التشخيص
يمكن تشخيص الورم الدِبقي الناصفي المنتشر عادةً من خلال عدة طرق. يبدأ اختصاصي الرعاية الصحية عادةً بمراجعة الأعراض وإجراء فحص بدني ومراجعة السيرة المرَضية.
الوسيلة الأساسية المستخدمة لتشخيص الورم الدِبقي الناصفي المنتشر هي التصوير بالرنين المغناطيسي. ويُستخدَم هذا الفحص التصويري للكشف عن هذا النوع من الأورام حسب موقعها وخصائصها، مثل وجود حدود غير واضحة. لا تستدعي الحالة عادةً استخدام الصبغة كجزء من إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.
إذا تعذر التمييز بين الورم الدِبقي الناصفي المنتشر والأورام الدِبقية الأخرى باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، فقد يُوصَى بإجراء خزعة. والخزعة إجراء طبي تُسحب فيه عينة صغيرة من أنسجة الورم لتحليلها مجهريًا في المختبر. يساعد هذا الفحص في تشخيص الورم الدِبقي الناصفي المنتشر عن طريق تحليل عينة الورم للكشف عن طفرة الجين H3K27 بها.
العلاج
الورم الدِبقي الناصفي المنتشر ورم شديد الشراسة يُصيب الدماغ وينتشر بسرعة كبيرة للغاية. لا يوجد علاج شافٍ للورم الدِبقي الناصفي المنتشر، لكن يمكن أن تساعد العلاجات المتاحة في تخفيف الأعراض، ما يُتيح للمرضى المصابين به العيش لفترة أطول وبقدر أكبر من الراحة.
العلاج الإشعاعي
العلاج الأكثر شيوعًا للورم الورم الدِبقي الناصفي المنتشر هو العلاج الإشعاعي. ويَستخدم هذا العلاج الإشعاعي حُزَم طاقة دقيقة وعالية التركيز لتدمير خلايا الورم. يُعطى هذا العلاج عادةً على شكل جلسات متعددة تمتد لنحو ستة أسابيع. وقد يُسهم في إبطاء نمو الورم وتقليل بعض الأعراض المصاحبة له.
للأسف، تنمو الأورام الدِبقية الناصفية المنتشرة من جديد بعد العلاج الإشعاعي في أغلب الحالات.
الجراحة
في العادة، لا تُعد الجراحة خيارًا مناسبًا لهذا النوع من الأورام بسبب موقع نموها في الدماغ. تنمو هذه الأورام في الخط المتوسط؛ حيث توجد أجزاء حيوية من الدماغ. ولهذا السبب، تنطوي الجراحة على الكثير من المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فالحواف غير الواضحة لهذا الورم تصعّب استئصاله جراحيًا.
الأدوية
رغم أن العلاج الكيميائي يُستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية، فإنه لا يكون فعّالاً عادةً في علاج حالات الورم الدِبقي الناصفي المنتشر. ومع ذلك، يمكن استخدام العلاج الكيميائي بالتزامن مع العلاج الإشعاعي في بعض الحالات.
العلاج التلطيفي
لا يهدف العلاج التلطيفي إلى الشفاء من السرطان، بل إلى تحسين جودة الحياة والسيطرة على الأعراض، مثل صعوبة البلع والألم والصداع وصعوبة المشي والحركة. وقد يشمل العلاج التلطيفي للورم الدِبقي الناصفي المنتشر:
- أدوية الستيرويدات لتقليل التورم في الدماغ.
- دعم التغذية وتناول الطعام.
- معالجة النطق.
- العلاج المهني.
- العلاج الطبيعي.
- أدوية الوقاية من نوبات الصرع.
- الدواء المسكّن للألم.
- إجراءات طبية لتصريف السوائل المتراكمة في الدماغ.
- الاستشارة والعلاج الداعم للمساعدة في التكيّف مع الورم الدِبقي الناصفي المنتشر.
العلاجات المستقبلية المحتملة
يُجري الباحثون دراسات على أدوية جديدة لعلاج الورم الدِبقي الناصفي المنتشر، إلى جانب الوسائل المبتكرة لتوصيل هذه الأدوية إلى الورم. وتشمل الأبحاث علاجًا كيميائيًا جديدًا يستهدف التغيرات الجينية في الأورام الدبقية الناصفية المنتشرة.
تُقيِّم التجارب السريرية الأدوية المصممة خصيصًا لاستهداف الخلايا السرطانية، حيث تُوصل هذه الأدوية إلى موضع الورم باستخدام أنبوب قسطرة أو طرق مبتكرة أخرى.
كما تَدرس التجارب السريرية العلاجات المناعية للأورام الدبقية الناصفية المنتشرة. إذ تساعد الأدوية المناعية الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. وتشمل هذه الأدوية مثبطات نقاط التفتيش المناعية والأجسام المضادة أحادية النسيلة واللقاحات. وتستهدف جميع هذه العلاجات الخلايا السرطانية من خلال الجهاز المناعي.
تُجرى حاليًا تجارب سريرية لاستكشاف استخدامات العلاج بالخلايا التائية المستقبِلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T). يبدأ هذا العلاج باستخراج خلايا دم بيضاء -تسمى الخلايا التائية- من الدم. ويجري العلماء في المختبر تغييرًا على هذه الخلايا التائية ويضيفون مستقبِلاً يُعرف باسم مستقبل المستضد الخيمري (CAR). ويسمح هذا المستقبِل للخلايا التائية بتعقب الخلايا السرطانية والتعرف عليها بسهولة أكبر.
يعمل العلماء بعد ذلك في المختبر على إنماء الخلايا التائية المستقبِلة للمستضدات الخيمرية وزيادة عددها لإنتاج ملايين الخلايا عالية المفعول. ثم تُعاد هذه الخلايا إلى الدم عبر الحقن الوريدي في الذراع. وتتميّز هذه الخلايا بقدرتها على البقاء والنشاط في الجسم لفترة طويلة، ولذلك يُشار إليها أحيانًا باسم "الدواء الحي".
مآل المرض
تختلف كل حالة من حالات الورم الدِبقي الناصفي المنتشر عن الأخرى، وكذلك كل تشخيص عن الآخر. وعادةً، يكون هذا الورم مميتًا، فيتراوح متوسط معدلات البقاء على قيد الحياة بين 9 أشهر و 12 شهرًا بعد التشخيص. ومعظم المرضى المصابين به لا يعيشون أكثر من عام بعد تشخيصهم. إلا أن بعض المرضى قد يعيشون فترة أطول مع هذا الورم. ويعتمد ذلك على عدة عوامل، منها مدى استجابتهم للعلاج ودرجة الورم عند التشخيص. ويمكن أن تسهم التجارِب السريرية في مساعدة مرضى الورم الدِبقي الناصفي المنتشر في العيش لفترة أطول.
يمكن كذلك لفريق الرعاية الصحية تقديم الدعم والإرشاد اللازمين للرعاية في مرحلة الاحتضار.
التأقلم والدعم
قد تكون معرفة أنك مصاب بالورم الدِبقي الناصفي المنتشر أمرًا مخيفًا وصعب التحمُّل، لكن يمكنك اتخاذ خطوات معينة للتأقلم مع الحالة بعد تشخيصها.
تعلّم قدر الإمكان عن الورم الدِبقي الناصفي المنتشر
دون أسئلتك وأحضرها معك لطرحها على الطبيب في الموعد الطبي. دوّن الملاحظات أثناء إجابة اختصاصي الرعاية الصحية عن أسئلتك. أو اطلب من صديق أو أحد أفراد عائلتك الحضور لتدوين الملاحظات.
كلما زاد ما تعرفه وتفهمه أنت وعائلتك المزيد عن رعايتك، ازداد شعورك بالثقة عندما يحين الوقت لاتخاذ قرار بشأن الخيارات العلاجية.
طلب الدعم
استعِن بشخص يمكنك أن تشاركه مشاعرك ومخاوفك. قد يكون لديك مستمع جيد سواء كان صديقًا مقربًا أو فردًا من أفراد العائلة. أو تحدّث إلى رجل دين أو استشاري نفسي.
وقد يفيدك التحدث إلى أشخاص آخرين مصابين بالورم الدِبقي الناصفي المنتشر. لذلك اسأل فريق الرعاية الصحية عن مجموعات الدعم المتاحة للمصابين بالورم الدِبقي الناصفي المنتشر. وقد تكون هذه المجموعات متاحة عبر الإنترنت وفي منطقتك.
اعتنِ بنفسك
استشر اختصاصي الرعاية الصحية للتأكد مما إذا كانت ممارسة الرياضة آمنة لحالتك. احصل على قسط كافٍ من النوم حتى تشعر بالراحة.
خفف من التوتر في حياتك عن طريق استقطاع وقت كاف لممارسة أنشطة الاسترخاء مثل الاستماع للموسيقى أو كتابة المذكرات.
الاستعداد لموعدك
إذا أثارت قلقك أعراض معينة، فحدد موعدًا طبيًا مع طبيب أو اختصاصي رعاية صحية. وفي حال تشخيص إصابتك بالورم الدِبقي الناصفي المنتشر، فسوف تحال على الأرجح إلى اختصاصيين، مثل:
- الأطباء المتخصصين في الاضطرابات الدماغية، وهم أطباء الأعصاب.
- الأطباء المتخصصين في علاج السرطان باستخدام الأدوية، وهم اختصاصيي علاج الأورام بالأدوية.
- الأطباء المتخصصين في استخدام الإشعاع لعلاج السرطان، وهم اختصاصيي أشعة الأورام.
- الأطباء المتخصصين في علاج سرطانات الجهاز العصبي (اختصاصيي أورام الجهاز العصبي).
- الجراحين المتخصصين في إجراء جراحات الدماغ والجهاز العصبي (جراحي الأعصاب).
- اختصاصيي التأهيل.
إليك بعض المعلومات لمساعدتك في التحضير لموعدك الطبي.
ما يمكنكَ فعله
- استفسر عن أي تعليمات يتعين عليك الالتزام بها قبل موعدك الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، تأكَّد من الاستفسار عن أي تحضيرات مسبقة يتعين عليك إجراؤها، مثل تغيير نظامك الغذائي.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها ومدة استمرارها.
- سجِّل معلوماتك الطبية الأساسية، بما في ذلك كل الحالات الصحية لديك وأسماء الأدوية التي تأخذها، سواء كانت مصروفة بوصفة طبية أو بدونها.
- اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. ففي بعض الأحيان يصعب تذكُّر كل المعلومات التي تتلقاها خلال الموعد الطبي. وقد يتذكر مَن يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.
- سجِّل الأسئلة التي تود طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية.
من الأسئلة التي يمكن طرحها في الموعد الطبي الأول:
- ما الأسباب المحتملة للأعراض التي تظهر لديَّ؟
- هل هناك أسباب أخرى محتملة؟
- ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إليها؟ هل تتطلب هذه الفحوصات أي تحضيرات خاصة؟
- ما الذي توصي به كخطوات تالية لتأكيد تشخيص حالتي وعلاجها؟
- هل أحتاج إلى استشارة اختصاصي؟
من الأسئلة التي يمكن طرحها على اختصاصي الأورام أو طبيب الأعصاب:
- هل أنا مصاب بالورم الدبقي الناصفي المنتشر؟
- كيف سينمو هذا الورم الدبقي مع مرور الوقت؟
- أين موضع هذا الورم الدبقي في الجسم؟
- ما حجم هذا الورم الدبقي؟
- ما الذي قد يحدث نتيجة الإصابة بهذا الورم الدبقي؟
- ما أهداف العلاج في حالتي؟
- هل الجراحة خيار علاجي ممكن؟ وما المخاطر المحتملة لها؟
- هل العلاج الإشعاعي خيار علاجي؟ وما المخاطر المحتملة له؟
- هل تتطلب حالتي الخضوع إلى العلاج الكيميائي؟
- ما نهج العلاج الذي توصي به؟
- إذا لم يكن العلاج الأول فعالاً، فما هو الخيار العلاجي التالي؟
- ما مآل المرض في حالتي؟
- هل أحتاج إلى استشارة طبيب آخر؟
- هل توجد تجربة سريرية متاحة لمرضى الورم الدبقي المنتشر على الخط المتوسط؟ وهل هي مناسبة لحالتي؟
لا تتردد في طرح أي استفسارات أخرى قد تطرأ في ذهنك أثناء الموعد الطبي، إضافةً إلى الأسئلة التي أعددتها من قبل.
ما يمكن توقعه من الطبيب
كن مستعدًا للإجابة عن أسئلة تتعلق بالأعراض التي تظهر لديك وسيرتك المرَضية. وقد تشمل هذه الأسئلة ما يلي:
- ما الأعراض التي تشعر بها؟
- متى لاحظت هذه الأعراض أول مرة؟
- هل تفاقمت الأعراض مع الزمن؟
- إذا كنت تشعر بالألم، فأين يبدو موضع نشوء الألم؟
- هل ينتشر الألم إلى أجزاء أخرى من جسدك؟
- هل مارست أي نشاطات قد تفسر وجود الألم، كتمرين جديد أو فترة طويلة من العناية بالحديقة؟
- هل شعرت بأي ضعف أو خدر في ساقيك؟
- هل واجهت صعوبة في المشي؟
- هل حدثت لديك أي تغيّرات في التبول أو التبرز؟
- هل سبق تشخيص إصابتك بأي حالات مرَضية أخرى؟
- هل تستخدم حاليًا أي أدوية، بما في ذلك الأدوية المصروفة بوصفة طبية وتلك التي تُصرف دون وصفة طبية؟
- هل لديك سيرة مرَضية عائلية ترتبط بالإصابة بأورام حميدة أو خبيثة؟