يدعم مركز مايو كلينك للعلاجات الحيوية التجديدية أربع دراسات تهدف إلى مساعدة الأشخاص على تأخير الخضوع لعمليات استبدال الركبة المكلفة أو حتى عدم الخضوع لها.
تُسبب الاضطرابات العضلية الهيكلية تداعيات هائلة. وهذه الاضطرابات هي نوع المشكلات الصحية الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة بين جميع الفئات العمرية، حيث يشير نصف الأمريكيين إلى تعرضهم لمشكلة عضلية هيكلية مزمنة واحدة على الأقل.
ووفقًا لمشروع مشترك بين جمعيات العظام الرائدة في الولايات المتحدة، فإن اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي التي تنطوي عليها إصابات العمل هي المسؤولة عن نصف إجمالي أيام الإجازات من العمل. وقد كلفت هذه الحالات الأمريكيين قبل عشر سنوات ما يقرب من 1 تريليون دولار ذهبت إلى تكاليف الرعاية الصحية والأجور المفقودة. وقد أخذت هذه النسبة الضخمة التي تبلغ 7.4 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة في التفاقم منذ ذلك الحين.
تشير أحدث الأرقام الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن عدد عمليات استبدال الركبة خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2010 قد وصل إلى الضعف تقريبًا.
وتزامنًا مع بدء دخول الولايات المتحدة في مرحلة تزايد إحالة مواليد فترة ازدهار الولادات إلى التقاعد - وهم الجيل الأكثر نشاط من الجيل السابق عليه من المحالين إلى التقاعد - فمن المتوقع أن يشهد الطلب على خدمات استبدال مفصل الركبة صعودًا حادًا مفاجئًا.
وعلاوة على ما لعمليات استبدال مفصل الركبة من أثر اجتماعي، فإنها قد تكون لها آثارها المدمرة على المستوى الفردي. فهي تُسبب ألمًا كبيرًا، وقد تقلل إلى حد كبير من جودة حياة أي شخص في أي سن، مثل الرياضيين المراهقين النشطين الذين يصابون بتمزق في أحد الأربطة أو تلف الغضروف، والبالغين الأصحاء في منتصف العمر المصابين بالاضطرابات المصاحبة للعمل والحركة، والمتقاعدين الأحياء الذين يفقدون قدرتهم على التكفل بأنفسهم ويصابون بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم بسبب التهاب المفاصل. وتتسم تلك الحالات بدرجة تعقيد لا يمكن تصورها، إذ تطال العظام والعضلات والأربطة والأوتار والغضاريف.
لمساعدة الأشخاص على تأخير الخضوع لعمليات الاستبدال المكلفة أو حتى عدم الخضوع لها، يدعم مركز مايو كلينك للعلاجات الحيوية التجديدية أربع دراسات تهدف إلى علاج أجزاء مختلفة من الركبة.
الخلايا المستوية
أطلقت عيادة Mayo clinic أول دراسة لها في الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص علاج التهاب مفصل الركبة باستخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من النسيج الدهني عن طريق إنمائها في المعمل مقارنة بتجربة العلاج بنخاع العظام، تشمل هذه التجربة حقن الملايين من الخلايا الجذعية المنقاة في مفصل الركبة المصابة بالالتهاب لدراسة قدرة هذه الخلايا على تحسين الأعراض المرضية وإعادة بناء الأنسجة التالفة.
سيتابع الباحثون هؤلاء المرضى من خلال العديد من الفحوصات مثل أشعة الرنين المغناطيسي الخاصة بالغضاريف. باستخدام هذه المعلومات سيتمكن باحثو Mayo من بناء قاعدة بيانات لاستخدامها في الأبحاث الأخرى الخاصة بالخلايا الجذعية وتطوير طرق أخرى لتطويع الخلايا الجذعية لزيادة قدرة المرضى على التعافي.
البلازما الغنية بالصفائح
يمتلئ جسمك بالخلايا العلاجية وفيه الكثير من عوامل النمو والبروتينات. لعلاج التهاب مفصل الركبة، يجري باحثو مايو كلينك اختبارات على البلازما الغنية بالصفائح، التي تتميز بغناها بالعناصر الثلاثة المذكورة.
تبدأ هذه التقنية بدم المريض نفسه، ويعالجه الباحثون بالطرد المركزي لتركيز الصفائح الدموية في حجم صغير من البلازما. تحتوي الصفائح الدموية على العديد من عوامل النمو التي تساعد في الشفاء. تُحقن البلازما المعززة بعد ذلك في المريض لتخفيف الألم والالتهابات وتحسين الوظائف وتحفيز الشفاء.
نخاع العظم المركز
على غرار البلازما الغنية بالصفائح الدموية، يحتوي جسمك على نخاع العظم الغني بالبروتينات وعوامل النمو. ومع ذلك، يحتوي نخاع العظم أيضًا على خلايا جذعية، وهي خلايا قوية قادرة على الحد من الالتهابات، وتشجيع انقسام الخلايا واحتمال إبطاء التهاب المفاصل.
يقدم نخاع العظم في حالات تركيزه مزيجًا قويًا من البروتينات والخلايا الجذعية والصفائح الدموية والخلايا الأخرى. تكون كمية الخلايا الجذعية المتاحة لمعظم عمليات تركيز نخاع العظم صغيرة - 50000 تقريبًا لكل حقنة - ولكن أثبت نخاع العظم المركز نجاحه في تحسن الحالات المرضية للركبة مثل التهاب المفاصل. يدرس الباحثون في مايو كلينك مكونات نخاع العظم المركز لتحديد الجرعات المثلى وأنظمة العلاج.
المعالجة الجينية
يعرف الباحثون أن عمليات الحقن لبروتين معين — بروتين مناهضات مستقبلات إنترليوكين - 1 (IRAP) — ستساعد على تقليل التورم في مفصل الركبة. لكن لسوء الحظ، فإن التأثير لا يدوم طويلاً لأن البروتين يزول خلال 30 إلى 60 دقيقة.
من ناحية أخرى، يطور الباحثون في مايو كلينك جينًا ينتج البروتين ويحاولون وضعه داخل أحد الفيروسات التي يمكن حقنها داخل الركبة. بمساعدة الفيروس، فإن الجين يصيب خلايا الركبة الأصلية "بالعدوى"، ومن ثم ينتج الجسم البروتين لمدة عام. ويتوقع الباحثون أن تبدأ تجارب المرحلة الأولى خلال عام.
يبحث مركز العلاجات الحيوية التجديدية عن طرق جديدة لتدعيم الاستشفاء. ادعمنا اليوم.