نظرة عامة

الذبحة نوع من ألم الصدر ينتج عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب. والذبحة أحد أعراض مرض الشريان التاجي.

ويُطلق على الذبحة أيضًا اسم الذبحة الصدرية.

غالبًا ما توصف الذبحة بأنها شعور بالعصر أو الضغط أو الثقل أو الضيق أو الألم في الصدر. وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بثقل مُلقى على الصدر. وقد تكون الذبحة ألمًا جديدًا عليك يلزم فحصه بواسطة اختصاصي رعاية صحية، أو قد تكون من نوعية الألم المتكرر الذي يزول بالعلاج.

الذبحة شائعة نسبيًا. لكن قد لا يتمكن بعض الناس من تمييزها عن أنواع أخرى من آلام الصدر، مثل حرقة المعدة. فإذا كنت تشعر بألم مجهول السبب في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.

الأنواع

هناك أنواع مختلفة من الذبحة الصدرية. ويتوقف النوع على السبب وما إذا كانت الراحة أو الأدوية تخفف الأعراض.

  • الذبحة الصدرية المستقرة. الذبحة الصدرية المستقرة هي أكثر أشكال الذبحة الصدرية شيوعًا. ويحدث ذلك عادةً أثناء أداء الأنشطة، ويُسمى أيضًا المجهود. ويختفي مع الراحة أو عند تناول دواء الذبحة الصدرية. قد يكون الألم الذي تشعر به عند السير على طريق صاعد أو في الطقس البارد ذبحة صدرية.

    الذبحة الصدرية المستقرة يمكن التنبؤ بها. تكون عادةً مشابهة للنوبات السابقة من آلام الصدر. ويستمر ألم الصدر عادةً لفترة قصيرة، إذ ربما يستغرق خمس دقائق أو أقل.

  • الذبحة الصدرية غير المستقرة هي حالة طبية طارئة. لا يمكن التنبؤ بالذبحة الصدرية غير المستقرة وتحدث خلال الراحة. أو يتفاقم الألم وتحدث مع أقل مجهود بدني. وتكون الذبحة الصدرية غير المستقرة شديدة عادةً وتستمر فترة أطول من الذبحة الصدرية المستقرة، فقد تستمر لمدة 20 دقيقة أو أكثر. ولا يختفي الألم مع الراحة أو مع تناول أدوية الذبحة الصدرية المعتادة. وإذا لم يتحسن تدفق الدم، فلن يحصل القلب على كمية كافية من الأكسجين. ومن ثمَّ تحدث نوبة قلبية. لذا تدخل الذبحة الصدرية غير المستقرة ضمن الحالات المرضية الخطيرة وتتطلب علاجًا طارئًا.
  • الذبحة الصدرية المتغيرة، وتُسمى أيضًا ذبحة برنزميتال. هذا النوع من الذبحة الصدرية لا يكون بسبب مرض الشريان التاجي. وإنما يحدث بسبب تشنج في شرايين القلب. ويقلل التشنج تدفق الدم بشكل مؤقت. ويمثل ألم الصدر الشديد العرَض الأساسي للذبحة الصدرية المتغيرة. وتحدث غالبًا على فترات، عند الراحة وطوال الليل عادةً. وقد تقل شدة الألم عند تناول أدوية الذبحة الصدرية.
  • الذبحة الصدرية المستعصية. تحدث نوبات الذبحة الصدرية المستعصية بصورة متكررة على الرغم من المواظبة على تناول الأدوية وإجراء تغييرات في نمط الحياة.

الأعراض

تشمل أعراض الذبحة الشعور بألم وانزعاج في الصدر. وهذا الشعور بالألم أو الانزعاج في الصدر قد يشبه:

  • الحرقان.
  • الامتلاء.
  • الضغط.
  • العصر.

وقد تشعر أيضًا بألم في ذراعيك أو رقبتك أو فكك أو كتفك أو ظهرك.

وتتضمن الأعراض الأخرى للذبحة ما يأتي:

  • الدوخة.
  • الإرهاق.
  • الغثيان.
  • ضيق النفس.
  • التعرق.

ويمكن أن تختلف درجة خطورة الذبحة ومدتها ونوعها من حالة لأخرى. وقد تشير الأعراض المستجدة أو المختلفة إلى الذبحة غير المستقرة أو إلى النوبة القلبية.

يجب على اختصاصي الرعاية الصحية فحص أي أعراض جديدة أو متفاقمة للذبحة على الفور. وبذلك يمكن لفريق الرعاية الصحية تحديد ما إذا كنت مصابًا بذبحة صدرية مستقرة أم غير مستقرة.

الذبحة لدى النساء

يمكن أن تختلف أعراض الذبحة لدى النساء عن أعراضها الشائعة. وقد تؤدي هذه الاختلافات إلى التأخر في طلب العلاج. على سبيل المثال، ألم الصدر قد لا يكون العَرَض الوحيد أو الأكثر شيوعًا. قد تشمل الأعراض الأخرى للذبحة الصدرية لدى النساء ما يأتي:

  • الشعور بالانزعاج في مناطق الرقبة أو الفك أو الأسنان أو الظهر.
  • الغثيان.
  • ضيق النفس.
  • الشعور بألم يشبه الطعن بدلاً من ضغط الصدر.
  • ألم المعدة.

متى تزور الطبيب

قد يرجع سبب ألم الصدر الذي يدوم لأكثر من بضع دقائق ولا يزول بالراحة أو بتناول أدوية الذبحة الصدرية إلى وجود نوبة قلبية. اتصل بـ 911 أو رقم مساعدة الحالات الطبية الطارئة في منطقتك. لا تقد السيارة بنفسك إلى المستشفى إلا إذا لم يكن هناك خيار آخر للانتقال.

إذا كان الشعور بانزعاج في الصدر من الأعراض الجديدة بالنسبة إليك، فاستشر اختصاصي الرعاية الصحية لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب. إذا كان لديك ذبحة صدرية مستقرة، ثم تفاقمت حالتك أو تغيرت، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.

الأسباب

تحدث الذبحة الصدرية بسبب انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب. يحمل الدم الأكسجين الذي تحتاج إليه عضلة القلب للبقاء على قيد الحياة. وعندما لا تحصل عضلة القلب على كمية كافية من الأكسجين، فإن هذا يسبب حالة تسمى الإقفار.

السبب الأكثر شيوعًا لنقص تدفق الدم إلى عضلة القلب مرض الشريان التاجي (CAD). وقد تتضيق شرايين القلب، والتي تُسمى الشرايين التاجية، بسبب ترسّبات دهنية تسمى اللويحات. وتُسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين.

قد تتمزق اللويحة الموجودة في الأوعية الدموية أو تسبب جلطة دموية. يمكن لهذه الأحداث أن تمنع أو تقلل التدفق بسرعة عبر شريان ضيق. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الدم المتدفق إلى عضلة القلب انخفاضًا مفاجئًا وحادًا.

وقد تظل عضلة القلب قادرة على العمل خلال أوقات انخفاض الطلب على الأكسجين دون تفاقم أعراض الذبحة الصدرية. مثال على ذلك عند الراحة. ولكن عند زيادة حاجة الجسم إلى الأكسجين، كما هو الحال عند ممارسة الرياضة، يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية.

عوامل الخطر

قد تزيد العوامل الآتية خطورة الإصابة بالذبحة:

  • التقدم في العمر. تكون الذبحة أكثر شيوعًا بين البالغين من العمر 60 عامًا فأكثر.
  • وجود سيرة مرضية في العائلة للإصابة بأمراض القلب. أخبر فريق الرعاية الصحية إذا كانت والدتك أو والدك أو أي من أشقائك مصابين بأمراض قلب أو نوبات قلبية أو تعرضوا للإصابة بها.
  • تعاطي التبغ. يمكن للتدخين ومضغ التبغ والتعرض للتدخين السلبي لمدة طويلة أن يضر الجدران الداخلية للشرايين. وقد يسمح تضرر الشريان بتجمع ترسّبات الكوليسترول ومنع تدفق الدم.
  • داء السكري. يزيد السكري خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي. وقد يسبب مرض الشريان التاجي ذبحة.
  • ارتفاع ضغط الدم. يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الشرايين مع مرور الوقت عن طريق تسريع تصلب الشرايين.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية. يمكن لارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، وهو البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، في الدم أن يؤدي إلى تضييق الشرايين. ويزيد ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة خطورة الإصابة بالذبحة والنوبة القلبية. ويكون ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم غير صحي أيضًا.
  • الحالات الطبية الأخرى. يزيد مرض الكلى المزمن أو مرض الشرايين المحيطية أو متلازمة الأيض أو وجود سيرة مرضية للإصابة بالسكتة الدماغية خطورة الإصابة بالذبحة.
  • عدم ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية. يزيد نمط الحياة غير النشط خطورة ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري من النوع الثاني والسمنة. تحدث إلى فريق الرعاية الصحية حول نوع التمارين الرياضية ومقدارها الأنسب لك.
  • السمنة. السمنة أحد عوامل الخطورة المرتبطة بأمراض القلب التي يمكن أن تسبب الذبحة. وتسهم زيادة الوزن في عمل القلب بجهد أكبر لتزويد الجسم بالدم.
  • التوتر العاطفي. يمكن للتوتر والغضب المُبالغ فيه أن يزيد ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تؤدي الزيادة المفاجئة في الهرمونات التي ينتجها الجسم عند التوتر إلى تضييق الشرايين وتفاقم الذبحة.
  • الأدوية. تعمل بعض الأدوية على تضييق الأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى حدوث ذبحة برنزميتال. ومن الأمثلة على ذلك بعض أدوية الصداع النصفي.
  • تعاطي المخدرات. يمكن أن يسبب الكوكايين والمنشطات الأخرى تشنجات الأوعية الدموية وتحفيز الذبحة.
  • درجات الحرارة المنخفضة. يمكن للتعرض لدرجات الحرارة المنخفضة أن يؤدي إلى حدوث الذبحة.

المضاعفات

يمكن لألم الصدر الذي يحدث مع الذبحة أن يجعل ممارسة بعض الأنشطة، مثل المشي، أمرًا غير مريح. لكن أخطر مضاعفات الذبحة هي النوبة القلبية.

تتضمن الأعراض التحذيرية للنوبة القلبية ما يأتي:

  • الشعور بالضغط أو الامتلاء أو ألم عاصر في منتصف الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق.
  • ألم يمتد إلى ما بعد الصدر حتى الكتف أو الذراع أو الظهر أو حتى الأسنان والفك.
  • الإغماء.
  • شعور مقلق بدنو الأجل.
  • نوبات متزايدة من ألم الصدر.
  • الغثيان والقيء.
  • استمرار الألم في الجزء العلوي من المعدة.
  • ضيق النفس.
  • التعرق.

اطلب الرعاية الطبية الطارئة على الفور إذا كان لديك أي من هذه الأعراض.

الوقاية

يمكنك المساعدة على الوقاية من الذبحة الصدرية باتباع تغييرات نمط الحياة المتبعة في علاج الذبحة الصدرية:

  • التوقُّف عن شرب الكحوليات أو التقليل منها.
  • الامتناع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • علاج الحالات الصحية الأخرى المتعلقة بمرض القلب.
  • الحد من التوتر.
  • الحرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.

تلقّي اللقاحات الموصى بها أيضًا لتجنب مضاعفات القلب.