نظرة عامة

الأورام الليفية الرحمية أورام شائعة تتكوّن في الرحم. وتظهر عادةً خلال السنوات التي يمكن فيها حدوث الحمل والولادة. والأورام الليفية الرحمية غير سرطانية ولا تتحول أبدًا إلى أورام سرطانية. ولا ترتبط تلك الأورام بزيادة خطر الإصابة بأنواع سرطان الرحم الأخرى. ويطلق عليها أيضًا الأورام العضلية الملساء أو الأورام العضلية.

تختلف الأورام الليفية من حيث العدد والحجم. فمن المحتمل الإصابة بورم ليفي واحد أو أكثر. وبعض هذه الأورام تكون صغيرة للغاية فلا تُرى بالعين المجردة. بينما يصل بعضها إلى حجم حبة الجريب فروت أو أكبر. وإذا كان الورم الليفي كبيرًا للغاية، فقد يؤدي إلى تشوه الرحم من الداخل والخارج. وفي الحالات الشديدة، يزداد حجم الأورام الليفية بحيث تملأ منطقة الحوض أو المعدة. وحينها قد تجعل المرأة تبدو حاملاً.

تُصاب العديد من النساء بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن. ولكنكِ قد لا تدرين أن لديك أورامًا ليفية رحمية لأنها غالبًا لا تسبب أي أعراض. قد يكتشف الطبيب الأورام الليفية أثناء فحص الحوض أو التصوير بالموجات فوق الصوتية خلال الحمل.

الأعراض

لا تظهر أي أعراض على معظم المصابات بالأورام الليفية الرحمية. وإن حدثت أعراض، فإنها تتأثر بمكان الأورام الليفية وحجمها وعددها.

تشمل أكثر العلامات والأعراض شيوعًا ما يلي:

  • نزف الدم الغزير أو الشعور بالألم خلال دورات الحيض
  • طول مدة دورات الحيض وزيادة معدل تكرارها
  • الشعور بضغط أو ألم في منطقة الحوض
  • كثرة التبول أو صعوبته
  • زيادة حجم منطقة المعدة
  • الإمساك
  • ألم في منطقة المعدة أو أسفل الظهر، أو ألم أثناء الجماع

نادرًا ما يسبب الورم الليفي ألمًا مفاجئًا وحادًّا إن نما بسرعة أكبر من مقدار التغذية الدموية الواردة إليه وبدأ في الضمور.

غالبًا تُقسَّم الأورام الليفية في العموم حسب مكانها، فهناك الأورام الليفية الجدارية التي تنمو داخل الجدار العضلي للرحم، والأورام الرحمية تحت المخاطية التي تنتفخ داخل تجويف الرحم، والأورام الليفية تحت المصلية التي تتكون في الجزء الخارجي للرحم.

متى يجب مراجعة الطبيب

يرجى الرجوع إلى الطبيب في الحالات التالية:

  • ألم في الحوض لا يزول.
  • دورات حيض شهرية غزيرة أو مؤلمة تحد من قدرتكِ على مزاولة نشاطاتك.
  • تبقيع أو نزيف بين دورات الحيض.
  • صعوبة في إفراغ المثانة.
  • الشعور المستمر بالتعب والضعف، والذي قد يكون أحد أعراض الإصابة بفقر الدم، ما يعني انخفاض مستوى خلايا الدم الحمراء.

اطلبي الرعاية الطبية الفورية إذا أُصبتِ بنزيف مهبلي شديد أو ألم حاد مفاجئ بالحوض.

الأسباب

ولا يزال السبب الدقيق لأورام الرحم الليفية غير واضح. قد تلعب هذه العوامل أدوارًا مهمة:

  • تغيرات في الجينات. تنطوي كثير من الأورام الليفية على تغيرات في الجينات تختلف عن تلك الموجودة في الخلايا العضلية العادية للرحم.
  • الهرمونات. يتسبب هرمونا الإستروجين والبروجيسترون في زيادة سماكة خطوط الأنسجة الداخلية في الرحم في أثناء كل دورة حيض للاستعداد للحمل. كما يبدو أن هذين الهرمونين يساعدان كذلك على نمو الأورام الليفية.

    تحتوي الأورام الليفية على تركيز أعلى من الخلايا التي يمكنها الارتباط بالإستروجين والبروجيسترون مقارنة بالخلايا العضلية العادية للرحم. إذ تميل الأورام الليفية إلى التقلص بعد سن انقطاع الطمث، ويرجع السبب إلى انخفاض مستويات الهرمونات.

  • عوامل النمو الأخرى. قد تُؤثِّر المواد التي تُساعد الجسم على صيانة الأنسجة، مثل عامل النمو الشبيه بالأنسولين، على نمو الورم الليفي.
  • مواد الخلايا الإضافية (ECM). تعمل هذه المواد على التصاق الخلايا ببعضها، مثل المِلاط بين قوالب الطوب. نتزايد مواد الخلايا الإضافية في الأورام الليفية وتُكسبها طبيعة ليفية. تقوم مواد الخلايا الإضافية أيضًا بتخزين عوامل النمو وتُسبِّب تغيُّرات حيوية في الخلايا نفسها.

يرى الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية قد تنجم عن إصابة إحدى الخلايا الجذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم. إذ تنقسم إحدى الخلايا المفردة بصورة متكررة. وفي وقت ما تتحول إلى كتلة مطاطية صلبة مختلفة عن الأنسجة القريبة المجاورة.

تختلف أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية. فقد تكون بطيئة النمو أو سريعة. أو قد تظل بالحجم ذاته. وقد تمر بعض الأورام الليفية بمرحلة من طفرات النمو، وقد يتقلص بعضها من تلقاء نفسها.

وقد تتقلص الأورام الليفية التي تتكون في أثناء الحمل أو قد تختفي تمامًا بعد الحمل، حيث يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى.

عوامل الخطر

هناك بضعة عوامل خطر معروفة تُسبب الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، بخلاف كونكِ امرأةً في سن الإنجاب. ومن بين هذه العوامل:

  • العِرق. يمكن أن تُصيب الأورام الليفية جميع الأشخاص في سن الإنجاب ممن وُلدن إناثًا. إلا أن الأشخاص ذوي البشرة السوداء أكثر عرضةً للإصابة بالأورام الليفية من الأشخاص الذين ينتمون إلى جماعات عِرقية أخرى. ويُصاب ذوو البشرة السوداء بالأورام الليفية في مراحل عمرية مبكرة عن الأشخاص ذوي البشرة البيضاء. ومن المُحتمل أن يُصابوا بأورام ليفية بمعدَّل أعلى أو بحجم أكبر، إلى جانب تعرضهم لأعراض أكثر حدة، مقارنة بذوي البشرة البيضاء.
  • السيرة المَرضية العائلية. إذا أصيبت والدتكِ أو أختكِ بالأورام الليفية، فأنتِ معرَّضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بها.
  • عوامل أخرى. هناك عدة عوامل تؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالأورام الليفية، مثل بدء الحيض قبل سن العاشرة، والسمنة، ونقص فيتامين D، واتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء ويحتوي على قدر قليل من الخضراوات الخضراء والفاكهة والحليب ومشتقاته، وشرب الكحوليات بما فيها الجعة (البيرة).

المضاعفات

الأورام الليفية الرحمية ليست خطيرة في كثير من الأحيان. لكنها قد تسبب الشعور بالألم وقد تؤدي إلى مضاعفات. تشمل هذه المضاعفات انخفاضًا في خلايا الدم الحمراء (فقر الدم). وقد تسبب هذه الحالة المرضية الشعور بالإرهاق بسبب فقدان الدم الشديد. إذا كنتِ تنزفين بشدة أثناء الدورة الشهرية، فقد يخبرك الطبيب بتناول مكمّلات الحديد لمنع فقر الدم أو المساعدة على التحكّم فيه. وفي بعض الأحيان، يحتاج الشخص المصاب بفقر الدم إلى تلقي الدم من متبرّع وهو ما يسمى بنقل الدم بسبب فقدان الدم.

الحمل والأورام الليفية

عادةً، لا تعيق الأورام الليفية حدوث الحمل. ومع ذلك، من المحتَمَل أن تسبب بعض الأورام الليفية، وخاصةً الأورام الليفية تحت المخاطية، العقم أو عدم اكتمال الحمل.

وقد تزيد الأورام الليفية أيضًا من خطر الإصابة ببعض مضاعفات الحمل. ومن بين هذه المضاعفات:

  • انفصال المشيمة، وذلك عندما ينفصل العضو المسؤول عن نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الطفل، ويُسمى المشيمة، عن جدار الرحم الداخلي.
  • تقييد نمو الجنين، وذلك عندما لا ينمو الجنين بالمعدل المتوقع.
  • الولادة المبكرة، وذلك عندما يولد الطفل مبكرًا جدًا، أي قبل الأسبوع 37 من الحمل.

الوقاية

يواصل الباحثون دراسة أسباب الأورام الليفية. ورغم ذلك، ينبغي إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تفادي حدوثها. قد لا تكون الوقاية من الأورام الليفية الرحمية ممكنة، إلا أن ما يحتاج إلى العلاج هو نسبة قليلة منها.

قد تتمكن من خفض مستوى الكوليسترول في الدم عندما تجري تغييرات في نمط الحياة. فحاوِل أن تحافظ على وزن صحي. ومارِس التمارين الرياضية بانتظام. واتّبِع نظامًا غذائيًا متوازنًا يتضمن حصصًا كبيرة من الفواكه والخضروات.

تشير بعض الأبحاث إلى أن حبوب منع الحمل أو موانع الحمل طويلة المفعول التي تحتوي على البروجستين فقط قد تقلل من خطر الإصابة بالأورام الليفية. لكن استخدام حبوب منع الحمل قبل سن 16 عامًا قد ينطوي على مخاطر أعلى.