع العلاج الجيني المستخدَم.

على سبيل المثال، في أحد أنواع العلاج الجيني:

  • يمكن سحب الدم أو إزالة نخاع العظم من عظم الفخذ باستخدام الإبرة.
  • وبعد ذلك، في المعمل، تتعرض خلايا الدم أو نخاع العظم لفيروس أو غيره من أنواع النواقل التي تحتوي على مادة جينية مطلوبة.
  • وبمجرد دخول الناقل إلى الخلايا في المعمل، يجري حقن هذه الخلايا مرة أخرى في الجسم في الوريد أو في الأنسجة، حيث تتلقى الخلايا الناقل مع الجينات المعدَّلة.

ولا تُعد الفيروسات النواقل الوحيدة التي يمكن استخدامها لحمل الجينات المعدَّلة إلى خلايا الجسم. إذ تخضع نواقل أخرى للدراسة في التجارب السريرية بما يتضمن ما يلي:

  • الخلايا الجذعية. تُعد الخلايا الجذعية الخلايا التي تنشأ منها كل الخلايا الأخرى في الجسم. وللعلاج الجيني، يمكن تدريب الخلايا الجذعية في المعمل على أن تصبح خلايا يمكنها مقاومة الأمراض.
  • الجسيمات الشحمية. لدى هذه الجزئيات الشحمية القدرة على حمل الجينات الجديدة العلاجية إلى الخلايا المستهدَفة ونقل الجينات إلى الحمض النووي بالخلايا.

النتائج

إمكانات العلاج الجيني واعدة للغاية. لقد أظهرت التجارب السريرية للعلاج الجيني المُجراة على أشخاص بعض النجاح في علاج أمراض بعينها مثل:

  • عوز المناعة المركب الشديد
  • الهيموفيليا (الناعور)
  • العمى الناتج عن التهاب الشبكية الصباغي
  • ابيضاض الدم

ولكن هناك حواجز بالغة تعيق سبيل أن يصبح العلاج الجيني شكلاً موثوقًا من العلاج بما في ذلك:

  • إيجاد سبيل موثوق لتوصيل المادة الجينية إلى داخل الخلايا
  • استهداف الخلايا الصحيحة
  • تقليل خطر الآثار الجانبية

يستمر العلاج الجيني في كونه مجالاً بحثيًا نشطًا وهامًا للغاية والذي يستهدف تطوير علاجات فعالة وجديدة لمجموعة متنوعة من الأمراض.

التجارب السريرية

استكشِف دراسات مايو كلينك حول الاختبارات والإجراءات المخصصة للوقاية من الحالات الصحية واكتشافها وعلاجها وإدارتها.

29/12/2017
  1. Gene therapy. Genetics Home Reference. http://ghr.nlm.nih.gov/handbook/therapy. Accessed July 21, 2016.
  2. What is gene therapy? National Cancer Institute. http://cancer.gov/ about-cancer/treatment/types/immunotherapy/bio-therapies-fact-sheet#q8. Accessed July 22, 2016.
  3. Chuah M, et al. Recent progress in gene therapy for hemophilia. Human Gene Therapy. 2012;23;557.
  4. FAQs. American Society of Gene & Cell Therapy. http://www.asgct.org/general-public/educational-resources/faqs. Accessed July 22, 2016.
  5. Cicalese M, et al. Clinical applications of gene therapy for primary immunodeficiencies. Human Gene Therapy. 2015;26:210.
  6. Ghazi N, et al. Treatment of retinitis pigmentosa due to MERTK mutations by ocular subretinal injection of adeno-associated virus gene vector: Results of a phase I trial. Human Genetics. 2016;135;327.
  7. Schubert M, et al. Chimeric antigen receptor T cell therapy targeting CD19 positive leukemia and lymphoma in the context of stem cell transplantation. Human Gene Therapy. In press. Accessed Aug. 13, 2016.
  8. Russell SJ (expert opinion). Mayo Clinic, Rochester, Minn. Aug. 29, 2016.

العلاج الجيني