التشخيص
يمكن أن يشخص الطبيب التهاب السحايا بناءً على التاريخ المرضي والفحص البدني واختبارات محددة. أثناء الفحص، قد يبحث الطبيب عن مؤشرات تشير إلى وجود عدوى حول الرأس والأذنين والحلق والجلد على طول العمود الفقري.
تتضمن الاختبارات الشائعة لتشخيص التهاب السحايا ما يأتي:
- مزارع الدم. توضع عينة دم في طبق خاص لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على كائنات دقيقة مثل البكتيريا. ويُسمى هذا بمزرعة الدم. وقد توضع عينة أيضًا على شريحة وتُصبغ. ثم تُفحص تحت المجهر للتحقق من وجود بكتيريا.
- اختبارات التصوير. قد يكشف التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي على الرأس عن الإصابة بتورم أو التهاب. وقد يكشف الفحص بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب على الصدر أو الجيوب عن وجود عدوى قد تكون مرتبطة بالتهاب السحايا.
-
البزل القطني. يتطلب التشخيص الدقيق لالتهاب السحايا إجراء بزل قطني لجمع السائل الدماغي النخاعي. بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهاب السحايا، يُظهر السائل انخفاض نسبة السكر مع ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وزيادة البروتين.
وقد يساعد تحليل السائل أيضًا على تحديد نوع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا. إذا اشتُبه في الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، فقد تحتاج إلى اختبار قائم على الحمض النووي يُعرف بتضخيم تفاعل البوليميراز المتسلسل. أو قد تخضع لاختبار للتحقق من وجود أجسام مضادة لفيروس معين بهدف تحديد السبب المحدد والعلاج المناسب.
العلاج
يعتمد العلاج على نوع التهاب السحايا لديك أو لدى طفلك.
التهاب السحايا البكتيري
يجب معالجة التهاب السحايا البكتيري الحاد في الحال باستخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وأحيانًا بالكورتيكوستيرويدات، إذ يساعد ذلك على ضمان التعافي وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات، مثل تورم الدماغ والنوبات المرَضية.
يعتمد العلاج بأحد أنواع المضادات الحيوية أو مجموعة منها على نوع البكتيريا الذي يسبب العدوى. قد يوصي الطبيب بأخذ مضاد حيوي واسع المفعول حتى يمكنه تحديد السبب الفعلي وراء الإصابة بالتهاب السحايا.
وقد يصرِّف الطبيب أي جيوب أنفية مصابة أو التهابات في الخشاء، وهو العظم خلف الأذن الخارجية الذي يتصل بالأذن الوسطى.
التهاب السحايا الفيروسي
لا يمكن للمضادات الحيوية علاج التهاب السحايا الفيروسي، فمعظم الحالات تتحسن من تلقاء نفسها دون علاج خلال عدة أسابيع. وعادةً ما يتضمن علاج الحالات الخفيفة من التهاب السحايا الفيروسي:
- الراحة في الفراش.
- تناوُل الكثير من السوائل.
- تناوُل مسكنات الألم للمساعدة في تخفيف الحمى وتسكين آلام الجسم.
قد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات لتقليل التورم في الدماغ، مع دواء آخر للسيطرة على النوبات المرضية. إذا أدى فيروس الهربس سببًا إلى الإصابة بالتهاب السحايا، يمكن استخدام دواء مضاد للفيروسات.
أنواع أخرى من التهاب السحايا
إذا كان سبب التهاب السحايا غير واضح، فقد يبدأ الطبيب العلاج بمضادات الفيروسات والمضادات الحيوية إلى حين تحديد السبب.
يعتمد علاج التهاب السحايا المزمن على السبب الكامن. فتُعالج الأدوية المضادة للفطريات التهاب السحايا الفِطري، بينما يُعالَج التهاب السحايا السُّلي باستخدام مجموعة من مضادات حيوية معيَّنة. ولكن هذه الأدوية قد تكون لها آثار جانبية خطيرة، لذلك يمكن إرجاء العلاج حتى يؤكد المختبر أن السبب فطري.
أما التهاب السحايا غير المُعدي الناتج عن تفاعل تحسسي أو أحد أمراض المناعة الذاتية، فيمكن علاجه باستخدام الكورتيكوستيرويدات. وفي بعض الحالات، قد لا تكون هناك حاجة للعلاج لأن الحالة قد تتحسن من تلقاء نفسها. يتطلب التهاب السحايا المرتبط بالسرطان علاجًا لهذا السرطان.
الاستعداد لموعدك
يمكن أن يكون التهاب السحايا مهددًا للحياة، وذلك بناءً على سبب الإصابة به. إذا تعرّضت للإصابة بالتهاب السحايا البكتيري وظهرت عليك الأعراض، فتوجّه إلى وحدة الطوارئ وأخبر الطاقم الطبي أنك قد تكون مصابًا بالتهاب السحايا.
وإذا كنت غير متأكد من حالتك وتواصلت مع الطبيب لحجز موعد طبي، فإليك بعض النصائح حول كيفية الاستعداد لزيارته.
ما يمكنك فعله
- انتبه إلى أي قيود يحددها لك الطبيب وينبغي اتباعها قبل موعدك الطبي أو بعده. اسأل عن أي تعليمات تحتاج إلى اتباعها مسبقًا، مثل اتباع نظام غذائي محدد. اسأل أيضًا عما إذا كنت بحاجة إلى البقاء في عيادة الطبيب لمراقبة حالتك بعد إجراء الفحوص.
- اكتب الأعراض الظاهرة عليك، بما فيها أي تغيرات في حالتك المزاجية أو طريقة تفكيرك أو طبيعة سلوكك. دوِّن توقيت ظهور كل عرض، وما إذا كنت مصابًا بأعراض شبيهة بأعراض الزكام أو الإنفلونزا.
- دوّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي انتقالات أو عطلات أو احتكاك بالحيوانات مؤخرًا. إذا كنت طالبًا جامعيًا، فسيطرح عليك الطبيب على الأرجح أسئلة عن أي مؤشرات أو أعراض مشابهة ظهرت على زملائك في الغرفة أو السكن. سيرغب الطبيب أيضًا في معرفة جميع اللقاحات التي حصلت عليها.
- اكتب قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
- اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. يمكن أن يكون التهاب السحايا حالة طبية طارئة. لذلك اصطحب شخصًا يمكنه مساعدتك على تذكر جميع المعلومات التي تحصل عليها ويمكنه البقاء معك إذا لزم الأمر.
- دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على الطبيب.
من الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على الطبيب فيما يخص التهاب السحايا:
- ما الفحوص التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاج الذي تنصح به؟
- هل أنا مُعرض لخطر الإصابة بمضاعفات على المدى الطويل؟
- إذا كانت حالتي لا تستجيب للمضادات الحيوية، فما الذي يمكنني فعله للتعافي؟
- هل حالتي مُعدِية؟ هل أحتاج إلى عزل نفسي؟
- ما مدى خطورة الحالة على عائلتي؟ هل ينبغي أن يتناولوا أدوية وقائية؟
- هل يوجد بديل جَنيس (غير مرتبط بعلامة تجارية محددة) للدواء الذي توصي به؟
- هل توجد أيّ معلومات مطبوعة يمكن الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة، مثل:
- متى بدأ شعورك بالأعراض؟
- ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟ هل يبدو أنها تتفاقم؟
- هل هناك أي شيء قد يحسن من الأعراض التي تشعر بها؟
- هل خالطت شخصًا مصابًا بالتهاب السحايا؟
- هل ظهرت على أحد أفراد أسرتك أعراض مشابهة؟
- ما اللقاحات التي حصلت عليها؟
- هل تتناول أي أدوية مثبطة للمناعة؟
- هل لديك أي مشكلات صحية أخرى، بما في ذلك الحساسية تجاه أي أدوية؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
عند الاتصال بعيادة الطبيب لتحديد موعد طبي، صف نوع الأعراض ودرجة حدتها. وإذا قال الطبيب إنك لا تحتاج إلى زيارته على الفور، فاسترح بقدر ما تستطيع أثناء انتظار موعدك الطبي.
تناول الكثير من السوائل وتناول الأسيتامينوفين (Tylenol وغيره) لتقليل الحمى وآلام الجسم. وتجنب أيضًا الأدوية التي قد تجعلك أقل انتباهًا. ولا تذهب إلى العمل أو المدرسة.