ما أسباب انتباذ بطانة الرحم؟ إليكِ الإجابة من أحد خبراء مايو كلينك

مرحبًا، أنا الدكتورة ميغان واسون، جرّاحة أمراض النساء طفيفة التوغل في مايو كلينك. في هذا الفيديو، سنتناول أساسيات انتباذ بطانة الرحم، بما في ذلك طبيعة المرض والمعرضات للإصابة به بالإضافة إلى أعراضه وتشخيصه وعلاجه. وسواء كنتِ تبحثين عن إجابات لنفسكِ أو لشخص تحبينه، فنحن هنا لنقدم إليكِ أفضل المعلومات المتاحة. يُعرف انتباذ بطانة الرحم بأنه حالة تنمو فيها خارج الرحم خلايا تشبه بطانة الرحم أو بطانة الرحم نفسها. ويشمل غالبًا أنسجة الحوض ويمكن أن يغطي المبيضين وقناتي فالوب. ويمكن أن يؤثر في الأعضاء المجاورة، بما في ذلك الأمعاء والمثانة. تستجيب هذه الأنسجة للهرمونات خلال دورة الحيض أو الدورة الشهرية، وبسبب موقعها في الجسم تؤدي إلى الشعور بالألم في أغلب الحالات. ويؤدي انتباذ بطانة الرحم إلى تهيج الأنسجة المحيطة، ومن المحتمل أن يتسبب في حدوث ندبات وظهور ألياف لزجة تربط الأنسجة ببعضها. ويمكن أن يسبب نمو تكيسات على المبيضين لدى بعض المريضات. وتُسمى هذه التكيسات أورام بطانة الرحم. لكن لحسن الحظ، تتوفر علاجات فعالة للتحكم في انتباذ بطانة الرحم وعلاجه.

توجد بعض التفسيرات المحتملة لسبب نمو الأنسجة التي تشبه بطانة الرحم خارج مكانها. لكن ما يزل السبب الدقيق غير معلوم. ومع ذلك، توجد بعض العوامل التي تجعل بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بانتباذ بطانة الرحم، مثل: عدم الإنجاب، أو دورات الحيض التي تتكرر في أوقات أقل من كل 28 يومًا، أو دورات الحيض الغزيرة والمطولة التي تدوم أكثر من سبعة أيام، أو احتواء الجسم على هرمون الإستروجين بمستويات أعلى من المعدل الطبيعي، أو انخفاض مؤشر كتلة الجسم، أو وجود مشكلة هيكلية في المهبل أو عنق الرحم أو الرحم تمنع طرح دم الحيض خارج الجسم، أو تاريخ عائلي من الإصابة بانتباذ بطانة الرحم، أو بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة، أو بدء انقطاع الطمث عند سن متأخرة.

يمثل ألم الحوض العرَض الأكثر شيوعًا لانتباذ بطانة الرحم، سواء في فترة دورة الحيض العادية أو خارجها، ويتجاوز هذا الألم التقلصات المؤلمة الطبيعية، إذ يجب للتقلصات المؤلمة الطبيعية في فترة دورة الحيض أن تكون مقبولة وألا تُلزم الفتاة أو المرأة بالغياب عن المدرسة أو العمل أو التوقف عن ممارسة الأنشطة العادية. وتشمل الأعراض الأخرى تقلصات مؤلمة تبدأ قبل فترة دورة الحيض وتستمر بعدها، بالإضافة إلى آلام أسفل الظهر أو البطن، وألم أثناء الجماع، وألم أثناء التبرّز أو التبول، والعُقم. وقد تُصاب النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم بالإرهاق أو الإمساك أو الانتفاخ أو الغثيان، خاصة أثناء فترات الدورة الشهرية. وإذا كنتِ تشعرين بهذه الأعراض، فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب المتابع لحالتكِ.

أولاً، سيطلب منكِ الطبيب وصف الأعراض التي تشعرين بها، بما في ذلك موقع ألم الحوض. وبعد ذلك، يمكن أن يفحص الحوض أو يُجري اختبارًا بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على رؤية أوضح للأعضاء التناسلية، بما في ذلك الرحم والمبيضان وقناتا فالوب. ويلزم الخضوع لجراحة لتشخيص انتباذ بطانة الرحم بصورة قاطعة. وتُجرى هذه الجراحة عادةً عبر تنظير البطن. تخضع المريضة في هذه الجراحة لتخدير عام، ويدُخِل الجرّاح كاميرا إلى البطن من خلال شق صغير لفحص الأنسجة التي تشبه بطانة الرحم. وتُزال أي أنسجة تشبه انتباذ بطانة الرحم وتُفحص تحت المجهر لتأكيد الإصابة بانتباذ بطانة الرحم أو عدم الإصابة به.

تتضمن الخطوات الأولى من علاج انتباذ بطانة الرحم محاولة معالجة الأعراض باستخدام مسكنات الألم أو العلاج الهرموني. ويتحكم العلاج الهرموني، مثل حبوب تنظيم النسل، في ارتفاع هرمون الإستروجين وانخفاضه في فترة دورة الحيض. وإذا لم تنجح هذه العلاجات الأولية وأثرت الأعراض في جودة حياة المريضة، فيمكن التفكير في اللجوء إلى الجراحة لإزالة أنسجة انتباذ بطانة الرحم.

قد يصعب التعامل مع انتباذ بطانة الرحم والآلام والمضاعفات ومشكلات الخصوبة الناتجة عنه، وربما يسبب الشعور بالتوتر. وينبغي لكِ التفكير في الانضمام إلى مجموعة دعم تضم نساء يعلمن جيدًا طبيعة ما تمرين به. إذا كنتِ ترغبين في معرفة المزيد من المعلومات عن انتباذ بطانة الرحم، فشاهدي مقاطع الفيديو الأخرى ذات الصلة، أو تفضلي بزيارة الموقع الإلكتروني mayoclinic.org. نتمنى للجميع دوام العافية.