نظرة عامة

إعادة وصل الأسهر هي عملية جراحية تهدف لإعادة توصيل القناة المنوية. أثناء الإجراء، يعيد الجراح توصيل كل أنبوب يحمل الحيوانات المنوية من الخصية إلى السائل المنوي (الأسهر). وبعد إعادة وصل الأسهر بنجاح، ستكون الحيوانات المنوية موجودة مرة أخرى في السائل المنوي، وربما تتمكن زوجتك من الحمل.

ستتراوح معدلات حدوث الحمل بعد إجراء إعادة وصل الأسهر بين ‎30% إلى أكثر من ‎90% تقريبًا، وذلك بناءً على نوع الإجراء. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مدى نجاح إعادة وصل الأسهر في تحقيق الحمل، بما في ذلك الفترة التي انقضت منذ إجراء استئصال الأسهر، وعمر الزوجة، وخبرة الجراح وتدريبه، وما إذا كانت لديك مشكلات في الخصوبة قبل استئصال الأسهر.

لماذا يتم إجراء ذلك

يمكن اتخاذ قرار إجراء إعادة وصل الأسهر بناءً على عدة أسباب، بما في ذلك فقدان طفل، أو تغيير الرأي أو الزواج مرة أخرى، أو لعلاج ألم الخصية المزمن الذي يحدث بعد استئصال الأسهر.

المخاطر

جميع حالات قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر) تقريبًا يمكن علاجها. ومع ذلك، فهذا الإجراء لا يضمن النجاح في إنجاب طفل. يمكن محاولة إعادة وصل القناة المنوية حتى بعد مرور عدة سنوات على قطع القناة المنوية الأَولي (استئصال الأسهر)؛ — لكن كلما طالت المدة، قلت نسبة نجاح إعادة وصل القناة مرة أخرى.

إن إعادة وصل القناة المنوية نادرًا ما تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وتتضمن المخاطر ما يلي:

  • النزيف داخل كيس الصفن. هذا يمكن أن يؤدي إلى تجمع دموي (ورم دموي) والذي يسبب تورمًا مؤلمًا. يمكنك تقليل خطر الورم الدموي باتباع تعليمات الطبيب المتعلقة بالراحة واستخدم دعامة الصفن واستخدام كمادات باردة بعد الجراحة. كما يمكنك الاستفسار من الطبيب إذا احتجت إلى تجنب الأسبرين أو غيره من أدوية ترقيق (ميوعة) الدم قبل الجراحة وبعدها.
  • الإصابة بعدوى في موقع الجراحة. رغم أن الالتهابات نادرة للغاية، فهي تمثل خطرًا على أي عملية جراحية وقد تستلزم العلاج بالمضادات الحيوية.
  • الألم المزمن. الألم المستمر بعد إعادة وصل القناة المنوية غير شائع غالبًا.

كيف تستعد

عند التفكير في إعادة وصل القناة المنوية، هناك بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها:

  • قد تكون جراحة إعادة وصل القناة المنوية مكلفة، وقد لا يغطي التأمين تكاليفها. لذا، استفسر عن التكاليف مسبقًا.
  • تكون عمليات إعادة وصل القناة المنوية أكثر نجاحًا بوجه عام عندما يجريها جراح مدرّب وباستخدام تقنيات جراحية دقيقة، بما في ذلك التقنيات التي تستخدم مجهرًا جراحيًا.
  • ويكون هذا الإجراء أكثر نجاحًا عندما ينفذه جراح يمارسه بانتظام، ويكون قد أجراه بالفعل عدة مرات من قبل.
  • ويتطلب الإجراء من حين لآخر نوعًا أكثر تعقيدًا من الترميم، يُعرف باسم المفاغرة الأسهرية البربخية. فتأكد من أن الجراح قادر على تنفيذ هذا الإجراء إذا كان ضروريًا.

عند اختيار الطبيب، لا تتردد في طرح أسئلة حول عدد عمليات إعادة وصل القناة المنوية التي أجراها، ونوع التقنيات المستخدمة، ومعدلات حدوث الحمل بعد إعادة وصل القناة المنوية. واسأل أيضًا عن المخاطر والمضاعفات المحتملة لهذا الإجراء.

الطعام والأدوية

ينبغي التأكد من معرفة الخطوات اللازمة قبل الخضوع للجراحة. فعلى الأرجح سيطلب الطبيب التوقف عن تناول بعض الأدوية المحددة، بما يشمل أدوية تسييل الدم ومسكنات الألم، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي، وغيرهما)، بسبب أنها يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالنزيف.

الملابس والأدوات الشخصية

أحضِر معك أثوابًا ضيقة، مثل لباس رياضي ضيق لارتدائه بعد الجراحة. فهي ستدعم كيس الصفن وتحافظ على بقاء الضمادات في مكانها.

الاحتياطات الأخرى

احرص على أن يصطحبك شخص إلى المنزل بعد العملية الجراحية. وستستغرق الجراحة بوجه عام ما يقرب من ساعتين إلى أربع ساعات أو أكثر. وقد تحتاج إلى وقت إضافي للتعافي إذا خضعت للإجراء تحت تأثير التخدير العام. واسأل طبيبك عن الموعد المتوقع للعودة إلى المنزل بعد الجراحة.

ما يمكنك توقعه

قبل الإجراء

قبل جراحة إعادة وصل القناة المنوية، من المرجح أن يرغب طبيبك في:

  • أخذ تاريخك الطبي وإجراء فحص بدني. سيرغب طبيبك في التأكد من عدم وجود مخاوف صحية لديك قد تؤدي إلى تعقيد الجراحة.
  • معرفة ما إذا كان بإمكانك إنتاج حيوانات منوية صحية. بالنسبة لمعظم الرجال، يكون إنجاب طفل من قبل دليلًا كافيًا. وبعد قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر)، تستمر الخصيتان في إنتاج الحيوانات المنوية. ولكن قد تقل كمية الحيوانات المنوية التي تنتجها بمرور الوقت. ويمكن أن يغير العمر والنظام الغذائي والتمارين الرياضية والتدخين وأشياء أخرى من كمية الحيوانات المنوية الصحية التي يمكنك إنتاجها. وللتأكد، قد يرغب طبيبك في إجراء بعض الاختبارات قبل الجراحة.
  • التأكد من أن زوجتك قادرة على إنجاب طفل. سيرغب طبيبك في معرفة ما إذا كانت زوجتك لديها أي مشكلات في الخصوبة، خاصةً إذا لم تنجب طفلاً من قبل أو كان عمرها أكبر من 40 عامًا. وقد يتطلب ذلك خضوعها لفحص أمراض النساء واختبارات أخرى.

عادةً ما يجري الأطباء عمليات إعادة وصل القناة المنوية في مركز الجراحة أو المستشفى. ويتم هذا الإجراء بوجه عام دون مبيت في المستشفى. ويمكن لبعض الجراحين إجراء الجراحة في العيادة، لكنك ستحتاج إلى التأكد من أن الجراح قادر على إجراء عمليات ترميم أكثر تعقيدًا (المفاغرة الأسهرية البربخية) في العيادة، إذا أصبح ذلك ضروريًا.

وقد يستخدم طبيبك التخدير العام لتكون فاقدًا للوعي أثناء الجراحة. أو ربما يعطيك الجراح مخدرًا يمنعك من الشعور بالألم ولكن دون أن تنام، مثل مخدر موضعي.

ويكون إجراء إعادة وصل القناة المنوية أكثر صعوبة من قطع القناة المنوية ويجب إجراؤه باستخدام الجراحة المجهرية، حيث يستخدم الجراح مجهرًا جراحيًا قويًا لتكبير القنوات المنوية بما يصل إلى 40 ضعف حجمها. ويتطلب هذا النوع من الجراحة مهارات وخبرات متخصصة.

وعادةً ما يعمل الأطباء الذين يجرون هذه الجراحة على إعادة توصيل القنوات المنوية بواحدة من طريقتين:

  • المفاغرة الأسهرية. في هذا الإجراء، يعمل الجراح على خياطة الأطراف المقطوعة من كل أنبوب يحمل الحيوانات المنوية (القنوات المنوية).
  • المفاغرة الأسهرية البربخية. تعمل هذه الجراحة على ربط القنوات المنوية مباشرةً بالعضو الصغير الموجود في مؤخرة كل خصية والذي يحتوي على الحيوانات المنوية (البربخ). والمفاغرة الأسهرية البربخية هي إجراء أكثر تعقيدًا من المفاغرة الأسهرية، ويتم اللجوء لها بوجه عام إذا تعذر إجراء المفاغرة الأسهرية أو إذا كان فشلها محتملًا.

ويعتمد قرار إجراء المفاغرة الأسهرية أو المفاغرة الأسهرية البربخية على رؤية الحيوانات المنوية عند تحليل السائل من القنوات المنوية وقت الجراحة.

وليس من الممكن معرفة الإجراء المطلوب مسبقًا. وفي معظم الحالات، يقرر الجراح أثناء العملية الأسلوب الأفضل لحالة المريض. وفي بعض الأحيان، يلزم الجمع بين الأسلوبين الجراحيين: المفاغرة الأسهرية من جانب والمفاغرة الأسهرية البربخية من الجانب المقابل. وكلما طالت المدة الزمنية منذ قطع القناة المنوية، زادت احتمالية احتياجك إلى المفاغرة الأسهرية البربخية في أحد الجانبين أو كليهما.

في أثناء إجراء العملية

أثناء الجراحة، سيُجري طبيبك شقًا صغيرًا في كيس الصفن. وسيؤدي ذلك إلى ظهور الأنبوب الذي يحمل الحيوانات المنوية (الأسهر) وتحريره من الأنسجة المحيطة.

بعد ذلك، سيعمل الطبيب على قطع الأسهر وفحص السائل الموجود داخله. وعند وجود الحيوانات المنوية في السائل، يمكن توصيل أطراف الأسهر لإعادة إنشاء ممر للحيوانات المنوية.

وإذا لم يحتو السائل على حيوانات منوية، فقد يمنع النسيج الندبي تدفق الحيوانات المنوية. وفي هذه الحالة، قد يختار طبيبك إجراء مفاغرة أسهرية بربخية.

وقد جرى استخدام الجراحة بمساعدة الروبوت لإعادة وصل الأسهر، ولكنها عادةً لا تكون مطلوبة إلا في حالات محددة.

بعد العملية

بعد الجراحة على الفور، سيغطي الطبيب الجرح بالضمادات. وسترتدي ملابس داخلية ضيقة، مثل الواقي الرياضي، وتضع الثلج لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة لتقليل التورم.

وقد تشعر بالألم لعدة أيام. إذا وضع طبيبك الضمادات على الجرح بعد عمليتك الجراحية، فاسأله عن الوقت المناسب لإزالتها. ومن المفترض أن تذوب أي خيوط جراحية في غضون 7 إلى 10 أيام.

وبعد عودتك إلى المنزل، احرص على الاسترخاء وحاول الحد من الأنشطة التي قد تتسبب في تحرك الخصيتين بصورة مفرطة. مع زوال تأثير التخدير، قد تشعر ببعض الألم والتورم. ولكن معظم الرجال لا يكون الألم لديهم شديدًا، ويشعرون بالتحسن بعد فترة تتراوح بين بضعة أيام إلى أسبوع.

وقد يعطيك الطبيب أيضًا التعليمات الآتية:

  • ارتدِ واقيًا رياضيًا لعدة أسابيع باستثناء وقت الاستحمام. وبعد ذلك، ستحتاج إلى الاستمرار في ارتداء الواقي الرياضي عند ممارسة التمارين الرياضية.
  • في أول يومين بعد الجراحة، تجنب أي شيء من شأنه أن يجعل موضع الجراحة رطبًا، مثل الاستحمام أو السباحة.
  • قلل من أي أنشطة قد تؤدي إلى شد الخصيتين أو كيس الصفن، مثل الركض أو الأنشطة الرياضية أو ركوب الدراجات الهوائية أو رفع الأوزان الثقيلة، لمدة تتراوح على الأقل بين ستة وثمانية أسابيع بعد الجراحة.
  • إذا كانت وظيفتك تتطلب الجلوس على المكتب، فمن المحتمل أن تتمكن من العودة إلى عملك بعد الجراحة ببضعة أيام. أما إذا كنت تؤدي عملاً بدنيًا أو كانت وظيفتك تتطلب الكثير من المشي أو القيادة، فتحدث إلى طبيبك عن الوقت المناسب للعودة إلى العمل.
  • توقف عن ممارسة العلاقة الجنسية أو القذف إلى أن يوافق طبيبك على ذلك. ويحتاج معظم الرجال إلى الامتناع عن القذف لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع بعد الجراحة.

تجميد الحيوانات المنوية

قد تختار تجميد الحيوان المنوي (حفظ الحيوان المنوي بالبرودة) في حال لم تفيد إعادة وصل الأسهر، لكن هذا ليس من الضروري أو المُوصى به عادةً. إذا لم تتمكن من إنجاب طفلٍ عبر الممارسة الجنسية، فربما لا يزال بإمكانك الإنجاب من خلال التقنية المساعدة على الإنجاب مثل الإخصاب في المختبر (التلقيح الصناعي).

النتائج

أحيانًا بعد الجراحة، سيفحص الطبيب السائل المنوي تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت العملية ناجحة أم لا.

وقد يريد الطبيب فحص السائل المنوي الخاص بك بصفة دورية. ما لم يحدث الحمل، فسيظل فحص سائل الحيوانات المنوية هو الطريقة الوحيدة لمعرفة مدى نجاح إعادة وصل القناة المنوية.

عند نجاح عملية إعادة وصل القناة المنوية، قد تظهر الحيوانات المنوية في السائل المنوي خلال بضعة أسابيع، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تستغرق سنة أو أكثر. تعتمد احتمالية تحقيق الحمل على عدة عوامل، بما في ذلك عدد ونوعية الحيوانات المنوية الموجودة وعُمر الزوجة.

في حالة عدم نفع عملية إعادة وصل القناة الدافقة

في بعض الحالات، تفشل عمليات إعادة وصل القناة المنوية إذا كانت هناك مشكلة كامنة في الخصية لا يمكن التعرف عليها أثناء الجراحة، أو إذا ظهر انسداد بعد فترة من إجراء الجراحة. ويخضع بعض الرجال لمحاولة ثانية لجراحة إعادة وصل القناة المنوية إذا لم تنجح العملية في المرة الأولى. وتكون معدلات نجاح المحاولة الثانية أقل بشكل طفيف مقارنةً بمعدلات نجاح المحاولة الأولى.

ويمكنك أن تصبح أبًا كذلك عن طريق الإخصاب المخبري باستخدام حيوانات منوية مجمدة. ويمكن الحصول على الحيوانات المنوية من الخصية أو البربخ مباشرةً إما وقت جراحة إعادة وصل القناة المنوية أو بعدها في وقت آخر. ولا يوصي الأطباء عادةً بتجميد الحيوانات المنوية وقت جراحة إعادة وصل القناة المنوية؛ لأن ذلك قد يمثل إجراءً إضافيًا غير ضروري.