وعد أُوفي به. ووعد جديد صُنع.

ليست النجاحات التي تحققت مؤخرًا في تجارب الخلايا الجذعية سوى مجرد بداية

من إعداد فريق مايو كلينك

يقول الأستاذ الطبيب، Atta Behfar، الذي يدير برنامج Van Cleve ،Cardiac Regenerative Medicine "رأينا بعض الأشخاص الذين كانوا يستطيعون المشي بصعوبة في أنحاء الغرفة دون تعب". "وبعد العلاج أصبحوا يركبون الدرجات. واستعادوا حياتهم مرة أخرى."

منذ أكثر من عشر سنوات بشّرت تقنيات الخلايا الجذعية بثورة واعدة في عالم الطب. وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت هذه الوعود في التحقق. على سبيل المثال، يجري مركز العلاجات الحيوية التجديدية لدى مايو كلينك منفردًا ثلاثين تجربة سريرية تقريبًا تَستخدم الخلايا الجذعية لعلاج فشل القلب والتصلب الجانبي الضموري وفقدان العظام والسرطان. ولكن في الوقت الذي يكتسب فيه علماء مايو كلينك فهمًا أشمل عن عملية الشفاء، يظهر عمل واعد جديد يهدف إلى تجديد نسيج خالٍ من الخلايا وترميمه.

في نهاية الرحلة العلمية التي استمرت عقدًا من الزمن تقريبًا، أسهم مركز العلاجات الحيوية التجديدية في مايو كلينك خلال هذا الخريف في إطلاق برنامج "العلاج التجديدي المنشط للقلب لمرض فشل القلب الاحتقاني" وهو دراسة سريرية متقدمة تعتمد على الجيل القادم من تقنيات الخلايا الجذعية المصمَّمة في مايو كلينك لشفاء نسيج القلب التالف نتيجة النوبات القلبية.

عندما بدأ العلماء استخدام الخلايا الجذعية في القلب لأول مرة، كانت النتائج محبطة. وقد اعتمدت تلك المحاولات الأولى فقط على استخلاص الخلايا الجذعية من أنسجة مثل نخاع العظام واستخدامها في القلب. ولم تكن هناك استجابة إلا لدى عدد قليل من المرضى. ولكن من خلال دراسة هؤلاء المرضى القليلين، أدرك العلماء أنه في حالات كبار السن المصابين بفشل القلب، كانت الخلايا الجذعية نفسها قديمة ومريضة؛ ما أفقدها القدرة التي كانت لديها على شفاء الجسم.

على الرغم من ذلك، فقد كشفت الدراسات الإضافية المتعلقة بما كان يحدث في خلايا المشاركين عن تقنيات لإنقاذ وظيفة الخلايا الجذعية. اعتمدت إحدى التقنيات على استخدام بروتينات متخصصة تُدعى عوامل النمو مع الخلايا الجذعية بعد استخلاصها، وساعدت في تجديد شباب الخلايا وإعطائها التوجيه الذي تحتاج إليه.

وبعد ذلك حسّن العلماء أسلوب التوصيل بتطوير طرق جديدة لاستخدام الخلايا مباشرةً في الأنسجة التالفة بأسلوب طفيف التوغل.

وفي التجربة السريرية الحديثة من المرحلة المتوسطة التي تختبر فعالية العلاج على نطاق صغير، ظهر تحسن على جميع المرضى.

فقد ارتفع متوسط معدل الإخراج في المرضى 7 نقاط مئوية، وهو رقم ربما لا يبدو مرتفعًا، ولكن معدل الإخراج الطبيعي وهو كمية الدم التي يضخها القلب يبلغ 60 في المائة فقط. ولا يعتبر المريض قد وصل إلى حالة فشل القلب إلا عند انخفاض معدله إلى أقل من 40 في المائة. وقد كان على المرضى حتى يشاركوا في الدراسة أن يكونوا مصابين بدرجة حادة من فشل القلب، أي أن معدل الإخرا لديهم 35 في المائة أو أقل.

من ثم، فالتحسن بمقدار 7 درجات، يعني حياة جديدة لهم.

Atta Behfar, M.D., Ph.D.

يقول عطا بحفر، (دكتور في الطب) وحاصل على درجة الدكتوراه، ومدير برنامج الطب التجديدي القلبي في فان كليف: "لقد رأينا بعض الأشخاص الذين يستطيعون بالكاد المشي في أرجاء الغرفة بدون تعَب". "وبعد تلقِّيهم العلاج، بدأوا في ركوب درَّاجات. وقد عادوا لنمَط حياتهم العادي."

يُخطِّط الباحثون في برنامج فان كليف بتطبيق ما تعلَّموه لبَدء عددٍ من التجارب السَّريرية وإعطاء الخلايا الجِذعية للقلوب في وقتٍ مُبكِّر بعد حدوث النَّوبة القلبية وتوسُّع القلوب بشدَّة وتوقُّف القلوب عن العمل بسبب وجود مرَض على المدى الطويل في الصِّمام. بيد أن أحدَث النَّجاحات والتجارب السريرية ما هي إلَّا مُجرَّد بداية.

التفاف القلب

إذا وخزت أصبعك، فستري الدم الشرياني الأحمر الفاتح المحمل بالأكسجين. بينما تظهر الأوردة في ذراعيك بلون أزرق لأنها مليئة بالدم الذي استخلص الجسم الأكسجين منه. ولكن يظهر الدم المغذي للقلب بلون الشوكولاتة البنية، حيث يختزل الأكسجين من كل مليغرام أثناء قيامه بوظيفته.

وتُعد هذه الحاجة لإمدادات الدم القوية والغنية بالأكسجين حجر عثرة رئيسية لبعض العمليات داخل الخلايا. وقد تغلب الباحثون في برنامج فان كليف على هذه المشكلة حيث بنوا صفائح من الخلايا الجذعية التي يخططون لاستخدامها لزيادة استخدام المضخات الاصطناعية - التي تُسمى أجهزة مساعدة البطين الأيسر - مع المرضى الذين تتمدد قلوبهم على نحو أكبر من اللازم ولا ينفع معها الإصلاح الذاتي.

يقول الدكتور بهفار: "المضخة حل ممتاز لدعم الجانب الأيسر من القلب. ولكن يعاني الكثيرون من فشل غرفتي القلب. بعد وضع جهاز مساعدة البطين الأيسر، يمتلئ الجانب الأيمن فجأة بالكثير من الدم الذي يُضخ، بل وفي معظم الأحيان بعد عام أو نحو ذلك، يبدأ الجانب الأيمن - الذي كان قد فشل بالفعل - في الإنهاك.

يفكر الدكتور بهفار وزملاؤه في لف الجانب الأيمن من القلب بهذه الصفائح لتقويته عندما تُوضع المضخة ناحية اليسار. ولكن سمك هذه الصفائح أمر يصعب التعامل معه.

وبسبب الأهمية البالغة للإمداد بالدم، تموت طبقات الخلايا الوسطى بسبب نقص الأكسجين. ولكن الزملاء في برامج مركز العلاجات الحيوية التجديدية الأخرى يعملون على حل هذه المشكلة. فعلي سبيل المثال، يحاول الباحثون في برامج الجراحة التجميلية والتجديدية إنماء جلد جديد بجميع طبقاته ومكوناته؛ بداية من طبقة البشرة وجُريبات الشعر والغدد العرَقية وصولاً إلى أكثر المكونات أهمية وهي الأوعية الدموية. ويطبق الباحثون في برنامج التجديد العضلي الهيكلي كذلك تقنية زرع الخلايا الجذعية لزيادة تدفق الدم إلى العظام.

يقول الدكتور بهفار: "بفضل كل الاكتشافات الجديدة في تجديد الأنسجة داخل مركز العلاجات الحيوية التجديدية، نستطيع الاستفادة من المعارف الكبيرة التي طُوِّرت داخل مايو كلينك لنقل تلك التقنيات الحديثة إلى الممارسة العملية السريرية".

سؤال جوهري

حين لاحظ الدكتور بيفار والزملاء أن ثلث المرضى المسجلين في تجربتهم السريرية تعافَوْا بصورة فائقة، بدأوا على الفور دراسة السبب وراء ذلك. إذا استطاعوا فَهم ما كان يحدث، لتمكنوا من تحقيق هذا النجاح مع المرضى الآخرين. وخلال التجربة، طُرِح سؤال جوهري، هل الخلايا الجذعية ضرورية؟ هل يوجد طريقة أخرى لتحفيز الجسم على التجديد؟

عند معالجة القلب المتضرر بالخلايا الجزعية، لا تكون الخلايا مسؤولة بمفردها عن التعافي. لكن بدلًا من ذلك، تكون دليلًا للجسم وأنسجته، وتوجههم إلى طريق التعافي.

ومع تطور علم الأحياء الجزيئي كل يوم، يفهم الباحثون في برنامج Van Cleve فهمًا تامًّا لهذه العملية التي تشمل الإشارات التي ترسلها الخلايا لبعضها بعض، والمسارات المناعية المستخدَمة، والمرضى المشتركين. ويرى الباحثون أن هذا الفهم قد يؤدي في نهاية الأمر إلى توفر الطب التجديدي مثل الحبوب.

يقول الدكتور بيفار: "من التجارب السريرية الأولية للخلايا الجزعية نتعلم ما يلزم عمله لتحقيق التجديد". "إذا استطعنا توفير هذه المعالجات في شكل واضح، فقد تكون ميزات كبيرة، دواء فريد يمكن أن يوفر للجميع الميزة ذاتها التي يتمتع بها المتعافون سريعًا."

تُساعدنا تبرُّعاتك على توفير الاستجابة للمرضى المحتاجين منذ زمان. تبرع اليوم.