زيادة فرص النجاح

تسعى أبحاث الخلايا الجذعية لبناء المناعة إلى زيادة فرص نجاح عمليات زراعة الرئة

من إعداد فريق مايو كلينك

إن بحوث Mayo Clinic (مايو كلينك) المُجراة حول الخلايا الجذعية من أجل عمليات زراعة الرئة وأنواع أخرى من عمليات الزراعة تعمل على زيادة احتمالات النجاة.

عندما بدأ سيزار إيه كيلر، دكتور في الطب، مسيرته المهنية في أمراض الرئة في السبعينيات، كانت فكرة زرع الرئة لا تتعدى كونها خيالًا علميًا. لكن اليوم، أصبح زرع الرئة خيارًا متاحًا لإنقاذ حياة آلاف الأشخاص يوميًا، لكنه ليس الخيار المثالي وفقًا لما يقوله الدكتور كيلر. بالنسبة للبالغين، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حوالي 55 في المئة وفقًا لبيانات زرع الرئة من وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة للفترة بين 2008 و 2015.

وبمساعدة الدعم الخيري، يحاول الدكتور كيلر وزملاؤه في مركز مايو كلينك للعلاجات الحيوية التجديدية علاج المشكلة الأكثر خطورة المرتبطة بعمليات زراعة الرئة، وهي متلازمة رفض الأعضاء المزمن.

الانتقال من الرفض إلى القبول

تشيع حالات الرفض المزمنة بشكل أكبر بخصوص عمليات زرع الرئتين مقارنة بعمليات زراعة أعضاء أخرى ثابتة. يقول د. كيللر موضحًا "يرجع ذلك في غالبية الأحوال بسبب العوامل البيئية، والتي "تتعرض لها الرئة بشكل مستمر مع كل نفس يأخذه المريض".

ولمواجهة هذا التحدي، فإن د. كيللر وزملاءه يستخدمون أدوات تعدُّ اليوم من الخيال العلمي التي تحولت إلى حقيقة علمية: الخلايا الجزعية والطب التجديدي.

تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على إصلاح الخلايا المتضررة، وتحويلها إلى أي خليه يحتاج إليها الجسم وتحفز الجهاز المناعي. لذا، فقد بدأ فريق د. كيللر في إعداد دراسة علاجية أولية لتقييم اعتبارات السلامة والجرعات المستخدمة من الخلايا الجزعية لدى المرضى المطلوب زراعة رئة لديهم، ممن يشعرون برفض مزمن للأعضاء المزروعة. قام الباحثون كذلك بتجميع البيانات حول إمكانية حدوث تحسن محتمل في وظيفة الرئة، أو إبطاء الانخفاض التدريجي في الوظيفة التي تحدث عند الرفض المزمن للعضو المزروع.

وقد استخدمت الدراسة نخاع العظم المشتق من الخلايا الجزعية، والتي تُحقن من خلال الوريد ودورانها حتى تصل إلى الرئتين. يقول د. كيللر: الرئتان "هنا يوجد مقر احتجاز جميع الخلايا الجزعية". ويقوم هو وفريقه بالتحضير لعمل دراسة علاجية أكبر ستستند إلى نتائج الدراسة الأولية.

يضيف قائلًا: "لقد استغرق الأمر منا سبع سنوات بداية من تشكيل مفهومنا، وحتى توصيل الخلايا الجزعية إلى المريض الأول". "سيستغرق الأمر منا سبع أو ثماني سنوات أخرى على الأقل لكي نرى بأعيننا ما سيتحقق من نجاح."

تطوير إمكانيات استعادة الرئتين

سيتسع نطاق هذا البحث وغيره من الأنشطة الجارية في مركز العلاجات الحيوية التجديدية عن طريق تقنية جديدة ستصل إلى موقع ولاية فلوريدا.

حققت مايو كلينك ومؤسسة United Therapeutics في عام 2016 سبقًا علميًا في مركز تجديد الرئتين الذي تمكن من توفير أكثر من ضعف عدد الرئات المتبرع بها القابلة للزراعة في الولايات المتحدة. تعمل United Therapeutics على تحسين الرئات المتبرع بها وجعلها مناسبة للزراعة باستخدام "تقنية إرواء الرئة خارج الجسم". وتحفظ هذه التقنية الرئات في غرفة مخصَّصة، وتعالجها بالمحاليل والغازات التي يمكنها عكس إصابات الرئة وإزالة السوائل الزائدة.

يقول د. كيلر إن هذه التقنية التي يمكنها حفظ الرئات خارج الجسد يمكن استخدامها لبحث فوائد زرع الخلايا الجذعية في الرئات قبل زرعها في الإنسان. وقد تساعد هذه الإستراتيجية على تقليل ردات فعل الجهاز المناعي بعد زراعة الرئات. يقول د. كيلر: "لقد كان هذا الأمر محض خيال علمي عندما بدأت العمل. من المثير للاهتمام أن نتذكر كيف كان المجال عندما بدأت العمل، ونرى تلك المفاهيم تتحقق وتصبح أشياء قابلة للتطبيق".

ساعِد باحثي مايو كلينك على زيادة احتمالات نجاح عمليات زراعة الرئة من خلال دعم مركز العلاجات الحيوية التجديدية في مايو كلينك اليوم.