نظرة عامة
الورم النجمي شعري الخلايا ورم دماغي بطيء النمو، يصيب عادةً الأطفال والمراهقين. ويُشير مصطلح "شعري الخلايا" إلى شكل الخلايا الطويل الشبيهة بالشعر كما تظهر تحت المجهر. ويعني مصطلح "الورم النجمي" أن الورم يبدأ في خلايا دماغية نجمية الشكل تُسمى الخلايا النجمية.
الورم النجمي شعري الخلايا نوع من أورام الدماغ يُسمى الورم الدِبقي، ويبدأ في الخلايا الدِبقية. وتدعم الخلايا الدِبقية الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ وتحميها وتساعدها على العمل بشكل صحيح. يبدأ نمو الورم النجمي شعري الخلايا في نوع من الخلايا الدِبقية يُسمى الخلايا النجمية. وتساعد الخلايا النجمية في الحفاظ على عمل الدماغ بسلاسة؛ إذ تحافظ على الظروف المناسبة حول خلايا الدماغ من خلال إدارة المواد الكيميائية والسوائل والفضلات. كذلك تدعم التواصل بين الخلايا العصبية.
الورم النجمي شعري الخلايا أكثر أنواع الأورام الدِبقية شيوعًا بين الأطفال. وغالبًا يتطور الورم النجمي شعري الخلايا في جزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة والتوازن، ويُسمى المخيخ. يمكن أن تظهر هذه الأورام أيضًا في هياكل أخرى مثل العصب البصري أو جذع الدماغ أو الحبل النخاعي أو أجزاء أخرى من الدماغ.
معظم الأورام النجمية شعرية الخلايا غير سرطانية، وتسمى أيضًا أورامًا حميدة. تعتمد الأعراض على موقع الورم، ولكنها قد تشمل نوبات الصداع والغثيان ومشكلات الاتزان وتغيرات الرؤية أو تغيرات السلوك.
تُصنف الأورام النجمية شعرية الخلايا على أنها أورام من الدرجة الأولى حسب مقياس منظمة الصحة العالمية لأورام الدماغ. وتُعتبر أورام الدرجة الأولى أقل أورام الدماغ عدوانية. تشير الدرجة الأولى إلى أن الورم:
- ينمو ببطء.
- محدد جيدًا وله حدود واضحة.
- احتمال انتشاره منخفض.
- يستجيب جيدًا غالبًا للجراحة فقط دون علاج إضافي.
كانت الأورام النجمية شعرية الخلايا تسمى سابقًا الورم النجمي شعري الخلايا اليفعي (JPA) لأن الحالة أكثر شيوعًا عند الأطفال. أما الآن، فيُستخدم مصطلح "ورم نجمي شعري" لكل من البالغين والأطفال المصابين بهذه الحالة.
يتضمن علاج الورم النجمي شعري الخلايا عادةً إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم. وإذا أمكن استئصال الورم تمامًا، فقد لا يلزم تلقي علاج آخر. أما عندما لا يمكن استئصال الورم تمامًا أو إذا عاد للنمو، فيمكن استخدام علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الاستهدافي أو الإشعاعي.
يكون مآل المرض للأشخاص المصابين بالورم النجمي شعري الخلايا عادةً جيدًا جدًا، خصوصًا عند اكتشاف الورم مبكرًا وإمكانية إزالته بالكامل.
الأعراض
يمكن أن تختلف أعراض الورم النجمي شعري الخلايا باختلاف حجم الورم ومكان نموه في الدماغ. فهذه الأورام تنمو ببطء، لذلك قد تتطور الأعراض على مدار أسابيع أو أشهر وتتفاقم مع مرور الوقت. تحدث كثير من مؤشرات مرض الورم النجمي شعري الخلايا وأعراضه بسبب زيادة الضغط في الدماغ أو بسبب ضغط الورم على البِنى القريبة.
قد تظهر مؤشرات مبكرة على الأطفال المصابين بأورام بالقرب من المخيخ أو جذع الدماغ لأن هذه المناطق تتحكم في التوازن والتناسق الحركي والوظائف الحيوية.
لا تختلف أعراض الورم النجمي شعري الخلايا عند الأطفال عادةً عن أعراضه عند البالغين. ويحدد موقع الورم، وليس العمر، نوع الأعراض التي تحدث.
الأعراض الجسدية للورم النجمي شعري الخلايا
- الصداع الذي غالبًا يكون أشد في الصباح وقد يتغيّر بتغيّر الوضعية.
- الغثيان والقيء.
- مشكلات في الاتزان أو التناسق الحركي.
- تغيرات في الرؤية مثل الرؤية الضبابية أو المزدوجة.
- ضعف الذراعين أو الساقين.
الأعراض الهرمونية للورم النجمي شعري الخلايا
قد يسبّب الورم النجمي شعري الخلايا تغيّرات هرمونية تؤثر في النمو أو البلوغ:
- التغيُّرات الهرمونية. إذا كان الورم قريبًا من منطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية، فقد تضطرب الإشارات الهرمونية، ما يؤثر في النمو أو البلوغ.
- البلوغ المبكر أو تأخر البلوغ. قد تبدأ مرحلة البلوغ لدى بعض الأطفال قبل الوقت المتوقع أو بعده.
- بطء النمو. قد تؤدي الأورام النجمية شعرية الخلايا الموجودة حول منطقة تحت المهاد إلى تباطؤ النمو أو عدم النمو على النحو المتوقع.
الأعراض المرتبطة بالجوانب الإدراكية والمزاجية للورم النجمي شعري الخلايا
- تغيرات في السلوك أو الشخصية.
- صعوبة في التذكر أو التفكير بوضوح.
- قد تحدث تقلبات مزاجية أو تغيرات عاطفية، مثل سهولة الاستثارة أو الحزن، لدى بعض الأشخاص.
الأعراض العصبية الأخرى للورم النجمي شعري الخلايا
- نوبات الصرع، رغم أنها أقل شيوعًا في الأورام النجمية شعرية الخلايا مقارنةً بأورام الدماغ الأخرى.
- صعوبة الكلام أو فهم اللغة.
- صعوبات مستجدة في الحركة أو التناسق، مثل الخرق أو التعثر.
الأسباب
لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بالورم النجمي شعري الخلايا. فمعظم هذه الأورام تحدث دون سبب معروف. ومع ذلك، فقد وجد العلماء عوامل معينة في الجينات والبيئة قد تؤدي دورًا في نمو الأورام النجمية شعرية الخلايا.
يرتبط العديد من الأورام النجمية شعرية الخلايا بتغيرات في مسار بروتين كيناز المنشط بالميتوجين (MAPK). وهذا المسار نظام يساعد الخلايا على التواصل ويتحكم في نموها وانقسامها. ويمكن لهذه التغيرات أن تُحفز إشارات النمو في خلايا الدماغ، وقد تؤدي إلى نمو الورم.
في الوقت الحالي، لا توجد صلة مثبتة بين الأورام النجمية شعرية الخلايا والعوامل البيئية مثل استخدام الهاتف الجوال أو النظام الغذائي أو التعرض للمواد الكيميائية.
عوامل الخطورة
لا يعرف الخبراء ما الذي يُسبب الورم النجمي شعري الخلايا بالضبط، إلا أن الباحثين وجدوا بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد احتمال إصابة الشخص بهذا النوع من الأورام:
الحالات الجينية الوراثية
- الورام الليفي العصبي من النوع الأول (NF1) هو أشهر عامل خطر وراثي. المصابون بالورام الليفي العصبي من النوع الأول أكثر عرضة للإصابة بالورم النجمي شعري الخلايا، خاصةً في المناطق المُحيطة بالعين ومنطقة تحت المهاد في عمق مركز الدماغ.
- قد تزيد المتلازمات النادرة الأخرى، مثل متلازمة لي فراوميني والتصلب الحدبي خطر الإصابة بالورم النجمي شعري الخلايا.
العمر
- الورم النجمي شعري الخلايا أكثر شيوعًا لدى الأطفال والمراهقين.
- قد يصاب البالغون بالورم الورم النجمي شعري الخلايا، لكنه نادر. قد يكون أكثر عدوانية عندما يصيب كبار السن.
الأسباب الأخرى المحتملة ذات الصلة
- لاحظت بعض الدراسات ارتفاع معدل الإصابة بأورام الدماغ، بما في ذلك الأورام النجمية شعرية الخلايا، بشكل طفيف بين العاملين في قطاعَي الزراعة والبترول، ولكن هذا الارتباط غير مفهوم بشكل كامل.
- قد يزيد التعرض للإشعاع في الرأس في مرحلة الطفولة، كما هو الحال أثناء علاج السرطان، من احتمال الإصابة ببعض أورام الدماغ.