التشخيص

لتشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح، من المرجح أن يقوم طبيبك بما يلي:

  • إجراء فحص بدني لاكتشاف المشكلات الطبية التي ربما تتسبب في ظهور الأعراض عليك
  • إجراء تقييم نفسي يتضمن مناقشة العلامات والأعراض والحدث أو الأحداث التي أدت إلى ظهورها
  • استخدام المعايير في Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية) (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية

يتطلب تشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح التعرض لحدث ما ينطوي على التهديد الفعلي أو المحتمل بالموت، أو العنف أو الإصابة البالغة. ربما تتعرض للحدث بطريقة أو أكثر من الطرق التالية:

  • التعرض بصورة مباشرة للحدث المؤلم
  • مشاهدة الحدث المؤلم الذي يتعرض له الآخرون، بصورة شخصية
  • معرفة أن شخصًا ما قريبًا منك قد تعرض أو عانى تهديدًا بفعل الحدث المؤلم
  • تعرضك بصورة متكررة للتفاصيل الحية للأحداث المؤلمة (على سبيل المثال، إذا كنت أول من يستجيب لمشهد الأحداث المؤلمة)

ربما تُصاب باضطراب الكرب التالي للرضح إذا استمرت المشكلات التي تعانيها بعد حالة التعرض المذكورة لمدة تزيد عن شهر وتسببت في مشكلات كبيرة تتعلق بقدرتك على الأداء في البيئات الاجتماعية والعملية وأثرت بشكل سلبي على علاقاتك.

العلاج

سيساعدك تلقي علاج اضطراب الكرب التالي للرضح من استعادة السيطرة على شؤون حياتك. يشكل العلاج النفسي الطريقة الأساسية للعلاج، ويمكن أن يتضمن ذلك العلاج الدوائي أيضًا. سيعمل الجمع بين طريقتي العلاج على تحسن الأعراض، وذلك من خلال:

  • تعلمك مهارات التعامل مع الأعراض التي تعانيها
  • مساعدتك في إعادة النظر إلى نفسك وإلى الآخرين والعالم من حولك بصورة أفضل
  • اطلاعك على الطرق المختلفة التي تتمكن بها من التكيف في حال ظهور الأعراض مرة أخرى
  • علاج المشاكل الأخرى المرتبطة بالحوادث الرضحية، مثل الاكتئاب، والقلق، وإساءة استخدام الكحول والعقاقير

لا ينبغي لك محاولة التغلب وحدك على ما تعانيه من اضطراب الكرب التالي للرضح.

العلاج النفسي

يمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي ـ يُسمى أيضًا العلاج بالحديث ـ لعلاج الأطفال والبالغين المصابين باضطراب الكرب التالي للرضح. تشمل بعض أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب الكرب التالي للرضح:

  • العلاج المعرفي. يساعدك هذا النوع من العلاج بالحديث على التعرف على طرق التفكير (الأنماط المعرفية) التي تحافظ على تفاعلك ـ مثل المعتقدات السلبية عن نفسك وخطر الأشياء الرضحية التي تحدث مرة أخرى. غالبًا ما يُستخدم العلاج المعرفي مع اضطراب الكرب التالي للرضح إلى جانب العلاج بالتعرض.
  • العلاج بالتعرض. يساعدك هذا العلاج السلوكي على أن تواجه بشكل آمن كلاً من المواقف والذكريات التي تجدها مخيفة لكي تستطيع أن تتعلم التكيف معها بفعالية. يمكن أن يحقق العلاج بالتعرض فائدة خاصة في حالات الذكريات والكوابيس. يستخدم أحد الأساليب برامج الواقع الافتراضي التي تسمح لك بدخول المكان الذي تعرضت فيه للرضح مرة أخرى.
  • إزالة التحسس وإعادة المعالجة لحركة العينين (EMDR). يجمع EMDR بين العلاج بالتعرض وسلسلة من حركات العينين الموجهة التي تساعدك على معالجة الذكريات الرضحية وتغيير طريقة تفاعلك معها.

يستطيع معالجك أن يساعدك في تطوير مهارات إدارة الضغط النفسي لمساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الضاغطة نفسيًا والتكيف مع الضغط النفسي في حياتك.

تستطيع كل هذه الأساليب أن تساعدك على التحكم في الخوف المستمر بعد حدث رضحي. يمكن أن تناقش أخصائي الصحة النفسية في نوع العلاج أو مجموعات العلاجات التي قد تحقق احتياجاتك بالشكل الأمثل.

قد تجرب العلاج الفردي أو العلاج الجماعي أو كليهما. يمكن أن يقدم العلاج الجماعي طريقة للتواصل مع الآخرين ممن يمرون بالخبرات ذاتها.

الأدوية

قد تُساعد أنواع متعدِّدة من الأدوية في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

  • مُضادَّات الاكتئاب. تُساعِد هذه الأدوية في أعراض الاكتئاب والقلق. وقد تُساعِد أيضًا في تحسين مشكلات النوم والتركيز. أدوية مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل سيرترالين (زولوفت) وباروكستين (باكسيل) مُوافَق عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • الأدوية المضادَّة للقلق. هذه الأدوية قد تُخفِّف من القلق الشديد والمشكلات ذات الصلة. بعض الأدوية المضادة للقلق قد يَتِمُّ إدمانها؛ لذلك يتم استخدامها عادة لمدة قصيرة فقط.
  • برازوسين. في حين أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن البرازوسين (مينيبريس) قد يُقلِّل أو يمنع الكوابيس في بعض الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أوضحت دراسة حديثة أنه لم يبدِ أي جدوى مقارَنة بالعلاج الوهمي. ولكن هناك اختلافًا في المشاركين في الدراسة الحديثة عن الآخرين بطرق قد تُؤثِّر بشدة على النتائج. الأشخاص الذين يأخذون في الاعتبار تناوُل برازوسين يجب عليهم التحدُّث مع الطبيب؛ لتحديد إذا ما كانت حالتهم قد تستوجب تجربة هذا الدواء.

يُمكِنكَ أن تعمل أنتَ وطبيبكَ معًا لتحديد أفضل علاج، بأقلِّ آثار جانبية، لأعراضكَ وحالتكَ. قد تَشعُر بتحسُّن في المِزاج والأعراض الأخرى خلال أسابيع قليلة.

أخبِرْ طبيبَكَ عَنِ الآثار الجانبية أو مشكلات الأدوية. قد تحتاج إلى تجربةِ أكثرَ من دواء أو توليفة من الأدوية، أو قد يحتاج طبيبكَ إلى ضبط جرعة أو مواعيد العلاج قبل إيجاد ما يناسبكَ.

التأقلم والدعم

في حالة معاناتك من التوتر أو مشاكل أخرى بسبب وجود حدث صادم أثر على حياتك، زر طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية. يمكنك أيضًا اتخاذ هذه الإجراءات مع استمرار العلاج من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية:

  • اتَبع خطتك العلاجية. على الرغم من أن ربما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعر بفوائد العلاج أو الأدوية، يمكن أن يكون العلاج فعّالاً ويتماثل أغلب المرضى للشفاء. ذكر نفسك أن الأمر يستغرق وقتًا. سيساعدك اتباع خطة العلاج والاتصال بأخصائي الصحة العقلية بشكل روتيني على التقدم للأمام.
  • تعرف على اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD). يمكن لهذه المعرفة أن تساعدك على فهم ما تشعر به، ويمكنك بعدها تطوير إستراتيجيات التعايش لمساعدتك على الاستجابة بفاعلية.
  • اعتنِ بنفسك. احصل على قسط كافٍ من الراحة واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومارس التمارين الرياضية وخذ وقتًا للاسترخاء. حاول أن تقلل من استهلاكك للكافيين والنيكوتين أو تجنبهما حيث إنهما يمكنهما أن يزيدا حالة القلق سوءًا.
  • لا تتناول الأدوية من تلقاء نفسك. لا يعد اللجوء إلى تناول الكحول أو المخدرات لتخدير الإحساس أمرًا صحيًا بالرغم من أنها قد تكون طريقة مغرية للتعايش مع الوضع. ويمكنها أن تؤدي إلى العديد من المشاكل في المستقبل والتعارض مع العلاجات الفعّالة ومنع الشفاء الحقيقي.
  • حطم الروتين. عند شعورك بالقلق، قم بنزهة سير أو مارس إحدى هواياتك لإعادة التركيز.
  • ابق على اتصال. اقض وقتًا مع الأشخاص الذين يقدمون الدعم والرعاية كالعائلة أو الأصدقاء أو القادة المخلصين أو غيرهم. لست مضطرًا للحديث عما حدث إذا لم تكن تريد ذلك. مجرد مشاركة الوقت مع أحبائك يمكن أن يمنحك المعافاة والشعور بالراحة.
  • يمكنك التفكير في مجموعة دعم. اطلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية للعثور على مجموعة دعم أو اتصل بمنظمات المحاربين القدماء أو نظام الخدمات الاجتماعية الخاص بمجتمعك. أو ابحث عن مجموعات الدعم المحلية في دليل عبر الإنترنت.

عند إصابة أحد أحبائك بمرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)

قد يبدو الشخص الذي تحبه كشحص آخر غير الذي عرفته قبل الصدمة؛ يكون على سبيل المثال غاضبًا وعصبيًّا أو منعزلاً ومكتئبًا. يمكن أن يُجهد مرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) الصحة العقلية والعاطفية للأصدقاء والأحباء بشكل ملحوظ.

وسماع الشخص الذي تهتم لأمره يتحدث عن الصدمة التي أدت إلى مرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) لديه قد يكون مؤلمًا بالنسبة لك وقد حتى يتسبب في إعاشتك للأحداث الصعبة مرة أخرى. ويمكن أن تجد نفسك متجنبًا محاولاته أو محاولاتها للتحدث عن الصدمة أو قد تشعر بفقدان الأمل في تحسن الشخص الذي تهتم لأمره. وفي نفس الوقت، يمكن أن تشعر بالذنب لعدم قدرتك على معالجة الشخص الذي تهتم لأمره أو إسراع عملية شفائه.

تذكر أنه لا يمكنك تغيير شخص. ولكنك تستطيع:

  • تعرف على اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD). يمكن لذلك أن يساعدك على فهم ما يمر به الشخص الذي تهتم لأمره.
  • وإدراك أن التهرب والعزلة تعد جزءًا من الاضطراب. في حالة مقاومة الشخص الذي تهتم لأمره مساعدتك، أعطه مساحة ودعه يعرف بوجودك عند استعداده أو استعدادها لقبول مساعدتك.
  • اعرض رغبتك في حضور المواعيد الطبية. في حالة استعداد الشخص الذي تهتم لأمره لذلك، يمكن أن يعينك حضور المواعيد على الفهم والمساعدة في العلاج.
  • الاستعداد للاستماع. دع الشخص الذي تهتم لأمره يعرف باستعدادك للاستماع، ولكنك تتفهم ما لم يكن راغب في التحدث. حاول عدم إجبار الشخص الذي تهتم لأمره على التحدث عن الصدمة حتى يكون مستعد.
  • التشجيع على المشاركة. ضع خططًا لفرص ممارسة أنشطة مع العائلة والأصدقاء. احتفل بالأحداث الجيدة.
  • اجعل صحتك أولوية. اعتن بنفسك بتناول الطعام الصحي واحرص على النشاط البدني والحصول على قسط كافٍ من الراحة. خذ وقتًا بمفردك أو مع أصدقائك لممارسة الأنشطة التي تساعدك على تجديد طاقتك.
  • اطلب المساعدة إذا كنت في حاجة لذلك. إذا كانت لديك صعوبة في التأقلم، فعليك بالتحدث إلى طبيبك. قد يحيلك أو تحيلك إلى معالج يمكنه مساعدتك على التخلص من قلقك.
  • أبقى آمنًا. خطط لمكان آمن لنفسك ولأطفالك في حالة ما إذا أصبح الشخص الذي تهتم لأمره عنيفًا أو مسيئًا.

الاستعداد لموعدك

إذا كنت تعتقد أنك تعاني اضطراب الكرب التالي للرضح، فحدد موعدًا لزيارة طبيبك أو أخصائي صحة نفسية. إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الإعداد لموعدك، ومعرفة ما يمكن توقعه.

اصطحب أحد أفراد العائلة أو صديقًا يمكن الثقة به معك، إن أمكن. في بعض الأحيان يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة إليك.

ما يمكنك فعله

قبل الذهاب إلى موعدك، ضع قائمة بكل من:

  • أي أعراض كنت تواجهها ومدتها.
  • المعلومات الشخصية الأساسية وخصوصًا الأحداث أو التجارب — حتى الحاصلة في الماضي البعيد — التي جعلتك تشعر بالخوف أو اليأس أو الفزع الشديد. ستساعد هذه المعلومات الطبيب في معرفة هل توجد ذكريات لا يمكنك الوصول إليها مباشرة دون الشعور بحاجة ماسة إلى إخراجها من عقلك.
  • الأشياء التي توقفت عنها أو تتجنب فعلها لأنها تجهدك.
  • المعلومات الطبية عنك، بما في ذلك أي مشكلات صحية بدنية أو ذهنية تم تشخيص إصابتك بها. أدرج كذلك جميع الأدوية أو المكملات الغذائية التي تتناولها، وجرعاتها.
  • أسئلة ينبغي طرحها لتحقيق أقصى استفادة من الزيارة.

تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها على الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية ما يلي:

  • ما الذي يتسبب في الاعراض التي أعاني منها في اعتقادك؟
  • هل يوجد أي أسباب أخرى محتملة؟
  • كيف ستحدد تشخيصاتي؟
  • هل حالتي محتمل أن تكون مؤقتة أم مزمنة؟
  • ما العلاجات التي توصي بها لعلاج هذا الاضطراب؟
  • أنا أعاني مشكلات صحية أخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه الأعراض ومعها اضطراب الكرب التالي للصدمة؟
  • متى تتوقع تحسن الأعراض؟
  • هل يزيد اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية؟
  • هل توصي بأي تغييرات في المنزل، أو العمل، أو المدرسة لتحفيز التعافي؟
  • هل سيفيد إخبار المعلمين وزملاء العمل بتشخيصي في التعافي؟
  • هل توجد مواد مطبوعة عن اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى خلال الزيارة.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. كن مستعدًا للإجابة عنها لتخصيص وقت للنقاط التي تريد التركيز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:

  • ما الأعراض التي تقلقك وتقلق أحبائك؟
  • متى لاحظت أنت أو أحد أحبائك ظهور أعراضك لأول مرة؟
  • هل سبق وتعرضت إلى حادث مؤلم أو شاهدته؟
  • هل تنتابك أفكار مزعجة أو ذكريات أو كوابيس حول الصدمة التي تعرضت لها؟
  • هل تتجنب بعض الأشخاص أو الأماكن أو المواقف التي تذكرك بالتجربة الصادمة؟
  • هل واجهت أي مشاكل في المدرسة أو العمل أو في علاقاتك الشخصية؟
  • هل سبق وأن فكرت في إلحاق الضرر بنفسك أو بالآخرين؟
  • هل تتناول الكحول أو تستخدم المخدرات الترويحية؟ كم مرة؟
  • هل تم علاجك بسبب إصابتك بأعراض نفسية أخرى أو أمراض ذهنية في الماضي؟ إذا كان الجواب نعم، فما هو نوع العلاج الذي كان أكثر فائدة؟