التشخيص

قد يُشخَّص التهاب الغدد العرقية القيحي بالخطأ على أنه بثور أو حب الشباب. وقد يستغرق الوصول إلى تشخيص صحيح لهذه الحالة سنين طويلة في العديد من الحالات.

سيعتمد الطبيب في التشخيص على المؤشرات والأعراض التي ظهرت عليك وشكل الجلد وتاريخك الطبي. وقد تُحال بعدها إلى طبيب متخصص في تشخيص الأمراض الجلدية وعلاجها. فقد يصعب تشخيص التهاب الغدد العرقية القيحي ويتطلب رعاية متخصصة.

لا توجد اختبارات مخبرية متاحة لتشخيص التهاب الغدد العرقية القيحي. ولكن في حال وجود صديد أو نزّ، قد يرسل الطبيب عينة من السائل إلى المختبر لفحصها.

العلاج

قد يساعد العلاج بالأدوية أو التدخل الجراحي أو كلاهما معًا في السيطرة على الأعراض والوقاية من حدوث أي مضاعفات لالتهاب الغدد العرقية القيحي. تحدث إلى الطبيب بشأن مخاطر خيارات العلاج المطروحة ومزاياها وكيفية التوصل إلى نهج علاجي مناسب لحالتك.

استعد لإجراء زيارات متابعة منتظمة إلى عيادة طبيب الأمراض الجلدية. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الرعاية الشاملة التي يقدمها فريق الرعاية الصحية الذي يضم أفرادًا من تخصصات طبية مختلفة.

الأدوية

قد يصف الطبيب دواءً أو أكثر من أنواع الأدوية التالية:

  • المضادات الحيوية. يمكن استخدام المضادات الحيوية في شكل سائل أو جّل والتي تُوضع على الجلد لعلاج الأعراض البسيطة، وتُعرَف هذه الأنواع من الأدوية بالمضادات الحيوية الموضعية. أما إذا كان المرض أكثر انتشارًا، فقد يصف الطبيب مضادًا حيويًا في شكل أقراص مثل دوكسيسيكلين (Monodox) أو كلينداميسين (Cleocin) أو ريفامبين (Rimactane) أو أكثر من دواء من هذه الأدوية. ويُعرَف الريفامبين أيضًا بالريفامبيسين. قد تتطلّب الحالات الشديدة من المرض استخدام المضادات الحيوية لعدة شهور.
  • حُقَن الستيرويد. قد يساعد حَقن تريامسينولون أسيتونيد ( Kenalog-10)، في القُرَح على تخفيف التورم والالتهاب.
  • العلاج الهرموني. قد تكون الأقراص الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على الإستروجين مثل إستراديول وإستراديول/نورجيستيمات، فعّالة مع المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي الخفيف. ويُستخدَم سبيرونولاكتون عادةً للحد من الحاجة إلى المضادات الحيوية، والإيزوتريتينوين، وهو دواء يُستخدَم غالبًا لعلاج حب الشباب. كما يُستخدَم الإيزوتريتينوين في بعض الأحيان لعلاج التهاب الغدد العرقية القيحي.
  • الأدوية الحيوية. تساعد هذه الأدوية التي تُؤخذ عادةً عن طريق الحقن على تغيير نمط الجهاز المناعي بطريقة تؤدي إلى وقف دورة المرض وتخفيف أعراضه ومؤشراته في غضون أسابيع. وقد اعتُمِد العديد من هذه الأدوية لعلاج حالات التهاب الغدد العرقية القيحي المتوسطة والشديدة. ولنذكر منها على سبيل المثال دواءين من مثبطات عامل نخر الورم، وهما أداليموماب (أو Humira) وإينفليكسيماب (أو Remicade). حيث تعمل هذه الأدوية على تثبيط جزء من الجهاز المناعي يسمى عامل نخر الورم. وهناك عدة أدوية حيوية أخرى لعلاج التهاب الغدد العرقية القيحي ما زالت تخضع للتجارب السريرية.
  • الريتينويدات. قد تكون الريتينويدات الفموية خيارًا مناسبًا لبعض المصابين بمرض جلدي شبيه بحب الشباب. ولكن لا يُنصح بتناول هذه الأدوية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو إذا كنتِ تنوين الحمل.
  • مسكنات الألم. إذا لم تُجدِ مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية نفعًا، فقد يصف الطبيب نوعًا أقوى أو قد يحيلك إلى عيادة الألم.

الجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى

يساعد الجمع بين الأساليب الطبية والجراحية على علاج التهاب الغدد العرقية القيحي. وتمثل الجراحة جزءًا مهمًا في علاج المرض في حال وجود نفق أو نتوء أو خرّاج. ويعتمد اختيار أنسب أسلوب جراحي لك على مدى تفاقم حالتك المَرَضية وشدتها. تحدث إلى الطبيب بشأن مخاطر الخيارات المطروحة ومزاياها، بما في ذلك:

  • الكشف عن الأنفاق. يتضمن هذا الإجراء إزالة نسيج للكشف عن الأنفاق الموجودة تحت الجلد. ويُعرف كذلك باسم إزالة سطح الجلد. ويُستخدم للمصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي المتوسط أو الشديد. لكن لا حاجة لتكرار هذا الحل عادةً.
  • الإنضار بالثقب. ويُسمّى هذا الإجراء أيضًا إزالة سطح الجلد المُحدَّد، ويشمل إزالة نتوء واحد ملتهب.
  • العلاج بالليزر. يمكن استخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون للتخلص من قرح التهاب الغدد العرقية القيحي. ويُستبعد ظهور هذه القرح مرة أخرى بعد إجراء هذا النوع من العلاج. يمكن أن تفيد إزالة الشعر بالليزر في المراحل المتقدمة من التهاب الغدد العرقية القيحي.
  • الاستئصال الجراحي. قد تكون هذه الطريقة خيارًا للذين يشكون أعراضًا دائمة أو حادة. وتتضمن إزالة كل الجلد المُتضرر. ربما يستلزم الأمر ترقيع الجلد لإغلاق الجرح. قد يستمر ظهور التقرحاتِ في مناطق أُخرى، حتى بعد إجراء الجراحة.
  • الشق والتصريف. لم يعد التصريف الجراحي خيارًا فعالاً في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي. قد نختار هذه الطريقة لتخفيف الألم على المدى القصير، لكن القرح تعود إلى الظهور عادةً بعد ذلك.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

يمكن السيطرة على التهاب الغدد العرقية القيحي الخفيف أحيانًا بفعالية باتباع بعض تدابير الرعاية الذاتية. والرعاية الذاتية مكمل مهم كذلك لأي علاج طبي.

قد تُساعد هذه الاقتراحات على تخفيف الانزعاج وسرعة الشفاء ومنع تفاقم أعراض المرض:

  • اتباع روتين يومي للعناية بالبشرة. اغسل جسمك بلطف باستخدام منظف غير صابوني. وقد يكون من المفيد أحيانًا استخدام غسول مطهر مثل الكلوهكسيدين تركيز 4% أو غسول بنزويل البيروكسيد أثناء الاستحمام. جرب المستحضر مرة في الأسبوع أولاً، ثم يمكنك زيادة عدد مرات استخدامه مرة واحدة يوميًا بحد أقصى إذا تقبله جلدك بشكل جيد. وجفف بشرتك بالتربيت عليها بلطف. عند الاستحمام، تجنَّب استخدام المناشف أو اللوف أو غيرها من الأغراض المشابهة على المناطق المصابة؛ إذ قد تسبب تهيج الجلد. لا تضغط على البثور والقروح. وتجنب حلاقة هذه المناطق أو استخدام كريمات إزالة الشعر عليها.
  • تخفيف الألم. يمكن أن يساعد وضع ضمادة دافئة برفق على تقليل التورم وتخفيف الألم. اسأل الطبيب عن مُسكن ألم مناسب وكيفية العناية بالجروح في المنزل.
  • محاولة الحفاظ على وزن صحي أو الحصول عليه والبقاء نشطًا. قد يؤدي عدم الحفاظ على وزن صحي إلى تفاقم أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي. تحدث إلى فريق الرعاية الصحية لوضع خطة. وحاول إيجاد أنشطة لا تسبب تهيج الجلد.
  • التفكير في تغيير النظام الغذائي. قد تؤدي الأنظمة الغذائية التي تشمل الحليب ومشتقاته واللحوم الحمراء والأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع إلى تفاقم أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي. إذا كان نظامك الغذائي يحتوي على هذه الأطعمة، فاسأل اختصاصي نظم غذائية عن فوائد التخلي عنها.
  • الإقلاع عن التدخين. حاول الإقلاع عن التدخين إن كنت مدخنًا. قد يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى تخفيف أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي.

التأقلم والدعم

التهاب الغدد العرقية القيحي من الحالات التي قد تنطوي على صعوبة من الناحية النفسية والصحية. فالقروح المؤلمة يمكن أن تؤثر على النوم أو القدرة على الحركة أو ممارسة الجنس. وقد تفرز هذه القروح صديدًا له رائحة نفاذة تؤدي إلى الشعور بالقلق أو الانزعاج أو الانفعال أو العزلة أو الاكتئاب. وتسهم الطبيعة المستمرة والدائمة للمرض وتحديات علاجه في زيادة ذلك العبء النفسي.

احرص على التماس الدعم من الأقارب والأصدقاء. فقد يوفر لك اهتمام الآخرين المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي وتفهُّمهم بعض الراحة والدعم. لذلك احرص على طلب المساعدة في الحفاظ على صحتك العقلية وتقديم استراتيجيات للتأقلم مع حالتك. ويمكن للطبيب إحالتك إلى أحد اختصاصيي الصحة العقلية أو تقديم معلومات للتواصل مع إحدى مجموعات الدعم.

الاستعداد لموعدك

من المرجح أن تبدأ بزيارة طبيب الرعاية الأولية. وقد تُحال بعدها إلى طبيب متخصص في تشخيص الأمراض الجلدية وعلاجها. وبناءً على خطورة حالتك، قد تشمل الرعاية التي تتلقاها اختصاصيين في جراحة القولون والمستقيم أو الجراحة التجميلية أو طب الجهاز الهضمي.

إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك الطبي.

ما يمكنك فعله

جهِّز قائمة بما يلي:

  • الأعراض التي تظهر عليك، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حجزت الموعد الطبي لأجله.
  • كل الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تأخذها، مع ذكر الجرعات.

دوِّن أيضًا الأسئلة التي تود طرحها على الطبيب، مثل:

  • ما السبب الأرجح لإصابتي بهذه الأعراض؟
  • هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
  • هل أحتاج إلى إجراء أي فحوص؟
  • إلى متى ستستمر حالتي؟
  • ما العلاجات المتاحة؟ وما العلاج الذي توصيني به؟
  • ما الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج التي يمكن أن أتوقعها؟
  • هل هذه الحالة المَرَضية مرتبطة باضطراب طبي آخر؟
  • هل توجد أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة، منها:

  • متى بدأ ظهور الأعراض؟
  • كيف كان شكل التكتلات الجلدية في بداية ظهورها؟
  • هل عادت إلى الظهور في الأماكن ذاتها؟
  • هل الأعراض تؤلمك؟
  • هل تعرض والداك أو إخوتك وأخواتك لهذه المشكلة؟
  • ما الذي يبدو أنه يحسن أعراضك، إن وجد؟
  • ما الذي يبدو أنه يجعل أعراضك تزداد سوءًا، إن وجد؟
  • هل تدخن منتجات التبغ أو تستخدمها؟