نظرة عامة

حج القحف طفيف التوغل نوع من جراحات الدماغ يفتح فيه الأطباء فتحة صغيرة جدًا في الجمجمة للوصول إلى الدماغ. ويُطلق عليها "طفيفة التوغل" لأن حجم الشق الجراحي المفتوح يكون صغيرًا. وهذا الإجراء أقل توغلاً من الجراحة التقليدية، ويساعد في تقليل تضرر الأجزاء السليمة من الدماغ.

يُستخدم حج القحف طفيف التوغل لعلاج حالات مختلفة تصيب الدماغ. وتشمل تلك الحالات الأورام وتمدد الأوعية الدموية والتشوه الشرياني الوريدي والجلطات الدموية. ويُستخدم هذا الإجراء أيضًا لعلاج الصرع أو سحب عينات من أنسجة الدماغ. قد يكون إجراء حج القحف طفيف التوغل خيارًا ممكناً عندما يمكن الوصول بأمان إلى المنطقة التي تحتاج إلى علاج عبر فتحة ضيقة في الجمجمة.

مع أن جميع أنواع العمليات الجراحية تنطوي على مخاطر، فإن جراحة حج القحف طفيفة التوغل تعتبر آمنة بوجه عام ومخاطرها طفيفة. ويتطلب هذا الإجراء استخدام أدوات خاصة وخبرة جراحية.

يقضي معظم الأشخاص بضعة أيام في المستشفى بعد إجراء حج القحف طفيف التوغل. وقد يستغرق التعافي بضعة أسابيع. ويمكن العودة إلى ممارسة الأنشطة الخفيفة بعد حج القحف طفيف التوغل خلال مدة أقصر من جراحة الدماغ التقليدية.

أنواع حج القحف طفيف التوغل

توجد أنواع مختلفة من إجراءات حج القحف طفيفة التوغل. ويعتمد نوع إجراء حج القحف طفيف التوغل على موضع المنطقة المطلوب علاجها.

  • حج القحف فوق الحجاج. يفتح الجراح شقًا صغيرًا في الحاجب أو فوقه للوصول إلى مقدمة الدماغ. وتُستخدم هذه الجراحة غالبًا في حالات الأورام أو تمدد الأوعية الدموية بالقرب من قاعدة الدماغ أو خلف العينين.
  • حج القحف خلف الجيب السيني. يستخدم هذا الأسلوب فتحة صغيرة خلف الأذن للوصول إلى مؤخرة الدماغ بالقرب من جذع الدماغ. ويُستخدم هذا الإجراء كثيرًا لعلاج أورام مثل أورام العصب السمعي وحالات مثل ألم العصب ثلاثي التوائم.
  • حج القحف الجنيحي المصغر. نوع من النهج الجنيحي المفتوح التقليدي لجراحة حج القحف، وتُفتح فيه الفتحة بالقرب من الصدغ. ويتيح هذا النوع للجراح الوصول إلى جانب الدماغ وقاعدته، ويُستخدم في حالات الأورام أو تمدد الأوعية الدموية أو النزف.
  • النهج التنظيري داخل الأنف. يمكن في هذا النوع الوصول إلى قاعدة الجمجمة من خلال الأنف. ويُستخدم غالبًا في حالات أورام الغدة النخامية أو وجود زوائد نامية في وسط الجمجمة. ولا يتطلب هذا الإجراء فتح شقوق جراحية في الوجه أو الرأس، ولا يتطلب إزالة جزء من الجمجمة.
  • حج القحف عبر الحجاج. تُفتح فتحة صغيرة في الجفن أو حول العين للوصول إلى مقدمة الدماغ. ويُستخدم هذا النوع عادةً في حالات الأورام القريبة من العين أو في مقدمة الجمجمة.
  • حج القحف بين نصفي الدماغ. تُفتح فتحة صغيرة في أعلى الجمجمة بالقرب من الخط الناصف للوصول إلى المناطق العميقة بين نصفي الدماغ. ويُستخدم عادةً في حالات الكيسات أو الأورام الموجودة في وسط الدماغ.
  • حج القحف تحت القذالي. تُفتح فتحة صغيرة في قاعدة الجمجمة للوصول إلى مؤخرة الدماغ. ويُستخدم غالبًا لعلاج الأورام الموجودة في هذه المنطقة أو تشوه خياري.
  • حج القحف بالثقب الجمجمي. يُفتح ثقب صغير في الجمجمة، ثم تُستأصل الآفة من خلال هذه الفتحة الصغيرة. ويُجرى هذا النوع عادةً في حالات الأورام الموجودة داخل الدماغ. ويمكن أن يُجرى أيضًا مع وضع أنبوب يتيح الاستئصال من داخل الأنبوب.

لماذا يتم ذلك؟

يهدف إجراء حج القحف طفيف التوغل إلى علاج عدة أنواع من أمراض الدماغ وتشخيصها، مع تجنّب تعرض أنسجة الدماغ السليمة القريبة للضرر. ويتيح هذا الإجراء للجراحين الوصول إلى مناطق معينة في الدماغ عن طريق فتح جزء دقيق في الجمجمة بدلاً من إزالة قطعة كبيرة منها.

يُستخدم إجراء حج القحف طفيف التوغل عادةً للأسباب التالية:

  • استئصال ورم من الدماغ. يمكن استئصال الورم كاملاً أو جزء منه لتخفيف الأعراض وتخفيف الضغط والوقاية من المضاعفات. وقد تكون تلك الأورام سرطانية أو غير سرطانية. يمكن استخدام إجراء حج القحف طفيف التوغل كذلك لاستئصال الأورام من قاعدة الجمجمة، وهي الأورام التي تنمو في هذه المنطقة وربما تضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية. تشمل الأورام التي يمكن معالجتها بإجراء حج القحف طفيف التوغل:
    • الأورام السحائية. وهي نوع من الأورام تتكوّن في البطانة الواقية للدماغ.
    • أورام العصب السمعي. ويُطلق عليها أيضًا الأورام الشِفانية، وهي أورام تتكوّن على العصب الذي يتحكم في السمع والاتزان.
    • الأورام الدماغية النقيلية. وهي الأورام التي انتقلت إلى الدماغ من جزء آخر في الجسم.
    • الأورام الدبقية. تبدأ هذه الأورام في الدماغ أو الحبل النخاعي.
  • علاج أمراض الأوعية الدموية. وتشمل هذه الأمراض تمدد الأوعية الدموية والتشوهات الشريانية الوريدية التي قد تنزف أو تسبب سكتة دماغية.
  • إزالة جلطة دموية. يمكن أن تعوق الجلطات الدموية تدفق الدم إلى الدماغ أو تسبب نزفًا داخله.
  • علاج الصرع. في إجراء حج القحف طفيف التوغل، يستطيع الجراحون الوصول إلى منطقة الدماغ التي تبدأ فيها نوبات الصرع. ويمكن أن تقلل الجراحة معدل التعرض لنوبات الصرع وتقلل شدتها عن طريق أساليب مثل إزالة تلك المنطقة من الدماغ أو فصلها.
  • إجراء خزعة. يمكن سحب عينة صغيرة من نسيج الدماغ وفحصها في المختبر للمساعدة في تشخيص ورم أو حالة مرَضية عصبية.
  • إغلاق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك. يمكن إغلاق الوعاء الدموي المنتفخ أو الضعيف بمشبك لمنع انفجاره. ويؤدي وضع مشبك معدني صغير على منطقة تمدد الوعاء الدموي إلى وقف تدفق الدم إلى المنطقة المنتفخة.
  • تخفيف الضغط على العصب. يمكن علاج حالات مثل ألم العصب ثلاثي التوائم أو تشنج الوجه النصفي عن طريق إبعاد الأوعية الدموية عن العصب لتقليل الألم أو التشنج.
  • إصلاح عيب سقيفي. في حال وجود ثقب في العظمة الرقيقة الواقعة بين الدماغ والأذن (العيب السقيفي)، يمكن للجراحة طفيفة التوغل إصلاح هذا العيب ووقف تسرب السائل الدماغي النخاعي إلى الأذن.

يوفر إجراء حج القحف طفيف التوغل الفوائد التالية مقارنةً بجراحة حج القحف التقليدية:

  • ضررًا أقل لأنسجة الدماغ السليمة نتيجة فتح جزء دقيق في الجمجمة.
  • وقتًا أقصر للتعافي، غالبًا مع فترة تعافٍ أقصر وأقل ألمًا.
  • انخفاض خطر التعرض لمضاعفات مثل العَدوى أو النزف.
  • تندبًا أقل بسبب فتح شق جراحي أصغر.

من المرشح المناسب لإجراء حج القحف طفيف التوغل؟

قد يكون حج القحف طفيف التوغل خيارًا ممكنًا في الحالات التالية:

  • قُرب المنطقة المستهدفة بالعلاج من سطح الدماغ. تكون جراحة حج القحف طفيفة التوغل الخيار الأنسب إذا كان باستطاعة الجراح الوصول إلى المنطقة المستهدفة دون الوصول إلى نقطة عميقة في نسيج الدماغ.
  • أن تكون المنطقة المستهدفة بالعلاج صغيرة أو متوسطة الحجم. يمكن غالبًا إزالة الأورام والجلطات والكيسات بهذا الحجم أو أخذ خزعات منها من خلال فتحة صغيرة.
  • وجود بؤرة واضحة لنوبات الصرع. إذا كانت نوبات الصرع تحدث بسبب آفة في الدماغ يمكن رؤيتها بوضوح وموجودة في منطقة يمكن الوصول إليها بالأساليب طفيفة التوغل، فقد تكون جراحة حج القحف طفيفة التوغل خيارًا ممكنًا حينئذ.
  • أن تكون الحالة الصحية العامة مناسبة. قد يكون الأشخاص الذين يمكنهم الخضوع للتخدير بأمان ويمكنهم التعافي بعد الجراحة مرشحين مناسبين لحج القحف طفيف التوغل.

سيستعين فريق جراحة الأعصاب بصور فحوص الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب، لتحديد ما إذا كان النهج طفيف التوغل آمنًا وقابلاً للنجاح أم لا لكل حالة على حدة. إذا كانت المنطقة المتأثرة عميقة جدًا أو كبيرة جدًا أو في منطقة يصعب الوصول إليها، فقد يوصى بنوع آخر من الجراحة بدلاً منها.

المخاطر

حج القحف من جراحات الدماغ طفيفة التوغل. ويحقق هذا الإجراء العديد من الفوائد مقارنةً بالطرق التقليدية؛ ومن هذه الفوائد الشقوق الجراحية الأصغر والضرر الأقل اللاحق بالأنسجة السليمة وقِصر وقت التعافي. لكن كما هو الحال مع جميع الإجراءات الجراحية، ينطوي هذا الإجراء على مخاطر ومضاعفات محتملة.

المخاطر الشائعة لعملية حج القحف طفيف التوغل

  • النزف والجلطات الدموية.
  • العَدوى؛ بما في ذلك التهاب السحايا أو عَدوى في موضع الجراحة.
  • تسرب السائل الدماغي النخاعي.
  • نوبات الصرع.
  • تغيرات في الحركة أو الكلام أو الرؤية.

مخاطر حج القحف طفيف التوغل الأقل شيوعًا

  • السكتة الدماغية.
  • تورُّم الدماغ.
  • تجمّع السائل في الدماغ.
  • تغيرات في التفكير والذاكرة.
  • المخاطر المرتبطة بالتخدير، مثل التفاعلات التحسسية، أو مشكلات التنفس، أو الغثيان والقيء، أو انخفاض ضغط الدم.

كيف تستعد؟

يحتاج فريق الرعاية الصحية قبل الجراحة إلى التأكد من الحالة الصحية للجسم. ويساعد هذا في الحد من احتمالات التعرض لمشكلات أثناء العملية الجراحية أو بعدها.

الاختبارات السابقة لحج القحف طفيف التوغل

  • السيرة المرَضية. يطرح فريق الرعاية أسئلة عن تاريخ الحالة الصحية والجراحات وأنواع الحساسية وأي أدوية أو فيتامينات تتناولها.
  • الفحص العصبي. قد تُجرى فحوص للاتزان والذاكرة والرؤية والنطق قبل الجراحة. ويساعد هذا فريق الرعاية الصحية في التعرف على الوضع الطبيعي بالنسبة للشخص بحيث يمكن للفريق اكتشاف أي تغيرات بعد الجراحة.
  • الفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. تكوِّن هذه الاختبارات التصويرية صورًا للدماغ، وتساعد الجراح في التخطيط للجراحة.
  • تحاليل الدم. تُجرى هذه الاختبارات لاكتشاف مؤشرات العَدوى وقدرة الدم على التجلط. وتُجرى أيضًا لفحص مستويات المواد الكيميائية في الجسم، مثل الأملاح والسكريات والهرمونات وغيرها من العناصر المهمة التي تساعد الدماغ والقلب والعضلات على العمل كما ينبغي. وإذا كان مستوى أي من هذه المواد شديد الارتفاع أو الانخفاض، فسيحتاج فريق الرعاية إلى علاجها أولاً قبل الجراحة لتقليل خطر التعرض للمضاعفات.
  • فحوص القلب والرئة. قد يستدعي الأمر إجراء فحص للقلب يُسمى تخطيط كهربية القلب. أو قد تستدعي الحالة تصوير الصدر بالأشعة السينية. وتساعد هذه الفحوص فريق الرعاية في معرفة ما إذا كان القلب والرئتان بحالة صحية مناسبة لإجراء الجراحة.

تغيير الأدوية قبل حج القحف طفيف التوغل

يجب وقف بعض الأدوية قبل الجراحة لأنها يمكن أن تسبب النزف أو غيره من المشكلات. وقد تشمل:

  • مميعات الدم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين. وتوقَف هذه الأدوية عادةً قبل الجراحة بعدة أيام.
  • الفيتامينات والمكمّلات الغذائية. إذ يمكن أن يؤثر بعضها على النزف، مثل زيت السمك أو حبوب الثوم. ينبغي إخبار اختصاصي الرعاية الصحية بكل ما تتناوله، حتى الأدوية التي يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية.
  • الأدوية الستيرويدية أو أدوية الصرع. سيخبرك اختصاصي الرعاية الصحية عند الحاجة بكيفية تناولها قبل الجراحة وبعدها.

ما يمكن أن تتوقعه

من المفيد قبل إجراء حج القحف طفيف التوغل معرفة ما يحدث عادةً أثناء الإجراء. يحتاج أغلب الأشخاص إلى الإقامة في المستشفى بضعة أيام بعد الجراحة. تُجرى الجراحة تحت التخدير، وعندما يفيق المريض يراقب فريق الرعاية الصحية حالته عن كثب. ويوصى بالترتيب لوجود شخص يقل المريض إلى المنزل والبقاء معه لبعض الوقت بعد مغادرته المستشفى.

قبل إجراء حج القحف طفيف التوغل

في يوم الجراحة، ينبغي اتباع بعض التعليمات المهمة للمساعدة في سير الإجراء بسلاسة. وسوف يقدم فريق الرعاية الصحية تعليمات تفصيلية لذلك مسبقًا. وفيما يلي ما يمكن توقعه عادةً:

  • اتباع توصيات اختصاصي الرعاية الصحية بشأن الطعام والشراب والأدوية. ينبغي على الأرجح التوقف عن تناول الطعام والشراب في منتصف الليلة السابقة للجراحة. والهدف من هذا إبقاء المعدة فارغة وتقليل خطر التعرض للمشكلات المرتبطة بالتخدير. ويجب الاقتصار على الأدوية التي يطلب اختصاصي الرعاية الصحية تناولها في يوم الجراحة. ينبغي كذلك إحضار جميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الفيتامينات والمكملات الغذائية.
  • اتباع تعليمات اختصاصي الرعاية الصحية بشأن الاغتسال قبل الجراحة. قد يُطلب منك الاغتسال في الليلة السابقة للجراحة، والاغتسال مرة أخرى في صباح يوم الجراحة باستخدام صابون من نوع خاص. ويساعد هذا في تقليل احتمال الإصابة بالعَدوى.
  • خلع الحلي وإزالة المكياج. يجب الامتناع عن ارتداء الحلي أو وضع طلاء الأظافر أو المكياج أو ارتداء العدسات اللاصقة في يوم الجراحة.
  • اصطحاب شخص للمساعدة. اطلب من أحدهم الحضور معك وقيادة السيارة بك إلى المستشفى والبقاء معك في يوم الجراحة. وقد يكون بإمكان هذا الشخص الانتظار في منطقة مخصصة لذلك أو التعرف على المستجدات أثناء الإجراء.

من الشائع قبل الجراحة مقابلة الجراح وأفراد فريق الرعاية الصحية الآخرين لمناقشة الخطة العلاجية والإجابة على أي أسئلة قد تكون لديك.

في أغلب الحالات، لا تكون هناك حاجة إلى حلق شعر الرأس كاملاً لتنفيذ إجراء حج القحف طفيف التوغل. فغالبًا يحلق الجراحون منطقة صغيرة فقط حول الشق الجراحي للحفاظ على نظافة هذه المنطقة وتقليل خطر الإصابة بالعَدوى. ويُترك بقية الشعر كما هو، ويمكن أن يغطي المنطقة المحلوقة إلى ينمو بها الشعر مرة أخرى.

إذا كان المخطط للإجراء أن يكون بالقرب من خط الشعر أو الجبهة، فقد يفتح الجراح الشق الجراحي بطريقة تساعد في إخفاء الندبة في خط الشعر الطبيعي.

أثناء إجراء حج القحف طفيف التوغل

تُجرى عملية حج القحف طفيف التوغل والشخص مستلقٍ على طاولة العمليات. وتعتمد وضعية جسم الشخص أثناء الجراحة على الموضع الذي يحتاج الجراح الوصول إليه في الدماغ. وفي العديد من أنواع إجراءات حج القحف طفيف التوغل، مثل تلك التي تُجرى بالقرب من مقدمة الدماغ، قد يستلقي الشخص على ظهره. أما بالنسبة للمناطق الأخرى، فقد تُدار الرأس إلى الجانب في وضعية مائلة قليلاً، أو يكون الوجه متجهًا إلى الأسفل.

يُثبت الرأس برفق في موضعه باستخدام مسند رأس من نوع خاص لمنعه من التحرك أثناء الجراحة.

يُعطى المريض دواءً عبر إبرة في أحد أوردة الذراع تجعله في حال شبيهة بالنوم أثناء الجراحة. ويُسمى ذلك الإجراء التخدير العام. أي أن الشخص لن يكون واعيًا أو لن يشعر بألم أثناء الجراحة.

أثناء إجراء حج القحف طفيف التوغل، يفتح جراح الأعصاب فتحة صغيرة في الجمجمة للوصول إلى منطقة الدماغ التي تحتاج إلى علاج.

في البداية، يفتح الجراح شقًا صغيرًا في الجلد باستخدام مشرط. وبعد ذلك يستخدم الجراح مثقابًا جراحيًا لفتح ثقب صغير في الجمجمة. وهذا المثقاب يكون دقيقًا للغاية لفتح الجمجمة برفق. ويتيح هذا للجراح إزالة جزء صغير من الجمجمة دون إتلاف العظم المحيط بالفتحة. وهذه الفتحة هي الثقب الجراحي.

يستخدم الجراح ميكروسكوبًا أو منظارًا داخليًا، وهو أنبوب مثبت عليه مصباح وكاميرا، للرؤية عبر الفتحة الصغيرة بوضوح. تُمرر كذلك أدوات من نوع خاص عبر الفتحة لإجراء الجراحة.

يعتمد ما يحدث بعد ذلك على سبب الخضوع لهذا الإجراء:

  • استئصال الورم. يمكن أن يستأصل الجراح الورم جزئيًا أو كليًا لتخفيف الضغط والأعراض.
  • الاختزاع. يستأصل الجراح عينة صغيرة من النسيج لفحصها.
  • إزالة الجلطة. يزيل الجراح الجلطة الدموية بعناية لتخفيف الضغط والوقاية من التضرر.
  • إغلاق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك. في بعض أنواع تمدد الأوعية الدموية، يمكن وضع مشبك صغير لمنع الدم من التدفق إلى الوعاء الدموي الضعيف.
  • علاج الصرع. يمكن أن يزيل الجراح جزء الدماغ الذي يبدأ فيه الصرع أو يفصله.

فور أن تنتهي الجراحة، يعيد الجراح وضع قطعة العظم في موضعها ويعيد توصيلها. ويُجرى هذا غالبًا باستخدام ألواح أو براغي دقيقة تظل تحت الجلد. وبعد ذلك يغلق الجلد بالغُرز الجراحية أو المشابك، ويُغطى بضمادة صغيرة.

بعدها يُنقل المريض إلى منطقة الإفاقة حيث يتابعه فريق الرعاية الصحية فور استيقاظه.

بعد إجراء حج القحف طفيف التوغل

بعد إجراء حج القحف طفيف التوغل، ستستيقظ في منطقة الإفاقة، وسوف يراقبك فيها فريق الرعاية عن كثب. وسيكون جسمك متصلاً بأجهزة تراقب حالة القلب والتنفس وضغط الدم. ويظل معظم الأشخاص في منطقة الإفاقة لبضع ساعات حتى يستيقظوا تمامًا.

ستنتقل بعد ذلك إلى غرفة في المستشفى تقيم فيها من 3 إلى 4 أيام. وتعتمد مدة إقامتك في المستشفى على وتيرة تعافيك ونوع الجراحة التي خضعت لها. فقد يحتاج بعض الأشخاص للإقامة مدةً أطول.

قد تشعر بالإرهاق أو بعض التشوش بعد الجراحة مباشرةً. وقد تشعر بصداع خفيف أو غثيان أو تورُّم حول موضع الجراحة. وتتحسن هذه الأعراض عادةً خلال بضعة أيام.

قد تحتاج إلى أدوية لمساعدتك خلال فترة التعافي، ومنها:

  • أدوية مسكنة للألم لتخفيف الشعور بالانزعاج.
  • أدوية مضادة لنوبات الصرع للحد من خطر التعرض لها.
  • أدوية ستيرويدية لتخفيف التورم في الدماغ.
  • مضادات حيوية للوقاية من العَدوى.

للوقاية من الجلطات الدموية، سيساعدك أفراد فريق الرعاية في النهوض من الفراش وبدء المشي بمجرد أن يكون ذلك آمنًا، ويكون ذلك عادةً بعد يوم واحد من العملية.

يمكنك العودة إلى المنزل بعد السيطرة على الألم، وعندما تتمكن من تناول الطعام والمشي جيدًا، وبعد تأكيد فريق الرعاية من كون ذلك آمنًا. وستحتاج إلى وجود شخص يقلك إلى المنزل ويظل معك أول يوم أو يومين على الأقل.

التعافي في المنزل

يستغرق التعافي بعض الوقت، ويتوقف ذلك على قدرة جسمك على التعافي. ويحتاج معظم الأشخاص مدة تتراوح بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، لكن تختلف مدة التعافي من شخص لآخر.

قد تحتاج إلى مساعدة في الطهي أو التنظيف أو أداء المهام المنزلية خلال أول أسبوع أو أسبوعين. ومن المهم الحصول على قسط كافٍ من الراحة وألا تُرهق نفسك. فقد يكون الدماغ حساسًا للنشاط المفرط بعد الجراحة. لذا يوصى بالراحة والتمهل، فمن شأن هذا أن يقلل احتمال الإصابة بالتورم والصداع والإرهاق والمضاعفات.

سيوضح لك فريق الجراحة كيفية العناية بموضع الجراحة. قد يلزمك الحفاظ على جفاف موضع الجراحة لبضعة أيام، والانتباه لمؤشرات العَدوى مثل الشعور بدفء موضع الجرج أو خروج إفرازات منه أو تورُّمه. وربما تلاحظ تغيرًا في لون الجلد. وقد يظهر هذا التغير بدرجة من اللون الأحمر أو الأرجواني أو البني حسب لون بشرتك.

تشمل القيود أو التوصيات الخاصة بالنشاط ما يلي:

  • المشي الخفيف للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز الطاقة؛ في حال أخبرك اختصاصي الرعاية الصحية بأن هذا الأمر آمن لك.
  • تجنُّب رفع الأوزان الثقيلة أو الانحناء أو الإجهاد لبضعة أسابيع.
  • تجنُّب القيادة حتى يصرّح لك اختصاصي الرعاية الصحية بذلك.
  • التخطيط لأخذ عطلة من العمل أو الدراسة أثناء التعافي. وينبغي أخذ نوع الأنشطة التي تمارسها يوميًا بعين الاعتبار. فبعض الأشخاص يتعافون خلال أسبوعين أو ثلاثة، بينما قد يحتاج آخرون إلى مدة أطول.

قد تستمر بعض الأعراض، مثل الصداع أو الإرهاق أو تغيرات الذاكرة، لبعض الوقت بعد تعافي الدماغ. وتتحسن غالبية هذه الأغراض بمرور الوقت، لكن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى تأهيل أو رعاية تفقدية.

النتائج

يُجري الجراح فحصًا بعد أسبوع أو أسبوعين من الجراحة عادةً. وقد يستدعي الأمر كذلك إجراء المزيد من الفحوص أو الاختبارات التصويرية بناءً على سبب إجراء الجراحة. ويمكن إجراء فحوص تصويرية للمتابعة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، لمعرفة كيفية تعافي الدماغ وما إذا كانت الجراحة ناجحة أم لا.

تعتمد نتائج إجراء حج القحف طفيف التوغل على سبب إجراء الجراحة.

  • استئصال الورم. يخبر الجراح المريض إذا كان قد استأصل الورم كليًا أو جزئيًا. وحتى إن لم يستأصل الجراح الورم بالكامل، فإن إزالة جزء منه قد تؤدي إلى تخفيف الأعراض. قد يخبرك اختصاصي الرعاية الصحية إذا كانت حالتك تستدعي علاجات أخرى مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
  • الاختزاع. تُرسَل عينة النسيج إلى المختبر للتعرف على نوع الورم أو الكتلة الموجودة. وقد يستغرق الحصول على النتائج بضعة أيام. وتساعد هذه النتائج في توجيه الخطوات التالية؛ على سبيل المثال إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من العلاجات أم لا.
  • الجلطة أو النزف. يفحص اختصاصي الرعاية الصحية الاختبارات التصويرية للتأكد من توقف النزف أو زوال الجلطة تمامًا. وستخضع الحالة أيضًا للمتابعة الدقيقة لاكتشاف أي مؤشرات على الإصابة بنزف جديد أو ضغط في الدماغ.
  • علاج نوبات الصرع. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لاكتشاف ما إذا كانت الجراحة ساعدت في علاج نوبات الصرع. وقد تستمر الحاجة إلى دواء الصرع بعد الجراحة، وسيتفقد طبيب الأعصاب تقدم الحالة مع مرور الوقت.
  • إغلاق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك. يفحص اختصاصي الرعاية الصحية الاختبارات التصويرية للتأكد من وجود المشبك في موضعه الصحيح وتوقف تدفق الدم إلى تمدد الأوعية الدموية.

سيشرح فريق الرعاية الصحية ما الذي تعنيه النتائج، وما ينبغي الانتباه له، والخطوات التالية؛ بما في ذلك أي مواعيد مطلوبة للمتابعة.

معدلات النجاح والنتائج

يتميز إجراء حج القحف طفيف التوغل بمعدلات نجاحه المرتفعة ونتائجه الإيجابية في العديد من الحالات مثل أورام الدماغ وتمدد الأوعية الدموية والصرع. ويمكن أن تختلف نتائج كل حالة باختلاف سبب إجراء الجراحة. لكن بوجه عام، يتعرض الأشخاص الذين خضعوا لإجراء حج القحف طفيف التوغل لمضاعفات أقل، ويتعافون خلال وقت أقصر من الأشخاص الذين خضعوا للجراحة المفتوحة التقليدية.

  • استئصال الورم. توصلت الدراسات إلى أن النهُج طفيفة التوغل تتيح استئصال أورام الدماغ بنجاح في العديد من الحالات. فعلى سبيل المثال، أشارت دراسة كبيرة أجريت عام 2022 على المصابين بأورام قاعدة الجمجمة إلى أن نحو 59% منهم خضعوا لاستئصال الورم كاملاً أو جزئيًا باستخدام إجراء حج القحف طفيف التوغل. وقد كانت المضاعفات التي تعرض لها المشاركون قليلة بوجه عام، وتمكنوا من العودة إلى المنزل أسرع مقارنةً بجراحة حج القحف التقليدية.
  • إغلاق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك. تشير الأبحاث إلى أن جراحة حج القحف طفيفة التوغل تتيح إغلاق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك بنجاح في معظم الحالات، وكانت النتائج العصبية المتحققة للعديد من المرضى جيدة وكانت المضاعفات قليلة.
  • علاج الصرع. أشارت دراسة كبيرة إلى أن 87% من المشاركين ممن خضعوا لجراحة حج القحف طفيفة التوغل لعلاج الصرع لم يصابوا بالصرع بعد الجراحة لأكثر من ست سنوات. ولم تُسجل أي حالات تعرضت لمشاكل في الرؤية أو النطق، ولم يحتج أي من المشاركين إلى جراحة أخرى. وتعرض عدد قليل من المرضى لمشكلات طفيفة، مثل التغيرات المؤقتة في حركة العين أو ضعف الوجه، وتحسنت تلك المشكلات دون علاج. يعتمد نجاح هذه الطريقة في العلاج على معرفة موضع بدء الصرع والوصول إليه بأمان باتباع النهج طفيف التوغل.
  • التعافي وجودة الحياة. في أغلب الحالات، يستفيد الأشخاص الخاضعون لإجراء حج القحف طفيف التوغل من قِصر مدة الإقامة في المستشفى والألم الأقل حدة وسرعة استئناف الأنشطة اليومية.

يناقش فريق جراحة الأعصاب النتائج المتوقعة بناءً على كل حالة على حدة وعلى الحالة الصحية العامة.

02/10/2025
  1. Thakur JD, et al. Critical appraisal of minimally invasive keyhole surgery for intracranial meningioma in a large case series. PLOS One. 2022; doi:10.1371/journal.pone.0264053.
  2. Avery RA, et al. Supraorbital and mini-pterional keyhole craniotomies for brain tumors in 204 cases. Journal of Neurosurgery. 2021; doi:10.3171/2020.7.JNS201274.
  3. Brown J, et al. Minimally invasive keyhole craniotomies for microsurgical clipping of intracranial aneurysms: a clinical study and analysis. Neurosurgical Review. 2024; doi:10.1007/s10143-024-02531-9.
  4. Eun J, et al. Outcomes and complications of cerebral aneurysms operated on by eyebrow incision according to aneurysm type and location. BMC Surgery. 2023; doi:10.1186/s12893-023-01942-7.
  5. Mai MD, et al. Clinical outcomes and complications of eyelid versus eyebrow supraorbital keyhole approaches: a systematic review and meta-analysis. Neurosurgical Focus. 2024; doi:10.3171/2024.2.FOCUS23610.
  6. Flint PW, et al., eds. Surgery of the anterior and middle cranial base. In: Cummings Otolaryngology: Head & Neck Surgery. 7th ed. Elsevier; 2021. https://www.clinicalkey.com. Accessed June 16, 2025.
  7. Jandial R. Supraorbital (keyhole) craniotomy with optional orbital osteotomy. In: Core Techniques in Operative Neurosurgery. 2nd ed. Elsevier; 2020. https://www.clinicalkey.com. Accessed June 16, 2025.
  8. Perneczky A, et al. Endoscope-assisted brain surgery: Part 1 — Evolution, basic concept, and current technique. Neurosurgery. 1998; doi:10.1097/00006123-199802000-00001.
  9. Reisch R, et al. The keyhole concept in neurosurgery. World Neurosurgery. 2013; doi:10.1016/j.wneu.2012.02.024.
  10. Ong V, et al. The pterional keyhole craniotomy approach: A historical perspective. World Neurosurgery. 2023; doi:10.1016/j.wneu.2023.07.012.
  11. Bertani R, et al. Minimally invasive craniotomies for lesions of the anterior and middle fossa. Neurosurgical Review. 2022; doi:10.1007/s10143-022-01850-z.
  12. Avery MB, et al. Supraorbital and mini-pterional keyhole craniotomies for brain tumors: A clinical and anatomical comparison of indications and outcomes in 204 cases. Journal of Neurosurgery. 2022; doi:10.3171/2021.6.JNS21759.
  13. Hu W, et al. Computed tomography study of the retrosigmoid craniotomy keyhole approach using surface landmarks. International Journal of Clinical Practice. 2023; doi:10.1155/2023/5407912.
  14. Vijay A, et al., eds. Combined multiportal "pull-through" keyhole craniotomy. In: Integrated Management of Complex Intracranial Lesions: Open, Endoscopic, and Keyhole Techniques. Cambridge University Press. 2021.
  15. Surgery for adult brain and spinal cord tumors. American Cancer Society. https://www.cancer.org/cancer/types/brain-spinal-cord-tumors-adults/treating/surgery.html?utm_source=chatgpt.com. Accessed June 17, 2025.
  16. Parab A, et al. Endoscopic keyhole retromastoid approach in neurosurgical practice: Ant-Man's view of the neurosurgical marvel. World Neurosurgery. 2019; doi:10.1016/j.wneu.2019.02.203.
  17. Yang PF, et al. Keyhole corticoamygdalohippocampectomy for mesial temporal lobe epilepsy. Neuropsychiatry. 2017; DOI 10.1007/s10143-015-0657-8.
  18. Health Education & Content Services. Craniotomy. Mayo Clinic; 2023.