تعرّف على عوامل الخطر المتعلقة بانتحار المراهقين، والمؤشرات التحذيرية والخطوات التي بوسعك اتباعها لحماية ابنك المراهق.

من إعداد فريق مايو كلينك

هل ابنك المراهق عُرضة للإقدام على الانتحار؟ يمكن أن تؤدي بعض العوامل —كالمشكلات الطبية والعائلية والاجتماعية— إلى زيادة احتمال إقدام المراهقين على الانتحار. تعرَّف على كيفية اكتشاف احتمال تعرض ابنك المراهق للإقدام على الانتحار. وتعرَّف على الجهات التي يمكنك طلب المساعدة والعلاج منها.

إن معظم المراهقين الذين يحاولون الانتحار أو ينتحرون بالفعل يكونون مصابين بمرض عقلي. وذلك يصعّب عليهم التكيف مع الضغط النفسي المصاحب لمرحلة المراهقة. فقد يجدون صعوبةً بالغة في التعامل مع الرفض والفشل والانفصال وصعوبات الدراسة والمشكلات الأسرية.

وقد لا يتمكنون من إدراك أن بمقدورهم تغيير حياتهم إلى الأفضل. وقد لا يفهمون كذلك أن الانتحار هو رد فعل دائم لمشكلة قصيرة الأجل وليس حلًا لها.

من الجدير بالذكر أن المراهقين عادةً ما يتأقلمون مع المتغيرات الصحية والبدنية والحياتية المسببة للتوتر دون محاولة إيذاء النفس أو الانتحار.

غير أنه من المستحسن الانتباه لبعض عوامل الخطر المصاحبة لتلك المتغيرات. ومن المشكلات الصحية أو البدنية التي يمكن أن تزيد من مخاطر الانتحار ما يلي:

  • الإصابة بمرض عقلي، مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب التحدي المعارض.
  • التغيرات المتعلقة بالبلوغ أو الأمراض المزمنة.
  • اضطرابات إدمان العقاقير.

من الظروف الحياتية التي يمكن أن تزيد من المخاطر ما يلي:

  • وجود تاريخ عائلي مرضي للاضطرابات المزاجية أو الانتحار أو التصرفات المؤدية إلى الانتحار.
  • التعرُّض لتجربة انتحار أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
  • وجود تاريخ من الانتهاكات البدنية أو الجنسية أو التعرض للعنف أو التنمر.
  • وجود وسائل يمكن استخدامها في الانتحار كالأسلحة النارية أو العقاقير في المتناول.
  • فقدان أصدقاء مقربين أو أفراد من الأسرة أو نشوب خلافات معهم.
  • تنوع الميول الجنسية مع وجود عوامل خطر للتنمر ونشوب خلافات عائلية أو اجتماعية.
  • الانتساب بالتبني

يزيد هذا الخطر كثيرًا كذلك لدى الأطفال الذين حاولوا الانتحار في الماضي.

تشمل مؤشرات الخطر التي تشير إلى احتمال تفكير المراهق في الانتحار:

  • الحديث عن الانتحار أو الكتابة عنه مثل نطق عبارات مثل "سأقتل نفسي" أو "لن أسبب لكم أي مشكلة بعد اليوم".
  • الإفراط في تعاطي الكحوليات أو المخدرات.
  • الشعور بالحصار النفسي أو فقدان الأمل أو انعدام الحيلة تجاه موقف ما.
  • فعل أشياء خطيرة أو مؤذية للنفس.
  • التخلي عن الأغراض الشخصية دون سبب منطقي واضح.

بعض مؤشرات الخطر الأخرى التي قد تبدو سلوكًا طبيعيًا للمراهق:

  • تغيير الروتين العادي، بما في ذلك أنماط الأكل أو النوم.
  • قلة التفاعل الاجتماعي والرغبة في الوحدة.
  • التقلبات المزاجية.

يمكن أن يشهد المراهقون الذين يفكرون في الانتحار تغيرات في الشخصية أو يشعرون بقلق أو هياج شديدَين عند تعرضهم لبعض المؤشرات التحذيرية المذكورة أعلاه.

إذا كنت تعتقد أن ابنك المراهق في خطر الآن، اتصل برقم 911 (داخل الولايات المتحدة) أو برقم الطوارئ في بلدك أو بالخط الساخن لمكافحة الانتحار. اتصل بالرقم 988 أو أرسِل رسالة نصية إليه من داخل الولايات المتحدة للتواصل مع الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات 988. يعمل الخط على مدار 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع. أو استخدم خدمة الدردشة في خط الحياة. هذه الخدمات مجانية وسريّة. وفّر الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات في الولايات المتحدة خط هاتف باللغة الإسبانية على الرقم 888‎-628-9454 (مجانًا من داخل الولايات المتحدة).

في حال ساورك الشك بأن ابنك المراهق ربما يفكر في الانتحار، فتحدث معه في الحال. ولا تخشَ استخدام كلمة "الانتحار"، فالحديث عن الانتحار لن يزرع أفكار إيذاء النفس في رأس الطفل.

اسأل ابنك المراهق عما يشعر به، وأنصت إليه، ولا تهوّن من المشكلات التي يواجهها، بل طمئنه أنك تحبه. ذكِّر ابنك المراهق أن بمقدوركما معًا مواجهة ما يحدث أيًا كان.

اطلب أيضًا المساعدة الطبية لابنك المراهق. واطلب الإرشاد من طبيبه.

سيحتاج طبيب ابنك المراهق إلى الإلمام بطبيعة الموقف من مصادر مثل:

  • المراهق نفسه.
  • الوالدَون أو الأوصياء.
  • الآخرون المقربون من المراهق.
  • التقارير المدرسية.
  • الفحوص الطبية أو الصحية العقلية السابقة.

غالبًا يحتاج المراهقون الذين تنتابهم رغبة في الانتحار إلى مساعدة اختصاصي. وقد يكون هذا الاختصاصي طبيبًا نفسيًا أو غيره من اختصاصيي الصحة العقلية المرخصين.

يمكنك أيضًا البحث عن اختصاصي رعاية صحية يعالج حالات الصحة العقلية لدى الأطفال. وقد تجد اختصاصيًا يرغب في الحديث مع المراهق والوالدين والأسرة كاملة.

قد يكون من الصعب على مقدمي الرعاية في بعض الحالات إبقاء المراهق الذي يفكر في الانتحار آمنًا في المنزل. وعندئذ ربما يوصي طبيب المراهق أو اختصاصي الصحة العقلية بتلقي العلاج في مستشفى أو برنامج خارجي مكثف. وقد يقترح كذلك الاتصال بالخط المحلي للاستجابة للأزمات طلبًا للمساعدة.

يمكنك اتباع هذه الخطوات للمساعدة في حماية ابنك المراهق. على سبيل المثال:

  • تحدث معه عن الصحة العقلية والانتحار. لا تنتظر حتى يأتي ابنك المراهق إليك، لكن اسأله عن المشكلة إذا كان يشعر بالحزن أو القلق أو الاكتئاب أو إذا كانت تبدو عليه علامات مواجهة صعوبات. وأنصِت إليه وقدِّم له دعمك.
  • انتبه. تظهر على المراهقين الذين يفكرون في الانتحار مؤشرات تحذيرية في الغالب. لذلك أنصِت إلى ما يقوله ابنك وانتبه إلى تصرفاته. ولا تستهِن أبدًا بتهديدات الانتحار معتبرًا إياها من دراما المراهقين.
  • جنِّب ابنك قضاء وقت أطول من اللازم وحده. شجِعه على قضاء الوقت مع أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يقدمون له الدعم.
  • تابع نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث معه بشأن استخدامه. تابع حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بابنك المراهق. فقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي من مصدر دعم قيّم للمراهق، إلا أنه قد تعرضه إلى أمور مؤذية أيضًا مثل التنمر ونشر الشائعات والآراء غير الواقعية عن حياة الآخرين وضغط مجاراة الأقران. إذا كان ابنك المراهق يشعر بالألم أو الحزن بسبب منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائلها، شجعه على الحديث معك أو مع غيرك من الراشدين أو المعلمين الذين يثق بهم. فالشعور بالتواصل والدعم في المدرسة قد يكون له تأثير وقائي فعال.
  • شجع ابنك على اتباع نمط حياة صحي. ساعد طفلك المراهق على تناوُل الطعام جيدًا، وعلى ممارسة التمارين الرياضية وعلى الحصول على قسط كافٍ من النوم بصورة منتظمة.
  • ادعم خطة العلاج. إذا كان ابنك المراهق يُعالَج من السلوك الانتحاري، فقد يستدعي هذا وقتًا حتى يشعر بتحسن. فساعد ابنك المراهق على اتباع خطة العلاج. وشجعه أيضًا على المشاركة في الأنشطة التي يمكن أن تسهم في رفع مستوى ثقته بنفسه وتدعم بناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • تابِع الأدوية التي يتناولها. قد تراود بعض المراهقين أفكار انتحارية أكثر أو تزداد سلوكياتهم الانتحارية عند تناول أدوية تُسمى مضادات الاكتئاب. ومع أن هذا ليس شائع الحدوث، فإن تلك المخاطر تكون أعلى في الأسابيع القليلة الأولى لبدء تناول دواء معين أو عند تغيير الجرعة. ومع ذلك، يُرجَّح أن مضادات الاكتئاب تحد من خطر الإقدام على الانتحار على المدى الطويل، إذ يمكنها تحسين الحالة المزاجية. إذا كان ابنك المراهق تراوده أفكار انتحارية أثناء تناوله أحد مضادات الاكتئاب، فاتصل بالطبيب على الفور لطلب المساعدة الطارئة.
  • خزِّن الأسلحة والكحوليات والأدوية في مكان آمن. فسهولة الوصول إلى أدوات الانتحار يمكن أن يكون لها دور في حدوث الانتحار إذا كانت لدى المراهق ميول انتحارية بالفعل.

إذا كنت تشعر بالقلق بشأن ابنك المراهق، فتحدث إليه بصدق واطلب المساعدة فورًا.

Aug. 24, 2023