التشخيص

لدى اختصاصي الرعاية الصحية عدة أساليب لمعرفة ما إذا كان الناسور المهبلي سببَ الأعراض التي تشعرين بها. وستُطرَح عليكِ أسئلة عن سيرتكِ المرضية. وستخضعين لفحص بدني قد يتضمن فحص الحوض. وقد تحتاجين أيضًا إلى إجراء فحوصات أخرى.

أثناء الفحص البدني، يفحص اختصاصي الرعاية الصحية الجزء الخارجي من المهبل، وفتحة الشرج، والمنطقة الواقعة بينهما التي تُسمَّى العِجان. ويبحث اختصاصي الرعاية الصحية عن أعراض مثل التندّب، والإفرازات المهبلية غير الطبيعية، وتسرب البول أو البراز، والجيوب الصديدية التي تُسمَّى خُراجات.

يمكن كذلك إجراء فحص الحوض للتحقق من سلامة الجزء الخارجي من المهبل والأعضاء التناسلية. وأثناء الفحص، سيُدخل اختصاصي الرعاية الصحية إصبعًا أو إصبعين، بعد ارتداء قفاز واستخدام مزلق، داخل المهبل. وفي الوقت نفسه، سيضغط بيده الأخرى برفق على الجزء الخارجي السفلي من المعدة. وقد يستخدم جهازًا يُسمَّى المنظار لفتح جدران المهبل وفحصه من الداخل.

الاختبارات

إذا لم يظهر الناسور المهبلي في الفحص البدني، فقد تحتاجين إلى إجراء اختبارات أخرى. وتشمل هذه الفحوصات ما يأتي:

  • الفحص بالصبغة. خلال هذا الفحص، سيملأ اختصاصي الرعاية الصحية مثانتكِ بمحلول صبغة وسيطلب منكِ السعال أو الحزق. وإذا كنتِ مصابة بالناسور المهبلي، فستظهر الصبغة في المهبل. كما قد ترين آثار الصبغة على السدادة القطنية بعد ممارسة التمارين الرياضية.
  • تنظير المثانة. يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية جهازًا مجوفًا ومزودًا بعدسات خلال هذا الفحص. يُطلق على هذا الجهاز اسم منظار المثانة. ويستطيع اختصاصي الرعاية الصحية رؤية المثانة من الداخل باستخدام تنظير المثانة. كما يمكنه رؤية الجزء الداخلي من الأنبوب الصغير الذي يحمل البول خارج الجسم، والذي يسمى الإحليل. وهذا يتيح لاختصاصي الرعاية الصحية الفحص للكشف عن أي مشكلات.
  • تصوير الحُوَيضة بالطريق الراجع. خلال هذا الفحص، يحقن اختصاصي الرعاية الصحية مادة في المثانة والقناتين اللتين تصلان المثانة بالكليتين، المعروفتين بالحالبين. ثم تُلتقط أشعة سينية. وبإمكان صورة الأشعة السينية أن تُظهر لاختصاصي الرعاية الصحية ما إذا كنتِ تعانين من وجود فتحة بين الحالب والمهبل أم لا.
  • الصورة الناسورية. الصورة الناسورية هي تصوير بالأشعة السينية للناسور. وقد يساعد هذا الاختبار اختصاصي الرعاية الصحية على معرفة ما إذا كان لديكِ أكثر من ناسور واحد. ويمكن أن يرى اختصاصي الرعاية الصحية أيضًا أعضاء الحوض الأخرى التي قد تكون تأثرت بوجود الناسور.
  • التنظير السيني المَرِن. يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية أثناء هذا الفحص أنبوبًا مرنًا ورفيعًا مجهزًا بكاميرا فيديو دقيقة في الجزء الطرفي منه. ويُطلق على هذا الجهاز اسم المنظار السيني. وهو يتيح لاختصاصي الرعاية الصحية فحص فتحة الشرج والمستقيم.
  • صورة جهاز البول بالتصوير المقطعي المحوسب (CT). خلال هذا الاختبار، تُحقَن مادة التبايُن في أحد الأوردة. ثم يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية التصوير المقطعي المحوسب لالتقاط صور للمهبل والجهاز البولي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا وموجات راديوية لالتقاط صور تفصيلية للأعضاء والأنسجة داخل الجسم. وسيرى اختصاصي الرعاية الصحية مسار الناسور بين المهبل والمستقيم من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي للحوض.
  • تنظير القولون. يُستخدم في هذا الإجراء أنبوب مرن مزود بكاميرا لفحص التغييرات في الأمعاء الغليظة والمستقيم.

إذا أظهرت الاختبارات التصويرية وجود ناسور مهبلي، فقد يُزيل اختصاصي الرعاية الصحية عينة صغيرة من النسيج. ويُعرف ذلك باسم الخزعة. وتُفحص عينة الخزعة في المختبر للكشف عن مؤشرات وجود السرطان. هذا غير شائع، ولكن قد يكون الناسور المهبلي ناجمًا عن السرطان.

قد تحتاجين أيضًا إلى إجراء اختبارات دم لتحديد سبب ظهور الأعراض. وقد تشمل اختبارات للدم والبول.

العلاج

يعتمد علاج الناسور المهبلي على عوامل مثل نوع الناسور وحجمه وما إذا كان النسيج المحيط به سليمًا.

بالنسبة إلى الناسور المهبلي البسيط أو الذي تظهر معه أعراض قليلة، قد تساعد بعض الإجراءات على شفاء الناسور من تلقاء نفسه. وقد يكون الناسور المهبلي البسيط صغيرًا أو لا يرتبط بالسرطان أو العلاج الإشعاعي. ومن الإجراءات التي تساعد على شفاء الناسور المهبلي من تلقاء نفسه:

  • تركيب أنبوب قسطرة بولية. أنبوب القسطرة أداة طبية يمكن أن تعالج أحيانًا الناسور الصغير الموجود بين المهبل والمثانة. وأنبوب القسطرة البولية أنبوبٌ مرن يُصرِّف البول من المثانة. وقد تحتاجين إلى استخدامه لأكثر من ثلاثة أسابيع.
  • تركيب دعامة في الحالب. يمكن أن يعالج هذا الإجراء بعض أشكال الناسور الموجودة بين المهبل والحالبين. وفيه يوضع أنبوب مجوف يُسمى دعامة داخل الحالب لإبقائه مفتوحًا.

بالنسبة إلى الناسور المهبلي البسيط بين المهبل والمستقيم، قد تحتاجين إلى تغيير النظام الغذائي. كما قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بتناول مكمّلات غذائية تليّن البراز وتسهِّل خروجه.

في أغلب الحالات، تكون الجراحة ضرورية لعلاج الناسور المهبلي. وقبل إجراء الجراحة، يجب علاج أي عَدوى أو تورُّم في النسيج المحيط بالناسور المهبلي. فإذا كان النسيج مصابًا بالعدوى، فيمكن أن تقضي أدوية تُسمى المضادات الحيوية على العدوى. وإذا كان النسيج ملتهبًا بسبب حالة مرضية مثل داء كْرون، فتُستخدم أدوية مثل الأدوية الحيوية للسيطرة على التورّم.

تهدف جراحة الناسور المهبلي إلى استئصال قناة الناسور وتخييط الأنسجة السليمة معًا لإغلاق الفتحة. وفي بعض الحالات، تُستخدم سَديلة من نسيج سليم للمساعدة على إغلاق المنطقة. وقد تُجرى العملية الجراحية عبر المهبل أو منطقة المعدة. وكثيرًا ما يُجرى نوع من الجراحة يتضمن إحداث قطع واحد صغير أو أكثر. وهو ما يُعرف باسم الجراحة بتنظير البطن. كما يتحكم بعض الجرّاحون في أذرع روبوتية مزودة بكاميرا وأدوات جراحية.

تحتاج بعض المصابات بالناسور بين المهبل والمستقيم إلى جراحة لإصلاح الضرر الذي تعرضت له حلقة من عضلة قريبة تُسمى المَصرة الشرجية. عندما تكون المَصرة الشرجية سليمة، تُبقي فتحة الشرج مغلقة خلال تجمُّع البراز في المستقيم.

في حالات قليلة، تحتاج المصابات بالناسور بين المهبل والمستقيم إلى إجراء يُسمى فَغر القولون قبل العملية الجراحية. وخلال فَغر القولون، تُشَق فتحة في منطقة المعدة يَخرج البراز عبرها من الجسم ويتجمع في كيس. ويساعد هذا الإجراء على شفاء الناسور. وعادةً ما يكون إجراءً مؤقتًا. وتُغلق فتحة فَغر القولون بعد عدة أشهر من جراحة الناسور. وفي حالات نادرة، يكون الناسور دائمًا.

غالبًا ما تنجح جراحة علاج الناسور المهبلي، خصوصًا إذا لم يكن قد مرَّ وقت طويل على إصابتكِ بالناسور. ومع ذلك، تحتاج بعض المريضات إلى أكثر من عملية جراحية لتخفيف الألم.