وضعية الجنين قبل الولادة

قد يكون للوضعية التي يتخذها الجنين في الرحم قبل الولادة تأثير كبير على المخاض والولادة. ويُعرَف ذلك بمجيء الجنين.

يميل الجنين إلى الدوران وتمديد جسمه والتقلب كثيرًا أثناء الحمل. ومع ذلك، تهدأ حركته عادةً قبل المخاض ويتخذ وضعية تتيح إجراء الولادة عن طريق إخراج الرأس أولاً عبر قناة الولادة. وتُعرَف هذه الوضعية بالمجيء الرأسي. ولكن هناك وضعيات أخرى قد يتخذها الجنين قبل بدء المخاض.

فيما يلي بعض الوضعيات التي قد يتخذها الجنين في نهاية الحمل.

الرأس لأسفل، والوجه لأسفل

عندما يكون اتجاه رأس الطفل ووجه لأسفل، فإن الوصف الطبي لهذه الوضعية هو الوضعية القذالية الرأسية الأمامية. وهي الوضعية الأكثر شيوعًا لولادة الطفل. ومع اتجاه الوجه لأسفل وميله قليلًا إلى الجانب فإن الجزء الأصغر من رأس الطفل يشق الطريق عبر قناة الولادة. وهذه الوضعية هي أسهل السُبل لولادة الطفل.

صورة توضيحية لوضعية الجنين ووجهه ورأسه للأسفل

وضعية الرأس للأسفل والوجه للأعلى

عندما يكون رأس الجنين للأسفل ووجهه للأعلى، فإن الوصف الطبي لهذه الوضعية هو الوضعية القذالية الخلفية الرأسية. وفي هذه الوضعية، قد تزداد صعوبة مرور رأس الجنين تحت عظم العانة أثناء عملية الولادة، ما يؤدي إلى زيادة مدة المخاض.

غالبًا يتحول الأطفال الذين يبدأون مرحلة المخاض بهذه الوضعية إلى وضعية الوجه للأسفل في النهاية خلال عملية الولادة. ولكن إن لم يحدث ذلك واستغرقت المرحلة الثانية من المخاض وقتًا طويلاً، قد يلجأ أحد أفراد الفريق الطبي إلى التدخل عن طريق المهبل للمساعدة في تدوير الجنين. ويُطلق على هذا الإجراء اسم التدوير اليدوي للجنين.

في بعض الحالات، يمكن أن يُولد الطفل في وضعية الرأس للأسفل والوجه للأعلى. ومن الشائع كثيرًا أن يلجأ الأطباء إلى استخدام الملاقط أو جهاز شفط للمساعدة في عملية الولادة عندما يكون الجنين في هذه الوضعية وليس في وضعية الرأس للأسفل والوجه للأسفل. وفي بعض الحالات، قد يلزم إجراء عملية قيصرية لإخراج الجنين.

صورة توضيحية لوضعية رأس الجنين للأسفل ووجهه للأعلى

الوضع المقعدي الصريح

عندما تكون قدما الجنين أو ألْيَتَاه في وضعية الخروج أولاً أثناء الولادة، يُطلق عليها اسم الوضع المقعدي للجنين. وهي حالة تحدث في حوالي 3% إلى 4% من الأطفال قُبَيل وقت الولادة. ويظهر الجنين في الصورة أدناه في وضع مقعدي صريح، وفيه تكون ركبتا الجنين غير مثنيتين، وتكون قدماه قريبتَين من رأسه. وهذا أكثر أنواع الوضع المقعدي للجنين شيوعًا.

إذا أتممتِ أكثر من 36 أسبوعًا من الحمل وكان طفلكِ يتخذ الوضع المقعدي الصريح، فقد يحاول الطبيب تغيير اتجاه الطفل إلى وضعية الرأس بالأسفل. وذلك من خلال إجراء طبي يُعرَف بالتحويل الرأسي الخارجي. وفي هذا الإجراء، يضغط فرد أو اثنان من الفريق الطبي على بطنكِ بأيديهم لدفع الجنين إلى التحوّل إلى وضعية الرأس بالأسفل استعدادًا للولادة الطبيعية.

إذا لم ينجح هذا الإجراء في تعديل وضع الجنين، أو إذا تحرك الجنين مرة أخرى إلى الوضع المقعدي، فاستشيري أحد أعضاء الفريق الطبي بشأن الخيارات المتاحة للولادة. ومعظم الأطفال الذين يكونون في الوضع المقعدي الصريح يُولدون عن طريق عملية قيصرية مخطط لها.

صورة لجنين يتخذ الوضع المقعدي الصريح

الوضع المقعدي الكامل والناقص

الوضع المقعدي الكامل للجنين، كما هو موضح أدناه، هو أن تكون ركبتا الجنين مثنيتين وساقاه قريبتين من جسمه. أما في حال الوضع المقعدي الناقص، لا يسحب الجنين إحدى أو كلتا ساقيه قريبًا من جسمه، وتكون إحدى أو كلتا قدميه أو ركبتيه أسفل أليتيه. إذا كان الجنين يتخذ أيًا من هذين الوضعين، فقد تشعرين بركلاته في الجزء السفلي من بطنكِ.

إذا أتممتِ أكثر من 36 أسبوعًا من الحمل وكان طفلكِ يتخذ الوضع المقعدي الكامل أو الناقص، فقد يحاول الطبيب تغيير اتجاه الطفل إلى وضعية الرأس بالأسفل. وذلك من خلال إجراء طبي يُعرَف بالتحويل الرأسي الخارجي. وفي هذا الإجراء، يضغط فرد أو اثنان من الفريق الطبي على بطنكِ بأيديهم لدفع الجنين إلى التحوّل إلى وضعية الرأس بالأسفل استعدادًا للولادة الطبيعية.

إذا لم ينجح هذا الإجراء في تعديل وضع الجنين، أو إذا تحرك الجنين مرة أخرى إلى الوضع المقعدي، فاستشيري أحد أعضاء الفريق الطبي بشأن الخيارات المتاحة للولادة. ومعظم الأطفال الذين يكونون في الوضع المقعدي الكامل أو الناقص يُولدون عن طريق عملية قيصرية مخطط لها.

رسم توضيحي لنزول جنين بشكل مقعدي كامل

الوضعية المستعرضة

الوضعية المستعرضة هي أن يكون الجنين مستلقيًا بالعرض —أي يكون ممددًا في وضع أفقي بعرض الرحم— بدلاً من اتخاذ الوضعية الرأسية. وفي هذه الوضعية، قد يكون ظهر الجنين كالآتي:

  • متجهًا للأسفل، في مواجهة قناة الولادة.
  • مستعرضًا، ويتجه أحد الكتفين ناحية قناة الولادة.
  • متجهًا للأعلى، وتكون اليدان والقدمان باتجاه قناة الولادة.

على الرغم من أن العديد من الأطفال يكونون في وضعية مستعرضة في مراحل مبكرة من الحمل، القليل منهم يبقون بهذه الوضعية عند بدء المخاض.

فإذا كان طفلك في وضعية مستعرضة خلال الأسبوع 37 من الحمل، فقد يحاول الطبيب تغيير اتجاه الطفل إلى وضعية الرأس بالأسفل، وذلك من خلال إجراء طبي يُعرَف بالتحويل الرأسي الخارجي. لإجراء التحويل الرأسي الخارجي، يضغط فرد أو اثنان من فريق الرعاية الصحية المتابع لحالتكِ على بطنكِ بأيديهم لدفع الجنين إلى التحوّل إلى وضعية الرأس بالأسفل استعدادًا للولادة الطبيعية.

إذا لم ينجح هذا الإجراء الطبي في تعديل وضعية الجنين، أو إذا تحرك الجنين مرة أخرى إلى الوضعية المستعرضة، فتحدثي إلى أحد أفراد فريق الرعاية الصحية بشأن الخيارات المتاحة للولادة. فالعديد من الأطفال الذين يكونون في وضعية مستعرضة يُولدون عن طريق العملية القيصرية.

صورة لجنين في وضعية مستعرضة

التوائم

إذا كنتِ حاملاً بتوأمين وكان أحد التوأمَين الموجود في الجزء السفلي من الرحم في وضعية الرأس للأسفل، كما هو موضّح أدناه، فقد يقرر الطبيب إجراء ولادة طبيعية لهذا الجنين أولاً.

وبعد ذلك، قد يوصي فريق الرعاية الصحية في بعض الحالات بإجراء ولادة للتوأم الثاني الموجود في الوضع المقعدي. أو قد يحاول تغيير وضع التوأم الثاني إلى وضع الرأس للأسفل، وذلك من خلال إجراء طبي يُعرَف بالتحويل الرأسي الخارجي. وفي هذا الإجراء، يضغط فرد أو اثنان من فريق الرعاية الصحية المتابع لحالتكِ على بطنكِ بأيديهم لدفع الجنين إلى التحوّل إلى وضعية الرأس للأسفل استعدادًا للولادة الطبيعية.

قد يوصي فريق الرعاية الصحية بإجراء ولادة قيصرية للتوأم الثاني في الحالات التالية:

  • إذا لم تنجح محاولة ولادة الجنين عندما يكون في الوضع المقعدي.
  • إذا كنتِ لا تريدين محاولة ولادة الجنين ولادةً طبيعية عندما يكون في الوضع المقعدي.
  • إذا لم تنجح محاولة تغيير وضع الجنين إلى وضع الرأس للأسفل.
  • إذا كنتِ لا تريدين محاولة تغيير وضع الجنين إلى وضع الرأس للأسفل.

وقد ينصحكِ فريق الرعاية الصحية في بعض الحالات بالخضوع لعملية قيصرية لولادة كلا التوأمين. وقد يحدث ذلك إذا لم يكن التوأم السفلي في وضعية الرأس للأسفل أو في حال انخفاض وزن التوأم الثاني أو زيادته عند الولادة مقارنةً بالتوأم الأول أو بدء حدوث المخاض المبكر.

صورة لتوأم قبل الولادة
15/08/2023 انظر المزيد من التفاصيل الشاملة