التشخيص

قد يكتشف الأطباء ابيضاض الدم المزمن في اختبارات الدم الروتينية قبل ظهور أي أعراض. وإن حدث ذلك أو كانت لديك مؤشرات أو أعراض تدل على ابيضاض الدم، فيمكنك إجراء الفحوص التشخيصية الآتية:

  • الفحص البدني. سيبحث طبيبك عن المؤشرات الجسدية التي تدل على ابيضاض الدم، مثل شحوب لون الجلد بسبب فقر الدم وتورم العقد اللمفية وتضخم الكبد والطحال.
  • اختبارات الدم. يستطيع الطبيب عند فحص عينة من دمك تحديد ما إذا كانت لديك مستويات غير طبيعية من خلايا الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية ما يشير إلى ابيضاض الدم أم لا. وقد يُظهر اختبار الدم أيضًا وجود خلايا ابيضاض الدم، على الرغم من أنه ليست كل أنواع ابيضاض الدم تتسبب في انتشار خلايا ابيضاض الدم في الدم. بل تظل خلايا ابيضاض الدم أحيانًا في نخاع العظم.
  • اختبار نخاع العظم. قد يوصي طبيبك بإجراء يهدف إلى سحب عينة من نخاع عظم الورك. وتُستخرَج عينة نخاع العظم باستخدام إبرة طويلة ورفيعة. وترسَل العينة إلى المختبر للكشف عن خلايا ابيضاض الدم. وقد تكشف اختبارات خاصة لخلايا ابيضاض الدم خصائص محددة تستَخدم لتحديد خيارات علاجك.

العلاج

يعتمد علاج ابيضاض الدم (لُوكيميا) على العديد من العوامل. يحدد طبيبك خيارات علاج ابيضاض الدم استنادًا إلى عمرك وصحتك العامة ونوع ابيضاض الدم لديك وما إذا كان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي أم لا.

تشمل العلاجات الشائعة المستخدمة للقضاء على ابيضاض الدم ما يلي:

  • العلاج الكيميائي. يمثل العلاج الكيميائي الشكل الرئيسي لعلاج ابيضاض الدم. ويستخدم هذا العلاج المواد الكيميائية لقتل الخلايا المصابة بابيضاض الدم.

    قد يصف لك الطبيب دواءً واحدًا أو مجموعة من الأدوية، تبعًا لنوع ابيضاض الدم لديك. وقد تكون هذه الأدوية على شكل حبوب أو حُقن تُحقَن مباشرةً في أحد الأوردة.

  • العلاج الاستهدافي. تُركِّز المعالجات الدوائية الاستهدافيّة على تغيرات شاذَّة محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية. من خلال تقييد هذا الشذوذ، يُمكن أن تتسبَّب المعالجات الدوائية المُوجَّهة في قتل الخلايا السرطانية. ستخضع الخلايا المصابة بابيضاض الدم للفحص لمعرفة ما إذا كان العلاج الاستهدافي فعالاً في حالتك أم لا.
  • العلاج الإشعاعي. يستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة السينية أو غيرها من حِزم الأشعة عالية الطاقة لإتلاف الخلايا المصابة بابيضاض الدم ووقف نموها. وأثناء العلاج الإشعاعي، تستلقي على طاولة بينما تتحرك آلة من حولك وتُسلط الإشعاع على نقاط محددة في جسمك.

    وقد تتلقى الإشعاع على منطقة محددة من جسمك توجد فيها مجموعة من الخلايا المصابة بابيضاض الدم أو على الجسم كله. ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي للاستعداد لزرع نخاع العظم.

  • زرع نخاع العظم. تساعد زراعة نخاع العظم، التي تسمى أيضًا زراعة الخلايا الجذعية، على إعادة تكوين خلايا جذعية صحية من خلال استبدال نخاع العظم غير السليم بخلايا جذعية خالية من ابيضاض الدم لتجديد نخاع العظم السليم.

    قبل زراعة نخاع العظم، ستتلقى جرعات عالية من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للقضاء على أي خلايا نخاع عظم منتجة لابيضاض الدم. ثم تُزرع الخلايا الجذعية التي تكوِّن الدم وتساعد على إعادة بناء نخاع العظم.

    قد تتلقى الخلايا الجذعية من متبرع أو قد تكون قادرًا على استخدام خلاياك الجذعية.

  • العلاج المناعي. يعتمد العلاج المناعي على استخدام الجهاز المناعي لمحاربة السرطان. قد يعجز الجهاز المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض عن مهاجمة السرطان، وذلك لأن الخلايا السرطانية تُنتِج بروتينات تساعدها في الاختباء من خلايا الجهاز المناعي. ويعمل العلاج المناعي عن طريق تثبيط تلك العملية.
  • تعديل الخلايا المناعية وراثيًا للقضاء على ابيضاض الدم. يوجد علاج متخصص يسمى العلاج باستخدام الخلايا التائية لمستقبلات المستضد الخيمرية، وخلال هذا العلاج تُسحب الخلايا التائية القاتلة للجراثيم من الجسم وتُعدَّل وراثيًا لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية ثم يُعاد حقنها مرةً أخرى إلى الجسم. وقد يكون العلاج باستخدام الخلايا التائية لمستقبلات المستضد الخيمرية خيارًا مناسبًا لأنواع معينة من ابيضاض الدم.
  • التجارب السريرية. التجارب السريرية هي دراسات تهدف إلى اختبار علاجات السرطان الجديدة والطرق الجديدة لاستخدام العلاجات الحالية. وعلى الرغم من أن التجارب السريرية تمنحك أنت وطفلك فرصة لتجربة أحدث علاج للسرطان، فإن مزايا العلاج ومخاطره غير مضمونة. فناقش المزايا والمخاطر المتعلقة بالتجارب السريرية مع طبيبك.

التأقلم والدعم

قد يكون تشخيص ابيضاض الدم (لُوكيميا) صادمًا، وخاصة بالنسبة إلى عائلة طفل حديث التشخيص. وبمرور الوقت، ستجد طرقًا للتأقلم مع حالة الغموض والضغوط النفسية المحيطة بالإصابة بالسرطان. وحتى ذلك الحين، قد تفيدك المعلومات التالية:

  • تعلم ما يكفي عن ابيضاض الدم لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن رعايتك. استشر الطبيب عن ابيضاض الدم، بما في ذلك خيارات العلاج ومآل المرض إذا كنت ترغب في ذلك. كلما عرفت المزيد من المعلومات عن ابيضاض الدم، زادت ثقتك في اتخاذ قرارات مناسبة تتعلق بخيارات العلاج.

    يمكن أن يكون مصطلح "ابيضاض الدم" مربكًا لأنه يشير إلى مجموعة من السرطانات التي لا تتشابه كلها إلا في حقيقة أنها تؤثر في نخاع العظم والدم. يمكنك إضاعة الكثير من الوقت في البحث عن معلومات لا تنطبق على نوع ابيضاض الدم لديك. لتجنب ذلك، اطلب من طبيبك أن يكتب أكبر قدر ممكن من المعلومات حول مرضك. ثم ضيِّق نطاق البحث عن المعلومات وفقًا لذلك.

  • حافظ على قربك من أصدقائك وعائلتك. ستساعدك علاقاتك الوثيقة القوية على التعامل مع ابيضاض الدم. فأصدقاؤك وأقاربك يمكنهم تقديم الدعم العملي الذي تحتاج إليه، مثل المساعدة على رعاية منزلك عند وجودك في المستشفى. ويُمكنهم منح الدعم العاطفي أيضًا في حالة شعوركَ بأن السرطان قد تغلَّب عليك.
  • البحث عن شخص ما للتحدث معه. ابحثي عن مستمع جيِّد يكون على استعداد للاستماع إليكِ وأنتِ تتحدَّثين عن آمالكِ ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة. وقد تُساعدك أيضًا أمور أخرى مثل الحصول على اهتمام ودعم أحد الاستشاريين، أو اختصاصي طبي اجتماعي، أو رجل دين، أو مجموعة دعم المصابين بالسرطان.

    اسأل طبيبك عن مجموعات الدعم المتاحة في منطقتك. أو ارجع إلى دليل هاتفك أو المكتبة أو تواصل مع إحدى مؤسسات علاج السرطان، مثل المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أو الجمعية الأمريكية للسرطان أو جمعية ابيضاض الدم والأورام اللمفاوية.

  • اعتنِ بنفسك. من السهل الانخراط في الاختبارات والعلاجات وإجراءات العلاج. ولكن من المهم أن تعتني بنفسك، وليس فقط السرطان. حاول تخصيص بعض الوقت لممارسة اليوغا أو الطهي أو غيرها من الأنشطة التي تفضلها.

الاستعداد لموعدك

حَدِّد موعدًا مع طبيبك إذا كانت لديكِ أعراض أو مؤشرات تثير قلقك. في حالة اشتباه طبيبك في إصابتك بابيضاض الدم (اللوكيميا)، قد تُحال إلى طبيب مختص في أمراض الدم والنخاع العظمي (اختصاصي الدَّمَويات).

نظرًا إلى أن المواعيد الطبية يمكن أن تكون قصيرة، وغالبًا ما يوجد الكثير من المعلومات المطلوب مناقشتها، فمن الجيد الاستعداد التام لهذا الموعد. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد، ومعرفة ما تتوقعه من طبيبك.

ما يمكنك فعله؟

  • التزم بأي محاذير يحددها لك الطبيب قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، تأكَّد من الاستفسار عن أي استعدادات مسبقة يتعين عليك إجراؤها، مثل تقييد نظامك الغذائي.
  • دوّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير متصلة بالسبب الذي حددت الموعد الطبي من أجله.
  • دوّن معلوماتك الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوط شديدة تعرضت لها أو تغييرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
  • أعدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمِّلات الغذائية التي تتناولها.
  • فكِّر في اصطحاب أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء معك. قد يكون من الصعب أحيانًا تذكُّر كل المعلومات المُقدَّمة لك خلال الموعد الطبي. قد يتذكَّر الشخص الذي يرافقكَ شيئًا قد فاتكَ أو نسيتَه.
  • دوّن الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك.

وقتك مع طبيبكَ محدود؛ لذلك سيساعدكَ إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من زيارتك. رتِّب أسئلتك من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسُّبًا لنفاد الوقت. بالنسبة إلى سرطان الدم، تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على الطبيب ما يلي:

  • هل أنا مُصاب بسرطان الدم؟
  • ما نوع سرطان الدم المصاب به؟
  • هل أحتاجُ إلى مزيد من الفحوصات؟
  • هل تحتاج إصابتي بسرطان الدم إلى علاج فوري؟
  • ما خيارات العلاج لسرطان الدم؟
  • هل هناك علاجات يمكن أن تعالج سرطان الدم؟
  • ما الآثار الجانبية المحتمَلة لكل خيار علاجي؟
  • هل تفضِّل خيار علاجيًا محددًا لحالتي؟
  • ما مدى تأثير العلاج في حياتي اليومية؟ هل بإمكاني الاستمرار في الذهاب إلى العمل أو المدرسة؟
  • لديَّ تلك الحالات المرضية الأخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
  • هل يجب أن أراجع اختصاصيًّا؟ ما تكلفة ذلك، وهل سيُغطيه تأميني الصحي؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمكنني اصطحابها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيب، لا تتردد في طرح أسئلة أخرى أثناء موعدك الطبي.

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. واستعدادك للإجابة عن هذه الأسئلة قد يوفِّر لك الوقت بعد ذلك لتغطية النقاط التي تريد مناقشتها. وقد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:

  • متى شعرت بهذه الأعراض لأول مرة؟
  • هل أعراضك مستمرَّة أم عرضية؟
  • ما مدى شدة الأعراض؟
  • ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
  • ما الذي يسبب لك تفاقم الأعراض، إن وجد؟
  • هل تلقيت نتائج غير طبيعية لتحاليل الدم من قبل؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فمتى؟