بعد التوقُّف لمدة 25 عامًا عن المشاركة في سباقات الجري لمسافات طويلة، قام هيرشيل هيرندن في عام 2011 بأخذ قرار للعام الجديد بأن يسترجع لياقته البدنية التي سمحت له بالمنافسة في سباقات الجري لمسافات طويلة في الماضي.

لم يكن الأمر سهلًا. أول مرة ارتدَى فيها هيرشيل حذاء الجري لم يتمكَّن حتى من العدو لمسافة ميل واحد.

ولكن، استمرَّ هيرشيل في العدو، وقبل مرور وقت طويل تمكَّن من استرجاع الشعور الذي كان ينتابه في الماضي عندما كان في العشرينيات من عمره. والصعوبات التي واجهته في البداية حلَّ محلها تشوُّقه إلى التدريب؛ ممَّا أدَّى به في النهاية إلى العَدْو في سباق الجري في بورتلاند في أكتوبر 2011.

وقال هيرشيل، البالغ من العمر 56 عامًا: "إنه كان أمرًا مثيرًا حقًّا، وقلتُ لنفسي حينها: إنه بإمكاني الرجوع لممارسة العَدْو". وقام بوضع الخُطَط للمشاركة في سباق الجري في برلين في العام التالي. ولكن عندما حان وقت التدريب لسباق برلين، هدَّدَتْ إصابة في قدمه بتأخير مسار تدريبه. وتوجَّه هيرشيل لعيادة الطب الرياضي لتحسين الأداء التابعة لمركز Mayo Clinic للحصول على المساعدة، وهو الأمر الذي نصحه به طبيبه في Mayo Clinic.

يقول هيرشيل، "لقد قاموا بعمل تحليل مفصل لأسلوب العدو الخاص بي وخطواتي وطريقة المشي وقدموا لي نصائح لمساعدتي على البقاء بصحة جيدة وللحفاظ على لياقتي البدنية".

اتَّبع هيرشيل الروتين الذي تمَّ وصفه له من تمارين الإطالة وممارسة التمارين الرياضية، وكانت النتائج مُبهِرة؛ وتمكَّن من الاستمرار في التدريب وإكمال سباق الجري في برلين.

واستطرد قائلًا: "إنه شعور مُذهِل بالإنجاز"، ويُضيف أن المرور من بوابة براندنبيرغ التاريخية أثناء سباق الجري هي لحظة لن ينساها أبدًا.

إن الرعاية الاحترافية التي تلقَّاها في عيادة الطب الرياضي لتحسين الأداء التابعة لمركز Mayo Clinic، إضافةً إلى الرعاية التي تلقَّاها أيضًا أفراد عائلته كانت الحافز ومصدر الإلهام التي أدَّت إلى دعم هيرشيل لـ Mayo Clinic. كما أُلْهِم أيضًا بأساليب Mayo المبتكرة في الأبحاث والرعاية الخاصة للمرضى.

وأدَّى هذا الإلهام إلى التزام أعمال هيرشيل الخاصة بالتبرُّع لمركز Mayo Clinic. جزء من الصناديق مخصَّصة لدعم أبحاث سرطان الثدي كان نتيجة لأفراد عائلته المصابين بسرطان الثدي.

يقول هيرشيل: "إن سرطان الثدي منتشر في عائلتي والعديد من العائلات الأخرى، وأحاول معرفة المزيد عن الرعاية التي يتطلَّبها، ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما حول العالم أيضًا." لهذا كانت فكرة محاولة مساعدة الأشخاص المصابين بسرطان الثدي حتى يحصلوا على أفضل الأبحاث والعلاجات الحديثة والرائدة، هي أمرًا يشغلني وقريبًا إلى قلبي."

يَنظُر هيرشيل إلى التزامه نحو Mayo Clinic على أنه طريقة لترك إرث جيد للأجيال القادمة، مثلما فَعَلَتْ والدته بضرب مثال يُحتذى به.

في بداية الثمانينيات، بعد تخرُّج هيرشيل من الجامعة بقليل، قامت والدته، كاثرين، بزيارته في مدينة كنساس في ميسوري. وسهرا معًا يتحدَّثان عن حياتها؛ مما ألهم هيرشيل بتسجيل محادثتهما لتخليد القصص ودروس الحياة التي شاركتها والدته معه هذه الليلة.

يقول هيرشيل: "والداتي سيدة رائعة." فلقد حَصَلَتْ على درجات علمية متقدِّمة في الأربعينيات والخمسينيات، في وقت كان يصعب على السيدات الأمريكيات من أصول إفريقية القيام بذلك، ثم سَخَّرَتْ حياتها لتعليم الآخرين."

ومَرَّ الوقت، وفي عام 1996 أُصِيبَتْ كاثرين بسكتة دماغية شديدة. وفَقَدَتْ القدرة على الحديث، ولكن هيرشيل كان لا يزال لديه التسجيل. وقام بتشغيله مرة أخرى، في وجودها وللأصدقاء والعائلة بعد وفاتها. وقال هيرشيل: إنه في كلتا المرتين كانت تجربة مؤثِّرة لجميع الموجودين.

يَنْظُر هيرشيل لدعمه لـ Mayo Clinic وما فعله في الماضي وما سيفعله في المستقبل على أنه إرثه لأطفاله.

ويقول: "لقد تَرَكَتْ والدتي لنا صوتها على شريط، تَسْرُد فيه حياتها ورؤيتها لمستقبلنا." وكان هذا إرثها لنا، أولادها، ومثلما ستكون Mayo Clinic إرثي لأولادي."

مع احتفال Mayo Clinic بعيدها المائة والخمسين هذا العام، يشعر هيرشيل بالحماس لفعل ما يقدر عليه للمساعدة لضمان استمرار رؤية Mayo Clinic لمدة 150 عامًا آخرين. "من وجهة نظري أن Mayo Clinic تخدم الجميع."

ملاحظة المحرر: احتلَّ هيرشيل منصب نائب رئيس علاقات الكفاءات والمواهب والمدير الإداري للتنوُّع في شركة Best Buy Co. Inc، ونائب رئيس لقسم تطوير السوق المحلي. وقبل العمل في Best Buy، احتلَّ منصب مدير الاتصالات العالمية والتنوُّع في The Stanley Works في كونيكتيكت. ومؤخَّرًا، أسَّس شركة HRH Global Connections, LLC ومقرها مينيابوليس، ويحتلُّ منصب رئيس مجلس الإدارة.

• تبادلها عبر
• ارسلها في تغريدة