الفغر اللفائفي

نظرة عامة

فغر اللفائفي عملية جراحية تسمح بمرور البراز من الجسم دون المرور عبر القولون أو الشرج. أثناء جراحة الفغر اللفائفي، يُمرر جزء من الأمعاء الدقيقة، المعروف باسم اللفائفي، من خلال فتحة في البطن، تُعرف باسم الفغرة. ويُوصل كيس خارجي بالفغرة ليُجمع البراز فيه. ويُسمى ذلك جهاز الإخراج في الكيس. ويُطلق بعض الأشخاص على هذا الكيس اسم كيس الفغر اللفائفي.

قد يلزم إجراء الفغر اللفائفي إذا تضررت أجزاء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، أو استُؤصلت، أو تأثرت بمرض. ويُجرى هذا الإجراء عادةً لحالات مثل داء كْرون أو التهاب القولون التقرحي أو داء السلائل الورمي الغدي العائلي أو سرطان القولون أو المستقيم أو إصابات الأمعاء.

أنواع الفغر اللفائفي

هناك عدة أنواع من الفغر اللفائفي. ويحدد فريق الرعاية الصحية النوع الأنسب لحالتك.

• فغر اللفائفي الطرفي. في الفغر اللفائفي الطرفي، تُسحب نهاية الأمعاء الدقيقة عبر جدار البطن لعمل فغرة. أما الطرف الآخر فيُخاط أو يُغلق باستخدام أداة التدبيس الجراحية ويُترك داخل التجويف البطني. ويحتوي هذا النوع من الفغرة على فتحة واحدة فقط لمرور البراز من خلالها.
• فغر اللفائفي العروي. في الفغر اللفائفي العروي، يُسحب جزء من الأمعاء الدقيقة، يُسمى اللفائفي، إلى خارج الجسم عبر فتحة في جدار البطن. ويُجرى شق جزئي في اللفائفي لعمل فتحتين. يمر البراز عبر فتحة واحدة، تُسمى الحلقة الدانية. ويمر المخاط عبر الفتحة الأخرى، وتُسمى الحلقة البعيدة. ويُطلق على هذا الإجراء أحيانًا اسم الفغر اللفائفي العروي.
• فغر اللفائفي القاري، ويُسمى أيضًا كيس كوك. كيس داخلي يُنشأ من جزء من اللفائفي. ويحتوي على صمام يمنع تسرب الفضلات إلى الخارج. يمكنك تفريغ الكيس عن طريق إدخال قسطرة عبر الفغرة عدة مرات في اليوم. ولا تكون هناك حاجة إلى كيس خارجي. قد يوفر الفغر اللفائفي القاري بديلاً للشخص الذي لا يرغب في استخدام كيس خارجي دائم. ومع ذلك، فإن هذا الإجراء أقل شيوعًا نظرًا إلى تعقيداته الجراحية وإمكانية حدوث مضاعفات.

الفغر اللفائفي المؤقت مقابل الفغر اللفائفي الدائم

قد تحتاج إلى إجراء الفغر اللفائفي لفترة قصيرة للسماح للأمعاء بالراحة والشفاء. ويُسمى ذلك الفغر اللفائفي المؤقت. وغالبًا ما يُغلق هذا الفغر بمجرد شفاء الأمعاء. يستغرق الشفاء عادةً بضعة أسابيع أو أشهر، لكنه قد يستمر لسنوات.

قد تحتاج إلى إجراء الفغر اللفائفي لبقية حياتك إذا كان لديك تلف في القولون لا يلتئم أو إذا خضعت لجراحة لاستئصال القولون أو المستقيم أو الشرج. ويُسمى ذلك الفغر اللفائفي الدائم. بعد إجراء الفغر اللفائفي الدائم، يخرج البراز دائمًا من خلال الفغرة.

إجراءات الفغر الأخرى

الفغر أي إجراء جراحي يُحدث فتحة، وتُسمى الفغرة، في البطن للسماح بخروج الفضلات من الجسم. الفغر اللفائفي أحد أنواع الفغر. ولكن هناك أنواع أخرى من الفغر. على سبيل المثال، يحول فغر القولون الفضلات من الأمعاء الغليظة التي تُسمى أيضًا القولون. كما يعمل فغر المسالك البولية على تحويل البول من خلال الفغرة متجاوزًا المثانة.

لماذا يتم ذلك؟

يُصبح إجراء الفغر اللفائفي ضروريًا عادةً عندما تعجز الأمعاء الغليظة، والتي تُسمى أيضًا القولون أو المستقيم، عن معالجة الفضلات بأمان بسبب مرض أو إصابة أو مضاعفات أخرى. وتشمل بعض الأسباب الشائعة لإجراء الفغر اللفائفي ما يأتي:

• الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، ويُعرف أيضًا بالاختصار IBD. يمكن أن تلحق حالات مثل داء كْرون أو التهاب القولون التقرحي الضرر بالقولون.
• سرطان القولون أو المستقيم. عندما يصيب السرطان القولون أو المستقيم، قد يكون من الضروري استئصال جزء من القولون أو المستقيم أو استئصالهما بالكامل. وقد تكون هذه الجراحة، والمعروفة باسم استئصال القولون أو الاستئصال، ضرورية إذا كان السرطان قد نما في القولون أو المستقيم، أو إذا كان السرطان يُسبب انسدادًا في الأمعاء.
• انسداد الأمعاء، ويُعرف أيضًا بالانسداد. يمكن أن يساعد الفغر اللفائفي في حالات الانسداد التي تحدث في القولون نتيجة الإصابة بالسرطان أو التندّب أو حالات مرضية أخرى.
• داء السلائل الورمي الغدي العائلي، ويُعرف أيضًا باسم FAP. تُسبب هذه الحالة الوراثية ظهور عدد كبير من السلائل في القولون ويمكن أن تتحول إلى سلائل سرطانية. وقد يعقب استئصال القولون إجراء الفغر اللفائفي للتخلص من الفضلات.
• الرضوض أو الإصابات. قد تتطلب إصابات القولون، مثل تلك الناجمة عن حادث أو جرح ناتج عن طلق ناري، إجراء الفغر اللفائفي.
• مضاعفات التهاب الرتج. قد يصبح الفغر اللفائفي ضروريًا لمعالجة العدوى الشديدة أو التمزقات في القولون الناتجة عن التهاب الرتج. وتُسبب هذه الحالة تورم الجيوب في جدار القولون وانتفاخها.
• حالة مرضية موجودة منذ الولادة، وتُسمى خلقية. قد تتطلب الحالات الخلقية مثل داء هيرشسبرونغ أو رتق الشرج إجراء فغر القولون لدى الرضع أو الأطفال.
• التعافي من الجراحة. لحماية الأنسجة بعد جراحة القولون أو المستقيم، قد يُجرى الفغر اللفائفي لإعطاء الأنسجة وقتًا للشفاء.

المخاطر

تنطوي كل العمليات الجراحية على مخاطر. وتشمل النزيف والعدوى والجلطات الدموية والتهاب الرئة. تشمل كذلك المخاطر المصاحبة للتخدير.

أما بعض المخاطر الخاصة بالفغر اللفائفي فتشمل:

المضاعفات المتعلقة بالفغرة

هذه المخاطر خاصة بعملية إنشاء الفتحة الاصطناعية في البطن والمحافظة عليها، وتُسمى الفغرة، وتشمل:

• التدلي. قد يحدث اندفاع لجزء من الأمعاء عبر الفغرة، وتُعرف هذه الحالة بالتدلي.
• الانكماش. قد تنكمش الفغرة لتصبح أسفل مستوى سطح الجلد، ما قد يؤدي إلى حدوث تسرب أو صعوبة في تثبيت كيس الفغر اللفائفي.
• النزيف. ويكون أكثر شيوعًا خلال أول 30 يومًا بعد الجراحة.
• الانسداد، ويُسمى أيضًا التضيّق. قد تضيق فتحة الفغرة، ما يؤدي إلى إعاقة مرور البراز. إذا حدث ذلك، فقد تكون هناك حاجة إلى توسيع الفغرة أو إجراء جراحة لتصحيحها.
• الفتق. يمكن أن يتكون فتق حول الفغرة مسببًا انتفاخًا تحت الجلد.
• موت الأنسجة، ويُسمى أيضًا النخر. قد ينقطع تدفق الدم إلى الفغرة، ما يُسمى بموت الأنسجة. وهذا يستلزم العناية الطبية العاجلة.
• تهيج الجلد. قد يصاب الجلد المحيط بالفغرة بالتهيج أو العدوى بسبب التسرب أو عدم ملاءمة جهاز تثبيت كيس الفغرة بشكل صحيح.
• التسرب. يكون التسرب من الفغرة أكثر شيوعًا بعد الجراحة مباشرة، لكنه قد يحدث لاحقًا بسبب فقدان الوزن أو زيادته والحمل.
• انفصال الفغرة عن الجلد. تُثبت الفغرة على الجلد بالخيوط الجراحية. وفي بعض الأحيان، تنفصل هذه الخيوط، ما يؤدي إلى حدوث جرح مفتوح.

المضاعفات المتعلقة بالأمعاء

وتشمل هذه المخاطر المتعلقة بالأمعاء ووظيفتها بعد جراحة الفغر اللفائفي:

• الإخراج المفرط للبراز أو الإسهال. يُفرغ معظم الأشخاص جهاز الإخراج في الكيس من أربع إلى ست مرات يوميًا. إذا كنت تفرغ الكيس أكثر من ذلك، فتواصل مع فريق الرعاية حول كيفية التعامل مع الأمر.
• الانسداد. قد يحدث انسداد في الفغرة أو الأمعاء، ويُعرف هذا بالانسداد. ما قد يسبب الألم ومشكلات في الهضم.
• الأنسجة الندبية التي تتكون بعد الجراحة، وتسمى الالتصاقات. قد يتكون نسيج ندبي بعد الجراحة يربط بين الأعضاء والأنسجة معًا. ومن المحتمل أن يُسبب ذلك حدوث انسداد أو يحد من تدفق الدم.

مضاعفات أخرى

وتشتمل المخاطر الأخرى المرتبطة بالفغر اللفائفي ما يأتي:

• الجفاف. يمكن أن يؤدي فقدان السوائل بشكل زائد من خلال الفغرة إلى الإصابة بالجفاف، خصوصًا في المراحل المبكرة من الشفاء بعد الجراحة.
• مشكلات في امتصاص العناصر المغذية. إذا تجاوزت الجراحة أجزاءً كبيرة من الأمعاء أو أزالتها، فقد يؤثر ذلك في امتصاص العناصر المغذية.

إلى جانب هذه المخاطر الجسدية، يمكن أن يكون لفغر اللفائفي تأثير نفسي. فقد يكون التكيف مع الحياة بعد إجراء الفغر اللفائفي أمرًا صعبًا وقد يؤثر في الصحة العقلية وجودة الحياة. إذا كنت تجد صعوبة في التكيف مع الحياة بعد إجراء الفغر اللفائفي، فتواصل مع فريق الرعاية الصحية. حيث يمكن للفريق تقديم الموارد لمساعدتك أو توصيلك بمجموعة دعم.

كيف تستعد؟

سواء أكان الفغر اللفائفي مؤقتًا أم دائمًا، فإن الاستعداد الجيد يمكن أن يسهل مرحلة التغيير ويساعدك على التكيف مع روتينك الجديد. ويتضمن الاستعداد لجراحة الفغر اللفائفي عادةً الخطوات الآتية:

التقييم قبل الجراحة

يُجرى تقييم عادةً قبل الخضوع للعملية. وقد يشمل التقييم هذه الموضوعات:

• استخدام الكافيين والكحوليات والتبغ والسجائر الإلكترونية. إذ قد تؤثر هذه المنتجات في كيفية الشفاء والتعافي.
• الأدوية أو المكمّلات الغذائية التي تتناولها. قد يلزم التوقف عن تناول بعض الأدوية أو المكمّلات الغذائية قبل الخضوع للجراحة. فبعض الأدوية قد يؤثر أيضًا في عملية الشفاء بعد الجراحة.
• تعزيز القوة الجسدية. إذا كنت قادرًا على ذلك وحصلت على موافقة فريق الرعاية الصحية، فاحرص على ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي أو تمارين الإطالة. فالتمتع بصحة عامة جيدة يمكن أن يُسرع من عملية الشفاء بعد الجراحة.
• تحديد موضع الفغرة، والتي تُعرف أيضًا باسم الفغر. يحدد أحد أعضاء فريق الرعاية موضع الفغرة. وعادةً ما تُنشأ الفغرة بالقرب من مكان العملية الجراحية. وقد تؤثر طيات الجلد الطبيعية أو عضلات البطن أو الندوب التي قد تكون لديك في اختيار الموضع المناسب. وقد يكون مكان سرة البطن ومحيط الخصر وعظم الورك من العوامل المؤثرة أيضًا. يمكن لفريق الرعاية مساعدتك على اختيار موضع يسهل عليك الوصول إليه ورؤيته أثناء الجلوس والوقوف. ولكن يُتخذ القرار النهائي بشأن الموضع أثناء الجراحة، عندما يتمكن الجراح من رؤية القولون.
• النظام الغذائي والصيام. قد تحتاج إلى اتباع نظام غذائي خاص أو استخدام محلول لتنظيف الأمعاء قبل الجراحة. لذا تحدث إلى فريق الرعاية بشأن التعليمات التي يجب عليك اتباعها.

التخطيط للإقامة في المستشفى

سوف تقضي بضعة أيام على الأقل في المستشفى بعد إجراء الفغر اللفائفي. وتعتمد مدة بقائك على حالتك. لهذا خطط للعثور على شخص بديل يتولى مسؤولياتك في المنزل والعمل.

فكر مسبقًا في الأغراض التي تفضل اصطحابها معك أثناء فترة تعافيك في المستشفى. وتشمل تلك الأغراض التي قد تحملها معك:

• رداءً ونعالاً.
• أدوات للنظافة الشخصية مثل فرشاة ومعجون الأسنان، ومستلزمات الحلاقة، عند الحاجة.
• ملابس مريحة لارتدائها عند العودة إلى المنزل. من الأفضل ارتداء ملابس فضفاضة بعد الجراحة لتجنب الضغط على الفغرة.
• أدوات لممارسة أنشطة قضاء الوقت كالكتب أو المجلات أو الألعاب.

ما يمكن أن تتوقعه

أثناء إجراء الفغر اللفائفي

يمكن إجراء جراحة الفغر اللفائفي إما عبر الجراحة المفتوحة أو بالتنظير البطني. يعتمد اختيار نوع الجراحة على عوامل مثل حالتك الصحية العامة وسبب إجراء الفغر اللفائفي. كما يعتمد الاختيار أيضًا على توصية الجراح.

• فغر اللفائفي بالجراحة المفتوحة. تنطوي الجراحة المفتوحة على إجراء شق طويل في البطن للوصول إلى الأمعاء الدقيقة. حيث يُصحح الجراح وضع الجزء المصاب من الأمعاء أو يستأصله يدويًا. تتطلب الجراحة المفتوحة عادةً فترة إقامة أطول في المستشفى ووقتًا أطول للتعافي، ولكنها قد تكون ضرورية للحالات المعقدة. يُستخدم هذا الأسلوب بشكل أكثر شيوعًا في الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً سريعًا.

• فغر اللفائفي طفيف التوغل. يشمل الفغر اللفائفي طفيف التوغل الفغر اللفائفي بالتنظير البطني أو الفغر اللفائفي الروبوتي. وتُجرى كلتا الجراحتين سواء بالتنظير البطني والجراحة الروبوتية باستخدام بضعة شقوق صغيرة في البطن. التنظير البطني أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة في نهايته. وتسمح هذه الكاميرا للجراح برؤية القسم الداخلي من الجسم أثناء الجراحة.

  يتضمن نظام الجراحة الروبوتية ذراعًا للكاميرا وأذرعًا أخرى للتحكم في الأدوات الجراحية. يوجد العديد من أعضاء فريق الرعاية في غرفة الجراحة أثناء إجراء الجراحة الروبوتية. حيث يستخدمون شاشة لتوجيه الكاميرا والأدوات الجراحية.

يعتمد نوع العملية التي تخضع لها على حالتك ومدى خبرة الجراح. ويمكن أن يقلل إجراء الفغر اللفائفي بالتنظير البطني والروبوتي الألم ووقت التعافي بعد الجراحة. لكن ليس جميع المرضى مؤهلين لهذه الإجراءات.

من أكثر أنواع الفغر اللفائفي شيوعًا الفغر اللفائفي الطرفي وفغر اللفائفي العروي. ويتضمن كلا النوعين عادةً الخطوات الآتية:

• التخدير والاستعداد. بعد وصولك إلى إجراء الجراحة، يصطحبك فريق الرعاية الصحية إلى غرفة الاستعداد. يراقب أعضاء الفريق ضغط دمك وتنفسك. وقد تتلقى مضادًا حيويًا عبر أحد الأوردة في الذراع.

  تُنقل بعد ذلك إلى غرفة العمليات حيث توضع على طاولة. وتتلقى دواءً يجعلك في حالة تشبه النوم تُسمى التخدير العام. ولن تكون مدركًا لما يحدث أثناء العملية.

• الشقوق الجراحية. إذا كنت ستخضع لجراحة مفتوحة، فسيجري الجراح شقًا كبيرًا في البطن. أما في حالة الجراحة بتنظير البطن، فيُجرى عدد من الشقوق الصغيرة، تكون كبيرة بما يكفي لإدخال الكاميرا والأدوات الجراحية.
• تحديد موقع اللفائفي. يحدد الجراح موقع اللفائفي ويفصله بعناية عن الأنسجة المحيطة به مع الحفاظ على إمداداته الدموية.
• إحداث الفغرة. يُحدث الجراح فتحة في جدار البطن. ثم يقطع اللفائفي ويُخرجه عبر جدار البطن لتشكيل الفغرة. ويُخيط اللفائفي بالجلد عند موضع الفتحة لتثبيت الفغرة. تصبح الفغرة الآن المخرج الجديد للبراز والذي سيُجمع في كيس الفغر اللفائفي.
• إغلاق الشقوق ووضع كيس الفغر اللفائفي. إذا كنت قد خضعت لفغر لفائفي مؤقت، فسيحرص الجراح على توفير إمكانية إعادة توصيل اللفائفي لاحقًا في جراحة عكسية مستقبلية. ثم يغلق الجراح موضع الجراحة باستخدام الغرز أو الدبابيس الجراحية. ويُربَط كيس فغر القولون بالفغرة لجمع الفضلات.

بعد إجراء الفغر اللفائفي

اعتمادًا على ما إذا كنت ستخضع لجراحة مفتوحة أو لجراحة بتنظير البطن، قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى من بضعة أيام إلى أسبوع. وقد يتطلب الشفاء بعد الجراحة بعض الوقت، غالبًا ما يستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع. من المهم أن تمنح نفسك الوقت الكافي للراحة والتعافي. ويُلاحظ أن الأشخاص الذين يخضعون لجراحة بتنظير البطن قد يتعافون بشكل أسرع مقارنةً بمن أجروا جراحة مفتوحة.

أثناء فترة التعافي في المستشفى، يمكن لفريق الرعاية الصحية أن يعلمك كيفية العناية بفتحة الفغر اللفائفي. وقد يشمل الفريق ممرضًا متخصصًا في العناية بالفغر، يُسمى ممرض العناية بالجروح والفغر وسلس البول، أو ممرض WOC. كما يمكن لفريق الرعاية الإجابة عن أي أسئلة قد تكون لديك حول جهاز الإخراج في الكيس الجديد وكيفية التكيف مع الحياة اليومية أثناء استخدامه.

في ما يأتي بعض الأساسيات التي يجب معرفتها عن الفغر اللفائفي:

جهاز الإخراج في الكيس

أثناء وجودك في المستشفى، تُغير جهاز الإخراج في الكيس لفغر اللفائفي كل يوم إلى أربعة أيام. أما في المنزل، فتُغير الجهاز مرتين في الأسبوع تقريبًا. يمكن لفريق الرعاية الصحية مساعدتك على تحديد نوع جهاز الإخراج في الكيس الأنسب لك.

ويتكون جهاز الإخراج في الكيس من كيس لجمع البراز وحاجز لاصق يُسمى الرقاقة. تُثَبَت الرقاقة الكيس على الجلد كما أنها تحمي الجلد. ويجب أن تكون الفتحة الموجودة في الرقاقة ملائمة تمامًا حول حافة الفغرة لحماية الجلد قدر الإمكان.

كما يجب ألا يلامس البراز الجلد لفترات طويلة. إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الجلد السليم. إذا ارتفع جهاز الإخراج في الكيس عن جلدك، فيجب تغييره لحماية جلدك.

يُفضّل بعض الأشخاص الذين أجروا الفغر اللفائفي ارتداء حزام أو شريط لاصق لتثبيت الكيس في مكانه. بينما لا يرتديه آخرون. وإذا كنت ترغب في استخدام حزام، فتحدث إلى ممرض متخصص في العناية بالفغر حول اختيار الحزام المناسب.

العناية بالفغرة

عادةً ما تبدو الفغرة حمراء ومتورمة ورطبة. وقد تبرز لمسافة تصل إلى 1 بوصة (2.5 سم) فوق جلد البطن. ولكن يتحسن التورم مع مرور الوقت. وقد تصغر الفغرة ببطء خلال أول أربعة إلى ثمانية أسابيع بعد الجراحة.

معرفة كيفية العناية بالفغرة، التي تُسمى غالبًا الفغر، جزء مهم من الاستعداد لإجراء الفغر اللفائفي. قد يزودك فريق الرعاية الصحية بالمعلومات الآتية عن:

• العناية بالفغرة. قد تلتقي بممرض متخصص في العناية بالجروح والفغر وسلس التبول أو بأحد أعضاء فريق الرعاية الصحية المتخصصين في هذا المجال لتوضيح ما يمكنك توقعه بعد إجراء الفغر اللفائفي. كما يمكن لفريق الرعاية الصحية أن يوضح لك الأساليب الصحيحة لتنظيف الكيس والحفاظ عليه والعناية بالفغرة.
• المستلزمات الخاصة بالفغرة. يمكن لفريق الرعاية مساعدتك على اختيار مستلزمات الفغر التي تناسبك. كما تقدم بعض الشركات عينات تساعدك على تجربة منتجات مختلفة. ومع تقدمك في مرحلة التعافي وازدياد خبرتك في التعامل مع الفغر ومستلزماته، قد ترغب في تجربة أنواع مختلفة من المنتجات لتكتشف ما يناسب تفضيلاتك بشكل أفضل.

تفريغ الكيس

يمكن لفريق الرعاية الصحية تعليمك كيفية تفريغ كيس الفغر اللفائفي من الأسفل. ويمكنك فعل ذلك سواء أثناء جلوسك على المرحاض أو وقوفك أمامه. عادةً ما تُفرغ الكيس بشكل متكرر، ما بين أربع إلى ثماني مرات في اليوم. ولتجنب ظهور الكيس تحت الملابس، أفرغه بمجرد أن يمتلئ إلى ثلثه أو نصفه. كما أن تفريغه في هذه المرحلة يساعد على تجنب زيادة الوزن داخل جهاز الإخراج في الكيس، والذي قد يؤدي إلى ضعف اللصق.

إخراج البراز

بعد الجراحة مباشرةً يكون البراز سائلاً. وخلال أسابيع قليلة يبدأ البراز في التماسك حيث تبدأ الأمعاء الدقيقة في امتصاص المزيد من الماء. وقبل الجراحة، كانت الأمعاء الغليظة مسؤولة عن امتصاص جزء كبير من هذا الماء. وقد تؤثر عوامل مثل النظام الغذائي والحالة النفسية والأدوية في قوام البراز.

عند عودة وظيفة الأمعاء لأول مرة، قد يصعب التنبؤ بكمية البراز الخارجة من الفغر اللفائفي. بعد الجراحة بوقت قصير، قد تحتاج إلى تفريغ الكيس بشكل متكرر. ومع تعافي الجسم من الجراحة، تبدأ الأمعاء الدقيقة بالتكيف. وغالبًا ما تقل كمية البراز التي يُخرجها الجسم. لكن إذا كان طول الأمعاء الدقيقة المتبقية داخل الجسم قصيرًا، فقد تحتاج إلى تفريغ الكيس أكثر من المعتاد.

التحكم في الرائحة

الرائحة من المخاوف الشائعة لدى الأشخاص الذين لديهم الفغر اللفائفي. على الرغم من أن الكيس مقاوم لنفاذ الرائحة، فإنه يُحتمل أن تخرج بعض الرائحة عند تفريغه. وقد تلاحظ أن بعض الأطعمة تؤدي إلى زيادة الرائحة في البراز.

يمكنك استخدام مزيل للرائحة أو معطر داخل الكيس إذا كانت الرائحة تزعجك. كما تتوفر أنواع مختلفة من المعطرات التي تؤخذ عن طريق الفم. يمكن لأحد أعضاء فريق الرعاية الصحية مناقشتك حول هذه المنتجات.

العناية بالبشرة

الأشخاص الذين لديهم الفغر اللفائفي أكثر عرضة لخطر تهيج الجلد بسبب توازن الأس الهيدروجيني للسائل في الأمعاء الدقيقة. يمكن لفريق الرعاية الصحية تزويدك بنصائح للحفاظ على صحة الجلد. وقد تتضمن هذه النصائح مساعدتك على اختيار مستلزمات الكيس المناسبة وتعلم تقنيات تغيير جهاز الإخراج في الكيس بطريقة تكون ألطف على البشرة.

التعايش مع الفغر اللفائفي

يستغرق الأمر بعض الوقت لتعتاد على الفغر اللفائفي. وقد يراودك العديد من الأسئلة أثناء تكيفك مع الحياة بوجود الفغر اللفائفي وتخطيطك للخروج لأول مرة من المنزل. هل ما زال بإمكاني السفر بعد إجراء الفغر اللفائفي؟ هل يمكنني السباحة؟ كيف أستحم؟ هل أحتاج إلى شراء ملابس مختلفة؟ ما مدى تأثير ذلك في حياتي الحميمة؟ بمجرد أن تعتاد على ذلك، ستجد على الأرجح أنه بإمكانك القيام بالعديد من الأنشطة نفسها التي كنت تستمتع بها قبل إجراء الفغر اللفائفي.

الاستحمام والسباحة

يمكنك الاستحمام سواء مع استخدام جهاز الإخراج في الكيس لفغر اللفائفي أو دونه. فالماء لن يدخل إلى الفغرة. ومع ذلك، تجنب توجيه رذاذ الدش مباشرةً نحو الفغرة أو جهاز الإخراج في الكيس. فذلك يساعد على منع حدوث إصابة في الفغرة. ويساعد كذلك على منع ارتخاء جهاز الإخراج في الكيس.

من الأفضل الاستحمام أو الاغتسال عندما تكون الفغرة أقل نشاطًا. على سبيل المثال في الصباح الباكر. لا يضر الصابون بالفغرة. ولكن عليك شطف أي طبقة من الصابون من الجلد الموجود حول الفغرة. فقد يُسبب الصابون المحتجز تحت جهاز الإخراج في الكيس تهيج الجلد.

يمكنك السباحة مع وجود الفغر اللفائفي. وقد تُساعد ملابس السباحة المصنوعة من قماشٍ منقوش أو تصميم معين على إخفاء الكيس بشكل أكبر. جفف الشريط اللاصق وجهاز الإخراج في الكيس جيدًا بعد الاستحمام أو الاغتسال أو السباحة. كما يمكن أن يساعد استخدام مجفف شعر مضبوط على درجة حرارة باردة على التجفيف.

الملابس

قد لا تحتاج إلى تغيير الملابس التي كنت ترتديها قبل الجراحة بعد إجرائها. ومع ذلك، يختلف موضع الفغرة من شخص إلى آخر. وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات إجراء تعديلات على الملابس. يتجنب معظم الأشخاص ارتداء الملابس أو الإكسسوارات الضيّقة، مثل الأحزمة. إذ إن الملابس الضيّقة أسفل الفغر اللفائفي قد تعوق تدفق البراز إلى الكيس.

العلاقة الحميمية

يمكن أن تظل العلاقة الحميمة بعد إجراء الفغر اللفائفي مرضية، رغم أنها قد تتطلب بعض التكيف بسبب التغيرات في صورة الجسم ووجود الفغرة والكيس. يشعر العديد من الأشخاص بالقلق بشأن التسريبات أو الروائح، ولكن يمكن أن يساعد استخدام كيس أصغر حجمًا أو إفراغه مسبقًا أو تغطيته بملابس أو لفافة خاصة على تقليل هذه المخاوف. ويساعد التواصل الصريح مع الشريك/الشريكة حول المشاعر والتفضيلات، إلى جانب منح النفس الوقت لبناء الثقة، على استعادة الشعور بالتقارب الجسدي بشكل طبيعي من جديد.

النظام الغذائي والتغذية

لا يؤثر الفغر اللفائفي في قدرة جسمك على هضم الطعام. ومع مرور الوقت، ستتعرف على كيفية استجابتك للطعام. وقد تكون المعلومات الآتية مفيدة في إدارة الفغر اللفائفي:

• تناول الطعام وفق جدول. تناول الوجبات في أوقات منتظمة وحاول تناول ثلاث وجبات صغيرة أو أكثر يوميًا. فذلك يساعد على الهضم وينظم إخراج البراز.
• تناول الطعام ببطء واحرص على مضغه جيدًا. فالمضغ يساعد على الهضم.
• حافظ على رطوبة جسمك. اشرب من ثمانية إلى عشرة أكواب من السوائل يوميًا. الكوب يساوي ثماني أونصات سائلة (226.7 غم). فذلك يساعد على الوقاية من الإمساك والجفاف.
• جرب أنواع الأطعمة الجديدة، نوعًا واحدًا في كل مرة. فذلك يساعدك على معرفة الأطعمة التي تناسبك.
• ابقَ منتبهًا لكيفية تأثر البراز بالأطعمة المختلفة. يساعدك ذلك على اختيار الأطعمة التي تُحسِّن قوام البراز.

خلال أول أسبوعين بعد الجراحة، يُنصح بتقليل تناول الأطعمة التي قد تُسبب الغازات أو البراز الرخو. وتشمل هذه الأطعمة الفاصولياء والبروكلي والملفوف والقرنبيط والبصل والمشروبات الغازية. قلل أيضًا من الأطعمة التي قد لا تُهضم بالكامل. وتشمل الفواكه الطازجة والخضراوات النيئة. حيث يساعد تجنب هذه الأطعمة على تقليل كمية الغازات والبراز.

برامج التمرين الرياضي

لا يقيد الفغر اللفائفي عادةً نشاطك البدني. فالتمارين الخفيفة تساعد على تقوية العضلات، وتُحافظ على عمل السبيل الهضمي بكفاءة. ويعتمد غالبًا مستوى ونوع النشاط الذي تختاره على التدريبات التي كنتَ تؤدِّيها بارتياح قبل الجراحة.

امشِ داخل المنزل أو خارجه. فالمشي من أفضل الأنشطة البدنية التي يمكنك ممارستها بعد الجراحة. في الأسابيع الأولى بعد الجراحة، قد لا تكون قادرًا على المشي سوى لمسافات قصيرة. ومع تحسّن شعورك بالراحة، يمكنك زيادة المسافة التي تمشيها ببطء.

السفر

يمكن السفر بسهولة مع وجود الفغر اللفائفي، وذلك من خلال بعض التخطيط. إذا كنت ستسافر جوًا، فاحرص على حمل مستلزمات إضافية في الحقيبة المحمول باليد، مثل الأكياس واللاصقات وأدوات التنظيف. فقد تحتاج إليها أثناء التنقل، خاصةً أن الأمتعة المسجلة يمكن أن تضيع.

حافِظْ على رطوبة جسمك، وانتبه لما تأكله لتجنب الغازات أو البراز الرخو، وتأكد من معرفة أماكن وجود الحمامات، خاصةً في الطائرات والرحلات الطويلة، حتى تتمكن من إفراغ الكيس بشكل مريح.

النتائج

بعد إجراء جراحة الفغر اللفائفي، من المتوقع أن تحتاج إلى بضعة أسابيع للتعافي في المنزل. قد تشعر بالضعف في بادئ الأمر، ولكن في النهاية ستستعيد قوتك.

إذا كان الفغر اللفائفي مؤقتًا، فقد تُجرى جراحة لإغلاقه بمجرد أن تُظهر الفحوصات أن الشفاء قد اكتمل، وغالبًا ما يكون ذلك خلال بضعة أشهر. يمكن لفريق الرعاية الصحية مراقبة تقدم تعافيك خلال الزيارات التفقدية، ومن ثَم اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية.