التشخيص

يُشخَّص اعتلال الشبكية السكري على نحو أفضل من خلال الفحص الشامل بتوسيع حدقة العين. ولإجراء هذا الفحص، تُوضع القطرات في عينيك لتوسعة حدقة العين حتى يتمكن الطبيب من رؤية أفضل لداخل عينيك. وقد تتسبب القطرات في ضبابية الرؤية، إلا أنها تتلاشى بعد عدة ساعات.

أثناء الفحص، سيبحث طبيب العيون عن شيء غير طبيعي في أجزاء عينيك الداخلية والخارجية.

تصوير الأوعية بالفلوروسيين

تُحقن صبغة في وريد الذراع، بعد توسيع حدقة عينيك. وبعد ذلك، تُلتقط الصور بينما تسري الصبغة في الأوعية الدموية في عينيك. حيث تحدد الصور مواضع انسداد الأوعية الدموية أو تكسرها أو تسريبها.

التصوير المقطعي بالموجات الضوئية التوافقية

يوفر هذا الفحص صورًا مقطعية لشبكية العين تظهر سُمكها. وهذا سيساعد في تحديد كمية السائل المتسرب إلى أنسجة الشبكية إن وجد. ويمكن استخدام اختبارات التصوير_المقطعي_بالموجات_الضوئية_التوافقية لرصد مدى نجاح العلاج.

العلاج

يهدف العلاج -الذي يعتمد بصورة كبيرة على نوع التهاب الشبكية السكري ومدى شدته- إلى إبطاء تفاقم المرض أو إيقافه.

اعتلال الشبكية السكري المبكر

إذا كان اعتلال الشبكية السكري اللاتكاثري بدرجة خفيفة أو متوسطة الشدة، فربما لن تحتاج إلى الحصول على العلاج على الفور. إلا أن طبيب العيون سيراقب عينيك عن كثب لتحديد الموعد المناسب للعلاج.

تعاون مع طبيب داء السكري (اختصاصي الغدد الصماء) لتحديد ما إذا كانت هناك أي وسيلة لتحسين الطريقة التي تعالج بها داء السكري أم لا. فعادةً ما يمكن إبطاء تفاقم الحالة عن طريق التحكم جيدًا في مستويات السكر في الدم إذا كان اعتلال الشبكية السكري خفيفًا أو متوسطًا.

اعتلال الشبكية السكري المتقدم

في حال الإصابة باعتلال الشبكية السكري التكاثُري أو الوذمة البقعية، فسوف تحتاج إلى علاج فوري. وبناءً على المشكلات التي في الشبكية، قد تشمل الخيارات ما يلي:

  • حقن أدوية في العين. تُحقن هذه الأدوية -التي يطلق عليها مثبطات عامل النمو البطاني الوعائي- في الجسم الزجاجي داخل العين. وتساعد على إيقاف نمو الأوعية الدموية الجديدة وتقلل تراكم السوائل.

    حصل دواءان على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الوذمة البقعية السكرية، وهما رانيبيزوماب (Lucentis) وأفيلبرسبت (Eylea). ويوجد دواء ثالث، وهو بيفاسيزوماب (Avastin)، يمكن استخدامه دون تصريح لعلاج الوذمة البقعية السكرية.

    وتُحقن هذه الأدوية باستخدام التخدير الموضعي. يمكن أن تسبب الحقن انزعاجًا بسيطًا، مثل الشعور بالحرقة أو سيلان الدموع أو الشعور بالألم لمدة 24 ساعة بعد الحقنة. وتشمل الأثار الجانبية الممكنة تراكم الضغط في العين والإصابة بالعدوى.

    سيكون عليك تكرار هذه الحُقن. وتُستخدم هذه الأدوية أحيانًا مع التخثير الضوئي.

  • التخثير الضوئي. يستطيع هذا العلاج الليزري -المعروف كذلك بالعلاج بالليزر البؤري- إيقاف تسرب الدم والسوائل في العين أو إبطاءه. وفي هذا الإجراء، تُعالَج التسريبات الناتجة من الأوعية الدموية غير الطبيعية باستخدام حروق الليزر.

    عادةً ما يُجرَى العلاج بأشعة الليزر البؤرية في جلسة واحدة بعيادة الطبيب أو عيادة العيون. إذا كنت مُصابًا بتغيم الرؤية الناتج عن الوذمة البقعية قبل العملية الجراحية، فقد لا يُعيد العلاج الرؤية إلى طبيعتها، ولكن من المرجَّح أن تنخفض فرصة تفاقُم الوذمة البقعية.

  • التخثير الضوئي المتعلق بكامل الشبكية. يستطيع هذا العلاج بأشعة الليزر، الذي يُطلق عليه أيضًا اسم العلاج بأشعة الليزر المتناثرة، أن يؤدي إلى انكماش الأوعية الدموية غير الطبيعية. وأثناء الإجراء، تُعالَج مناطق من شبكية العين بعيدة عن البقعة باستخدام حروق الليزر المتناثرة. وتتسبب الحروق في انكماش الأوعية الدموية غير الطبيعية الجديدة وتندُّبها.

    عادةً ما يُجرَى العلاج في جلستين أو أكثر بعيادة الطبيب أو عيادة العيون. وستصبح رؤيتك غائمة لمدة يوم واحد تقريبًا من بعد الإجراء. ويُحتمل أن تفقد الرؤية المحيطية أو الرؤية الليلية بعض الشيء بعد الإجراء.

  • استئصال الجسم الزجاجي في العين. يستخدم الجرَّاح في هذا الإجراء شقًا صغيرًا للغاية في العين لإزالة الدم من منتصف العين (الجسم الزجاجي)، بالإضافة إلى النسيج الندبي الذي يؤثر في شبكية العين. ويُجرَى هذا الإجراء في مركز للعمليات الجراحية أو بالمستشفى عن طريق استخدام التخدير العام أو الموضعي.

عادةً ما تؤدي العمليات الجراحية إلى إبطاء تقدم مرض اعتلال الشبكية السكري أو إيقافه، ولكنها لا تعد علاجًا شافيًا. ولأن داء السكري حالة تستمر مدى الحياة، فلا يزال من المحتمل أن تُصاب شبكية العين بالتلف ومن ثم فقدان للبصر في المستقبل.

ستظل بحاجة إلى إجراء فحوص للعين بانتظام حتى بعد علاج اعتلال الشبكية السكري. وقد تحتاج إلى علاج إضافي في مرحلة ما من حياتك.

الطب البديل

وُجد أن للعديد من العلاجات البديلة بعض الفوائد للمصابين باعتلال الشبكية السكري، ولكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كانت هذه العلاجات فعالة وآمنة أم لا.

أخبر طبيبك إذا كنت تتناول أعشابًا أو مكملات غذائية، إذ قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى أو تسبب مضاعفات في الجراحة، مثل النزف المفرط.

من الضروري للغاية عدم تأخير تلقي العلاجات القياسية لصالح تجربة علاجات غير مثبتة الفعالية. فالعلاج المبكر هو الطريقة الأفضل للوقاية من فقدان البصر.

التأقلم والدعم

فكرة احتمالية أن تفقد بصرك يمكن أن تكون مخيفة، وقد تستفيد من التحدث إلى اختصاص العلاج الطبيعي أو البحث عن مجموعة دعم. اطلب من الطبيب تقديم الإحالات.

إذا كنت قد فقدت الرؤية بالفعل، فقم بسؤال الطبيب عن منتجات الرؤية المنخفضة، مثل العدسات المكبرة والخدمات التي تُسهل الحياة اليومية.

الاستعداد لموعدك

تُوصِي الجمعية الأمريكية لمرض السكري (ADA) بأنه يجب على المصابين بمرض السكري من النوع الأول إجراء فحص العين خلال السنوات الخمس الأولى من التشخيص بالإصابة. وإذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع الثاني، تنصح الجمعية الأمريكية لمرض السكري بإجراء فحص العين الأولي في وقت تشخيص الإصابة.

إذا كشف الفحص الأولي عن عدم وجود دليل على إصابتك باعتلال الشبكية، توصي الجمعية الأمريكية لمرض السك الأفراد المصابين بداء السكري بإجراء فحوصات شاملة للعين مع توسيع الحدقة كل سنتين على الأقل. أما إذا كنت مصابًا باعتلال الشبكية، فقد تحتاج إلى إجراء مزيد من فحوصات العين سنويًّا على الأقل. واسأل طبيب العيون عن توصياته.

تُوصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري (ADA) النساء المصابات بداء السكري اللاتي يرغبن في الحمل، بإجراء فحص للعين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومتابعتهما بدقة أثناء الحمل وحتى بعد سنة واحدة من الولادة. يمكن أن يؤدي الحمل في بعض الأحيان إلى الإصابة باعتلال الشبكية السكري أو تفاقمه.

إليك بعض المعلومات التي تساعدك في الاستعداد لموعد فحص العيون المحدد لك.

ما يمكنك فعله
  • اكتب ملخَّصًا مختصرًا عن تاريخ إصابتك بمرض السكري، بما في ذلك موعد تشخيصك، والأدوية التي تتناولها لمرض السكري في الوقت الحالي وخلال الفترة السابقة، ومتوسط مستويات السكر في الدم في الآونة الأخيرة، وبعض قراءات اختبار الهيموغلوبين السكري الماضية، إذا كنت تعرفها.
  • أعدَّ قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، واذكر الجرعات العلاجية.
  • أعدَّ قائمة بالأعراض التي تعانيها، إن وجدت. ولا تُغفل تلك التي قد لا تبدو ذات صلة بعينيك.
  • اطلب من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أن يصحبك إلى موعد الزيارة، إن أمكن. فوجوده إلى جوارك يمكن أن يساعدك في تذكر المعلومات التي تتلقاها. أيضًا، بما أنه سيتم توسيع حدقة العينين، يمكن أن يتولى مرافقك قيادة السيارة أثناء عودتك إلى المنزل.
  • أعدَّ قائمة بالأسئلة التي ستوجِّهها إلى طبيبك.

فيما يتعلق باعتلال الشبكية السكري، تشمل الأسئلة التي عليك توجيهها لطبيبك ما يلي:

  • كيف يؤثر داء السكري على إبصاري؟
  • هل أحتاج إلى اختبارات أخرى؟
  • هل هذه الحالة مؤقَّتة أم طويلة المدى؟
  • ما السُّبُل العلاجية المتاحة، وما العلاج الذي توصيني به؟
  • ما الآثار الجانبية التي يمكن أن أتعرَّض لها بسبب العلاج؟
  • أنا أعاني من مشاكل صحية أخرى. فكيف يمكنني إدارة هذه المشكلات معًا؟
  • إذا استطعت السيطرة على مستوى السكر في دمي، فهل ستتحسَّن الأعراض التي تظهر على عينيّ؟
  • ما مستويات سكر الدم التي يجب أن أستهدفها لحماية عينيّ؟
  • هل يمكنك التوصية بخدمات معينة للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تشغل بالك.

ما المُتوقع من طبيبك

من المحتمل أن يطرح عليك الطبيب أسئلة من بينها ما يلي:

  • هل تعاني أعراضًا في عينيك، مثل تَغَيُّم الرؤية أو رؤية العوائم؟
  • منذ متى تشعر بالأعراض؟
  • في العموم، ما مدى كفاءتك في السيطرة على داء السكري؟
  • ما آخر قراءة لاختبار الهيموغلوبين السكري؟
  • هل تعاني أمراضًا أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول؟
  • هل سبق أن خضعت لجراحة في العيون؟

CON-20371592