نظرة عامة

عملية زرع القلب هي عملية لاستبدال القلب المريض المصاب بالفشل بقلب أكثر صحة من متبرع. وتكون زراعة القلب علاجًا مخصصًا عادةً للأشخاص الذين لم تتحسن حالتهم بشكل كافٍ مع الأدوية أو العمليات الجراحية الأخرى.

وعلى الرغم من خطورة عملية زراعة القلب، فإن فرصة نجاتك جيدة ويرجع ذلك إلى الرعاية التفقدية المناسبة.

لماذا تُجرى

تُجرى عمليات زرع القلب عندما تكون العلاجات الأخرى لمشكلات القلب غير مجدية، مما يؤدي إلى فشل القلب. في حالات البالغين، يمكن أن يحدث فشل القلب بسبب:

  • ضعف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب)
  • مرض الشريان التاجي
  • مرض صمام القلب
  • مشكلة بالقلب تُولَد بها (عيوب خِلْقية في القلب)
  • عدم انتظام ضربات القلب الخَطِرة المتكررة (اضطراب نظم القلب البطيني) لا يتم التحكم فيه بواسطة علاجات أخرى
  • عدم نجاح عمليات زراعة القلب السابقة

في الأطفال، يحدث فشل القلب في الغالب إما بسبب عيب القلب الخِلْقي أو اعتلال عضلة القلب.

قد يتم إجراء عملية زراعة أعضاء أخرى في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية زرع القلب (عملية زراعة أعضاء متعددة) في الأشخاص المصابين بأمراض معينة في مراكز طبية محددة.

تشمل عمليات زرع أعضاء متعددة:

  • زراعة القلب والكُلى. قد يكون هذا الإجراء خيارًا لبعض الأشخاص المصابين بفشل‎ ‎كلوي بالإضافة إلى فشل القلب.
  • زراعة القلب والكبد. قد يكون هذا الإجراء خيارًا لبعض الأشخاص المصابين بأمراض معينة في الكبد والقلب.
  • زراعة القلب والرئتين. نادرًا ما قد يقترح الأطباء هذه العملية بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة والقلب الشديدة إذا كان لا يمكن علاج الحالات من خلال زراعة القلب أو الرئة فقط.

مع ذلك، لا تكون زراعة القلب مناسبة للجميع. قد لا تكون مرشَّحًا مناسِبًا لزراعة القلب إذا كنتَ:

  • في عمر متقدِّم يمكن أن يتعارض مع القدرة على التعافي من جراحة زراعة الأعضاء
  • مصابًا بحالة مَرَضية أخرى من شأنها أن تؤدي للوفاة المبكرة، بغضِّ النظر عن تلقِّي قلب المتبرِّع مثل مرض خطير بالكبد أو الكُلى أو الرئة
  • مصابًا بعدوى نَشِطة
  • لديك تاريخ طبي شخصي حديث من الإصابة بالسرطان
  • غير مستعد أو غير قادر على إجراء تغييرات في نمط الحياة اللازمة للحفاظ على صحة قلب المتبرع، مثل تجنب تناول المخدرات الترفيهية والإقلاع عن التدخين والحد من تناول الكحول

أجهزة المساعدة البُطينية

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لا يمكنهم إجراء جراحة زراعة القلب، قد يكون هناك خيار آخر وهو جهاز المساعدة البُطينية. جهاز المساعدة البُطينية هو مضخة ميكانيكية قابلة للزرع في الصدر تساعد في ضخ الدم من غرف القلب السفلية (البُطينين) إلى بقية جسمك.

يشيع استخدام أجهزة المساعدة البُطينية لأنها علاج مؤقت للأشخاص الذين ينتظرون إجراء زراعة القلب. وتُستخدَم هذه الأجهزة على نحو مُتزايد كعلاج طويل الأمد للأشخاص المُصابين بفشل القلب غير المؤهلين لإجراء عملية زراعة القلب. إذا لم يساعد جهاز المساعدة البُطينية في تحسين وظائف القلب، فقد يفكر الأطباء في بعض الأحيان في استخدام قلب اصطناعي كلي، وهو جهاز يحل محل البطينين، كعلاج بديل قصير الأمد بينما تنتظر زراعة القلب.

المخاطر

إلى جانب مخاطر إجراء جراحة القلب المفتوح، التي تشمل النزيف والعدوى وتكوّن الجلطات الدموية، فإن مخاطر زراعة القلب تشمل ما يأتي:

  • رفض قلب المُتبرِّع. أحد أكثر المخاطر إثارة للقلق بعد عملية زراعة القلب هو رفض جسمك لقلب المُتبرِّع.

    فقد يرى جهازك المناعي قلب المُتبرِّع جسمًا غريبًا ويحاول رفضه؛ وهو ما قد يتلف القلب. لذا يكون على كل متلقي زراعة القلب تناول أدوية لمنع الرفض (أدوية مثبطة للمناعة)؛ ونتيجةً لذلك يستمر معدل رفض العضو المزروع في الانخفاض. وفي بعض الأحيان، سوف يؤدي تغيير الأدوية إلى وقف الرفض في حال حدوثه.

    للمساعدة في منع الرفض، من الأهمية بمكان أن تتناول دائمًا الأدوية كما هو محدَّد في الوصفة الطبية، وأن تحافظ على كل مواعيدك مع طبيبك.

    غالبًا ما يحدث الرفض دون ظهور أعراض. لتحديد ما إذا كان جسمك سيرفض القلب الجديد أم لا، سيتم إجراء خزعات متكررة للقلب خلال العام الأول بعد إجراء الزراعة. بعد ذلك، لن تحتاج إلى إجراء خزعات بالوتيرة نفسها.

  • الفشل الأولي للطُعم. يتمثَّل السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في هذه الحالة خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الزراعة في عدم عمل قلب المتبرِّع.
  • مشكلات في شرايينك. بعد عملية الزراعة، من المحتمَل أن تكون جدران الشرايين في قلبك أكثر ثخانة وتصلُّبًا ، مما يؤدي إلى الاعتلال الوعائي الطُّعمي الخيفي القلبي. يمكن أن يجعل هذا الدورة الدموية من خلال قلبك صعبة ويمكن أن يتسبَّب في نوبة قلبية أو فشل القلب أو عدم انتظام ضربات القلب أو الموت القلبي المفاجئ.
  • الآثار الجانبية للأدوية. يمكن أن تتسبَّب كابتات المناعة التي ستحتاج إلى تناوُلها بقية حياتك في الإصابة بتلف خطير في الكلى ومشكلات أخرى.
  • السرطان. يمكن أن تزيد الأدوية المثبطة للمناعة أيضًا من خطر إصابتك بالسرطان. ويمكن أن يعرِّضك تناوُل هذه الأدوية لخطر أكبر للإصابة بسرطان الجلد واللمفومة اللاهودجكينية وغيرها.
  • العدوى. تقلِّل كابتات المناعة من قدرتك على مكافَحة العدوى. ويتعرض العديد من الأشخاص الذين أجروا عمليات زراعة القلب لحالات عدوى تتطلب دخولهم إلى المستشفى في السنة الأولى بعد عملية الزراعة.

كيف تستعد

غالبًا ما تبدأ التجهيزات لعملية زرع القلب قبل أسابيع أو أشهر من تلقِّي القلب المتبرَّع به.

اتخاذ الخطوات الأولى

إذا أوصى طبيبك بزراعة القلب، فمن المُحتمل أن تُحال إلى مركز زرع القلب للتقييم. أو يمكنك اختيار مركز زراعة القلب بنفسك. تحقَّق من تأمينك الصحي لمعرفة مراكز زراعة الأعضاء المشمولة في خطتك التأمينية.

عندما تُقيِّم أحد مراكز زراعة القلب، فكِّر في عدد عمليات زرع القلب التي يُجريها المركز في كل عام، ومعدلات البقاء على قيد الحياة. المقارنة بين إحصائيات مراكز الزراعة من خلال قاعدة البيانات التي يحتفظ بها السجل العلمي لمرضى زراعة الأعضاء.

يجب عليك أيضًا التحقُّق لمعرفة إذا ما كان مركز الزراعة يقدِّم الخدمات الأخرى التي قد تحتاج إليها. تشمل هذه الخدمات تنسيق مجموعات الدعم، والمساعدة في ترتيبات السفر، ومساعدتك في العثور على سكن محلي لقضاء فترة التعافي، أو توجيهك إلى الجمعيات التي يمكن أن تساعدك في التغلب على هذه المخاوف.

فَوْرَ اختيار المركز، ستحتاج إلى الخضوع لتقييم طبي لمعرفة إذا ما كنت مؤهلًا لإجراء عملية الزراعة. سوف يتحقَّق التقييم لمعرفة إذا ما كنت:

  • مصابًا بحالة قلبية من شأنها أن تجعلك تستفيد من جراحة زراعة العضو
  • قد تستفيد من خيارات العلاج الأخرى الأقل توغلًا
  • تتمتع بصحة جيدة بما يكفي لإجراء عملية جراحية ويمكنك تحمل أدوية ما بعد الزراعة
  • ستوافق على الإقلاع عن التدخين إن كنت مدخنًا، والتوقف عن تناول المشروبات الكحولية والمخدرات الترفيهية
  • مستعدًا وقادرًا على اتباع البرنامج الطبي الذي حدده لك فريق زرع العضو
  • يمكنك تحمُّل انتظار القلب المُتبرَّع به عاطفيًّا
  • تمتلك مجموعة داعمة من العائلة والأصدقاء لمساعدتك في هذا الوقت العصيب

بانتظار عضو من متبرع

إذا قرر الفريق الطبي بمركز زراعة الأعضاء أنك مُرشح جيد لعملية زراعة القلب، فسوف يضعك المركز ضمن قائمة الانتظار. يمكن أن تكون مدة الانتظار طويلة ويرجع ذلك لوجود عدد كبير من الأشخاص الذين بحاجة لقلوب يفوق عدد المتبرِّعين. يعتمد العثور على متبرِّع على حجمك ونوع دمك ومدى إصابتك بالمرض.

سيقوم الفريق الطبي بمراقَبة قلبك والأعضاء الأخرى وتعديل علاجك عند الضرورة، أثناء وجودك في قائمة الانتظار. سيساعدك الفريق في معرفة كيفية العناية بقلبك من خلال تناوُل الطعام الصحي والحفاظ على نشاطك البدني.

إذا أخفق العلاج الطبي في دعم أعضائك الحيوية أثناء انتظار قلب مُتبرِّع، فقد يوصي أطباؤك بزرع جهاز المساعدة البُطينية لدعم قلبك أثناء انتظار العضو المُتبرَّع به. ويُشار إلى هذه الأجهزة أيضًا بأنها جسور لعملية الزراعة لأنها تُكسِبك بعض الوقت للانتظار حتى يتوفر قلب مُتبرِّع.

قبل جراحة زراعة العضو مباشرة

ينبغي إجراء جراحة زرع القلب عادةً في غضون أربع ساعات من استئصاله من المتبرع حتى يظل العضو المتبرَّع به قابلاً للاستخدام. ونتيجة لذلك، تُقدَم القلوب المتبرَّع بها أولاً إلى مراكز زرع الأعضاء القريبة، ثم إلى المراكز الأخرى ضمن نطاق مسافات معينة من المستشفى المانح.

ويمكن أن يوفر لك مركز الزرع جهاز نداء أو هاتفًا محمولاً لإعلامك عند توفر قلب محتمل. لذا يجب أن تبقي هاتفك الخلوي أو جهاز النداء مشحونًا وقيد التشغيل طوال الوقت.

بمجرد إخطارك، يكون لديك وفريق الزرع وقت محدود لقبول التبرُّع. يجب عليك الذهاب إلى مستشفى زراعة الأعضاء فور إخطارك.

جهِّز خطط سفرك مُسبقًا، قدر الإمكان. توفِّر بعض مراكز زراعة القلب خدمة النقل الجوي الخاص أو ترتيبات السفر الأخرى. جهِّز حقيبة مليئة بكل ما تحتاج إليه للإقامة في المستشفى، وكذلك كمية من أدويتك تكفي لمدة 24 ساعة إضافية.

فَوْرَ وصولك إلى المستشفى، سيُجري طبيبك وفريق زراعة الأعضاء تقييمًا نهائيًّا لتحديد إذا ما كان قلب المتبرِّع مناسبًا لك، وإذا ما كنت مستعدًّا لإجراء الجراحة. وإذا قرر الأطباء والفريق المسؤول عن عملية الزرع أن القلب المتبرَّع به أو العملية الجراحية غير مناسبة لك، فقد لا تتمكن من إجراء جراحة الزرع.

ما يمكنك توقعه

أثناء الإجراء

تُعَد جراحة زراعة القلب إجراءً يتم والقلب مفتوح وتستغرق عدة ساعات. إذا أَجْريتَ عمليات جراحية في القلب سابقًا، فإن الجراحة ستكون أكثر تعقيدًا وستستغرق وقتًا أطول.

ستتناوَل دواءً يتسبب في شعورك بالنوم (مخدِّر عام) قبل العملية. سيقوم الجرَّاحون بوضعك على جهاز المجازة القلبية الرئوية للحفاظ على تدفُّق الدم الغني بالأكسجين في جميع أنحاء جسمك.

سيقوم الجرَّاح بعمل شق في صدرك. سيفصل الجرَّاح عظمَ صدرك ويفتح القفص الصدري ليتمكَّن من إجراء العملية الجراحية بقلبك.

ثم يقوم الجرَّاح باستئصال قلب المتوفَّى ويخيِّط قلب المتبرِّع في مكانه. ثم يربط الأوعية الدموية الرئيسية بقلب المتبرِّع. في الغالب، يبدأ القلب الجديد في النبض عند استعادة تدفُّق الدم. في بعض الأحيان، تكون هناك حاجة إلى وجود صدمة كهربائية لجعل قلب المتبرِّع ينبض بصورة صحيحة.

سيُوصَف دواء لمساعدتك على السيطرة على الألم بعد الجراحة. ستُوضَع على جهاز التنفُّس الصناعي لمساعدتك على التنفُّس وستُوضَع أنابيب في صدرك لتصريف السوائل حول رئتَيْك وقلبك. ستتناوَل السوائل والأدوية من خلال الأنابيب الوريدية بعد الجراحة.

بعد الإجراء

ستبقى في البداية في وحدة العناية المركزة أيامًا قليلة ثم ستُنقَل إلى غرفة عادية بالمستشفى. من المرجَّح أن تبقى في المستشفى لمدة أسبوع أو أسبوعين. تختلف مدة الوقت الذي يتم قضاؤه في وحدة العناية المركزة وفي المستشفى من شخص لآخر.

وبعد أن تغادر المستشفى، سيراقب فريق زراعة الأعضاء حالتك. ونظرًا لكثرة زيارات المتابعة التي سيكون عليك القيام بها، يظل العديد من الأشخاص على مقربة من مركز زراعة الأعضاء خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وبعد ذلك، ستصبح زيارات المتابعة أقل تكرارًا ويكون السفر أسهل.

ستخضع أيضًا للمراقبة تحسبًا لظهور أي علامات أو أعراض لرفض العضو، مثل ضيق النفس أو الحمى أو الإرهاق أو عدم التبول كثيرًا أو زيادة الوزن. من المهم أن تخبر فريق الزرع الخاص بك إذا لاحظتَ أي مؤشرات المرض أو أعراض الرفض أو العدوى.

لتحديد ما إذا كان جسمك يرفض القلب الجديد، سيتم إجراء خَزْعات متكررة للقلب في الأشهر القليلة الأولى بعد زرع القلب، عندما يكون من المرجح حدوث الرفض. ينخفض تكرار الخَزْعات اللازمة بمرور الوقت.

أثناء إجراء خَزْعة القلب، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب في الوريد في رقبتك أو في الفخذ ويوجِّهه إلى قلبك. يقوم الطبيب بتشغيل جهاز خَزْعة عبر الأنبوب لاستئصال عينة صغيرة من نسيج القلب، يتم فحصها في المختبر.

ستحتاج إلى إجراء تعديلات عديدة على المدى الطويل بعد إجراء زراعة القلب. ويتضمن ذلك:

  • تناوُل الأدوية الكابتة للمناعة. تقلِّل هذه الأدوية من نشاط الجهاز المناعي لمنعه من مهاجَمة القلب المتبرَّع به لك. ستتناول بعض هذه الأدوية بقية حياتك.

    نظرًا لأنَّ هذه الأدوية الكابتة للمناعة تجعل جسمك أكثرَ عُرضةً للعدوى، فقد يصِف طبيبك أيضًا أدوية مُضادَّة للبكتيريا والفيروسات والفطريات. قد تجعل بعض الأدوية حالتك أكثر سوءًا أو تزيد من خطر الإصابة بحالات مرضية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو السرطان، أو مرض السكري.

    ومع انخفاض خطر الرفض، يمكن تقليل الجرعات وعدد الأدوية التي تقلل احتمالية رفض الجسم العضو المزروع بمرور الوقت.

  • تناول الأدوية واتباع خطة للرعاية مدى الحياة. بعد عملية زراعة القلب، يكون تناول جميع الأدوية وفقًا لتوجيهات الطبيب واتباع خطة الرعاية مدى الحياة أمرًا بالغ الأهمية.

    قد يفيدك اتباع روتين يومي لتناول الأدوية. أعدّ قائمة بكل أدويتك واحتفظ بها معك في كل الأوقات للمواعيد الطبية وفي حال كنت بحاجة إلى رعاية طارئة. واستشر الطبيب قبل استخدام أي أدوية تُصرف من دون وصفة طبية أو فيتامينات أو مكملات غذائية أو منتجات أعشاب.

    قد يمنحك الطبيب تعليمات تتعلق بنمط حياتك. وقد تتضمن التوصيات استخدام المستحضرات الواقية من الشمس، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، والحرص على تقليل مخاطر التعرض للعدوى. وقد ينصحك الطبيب أيضًا بتجنب استخدام منتجات التبغ أو المخدرات الترفيهية والحد من المشروبات الكحولية.

    اتبع جميع تعليمات الطبيب، واحرص على زيارته بانتظام خلال مواعيد المتابعة، وأخبره إذا ظهرت عليك علامات أو أعراض تدل على حدوث مضاعفات.

  • تأهيل القلب. يتضمن هذا البرامج تمرينًا وتثقيفًا لمساعدتك على تحسين صحتك والتعافي بعد إجراء عملية زراعة القلب. يمكن أن يساعدك تأهيل القلب على استعادة قوتك وتحسين جودة الحياة. وقد تبدأ تأهيل القلب قبل مغادرة المستشفى.

النتائج

يتمتع معظم الأشخاص الذين يجرون عملية زراعة قلب بجودة حياة جيدة. واعتمادًا على حالتك الصحية، قد تتمكن من العودة إلى ممارسة العديد من الأنشطة اليومية، مثل العمل والهوايات والرياضة وممارسة التمرينات. ناقش طبيبك بشأن الأنشطة المناسبة لك.

يمكن لبعض النساء اللاتي خضعن لعملية زراعة القلب أن يحملن. مع ذلك، تحدثي إلى طبيبك إذا كنتِ تفكِّرين في إنجاب أطفال بعد إجراء عملية الزراعة. فمن المحتمل أن تحتاجي إلى تعديلات في الأدوية قبل أن تحملي؛ إذ إن بعض الأدوية يمكن أن تسبّب مضاعفات أثناء الحمل.

تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة بعد زراعة القلب بناءً على عدد من العوامل. وتستمر معدلات البقاء على قيد الحياة في التحسن على الرغم من زيادة الخطورة لدى مَن أَجروا زراعة القلب من كبار السن. وقد بلغ المعدل الإجمالي للبقاء على قيد الحياة في جميع أنحاء العالم نحو 90% بعد سنة واحدة، ونحو 80% بعد خمس سنوات للبالغين.

ماذا لو فشل قلبك الجديد؟

لا تنجح عمليات زراعة القلب مع الجميع. فمن الممكن ألا يعمل القلب الجديد بصورة صحيحة لعدة أسباب. قد يوصي طبيبك بعد ذلك بتعديل أدويتك أو إجراء عملية أخرى لزراعة القلب وذلك في الحالات الحادة.

وإذا كانت خيارات العلاج محدودة، فقد تختار وقف العلاج. ينبغي أن تلبي المناقشات مع فريق زراعة القلب وطبيبك وعائلتك توقعاتك وتفضيلاتك في العلاج والرعاية الطارئة والرعاية في مرحلة الاحتضار.

التأقلم والدعم

من الطبيعي أن تشعر بالقلق والتوتر أثناء انتظار عملية الزراعة، أو أن تخشى رفض جسمك للعضو المزروع، أو قدرتك على العودة للعمل، أو غيرها من المشكلات التي قد تحدث بعد عملية الزراعة. يمكن أن يساعدك طلب الدعم من الأصدقاء وأفراد العائلة على التأقلم خلال هذه الفترة العصيبة.

  • الانضمام إلى مجموعة دعم لمتلقي عملية زراعة الأعضاء. يمكن أن يسهم الحديث مع الآخرين الذين يشاركونك تجربتك في تخفيف المخاوف والقلق.
  • تحديد أهداف وتوقعات واقعية. عليك أن تدرك أن الحياة بعد الزراعة قد لا تكون هي نفسها الحياة قبل الزراعة. يمكن أن يساعد وجود توقعات واقعية عن النتائج ووقت التعافي في تقليل الضغط.
  • ثَقِّفْ نفسك. اقرأ بقدر المستطاع عن العملية التي ستُجريها، واطرح أسئلة حول الأشياء التي لا تفهمها. فالمعرفة تمنحك القوة.

النظام الغذائي والتغذية

بعد خضوعك لعملية زراعة القلب، قد تحتاج إلى تعديل نظامك الغذائي للحفاظ على صحة قلبك وأداء وظائفه على نحو جيد. يمكن أن يساعدك الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة على تجنب المضاعفات، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري.

يمكن لاختصاصي النُّظم الغذائية مناقشة احتياجاتك الغذائية والإجابة عن أي أسئلة لديك بعد عملية الزراعة. سيكون لديك العديد من الخيارات والأفكار الغذائية الصحية التي يمكنك تضمينها في خطتك الغذائية. قد تتضمن توصيات اختصاصي النُّظم الغذائية ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوزان والإكثار من تناول الأطعمة النباتية
  • تناوُل كمية كبيرة من الفاكهة والخضروات يوميًا
  • تناوُل اللحوم خفيفة الدهن مثل الأسماك أو الدواجن
  • تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم والدهون المشبّعة والسكريات المضافة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه الطازجة والخضار والحبوب الكاملة
  • اختيار الدهون المفيدة لصحة القلب مثل الأفوكادو والسلمون والمكسرات

كما يمكنك:

  • شرب الحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم، أو تناوُل مشتقات حليب أخرى قليلة الدسم أو منزوعة الدسم، للمساعدة على الحفاظ على نسبة كافية من الكالسيوم في الجسم
  • تجنب الفواكهة التي تؤثر على عمل الأدوية التي تتلقاها عقب إجراء عملية زراعة الأعضاء. ومن أمثلة ذلك: الغريب فروت، وبرتقال النارنج، والرمان
  • الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه
  • اتباع إرشادات سلامة الأغذية للحد من خطر العدوى
  • تجنب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية
  • الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى كل يوم

التمارين الرياضية

بعد خضوعك لجراحة الزرع، قد يوصي طبيبك بأن تجعل التمارين الرياضية والنشاط البدني جزءًا منتظمًا من حياتك لمواصلة تحسين صحتك الجسدية والعقلية.

إذ تساعدك ممارسة الرياضة بانتظام على التحكم في ضغط الدم، والحد من التوتر، والحفاظ على وزن صحي، وتقوية العظام، وزيادة قدرتك على أداء مهامك البدنية.

سيضع لك الفريق العلاجي برنامجًا تدريبيًا مخصصًا لتلبية احتياجاتك وأهدافك الفردية. وسوف تشارك في برنامج التأهيل القلبي لتحسين قدرتك على التحمُّل ورفع معدل قوتك وطاقتك. ويساعد برنامج التأهيل القلبي على تحسين صحتك وقدرتك على التعافي بعد جراحة زراعة القلب.

قد يشتمل البرنامج التدريبي على تمارين الإحماء؛ مثل تمارين الإطالة أو المشي البطيء. وقد يقترح فريق العلاج المشي وركوب الدراجة وتمارين القوة وغيرها من التمارين. وغالبًا ما سينصحك الاختصاصيون في فريقك العلاجي بأهمية تهدئة جسمك بعد التمرين؛ ربما عن طريق المشي البطيء. تناقش مع فريقك العلاجي بشأن أفضل الخيارات المناسبة لحالتك.

خذ قسطًا من الراحة عند شعورك بالتعب نتيجة التمرين. إن شعرت بأعراض مثل ضيق التنفس والغثيان واضطراب في سرعة القلب أو الدوار، فتوقَّف عن ممارسة الرياضة. وإذا لم تختفِ الأعراض، فاتصل بطبيبك فورًا.