يحتوي المقطع التالي من هذا الفيديو على عدد من الأسئلة والإجابات المتعلقة بما يمكن للوالدين القيام به للمشاركة في علاج طفلهما. حسنًا، إن مشاهدتك لهذا الفيديو تبيّن أنك قد اتخذت بالفعل أول خطوة نحو مساعدة طفلك، لأنك تسعى إلى فهم الأسباب التي يمكنها إعاقة قدرة الطفل على اكتساب الكلام بشكل أفضل. أرى أن أهم أمر يمكنك القيام به هو التأكد من تقييم طفلك على يد اختصاصي التخاطب، ثم اتباع التوصيات التي يقدمها من أجل التدخل.

وبالطبع ليس غريبًا أن يساور أحد الوالدين بعض الشكوك، كما يمكن أن يتعرض اختصاصي التخاطب لذلك أيضًا. ففهمنا لاضطرابات النطق الحركية لدى الأطفال، ومنها تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال، لا يزال في مراحله الأولى، وما زال أمامنا الكثير من الأبحاث التي يجب إجراؤها قبل أن نفهم ذلك تمامًا. والمهم أنه إذا كان يساورك شك بشأن ما يفعله اختصاصي التخاطب المعالج لطفلك، أو إذا كان لدى اختصاصي التخاطب تساؤلات أو كان غير متأكد من التشخيص، سيكون التوجّه لاستشارة اختصاصي آخر أمرًا ملائمًا تمامًا. وتعد المستشفيات الجامعية أو مراكز المستشفيات الكبرى التي يوجد بها اختصاصيو تخاطب يتمتعون بخبرات واسعة في تقييم الأطفال المصابين بتعذر الأداء النطقي وعلاجهم من الأماكن المناسبة لذلك.

أعتقد أنه من المهم أن تدرك حقًا ما يفعله اختصاصي التخاطب. وما أهدافه؟ وما الأنشطة التي يستخدمها لتحقيق تلك الأهداف؟ والأهم من ذلك، تحدّث مع اختصاصي التخاطب بشأن ما يمكنك فعله لمساعدة طفلك في المنزل. حيث يتطلّب العديد من الأطفال المصابين بتعذر الأداء النطقي لدى الأطفال الخضوع للعلاج على نحو متواتر. وأحيانًا لا يكون ذلك ممكنًا. وفي هذه الحالة، يصبح من المهم للغاية أن تتم الممارسة في المنزل. وربما يوميًا، ولكن لفترات زمنية قصيرة جدًا. ومن المهم، بصفتك أحد الوالدين، أن تتقبّل فكرة مساعدة طفلك في هذه الممارسة. وأن تعرف أيضًا ما يجب الاستماع إليه وكيفية مساعدة الطفل أو إرشاده إذا كان يواجه بعض المشاكل. ومن الضروري اغتنام الفرصة لحضور بعض جلسات التخاطب. ولا بأس حقًا أن تسأل اختصاصي التخاطب من وقت لآخر إن أمكن ذلك، وخاصة إذا كان وجودك لا يشتت انتباه الطفل كثيرًا. فهذا من شأنه أن يجعلك تشعر بارتياح وثقة أكبر عند تقديم هذه الممارسة في المنزل.

فدائمًا أُذكِر الآباء والأمهات في البداية بأن يثقوا في قدراتهم. إذا كان الأمر لا يبدو ملائمًا بالنسبة لك، فلا بأس أن تستشير اختصاصيًا آخر. لكن أولاً، سأتحدّث مع اختصاصي التخاطب المعالج لطفلك. وسؤاله لِمَ يفعل ذلك. تأكد من أنك تفهم هذا الأمر. وإذا كان لا يزال لديك أسئلة أو كنت تشعر أن هذا الأمر لا يبدو مناسبًا، فإنني سأشجّعك على الذهاب واستشارة اختصاصي آخر بشأن ذلك.

هناك عدة أمور قد يكون عليك التفكير بها. على سبيل المثال، إذا كان الطفل مصابًا بتعذر الأداء النطقي لدى الأطفال، فليس بالضرورة أن يكون ضعيفًا، إلا إذا كان يعاني من عُسر التلفّظ أيضًا. فإذا كان اختصاصي التخاطب يعمل بشكل أساسي على المساعدة في تقوية اللسان أو الشفتين، وتعتقد أنهما ليسا ضعيفين حقًا، فقد يكون ذلك أحد العوامل التي قد تُشعرك بالشك وتُثير قلقك. مرةً أخرى، أُوصيك بالتحدّث إلى اختصاصي التخاطب وسؤاله عن سبب قيامه بما يفعله.

بالنسبة للأطفال الذين لديهم ضعف بالفعل أو أنواع مختلفة من الاعتلال العصبي العضلي، يتم غالبًا تضمين التمارين الفموية الحركية غير اللفظية كجزء من مراحل العلاج، وتكون مفيدة في بعض الأحيان. أما في حالة المصابين بتعذر الأداء النطقي لدى الأطفال وليس لديهم أي ضعف، ولكنهم يواجهون صعوبة أكبر في تخطيط الحركات، فإن تلك الأنشطة غير اللفظية تكون عادةً أقل أهمية. وبالرغم من ذلك، هناك بعض الأنشطة الحركية الفموية غير اللفظية التي قد تكون مفيدة للغاية في جعل الأطفال في وضع أولي، على سبيل المثال. قد يستخدم اختصاصي التخاطب ماصّة، مثلاً، لمساعدة الطفل على تدوير الشفتين. ولكن في هذه الحالة، يكون الهدف هو زيادة وعي الطفل بتدوير الشفتين، وسنزيل الماصّة بسرعة قدر الإمكان، وسرعان ما نبدأ عملية النطق باستخدام حركة تدوير الشفتين تلك. لذا، يمكن استخدام هذه المهام الحركية الفموية غير اللفظية بشكل فعّال للغاية في حالات تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال. ولكنها تُستخدم عادةً من أجل المواضع الصوتية وتعزيز الإدراك الحسي العميق، ثم يُستغنى عنها بأسرع ما يمكن.

24/09/2021