ما الأسباب الحقيقية للسُمنة؟ إنها ليست كما تظن

لوقت طويل، كان يُعتقد أن الإصابة بالسُمنة تحدث نتيجة لاختيارين بسيطين يتعلقان بنمط الحياة: الإفراط في تناول الطعام وقلة النشاط البدني. ولكن هذه الرؤية قاصرة.

فقد أصبح الخبراء يدركون أن السُمنة مرض معقد يحدث نتيجة لعدة عوامل مجتمعة. وبعض تلك العوامل قابلة للتغيير، أما البعض الآخر فلا. وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • الخصائص الوراثية. أحيانًا تؤثر بعض الجينات الوراثية في الشهية أو الوزن.
  • البيئة. يمكن لبعض العوامل التأثير في قدرتك على اتخاذ الخيارات الصحية؛ مثل نوعية الأطعمة التي تستطيع الحصول عليها، وتوفُّر المكان المناسب لممارسة التمارين، والأشخاص الذين تقضي وقتك معهم. على سبيل المثال، قد لا يملك الفقراء الموارد اللازمة للحفاظ على صحتهم.
  • اختيارات نمط الحياة. يؤدي الطعام والنشاط البدني دورًا كبيرًا في تحديد وزنك، وكذلك الأمر بالنسبة لجودة نومك، وكيفية تعاملك مع التوتر، وكمية الكحول التي تتناولها.
  • الحالات المَرضية. قد تسبب بعض الحالات المَرضية زيادة الوزن، مثل متلازمة كوشينغ.
  • الأصل العرقي أو الإثني. البالغون من ذوي البشرة السمراء أو ذوي الأصول اللاتينية أكثر عرضةً للإصابة بالسُمنة مقارنةً بالبالغين من أصحاب البشرة البيضاء أو ذوي الأصول الآسيوية. ويُرجِع الخبراء هذا جزئيًا إلى وجود أنظمة تعرقل حصول ذوي البشرة السمراء أو ذوي الأصول اللاتينية على الطعام الصحي والأماكن الآمنة لممارسة النشاط البدني على قدم المساواة مع الأعراق الأخرى.
  • الأحداث الحياتية. يمكن أن تؤثر فترات الحمل أو انقطاع الطمث أو التوتر العصبي في وزن الجسم.
  • الأدوية. لبعض الأدوية أعراض جانبية تتمثل في زيادة الوزن أو صعوبة إنقاصه.

في أغلب الحالات، لا تحدث السُمنة نتيجة عامل واحد أو اثنين فقط من تلك العوامل. ولكنها تنتج عادةً عن تفاعل العديد من العوامل.

كيف يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة في وزنك

اتخاذ خيارات صحية متعلقة بنمط الحياة أمر صعب على بعض الأشخاص. ليس لأنهم كُسالى أو يجهلونها، ولكن لأن البيئة المحيطة بهم تصعِّب عليهم تناوُل الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني الكافي.

تأمل البيئة المحيطة بك:

  • هل توجد بقالة تستطيع شراء الأطعمة الصحية منها بأسعار معقولة؟
  • هل تعلَّمت تناول الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني في سنٍّ صغيرة؟
  • هل من الآمن الخروج للتمشية في الحي الذي تسكن فيه؟
  • هل تواجه ضغوطًا شديدة في حياتك تدفعك إلى تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات كثيرًا؟

إذا فكرت في الأمر مليًّا، ستلاحظ أن المكان الذي تعيش فيه ونوعية حياتك يؤثران في بعض القرارات التي تتخذها.

اختياراتك مهمة

بعض العوامل المتعلقة بالسُمنة خارجة عن نطاق سيطرتك، مثل الجينات الوراثية والأصل العرقي أو الإثني والبيئة المحيطة. ولكن مع بعض الدعم، ستتمكن من التحكم في أغلب جوانب نمط حياتك.

وإليك 6 أشياء يمكنك البدء في فعلها فورًا لمساعدتك على التحكم في وزنك:

  • ابدأ في تسجيل يومياتك مع الطعام والنشاط البدني. سجِّل الأطعمة التي تتناولها ومعدل نشاطك البدني حتى تتمكن من معرفة الجوانب التي تحتاج إلى تحسينها. فأغلب الأشخاص يعتقدون خطأً أنهم يتناولون طعامًا أقل ويتحركون أكثر مما يحدث في واقع الأمر. ومن ثَمَّ، فإن تدوين هذه التفاصيل سيساعدك على فهم سلوكياتك بشكل أفضل.
  • الغِ عضويتك غير المستخدمة في الصالة الرياضية. إذا كنت تجد استخدام المشاية الرياضية أمرًا رتيبًا، فحتمًا ستتوقف عن استخدمها في نهاية المطاف. فابحث عن النشاط الذي تتطلع إلى ممارسته بشغف بدلًا من ذلك. جرِّب لعب كرة القدم مع زملائك. أو سجِّل في صف لتعليم الرقص. أو العب كرة السلة مع أولادك في حديقة قريبة.
  • اجعل اهتمامك بصحتك نشاطًا اجتماعيًّا. تحدث مع أحبائك عن أهدافك، وادعهم للانضمام إليك لطهي وجبة صحية أو مرافقتك أثناء المشي. الأشخاص المحيطون بك يؤثرون في سلوكك. وهنا تأتي فرصتك لتكون ملهمًا لهم.
  • ضع أهدافًا واقعية. اختر جانبًا صحيًّا تهتم به وحاول تحسينه. يمكنك مثلًا حساب عدد الخطوات التي تمشيها أو أكواب الماء التي تشربها. أو التزم بتجربة وصفة خضراوات جديدة كل أسبوع. ابدأ بخطوات صغيرة وحاول إحراز تقدم تدريجي.
  • تتبع وزنك. لا يمكنك تغيير شيء لا تقيسه.
  • تعامل مع مُسبِّبات التوتر. إذا كان التوتر يحول بينك وبين اتخاذ الخيارات الصحية، فينبغي لك البدء بالتحكم في التوتر أولًا. اطلب الدعم، سواءً كان ذلك من خلال التوجيه المعنوي أو من أحبائك. خصص وقتًا لممارسة أنشطة الاسترخاء التي تدعم أهدافك الصحية في الوقت نفسه، مثل اليوغا أو المشي أو الطهي.
  • حدد موعدًا مع الطبيب. ستجد لدى فريق الرعاية الصحية الكثير من المصادر التي يمكن أن تساعدك على تحقيق هدف إنقاص وزنك. ويشمل ذلك خطط الوجبات أو الأدوية أو المقابلات مع أحد الاستشاريين أو اختصاصيي النُّظم الغذائية.

واحرص على إخبار الطبيب بالمعوِّقات التي تحول بينك وبين اتخاذ الخيارات الصحية، مثل عدم القدرة على شراء الطعام الصحي أو عدم وجود مكان آمن لممارسة الرياضة. فربما يكون الطبيب قادرًا على مساعدتك لإيجاد الموارد اللازمة للمضي قدمًا نحو نمط حياة أكثر صحة وأمانًا.

  1. Obesity. Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/obesity/symptoms-causes/syc-20375742. Accessed March 22, 2023.
  2. Perreault L. Obesity in adults: Etiologies and risk factors. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed March 22, 2023.
  3. Adult obesity facts. Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/obesity/data/adult.html. Accessed March 22, 2023.
  4. Racial and ethnic disparities in adult obesity in the United States: CDC's tracking to inform state and local action. Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/pcd/issues/2019/18_0579.htm. Accessed May 17, 2023.
CPT-20545344