التشخيص

يحدث توقف القلب المفاجئ دون سابق إنذار، ويتطلب رعاية طبية طارئة في المستشفى. ويمكن النجاة في حال استعادة نشاط القلب بسرعة. وعندما تستقر حالتك، يجري الأطباء في المستشفى اختبارات لتحديد السبب.

الاختبارات

تُجرى الاختبارات للمساعدة على تحديد قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة وللبحث عن الأمراض التي تصيب القلب.

وتشمل اختبارات توقف القلب المفاجئ غالبًا:

  • تحاليل الدم. تتسرب بعض بروتينات القلب ببطء إلى الدم بعد تضرر القلب الناتج عن النوبة القلبية. ويمكن إجراء تحاليل الدم للتحقق من وجود تلك البروتينات. تُجرى اختبارات دم أخرى أيضًا لفحص مستويات البوتاسيوم والمغنيسيوم والهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الجسم وتؤثر في قدرة القلب على العمل.
  • تخطيط كهربية القلب. يفحص هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربائي للقلب. وتوضع فيه مستشعرات تُسمى المسارات الكهربائية على الصدر وأحيانًا على الذراعين والساقين. ويمكن لتخطيط كهربية القلب تحديد مدى سرعة ضربات القلب أو بطئها. ويوضح الاختبار أي تغيرات في ضربات القلب تزيد من احتمالات الموت المفاجئ.
  • مخطط صدى القلب. تكوّن الموجات الصوتية صورًا للقلب أثناء حركته. ويمكن لهذا الاختبار أن يُظهِر كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته. ويمكن أن يُظهِر أي مشكلات في صمامات القلب وإصابة عضلة القلب بالضرر.
  • الكسر القذفي. يُجرى هذا الاختبار أثناء إجراء مخطط صدى القلب. ويقيس نسبة الدم الذي يخرج من القلب في كل مرة ينقبض فيها. وتتراوح نسبة الكسر القذفي القياسية بين 50% و 70%. ويؤدي انخفاض نسبة الكسر القذفي إلى أقل من 40% إلى زيادة احتمالات توقف القلب المفاجئ.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. يُظهر هذا الاختبار حجم القلب والرئتين وشكلهما. ويمكن أن يوضح أيضًا ما إذا كنت مصابًا بفشل القلب أم لا.
  • التصوير النووي. يُجرى هذا الاختبار عادةً مع اختبار الجهد، ويساعد على اكتشاف أي مشكلات في تدفق الدم إلى القلب. تُعطى كميات صغير من مادة مشعة تُسمى مادة التتبع من خلال الوريد. وتُستخدم كاميرات خاصة لرؤية المادة المشعة أثناء تدفقها عبر القلب والرئتين.
  • القسطرة القلبية. يساعد هذا الاختبار الأطباء على رؤية الانسدادات في شرايين القلب. ويُدخِل الأطباء فيه أنبوبًا طويلاً رفيعًا ومرنًا (يُسمى أنبوب القسطرة) في أحد الأوعية الدموية، عادةً يكون في منطقة الأربية أو الرسغ، ويوجهونه نحو القلب. تتدفق صبغة معيّنة عبر أنبوب القسطار حتى شرايين القلب. وتساعد هذه الصبغة على إظهار الشرايين بمزيد من الوضوح في صور الأشعة السينية والفيديو.

    يمكن إجراء علاج يسمى الرأب الوعائي بالبالون أثناء هذا الاختبار لعلاج الانسداد. وفي حال العثور على انسداد، يمكن للطبيب وضع أنبوب يُسمى الدعامة لإبقاء الشريان مفتوحًا.

العلاج

يشمل علاج توقف القلب المفاجئ:

  • الإنعاش القلبي الرئوي. يحتاج علاج توقف القلب المفاجئ ومنع الوفاة إلى إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
  • إعادة ضبط نظم القلب ويُطلق على هذا الإجراء إزالة الرجفان. ويمكنك إجراؤه باستخدام جهاز مُزيل الرجفان الخارجي التلقائي إذا كان متاحًا. وتوجد هذه الأجهزة في الكثير من الأماكن العامة.
  • الأدوية لعلاج عدم انتظام ضربات القلب والسيطرة على أعراضه.
  • إجراء طبي أو جراحة في القلب لوضع أجهزة القلب أو لعلاج انسداد.

يُجري الأطباء في غرفة الطوارئ اختبارات لمعرفة الأسباب، مثل احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو فشل القلب أو تغيرات في مستويات الكهارل. وتعتمد طرق العلاج على الأسباب.

أدوية معينة

يمكن استخدام الأدوية للمساعدة على استعادة نظم القلب الطبيعي. وتُسمى هذه الأدوية مضادة لاضطراب النظم.

ومن الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج أسباب توقف القلب المفاجئ أو الحد من مخاطره:

  • حاصرات مستقبِلات بيتا.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • محصرات قنوات الكالسيوم.

الجراحات أو الإجراءات الطبية الأخرى

قد تكون الجراحات والعلاجات الأخرى مطلوبة لتصحيح مشكلة في نظم القلب، أو فتح انسداد، أو زرع جهاز لمساعدة القلب على العمل بكفاءة أفضل. قد تتضمن الخيارات ما يلي:

  • مقوّم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع. مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع هو جهاز يعمل بالبطارية يُزرع تحت الجلد بالقرب من عظم الترقوة، ويشبه جهاز تنظيم ضربات القلب. ويراقب نظم القلب باستمرار. فإذا وجد الجهاز خللاً في ضربات القلب، فإنه يرسل صدمات كهربائية لإعادة نظم القلب إلى وضعه الطبيعي. ومن ثم يمكنه منع حدوث تغير في ضربات القلب قد يكون مهددًا للحياة.
  • رأب الأوعية التاجية. يُعرف كذلك بالتدخل التاجي عن طريق الجلد، ويفتح هذا العلاج شرايين القلب المغلقة أو المسدودة. ويمكن إجراء رأب الأوعية بالتزامن مع إجراء القسطرة التاجية، وهو اختبار ينفذه الأطباء لتحديد موضع الشرايين الضيقة المتصلة بالقلب.

    في هذا الإجراء، يُدخِل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا في أحد الأوعية الدموية، في الأربية عادةً، ويحركه إلى منطقة الانسداد. ثم يوسِّع بالونًا صغيرًا مثبتًا على طرف ذلك الأنبوب. ويؤدي ذلك إلى فتح الشريان ويحسِّن تدفق الدم إلى القلب.

    يمكن تمرير أنبوب شبكي معدني يُسمى دعامة عبر الأنبوب. وتبقى الدعامة في الشريان، وتساعد في إبقائه مفتوحًا.

  • جراحة مجازة الشريان التاجي. تُسمى كذلك جراحة تطعيم مجازة الشريان التاجي، وتنشئ هذه الجراحة مسارًا جديدًا يتدفق الدم من خلاله إلى القلب ملتفًا حول شريان مسدود. ويؤدي ذلك إلى استعادة تدفق الدم إلى القلب.
  • الاستئصال القسطري باستخدام الترددات الراديوية. يهدف هذا العلاج إلى حجب مسار إشارات القلب الخاطئة. إذ يمكن أن يؤدي وجود مشكلات في إشارات القلب إلى عدم انتظام ضربات القلب. في هذا الإجراء، يُمرر أنبوب قسطرة مرن أو أكثر من أنبوب عبر الأوعية الدموية إلى داخل القلب. وتُستخدم حرارة معروفة باسم طاقة الترددات الراديوية على نهاية القسطرة لتكوين ندبات صغيرة في القلب. ويؤدي ذلك إلى حجب إشارات عدم انتظام ضربات القلب.
  • جراحة القلب التصحيحية. يمكن إجراء جراحة لتصحيح مشكلات القلب الموجودة منذ الولادة، أو لعلاج أمراض صمامات القلب أو عضلة القلب المريضة.

نمَط الحياة والعلاجات المنزليَّة

تبدأ الوقاية من توقف القلب المفاجئ بالحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. لتعيش بنمط حياة مفيد لصحة القلب، قم بما يأتي:

  • الامتناع عن التدخين.
  • الوصول إلى وزن صحي والثبات عليه.
  • إذا كنت تشرب الكحول، فلا تُسرف في الأمر: لا تزِد على مشروب واحد في اليوم للنساء والرجال الذين تزيد سنهم على 65 عامًا، وعلى مشروبَين في اليوم للرجال الأصغر سنًا.
  • اتباع نظام غذائي صحي مفيد لصحة القلب.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • تحكمي في التوتر.

التدريب

إذا كنت تعيش مع شخص معرض لخطر الإصابة بتوقف القلب المفاجئ، فمن المهم أن تكون مدرَّبًا على الإنعاش القلبي الرئوي. ويقدم الصليب الأحمر الأمريكي ومنظمات أخرى دورات في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام مُزيل الرَّجَفان.

لن يساعد هذا التدريب شخصًا عزيزًا عليك فحسب، بل قد يساعد الآخرين أيضًا. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ القلبية، زاد معدل بقاء الذين يصابون بتوقف القلب المفاجئ على قيد الحياة.