مساعدة الأطفال على التعامل مع الشعور بالوحدة خلال جائحة كوفيد 19 التباعد الاجتماعي صعب على الأطفال تعرّف على كيفية مساعدة طفلك على التعامل مع الشعور بالوحدة خلال جائحة كوفيد 19.
By Mayo Clinic Staff
حتى أواخر عام 2019، أمضى معظم الأطفال وقتهم في تفاعل مستمر مع الأصدقاء والمعلمين والأقارب والجيران، وفجأة غيّرت جائحة كوفيد 19 نمط حياتهم.
ولمنع انتشار فيروس كوفيد 19 ، أَغلقت عِدة مناطق حول العالم مؤقتًا المدارس ومراكز رعاية الأطفال والملاعب وعَلَّقَت أنشطة الكشافة والبرامج الطلابية التي كانت تُعقد عادة بعد دوام المدرسة. وتلتزم العديد من الأُسَر بالبقاء في المنزل أو تمارس التباعد الاجتماعي، مما يحد من قدرة الأطفال على قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة. وكما هو متوقع، سببت هذه التغييرات مشاعر الوحدة لدى الأطفال والمراهقين.
أثر الشعور بالوحدة على الأطفال
يمكن أن يكون الشعور بالوحدة بسبب ظروف الجائحة أمرًا قاسيًا على الأطفال وقد يجد الأطفال صعوبة أكبر في التعبير عن مشاعرهم مقارنة بالبالغين. وفي هذه الحالة، لا يمكن للأطفال الاعتماد على إستراتيجيات التأقلم المعروفة، مثل تبادل الزيارات مع الأصدقاء.
كما تمنع إجراءات التباعد الاجتماعي الأطفال من قضاء الوقت مع أقرانهم خلال مرحلة تعتبر ضرورية للنمو والتطور الاجتماعي. يمكن للصداقات مع الأطفال الآخرين أن توفر دعمًا مهمًا للأطفال، وأن تنمّي لديهم حس الانتماء، وأن تساعدهم على تطوير هويتهم الفردية.
والشعور بالوحدة لدى الأطفال والمراهقين مَدْعاةٌ للقلق أيضا لأنه قد ينطوي على آثار طويلة الأمد. وأظهرت الأبحاث أن الشعور بالوحدة لدى الأطفال، وخاصة إذا استمر لفترات طويلة، مرتبط بظهور حالات صحية نفسية لاحقًا، كالاكتئاب والقلق. وقد تؤدي جائحة كوفيد 19 أيضا إلى تفاقم الحالات الصحية النفسية الموجودة أصلًا لدى الطفل، وذلك بسبب التوتر الشديد وقلة فرص الحصول على الرعاية الصحية خلال الجائحة.
مساعدة الأطفال على التعامل مع الشعور بالوحدة
رغم الإحباط والملل والإزعاج الذي يسببه التباعد الاجتماعي للأطفال، من المهم الاستمرار في اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع انتشار كوفيد 19 . ويعني ذلك الاستمرار في المباعدة الجسدية بين أطفالك والآخرين خارج نطاق أسرتك. لمساعدة طفلك على التعامل مع الشعور بالوحدة التي يسببها التباعد الاجتماعي:
شجع الطفل على قضاء الوقت مع الأصدقاء
يحتاج الطفل إلى قضاء وقت ممتع ومفيد مع الأصدقاء ليشعر بالتواصل والدعم. وفي الواقع، بسبب ظروف الجائحة، يُحتمل أن يكون لدى طفلك وقت فراغ إضافي للقيام بذلك. والطريقة الأكثر أماناً لطفلك للتحدث مع الآخرين أو اللعب معهم أثناء جائحة كوفيد 19 هي من خلال مكالمات الفيديو أو المكالمات الصوتية. قد يستمتع الأطفال الأكبر سنا بتبادل الرسائل النصية أو اللعب التشاركي عبر الإنترنت مع الأصدقاء. قد يتطلب ذلك منك تخفيف القيود مؤقتًا بخصوص الوقت المسموح للطفل بقضائه في استخدام الأجهزة الذكية. لكن تأكد من الاستمرار في ضمان سلامة وجودة الوقت الذي يقضيه الطفل، وذلك من خلال معاينة الألعاب التي يستخدمها، واستخدام خيارات "رقابة الأهل" التي توفرها الأجهزة الذكية عند الحاجة، والإشراف على أنشطة الطفل على الإنترنت. بالنسبة للتواصل دون استخدام الأجهزة المحمولة والذكية، يمكن للأطفال تبادل الرسائل المكتوبة أو الرسومات عبر البريد.
عَزِّز أجواء الطمأنينة والسّكينة في المنزل
خلال الأوقات العصيبة، يحتاج الأطفال إلى علاقات يسودها الأمان والطمأنينة مع الأهل وغيرهم من مقدمي الرعاية. ولمساعدة الأطفال الأصغر سنا على التأقلم، يفضَّل أن يُكثر الأهل من عناقهم واحتضانهم. كن سندًا لطفلك واطمئن عليه بانتظام. قد يكون من المفيد الاتفاق على وقت منتظم يوميًا أو أسبوعيًا للقيام بذلك. إذا كان ذلك ممكنا، استفد من هذه الفرصة لقضاء المزيد من الوقت مع الطفل ومرافقته خلال الأنشطة العائلية بحيث يستمتع الجميع بها.
ابق على اتصال مع العائلة والأصدقاء
خطط لإجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو لإتاحة المجال لطفلك لقضاء بعض الوقت مع الأقارب وغيرهم من الأشخاص المهمين في حياته. مثلًا يمكن أن تطلب من أحد الأقارب قراءة قصة لطفلك عبر الهاتف أو عبر مكالمة الفيديو. أو ادعُ أفراد العائلة أو الأصدقاء لحضور حفلة دردشة عبر مكاملة فيديو جماعية.
تحدث مع طفلك عن المشاعر
قد يكون طفلك حزيناً بسبب فَوَات مناسبة اجتماعية معينة، كحفلة عيد ميلاد مثلًا. أقرّ لطفلك بأهمية المناسبة التي فاتته، واسأله عن مشاعره، وأظهر اهتمامك بهذه المشاعر وفهمك لها. اسمح لطفلك بتوجيه النقاش بدلاً من أن تضع افتراضات مسبقة حول كيفية تفكيره وشعوره. ومن الأفكار الأخرى أن تعطي طفلك كتابًا مناسبًا لعمره يساعده على التعامل مع موضوع الشعور بالوحدة. من خلال هذه الطريقة فإنك تمرّن طفلك على استخدام الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعره. أو اطلب من طفلك التعبير كتابيًا عن الأمور التي يفتقدها، مثل أشخاص أو أماكن أو أحداث معينة. أيضا، استكشف طرقًا مختلفة يمكن للطفل من خلالها التعامل مع الأمور التي يفتقدها، مثل تجهيز حفل عيد الميلاد بطريقة مختلفة أو أن تعده بفعالية ما عند انتهاء الحاجة إلى التباعد الاجتماعي.
ضع هدفًا يوميًا
قضاء الوقت في أداء أنشطة هادفة يمكن أن يُشْعِرَ طفلك بوجود نظام ومغزى لحياته اليومية. ويمكن لذلك أن يساعد طفلك على التأقلم مع تغيّر الروتين. ومن أمثلة الأنشطة الهادفة التي يمكن أن يستمتع بها الطفل: القراءة أو ركوب الدراجات أو تسجيل الموسيقى أو الفيديوهات أو الـخَبْز أو ارتداء الملابس التنكرية أو الرسم أو الكتابة أو زراعة الحديقة أو بناء شيء ما. شجع طفلك على الإبداع الفردي لتحفيز طفلك، فكر في تنظيم فقرة لعرض المواهب على إحدى منصات مكالمات الفيديو الجماعية. وادع العائلة أو أصدقاء طفلك لمشاهدة العرض. قد يستمتع الأطفال الأكبر سنا بجمع المعلومات عن أحد المواضيع التي يحبونها ثم مشاركة ما تعلموه مع الأصدقاء.
اقتنِ حيوانًا أليفًا
في حال تَوفر لديك الوقت والمكان والميزانية، فإن الأبحاث تشير إلى أن وجود حيوان أليف في المنزل قد يساعد على حماية الأطفال من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. تُوفر الحيوانات الأليفة للأطفال شعورًا بالراحة وتنمي لديهم الإحساس بالمسؤولية والدعم الاجتماعي، مما يعزز شعورهم بالرضا عن الذات. وما يميّز الحيوانات الأليفة أنها تمكّن الأطفال من تكوين علاقات تتميز بالرأفة وتخلو من إطلاق الأَحكام السلبية.
صحيح أنه ليس بإمكان طفلك إيقاف الظروف التي يفرضها التباعد الاجتماعي، لكن يمكن لطفلك التحكم في كيفية التعامل مع هذه الظروف. من خلال تشجيع طفلك على التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعره وإيجاد مغزى لحياته اليومية، فإنك تساعده على التعامل مع الشعور بالوحدة الناتجة عن الجائحة. كما أن هذه التجربة التي يخوضها الطفل قد تُسهم في صقل شخصيته وإعداده بشكل أفضل للتعامل مع التحديات المستقبلية.
18/08/2020
أظهر المَراجع
Loades ME, et al. Rapid systematic review: The impact of social isolation and loneliness on the mental health of children and adolescents in the context of COVID-19. Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry. 2020; doi:10.1016/j.jaac.2020.05.009.
Fegert JM, et al. Challenges and burden of the coronavirus 2019 (COVID-19) pandemic for child and adolescent mental health: A narrative review to highlight clinical and research needs in the acute phase and the long return to normality. Child and Adolescent Psychiatry and Mental Health. 2020; doi:10.1186/s13034-020-00329-3.
Imran N, et al. Mental health considerations for children & adolescents in COVID-19 pandemic. Pakistan Journal of Medical Sciences. 2020; doi:10.12669/pjms.36.COVID19-S4.2759.
Rokach A. Elsevier Connect. https://www.elsevier.com/connect/covid-19-and-loneliness-can-we-do-anything-about-it. Accessed July 10, 2020.
Purewal R, et al. Companion animals and child/adolescent development: A systematic review of the evidence. International Journal of Environmental Research and Public Health. 2017; doi:10.3390/ijerph14030234.
Coronavirus disease 2019 (COVID-19): Help stop the spread of COVID-19 in children. Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/daily-life-coping/children/protect-children.html. Accessed July 10, 2020.
انظر المزيد من التفاصيل الشاملة